شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان - المؤلفات التاريخية بين الغث والسمين ( ضوابط الرواية والمؤرخ )

- مجلس الأنساب (https://www.qahtaan.com/vb/forumdisplay.php?f=4)

المؤلفات التاريخية بين الغث والسمين ( ضوابط الرواية والمؤرخ )

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية مانصه " جمهور مصنفي السير والأخبار وقصص الأنبياء ... لايميّز بين الصحيح والضعيف ... ولا لهم خبرة بالمروي المنقول ، ولا لهم لهم خبرة بالرواة النقلة .. وأما باب فضائل الأعمال والأشخاص والأماكن والزمان والقبور ، فباب اتسع فيه الكذب والبهتان "

لقد وضع العلماء ضوابط في أخذ الرواية وقبولها ، ومن ذلك ماصرّح به مالك بن أنس حينما قال : " لايؤخذ العلم من أربعة ، وخذوا ممن سوى ذلك : لايؤخذ من سفيه معلن بسفهه وإن كان أروى الناس ، ولامن صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه ، ولامن كذّاب يكذب في أحاديث الناس ، ولامن شيخ له عبادة وفضل إن كان لايعرف مايحدث "

واشترط العلماء شروطًا بالغة الدقة في المؤرخ وهي :
1ـ الصدق
2ـ إذا نقل يعتمد اللفظ دون المعنى
3ـ والا يكون ذلك الذي نقله أخذه في المذاكرة وكتبه بعد ذلك .
4ـ أن يسمي المنقول عنه .

واشترطوا فيمن يترجم لأي شخص أن يكون :
1ـ عارفًا بحال صاحب الترجمة علمًا ودينًا
2ـ أن يكون حسن العبارة عارفًا بمدلولات الألفاظ .
3ـ ألا يغلبه الهوى فيخيل إليه هواه الإطناب في مدح من يحبه والتقصير في غيره .
ولقد أصبحت المؤلفات تحمل الغث والسمين ولم يبرز أحد بنقدها وتمحيصها فقد أدى ذلك إلى تدني نظرة الناس إلى التاريخ وأخذوه على أنه يمثل مصدرًا من مصادر القصة وأصبح باستطاعة كل شخص أن يتحدث في التاريخ وإن كان من عوام الناس .

يقول ابن خلدون في مقدمته الشهيرة " فقد زلت أقدام كثير من الأثبات والمؤرخين في مثل هذه الاحاديث والآراء وعلقت افكارهم ونقلها عنهم الكافة من ضعفة النظر والغفلة عن القياس وتلقوها هم من غير بحث ولا رواية .. حتى صار فن التاريخ واهيًا مختلطًا .. "
ولقد بذل علماؤنا الاوائل جهودًا مشكورة في جمع الرواية التاريخية وذلك ليقف الناس من اهل العلم على ذلك ليميزوا العدل من المجروح ولكن الأمر الذي يبعث على التساؤل /// لماذا غالب روايات التاريخ إنما جاءت من طريق الإخباريين الذين يحوم حول توثيقهم الشك ومن النادر أن نرى الاخبار واردة من طريق الثقات ؟

وإجابة ذلك : طبيعة المجتمع الإسلامي فقد كان التركيز على جمع احاديث النبي صلى الله عليه وسلم وتحريرها وتبيين الصحيح والضعيف منها هو المهيمن على جميع العلوم في المراحل المتقدمة من تاريخ الإسلام .

بعض المراجع المعينة في ذلك الموضوع :

مقدمة ابن خلدون

الإعلام بالتوبيخ لمن ذم التاريخ للسخاوي

لسان الميزان لابن حجر

مواقف المعارضة لمحمد الشيباني .

الكامل في الضعفاء لابن عدي

الرد على البكري لابن تيمية .

وسلامتكم وأتمنى الاستفادة من الموضوع