من ذاكرتي.. ( على مـــاذا ؟؟! )
سأترك اليوم قلمي.. وأتخلى عن صفحتي .. سأرحل دون أن أدون خواطري وأفكاري ! ..
لن أشوه بياضها النقي ..
ووجها الوضيء بخلجات النفس المهمومة ، أو زفرات القلب المحزون ..
سأدعها لك.. دوني فيها فرحاً تستحقه ، أو سعادة تنتظرها ، ارسمي فيها جمالاً لحياة ، أو روعة لحدث !! شيئاً يعيدني إليها !!
اهمسي في أذنها .. إنك تحبين همس حديثها .. وتحصدين ثماراً أضناها زرعها .. وأرقها السهر عليها .
امسحي عن وجنتها عبوس الهم .. وتقطيب الألم الذي يحجب عنا نضارتها .. ورقتها .. وطيبها ! إنها ترفض أن أكتب !! تأبى أن يسيل سواد واقعي على صفاء سحنتها !!
تدير لي ظهرها كلما أقبلت إليها .. وربما تزمجر في وجهي فتختفي معالم حسنها البراق التي أحب أن أراها ! .
لكن .. ما تلبث أن تمر عاصفة ثورتها ويعود رونق بهائها ، وأشعر بها ترتب على كتفي .. وفي عينيها أقرأ حروف خبرتها ، وحكمتها .. تقول لي :
" لا تكتبي !! .. دعي أثر الحب على بياضي..
ينطبق بأن الذي كان هنا ذهب !!..
كما سيذهب كل الناس من حوله .. بأن الحقد الذي نحمله على بعضنا ، والبغض الذي نرهق تفكيرنا فيه ، والعداوة التي ندس حياتنا بها .. وإساءة الظن بإخوتنا التي نعتبرها تحليلاً ذكياً نفخر بها ، ونقداً منطقياً نعجب بإبدائه ..!
سيذهب ذات يوم صاحبها !! سيتوارى تحت التراب إلى غير رجعة .. أو سيسبق إلينا الأجل ونذهب بما نحمل من أثقال ..
فعلى ماذا نحزن ؟ وعلى ماذا نحقد ونتعادى.. ونتباغض ونتقاطع ؟! .
على ماذا نحرم أخاً لنا من بسمتنا ، من عوننا ، من بضع ثوان نمسح عنه فيها الأسى والألم ؟! ..
على ماذا نركض ونعرض ونصد؟! .
" إن هذا ( البشر ) ..مخلوق عاطفي .. تجذبه الكلمة الطيبة " وتنسيه همومه الابتسامة الصادقة .. فعلى ماذا نمنعه الراحة والاطمئنان !!
لم ندعه يعيش.. وندع أنفسنا تعيش !! .
دعي حبرك يقول هذا.. وانفشي على بياضي .
" على ماذا ؟! " وارحلي....
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الوهابي ; 28-04-2006 الساعة 07:23 PM