المحطة السابعة
عندما نصل إلى مستوى معين من القدرة نحس أننا لا يعيبنا أن
نطلب مساعدة الآخرين لنا ، حتى أولئك الذين هم أقل منا مقدرة
! ولا يغض من قيمتنا أن تكون معونة الآخرين لنا قد ساعدتنا
على الوصول إلى ما نحن فيه . إننا نحاول أن نصنع كل شيء
بأنفسنا ، ونستنكف أن نطلب عون الآخرين لنا أو أن نضم جهدهم
إلى جهودنا كما نستشعر غضاضة في أن يعرف الناس أنه كان لذلك
العون أثر في صعودنا إلى القمة .. إننا نصنع هذا كله حين لا
تكون ثقتنا بأنفسنا كبيرة أي عندما نكون بالفعل ضعفاء في
ناحية من النواحي .. أما حين نكون أقوياء حقا فلن نستشعر من
هذا كله شيئا .. إن الطفل هو الذي يحاول أن يبعد يدك التي
تسنده وهو يتكفأ في المسير !.
عندما نصل إلى مستوى معين من القدرة ، سنستقبل عون الآخرين
لنا بروح الشكر والفرح .. الشكر لما يقدم لنا من عون ..
والفرح بأن هناك من يؤمن بما نؤمن به نحن .. فيشاركنا الجهد
والتبعة .. إن الفرح بالتجاوب الشعوري هو الفرح المقدس الطليق
!..
__________________
الـجـراد يـأكــل البـعـوض،
والعصفور يفــترس الجراد،
والحيّة تصطـاد العصـافير،
والـقنفـذ يــقــتـل الــحيّـة،
والـثعـلـب يأكـل الـقـنـفذ،
والـذئـب يفـترس الثـعـلـب،
والأســد يــقــتــل الـذئـب،
والإنسان يـصـطـاد الأسـد،
والـبـعـوض يـميت الإنسان ...
هذه هي السلسلة الخالدة لا تبديل لها ولا تغيير.
إما أن تقتل الأسد وإما أن يقتلك البعوض !!
فيا شباب ! لا يغلبكم البعوض ولكن اغلبوا الأسود.
( علي الطنطاوي )