![]() |
الـــــبـــــــاب الــــمـــفـــتــــوح
{ يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شي قدير } نداء من الله تعالى يبين لنا فيه فضله رحمته وجوده وكرمه نداء يقول هذا باب مفتوح لمن أسرف على نفسه وأعرض نداء يدعونا للرجوع إلى الله والتوبة: معناها الرجوع عن الذنب ولذا قال ابن منظور ـ رحمه الله ـ ( أصل تاب عاد إلى الله ورجع ) ومعنى تاب الله عليه:أي عاد عليه بالمغفرة والتواب بالنسبة لله ـ تعالى ـ تعني: كثرة قبوله توبة العباد حال بعد حال المعنى الاصطلاحي: يجتمع الاستغفار والتوبة في كثير من الدعاء ، وطلب المغفرة يعني طلب الستر ففي اجتماع ذلك مع التوبة يكون المعنى متكاملاً ، لذلك كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يكثر من الدعاء ويقول: " والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة " رواه البخاري وللتوبة ـ أخي الحبيب ـ شروطها فمنها: 1- ترك الذنب لقبحه: وذلك بالإقلاع عن المعصية سواء كانت من الكبائر أو من الصغائر والأصل أن يكون ترك الذنب بصدق وإخلاص ، وإلا لم تعتبر توبة إذا كانت بطريق القهر أو العجز أو من أجل سلامة البدن أو من أجل الخوف والخجل من فلان من الناس. 2 - الندم على ما فرط: وهو أن يندم المذنب على فعلته التي تركها ، أو تذكر أنه كان يرتكبها فيشعر بالحزن والأسف كلما ذكرها أو رأى أحدا مرتكبا مثلها ، كل ذلك لشعوره بعظم الذنب وقبحه وإدراكه مبلغ التفريط الذي صدر منه ، وتعديه لحدود الله. 3 - العزيمة على ترك المعاودة: وهي النية التي تنشأ في قلب التائب فتحقق صدقه بالتوبة وهي بمثابة العهد الذي يتخذه مع نفسه بعدم الرجوع إلى الذنب وتحول إرادته وتفكيره من المعصية إلى الطاعة . 4 - تدارك ما أمكنه من الأعمال: إذا كانت التوبة من معصية كانت بين العبد وربه ، وأما إذا كان الذنب متعلق بحق الناس ، فلا بد من التحلل منهم ، وطلب الصفح والعفو إن أمكن أو إرجاع الحق إلى أصحابه إذا كان مادياً وذلك بالطريقة المناسبة للحال ، والتوبة تكون تامة إذا تحقق معها الاتجاه نحو الطاعة والعمل الصالح والإكثار منه ، قال تعالى { ومَن تَابَ وعَمِلَ صَالِحاً فَإنَّهُ يَتُوبُ إلَى اللَّهِ مَتَاباً } تأمل في قوله { وعمل صالحا } فبعد التوبة اشترط العمل الصالح ، كل ذلك لتنشغل به فلا يكن ثمة فراغ حتى لا تعود إلى ما كنت عليه سابقا ، ولكي تدارك ما فات مما فرطت في حق الله. أخي المسلم: الإسلام لا يغلق الأبواب في وجه الخاطئين ولا يطردهم من الجماعة إن أرادوا أن يعودوا إليه متطهرين ، بل يفسح المجال لهم ويبين لهم الطريق ويشجعهم على سلوكه ، فلا حرمان من رحمة الله لمن لجأ إليه ، والتوبة واجبة على الفور ، ولا يجوز تأخيرها سواء كانت المعصية صغيرة أو كبيرة ، والتوبة من مهمات الإسلام وقواعده المتأكدة .. يقول تعالى { وتُوبُوا إلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } وقال أيضاً { إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ويُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ } ويقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " رواه البخاري وابن ماجه والنسائي . فهنئا لمن تاب وآمن وعمل صالحا يعد من التائبين المؤمنين العاملين أن يبدل ما عمله من سيئات قبل التوبة حسنات بعدها تضاف إلى حسناته الجديدة ، قال الله { فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات } وهو فيض من عطاء الله لا مقابل له من عمل العبد إلا أنه اهتدى ورجع عن الضلال وثاب إلى حمى الله , ولاذ به بعد الشرود والمتاهه مــــن فـــــوائـــــــد الــــنــــداء: @ التوبة الصادقة سبب في قبول الأعمال وإجابة الدعاء . @ الحرص على المبادرة بالتوبة , والحذر من التسويف وتأخير التوبة . @ ذكر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والذين آمنوا معه في الآية دلالة على أن التوبة لا يطالب بها العصاة والفساق, وإنما حتى الأنقياء الأتقياء . @ أهمية التوبة في حياة المسلم , وذلك في جميع شئونه . @ التسويف بالتوبة مما يجعل العبد يتمادى في الذنوب والمعاصي . @ بيان عظيم فضل الله ورحمته بخلقه وخاصة عباده المؤمنين أن جعل باب التوبة مفتوح . |
رد : الـــــبـــــــاب الــــمـــفـــتــــوح
بيض الله وجهك وانا اخووووك
والله يكتب اجرك |
رد : الـــــبـــــــاب الــــمـــفـــتــــوح
جزاك الله خير وبيض الله وجهك ونفع بك يالغالي
موضوع قيم كل الشكر تقديري |
رد : الـــــبـــــــاب الــــمـــفـــتــــوح
جزاكـ الله خير على ماقدمته
وجعله الله في موازيين اعمالكـ والله لايحرمكـ الاجر والمثوبه والله يحسن لنا ولكم الخاتمه وان يتجاوز عنا وعنكم |
رد : الـــــبـــــــاب الــــمـــفـــتــــوح
الله يجعلها في موازين حسناتك لااااهنت
|
رد : الـــــبـــــــاب الــــمـــفـــتــــوح
جزاك الله خير
|
الساعة الآن 06:17 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .
Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com