عرض مشاركة واحدة
قديم 18-05-2006, 10:44 AM
  #44
القلم
عضو نشيط
 الصورة الرمزية القلم
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 200
القلم will become famous soon enough
افتراضي

العاشرة:
يستهين بعض الناس في المزح مع أصحابه بالسلاح فيدخل الروع على أخيه المسلم قاصداً المزح، ليُسلّي نفسه ومن معه وهو لا يعلم في تلك الحالة أن الملائكة تلعنه وقد حذّر أبا القاسم صلى الله عليه وسلم أمته من ذلك فقال(( مَنْ أَشَارَ إِلَىٰ أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ، فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَلْعَنُهُ. حَتَّىٰ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّه)) رواه مسلم
قال النووي في شرحه لهذا الحديث: وقوله صلى الله عليه وسلم: «وإن كان أخاه لأبيه وأمه» مبالغة في إيضاح عموم النهي في كل أحد سواء من يتهم فيه ومن لا يتهم، وسواء كان هذا هزلاً ولعباً أم لا ، لأن ترويع المسلم حرام بكل حال ولأنه قد يسبقه السلاح كما صرح به في الرواية الأخرى، ولعْنُ الملائكة له يدل على أنه حرام.
والرواية الأخرى في قول النووي السابق يقصد بها قول المصطفى صلى الله عليه وسلم «لا يُشيرُ أحدُكم على أخيهِ بالسلاح، فإِنه لا يدري لعلَّ الشيطانَ يَنزغُ في يدَيه فيقع في حُفرَة منَ النار». رواه البخاري ومسلم. قال الحافظ في الفتح: والمراد أنه يغري بينهم حتى يضرب أحدهما الآخر بسلاحه فيحقق الشيطان ضربته له. وقال النووي: ومعناه يرمي به في يده ويحقق ضربته.
وثمة خطأ آخر يقع فيه كثير من الناس عندما يطلب أحدهم السلاح من صاحبه فيعطيه سلاحه مسلولا وأكاد أجزم أن الناس إذا علموا بأنه قد نهي عن تعاطي السلاح مسلولا تورعوا عن ذلك واجتنبوه
وقد روى أحمد والبزار عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ” مر بقوم في مجلس يسلون سيفا يتعاطونه بينهم غير مغمود فقال: (( ألم أزجر عن هذا إذا سل أحدكم السيف فليغمده ثم ليعطه أخاه ))” ولأحمد والطبراني بسند جيد عن أبي بكرة نحوه وزاد ” لعن الله من فعل هذا، إذا سل أحدكم سيفه فأراد أن يناوله أخاه فليغمده ثم يناوله إياه ” قال ابن العربي: إذا استحق الذي يشير بالحديدة اللعن فكيف الذي يصيب بها وإنما يستحق اللعن إذا كانت إشارته تهديدا سواء كان جادا أم لاعبا كما تقدم، وإنما أوخذ اللاعب لما أدخله على أخيه من الروع، ولا يخفى أن إثم الهازل دون إثم الجاد وإنما نهي عن تعاطي السيف مسلولا لما يخاف من الغفلة عند التناول فيسقط فيؤذي.
وعن أبي موسى رضي الله عنه عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مرَّ أحدُكم في مسجدِنا ـ أو في سُوقنا ـ ومعهُ نَبْلٌ فَلْيُمسِك على نِصالها ـ أو قال: فلْيقبِض بكفه ـ أَنْ يُصيبَ أحداً منَ المسلمينَ منها بشيء».رواه البخاري ومسلم
وكل ما سبق يدل على حرص الإسلام على سلامة المجتمع من المخاطر والمزالق التي قد تؤدي به إلى المهالك..فنحمد الله أن هدانا لهذا الدين الحنيف الذي اهتم بكل شؤون حياتنا، وعلينا جميعاً الاهتمام بهذا الشأن وعدم إهماله فلنبلغ قومنا بذلك ولنسعى في توعية مجتمعنا وتثقيفه الثقافة النافعة له.


يتبع إن شاء الله
__________________





ليس الفتى من قال كان أبي *** إن الفتى من قال ها أنا ذا

من ابن باز إلى من تحاكم إلى العادات والأعراف القبلية

همسات لبني عمي!!!(1)(2)...


إن وجودَنا هنا في هذه الشبكة( اسمعوها جيدا) لنكون قدوة للقبائل في تعاوننا وتلاحمنا وتكاتفنا..لنكون قدوة للقبائل في كل أمر حميد في الشرع أو العُرف.
القلم غير متواجد حالياً