![]() |
79 عام !!
تسعة وسبعون عام هي فرق السنين بين الأب وحفيد ابنه في عائلتي الصغيرة. تسعة وسبعون عاماً فيها الكثير من الكفاح والعمل والألم والسعادة، فيها لحظات الفرح والحزن، فيها الفرح بمقدم كل مولود من هذه الأجيال الأربعة، الفرحة الأولى لم يشهدها أحد من أحياء اليوم، الفرحة الثانية لم يشهدها سوى اثنين من أحياء اليوم في عائلتي الصغيرة، الفرحة الثالثة لم أكن أفرّق بين يدي اليمنى واليسرى يوم أن كانت، أما الفرحة الرابعة فشهدتها يوم أمس. لحظات يزيد فيها الجنس البشري فرداً لكل مرّة، يرتقب الجميع مثل هذه اللحظات، وينتظرونها على أحرّ من جمر الغضى، ثم تأتي فلا تسعهم الأرض من شدة الفرح. لحظات – خلال هذه الأعوام كلها- تحمل بين طيّاتها الكثير من الفوارق والاختلافات مع أنها في أصلها واحدة، فالأب والابن كانت لحظتيهما في منزل اللبِن والطين، أما الحفيد وحفيد الابن فكانت لحظتيهما في المستشفيات. نشأ الأب والابن في شظف من العيش وقلة من ذات اليد، أما الحفيد وحفيد الابن فنشآ في حياة رغيدة وحال موسرة. تسعة وسبعون عاماً طرأ فيها العديد من المتغيرات النفسية والاجتماعية والتربوية والتعليمية والثقافية ما يجعل الفرق فيها شاسعاً بين الأجيال الأربعة سواء نحو الإيجاب أو السلب. في يوم من الأيام كان أقصى حدود العالم – معرفة أو طموحاً - هو مكة المكرمة، وأما الآن فالعالم تناهى في الصغر حتى اجتمعت أطرافه وحدوده في إحدى غرف منزل هذه العائلة. في يوم من الأيام استغرقت رحلة السفر إلى الطائف سبعة أيام بلياليها، وأما الآن فرحلة أقصى جنوب أستراليا لم تستغرق سوى ست عشرة ساعة طيران. في يوم من الأيام كان أن يعرف ابن السادسة كيف ينطق ألف باء الإنجليزية فهذا أمر يستحق الاحتفاء، وأما الآن فأن يتصّفح ابن الرابعة موقع "اليوتيوب" بدون أي كلمة عربية واحدة ويعرف كيف يصل لما يريد في هذا الموقع فهذا أمر عادي وعادي جداً. في يوم من الأيام كانت وسيلة الترفيه الوحيدة فيه هي " كرة الشرّاب " ، وأما الآن فلم يعد " البلايستيشن " ولا " القيم بوي " يكفيان ولا بد من ألعاب " الإنترنت " الحيّة المباشرة. في يوم من الأيام بكت العائلة كلها لسفر أحد أفرادها إلى الرياض بغرض الدراسة وخيم الحزن عليها أسابيعاً وشهوراً وسادت الكآبة حتى عاد ذلك الغائب بعد أربع سنوات، وأما الآن فلم تدمع عين واحدة عندما سافر أحد أفراد نفس العائلة ليس إلى الرياض وإنما إلى " ساوث كاليفورنيا " ولم يحزن أحد !! أما لماذا فلأن " الماسنجر " و " السكايب " يتكفلان بإحضار هذا الغائب متى ما أردنا وأينما كنّا. كل هذه الأمور حدثت في محيط عائلتي أنا خلال هذه التسع والسبعين سنة، وأجزم أنها تتكرر بشكل أو بآخر عند الجميع، ولكن هذه هي سنّة الحياة في التغير للأفضل والأسوأ حتى قيام الساعة. أختم بالدعاء لكبير هذه العائلة بطول العمر على طاعة الله، وبالدعاء لصغيرها بأن يبارك فيه ويجعله سنداً لعائلته ومجتمعه ووطنه وأمته. أبو زيد الجمعة 9/5/1431 هـ |
رد : 79 عام !!
أبو زيد
أرحب وين الغيبة لك وحشة 79 سنه كفيلة بتغير الاوضاع وهذي سنة الحياة والحمد الله على النعمة الف شكر على الموضوع الجميل |
رد : 79 عام !!
أرحب يا بو زيد ..
كما قلت كاتبنا العزيز لابدّ من أن الجميع قد مرّ بهذه اللحظات .. ومع تغيرّ أساليب الحياة وانتقال الناس من شظف العيش إلى الرخاء والرفاهية .. فتبقى العلاقة كبيرة وقوية بين الجيلين القديم والجديد .. أشكرك جزيل الشكر يا بو زيد .. |
رد : 79 عام !!
أخوي أبو ريان أشكر تواجدك ،، وغيابي لأعذاري الكثيرة ،، لكن لعلها تزول. ====== أخوي مشاري المهم هو الاستفادة من هذه التغيرات فيما يفيد البشرية ،، تحياتي لك. |
رد : 79 عام !!
ارحب يابو زيد
(غايب يرحب بغايب) == عزالله انك ذكرتني بأمور كثيرة وارجعت ذاكرتي الى ايام المطاريش ودوار الرزق == اشكرك على هذا الموضوع وعلى تنشيط الذاكرة |
رد : 79 عام !!
ارحب تراحيب المطر
الله يحييك وألف ألف ألأف مبروك المولود جعله مبارك وعبد صالح وان شاء الله يكون مكمل لمن سبقوه في السيرة العطره والسمعه الطيبه وجعله مستقبل مشرق له ولكل من سيتبعه ومن فرح إلى فرح ============ 79 عام فكرة جميلة لسرد سيرة وتاريخ اسرة بكل لحظاتها ومشاعرها بل همومها وألمها فعلاً هناك فروق واختلافات ولكنها تبقى الحياة الحياة لاتتغير ولكن الانسان هو المتغير فهل القدرة على التكييف على العموم اتحفتني بهذه المقاله الطيبة وحركت عندي مشاعر نفس مشاعرك الاسرية واحاسيس نفس احاسيسك الشاعرية في ذكر افراح واحزان الاسر على مر العصور ولكنك تبقى الافضل دائماً |
رد : 79 عام !!
السلام عليكم ابو زيد
اطال الله بأعماركم ومتعكم بحفيد الحفيذ بأذنه تعالى سبحان مغيير الاحوال .... اصبحت الحياة سهلة .. وبدون طعم بينما حياة الاولين شقاء وتعب ولكن تسعد بما تنجز .. لها لذة وطعم خاص طالما نشتاق له. في بداية حياتي العملية كانت اسرع وسيلة اتصال هي البرقية والتلكس ابو شريط مخرق ... والان كما تفضلت سكايبي وماسنجر |
رد : 79 عام !!
حسين بن على آل حمدان مرحب يبقى أيام المطاريش ذكرياتها حلوة وإن كانت قاسية . ========== ابن عياف أنت صاحب السبق في كل هذا، والدليل أنك تقول أن لديك نفس الأحاسيس والمشاعر. ========= ماجد الخليفي أنا تراي صغير ما ني مثلك :make-fun: ،، ما لحقت على التلكس ولا أدري وشهو .... =========== تحياتي لكم جميعاً ويبقى لردودكم وتعليقاتكم النكهة الأجمل أشكرك جميعاً |
رد : 79 عام !!
السلام عليكم ورحمه الله
اهلا بكاتبنا المبدع ابو زيد في رائعة من روائعة ----------------------------------------------------------------------------------- 79 عاما خلقت فروقات فأصبح الفارق بين بدائتها ونهايتها شاسع تغيرت كثيرا شكل الحياه ومتطلباتها 79 عاما فرق كبير يضع ثقله على أجندة يوميتنا المثقله بكل ماهب ودب فأصبح الكمالي ضروري واصبح عامل المادة هو من يسير الحياة والناس قبل 79 عاما الحياه خفيفة ومسئوليات قليله وتواصل مثالي وحياه هادئه وبعد 79 عاما حياة مثقله وقت ضيق متطلبات ومسئوليات ضاعت درجو اهميتها فأصبح كل شيء ضروري ولم يعد هناك شيء من الكماليات او شيء لا نحتاجة واصبحنا نحتاج كل شيء تفارق وشتات شاسع وحتى في أسرة واحدة حياة تملأها الضوضاء والزحام حتى في أصغر ممراتها الفارق كبير و79 عاما كبيرة ويبدو بحجم كبرها تغيرت انماط الحياة ولونها واصبحت بهذا الشكل المتعب هذا وللأسف ليس بالأمكان ...أحسن مما كان ------------------------------------------------------------------- ابو زيد رائع هذا الإقتباس وفقك الله وانت بالفعل حضورك يطربني بكل قوة وفقك الله ورعاك وسدد خطاك يالغالي -------------------------------------------------------------------------------------- أخوك / منصور العبدالله ( وااااادي الغلاااااا ) |
رد : 79 عام !!
أخي منصور تحياتي لك على هذه الإضافات الجميلة ،، أشكرك أجزل الشكر. |
الساعة الآن 03:06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .
Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com