![]() |
هذا ما لاحظته !!
مدخل هاتفني أحدهم وقال: السمرة عندي الليلة. قلت: الله يجود عليك. جلست مع نفسي وقلت لا بد من أن أخرج هذه الليلة بفائدة، فكّرت ثم فكّرت ثم أخيراً قررت وقلت: لن أتكلم بكلمة واحدة وإنما سأستعمل كلتا أذني وأصغيهما لكل متحدث هذه الليلة لعلني أنظر ما لم أكن أنظره من ذي قبل. جاء الموعد المحدد وذهبت، كان الجو جميل والهواء عليل، لذا فضلوا الجلوس في الخلاء فكانت الجلسة عند الباب، سلمت على الحضور الذي يزيد على العشرين بقليل وجلست، ثم لاحظت: # أوّلهم على يميني: كان دوماً في موقف دفاع سواء كان الوضع جدياً أم هازلاً - أعتقد أن لتربيته وقسوة أبيه تأثير في ذلك. # أما الذي يليه: فالتزم الصمت قليلاً ثم استأذن للذهاب، يريد أن يخلد للنوم. - أعتقد أن لكبر السن دور في ذلك. # أحدهم: كان طوال الليل يتابع ويبتسم إن كان هناك ما يدعو إلى ذلك، ثم تجهم فجأة وصار يسب ويشتم وذلك بعد أن سمع اسم أحد الكتاب المشهورين في صحفنا. - اتضح لي بعد ذلك أنه يسمع عن ذلك الكاتب فقط ولم يكن قد قرأ له قط. # شيخ آخر: كان بيده (مسبحة) وظل طوال الليل يسبح ثم استأذن هو الآخر مبكراً. - كذلك للسن أحكام. # الذي يليه: لم ينبس ببنت شفة. - لم أجد لذلك تفسيراً. # أما هذا: فإنه لا يُفتَح موضوع إلا ويشارك ولا يُطرَح سؤال إلا ويجيب ولا تقال معلومة إلا ويعقب عليها، والأدهى من ذلك أنه يحاول أن يقنعك برأيه حتى لو استلزم ذلك أن يجبرك إجباراً. - لذلك خلفية نفسية واجتماعية، وهو يعلم أن هناك من ينتقده على ذلك لكنه لا يتحرج من ذلك. # الذي يليه: يحب النكات والطُّرف والدعابة، ولا يخلو من "مزحة برزحة". - مع هذا كلّه فإنه لا يحضى بإجماع الجميع، لا أدري هل هو من مبدأ "رضى الناس غاية لا تدرك" أم أن ما يتداوله البعض من "نغالته" هو أمر صحيح؟! لذا لاحظت أن هناك من لا يضحك لـ"تنكيته". # الذي يليه: يعيش خارج مسقط رأسه ويحن لـ(الديرة) بقوّة، ومتمسّك بالعادات والتقاليد بشدّة حتى بعض العادات الخاطئة. - ظروفه الدراسية حتمت عليه البعد عن أهله وكان لذلك تأثيره في شخصيته، لكن مشكلته التمسك ببعض العادات الخاطئة والحكم على بعض الأشخاص من خلال السماع عنهم مع أنه لم يعايشهم أبداً. # أما الذي بعده: مشكلته أنه يقتنع بالمعلومة الأولى التي يسمعها عن أي موضوع، ومن ثم يبني جميع أحكامه وقناعاته على ذلك حتى لو كان ذلك يخالف جميع الدراسات والبحوث العلمية. - حاولت أن أجد تفسيراً لهذا فلم أجد إلا أنه يحاول أن يثقف نفسه ويتابع الجديد ولكن عبر الطريق الخطأ. # الذي بجانبه: كان مصاب بكسر في رجله، لذلك كان مستمعاً طوال الليل ولم يشارك إلا نادراً، مع أنها ليست عادته. - للمرض عذره. الأخير: فقد جاء متأخراً، ولم يسعفني الوقت لملاحظة أي شيء إلا ملاحظة واحدة وهي: أنه استخدم في كلامه مثلين من الأمثال الشعبية المعروفة ولكن في غير محلها. -لا أملك تعليق. هذا ما استحق تدوينه ،، وإلا فالحضور كان أكثر من ذلك. ------------------------------------------------ خلاصة ما استفدته: 1-التربية القاسية تخرج شخصية مهزوزة وسلبية. 2-كبر السن له أحكام، ويجب أن يراعي الشباب ذلك. 3-يجب أن نتثبت من معلوماتنا وألا نتسرع في أحكامنا، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم –فيما معناه- : "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع". 4-السكوت في أحيان كثيرة مطلوب، لكن الكلام في بعض الأحيان مطلوب أيضاً خصوصاً في المناسبات واللقاءات الاجتماعية لأن ذلك يزيد من أواصر المحبة والتواصل. 5-قد تجد في حياتك اليومية من يتعصب لرأيه ويدافع عنه حتى آخر لحظة، فأحسن علاج لهذا وعيناته أن تتبع قول الرسول -صلى الله عليه وسلّم-: "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً ...الحديث". 6-"رضى الناس غاية لا تدرك". 7-التمسك بالعادات والتقاليد فعل طيب خصوصاً العادات الطيّبة منها، لكن ذلك لا يجب أن يطغى على وجوب التمشي مع مقتضيات العصر ومتطلبات الواقع –خصوصاً ونحن في زمن العولمة وثورة المعلومات- بما لا يخالف الدين الحنيف. 8-يجب التأكد من معلوماتنا وتنقيح ثقافتنا من المغلوط والقديم الذي أكل عليه الزمن وشرب. 9-لا تحكم على شخص ما لم تخالطه، وفي هذا الباب أعجبتني مقولة عن أحد حكماء العرب يقول فيها: "إذا أثنى على الرجل جيرانه في الحضر، ومرافقوه في السفر، ومعاملوه في الأسواق فلا تشك في خلقه" وكأن لسان حاله يقول: لا تحكم على الشخص حتى تجاوره أو تسافر معه أو تعامله بالدرهم والدينار حتى تتأكد من أمانته وخلقه. 10-في الأمور المعرفية –التي لا دخل لها بالأحكام الشرعية- يجب الاعتماد فيها على الدراسات والنتائج البحثية والرجوع لمصادر المعلومات الموثقة، وليس على وكالة "يقولون". 11-للمريض عذره من رب العالمين، فيكف لا نعذره نحن بني آدم. -------------------------------------------------- مخرج: فعلت هذه التجربة لأّول مرّة وخرجت بفوائد كثيرة، جرّبوا الصمت –مثلما فعلت- واستخدموا آذانكم فقط دون ألسنتكم ولمرّة واحدة وستشعرون بفائدة عظيمة. أبو زيد يحيييييييييكم كعادته |
رد : هذا ما لاحظته !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لافض فوك يابوزيد في انتظار المزيد من الابداع تقبل مروري |
رد : هذا ما لاحظته !!
أبو زيد ..
الله يعطيك العافية .. موضوووع .. أكثر من رائع .. تحياتي .. |
رد : هذا ما لاحظته !!
لكل مقام مقال ---فلا الصمت المطبق جميل ---ولا الكلام الكثير والثرثره جميله
ويجب اخذ التوازن في مثل هذه الامور ---والميل الى الكلام النافع والمفيد --متى ما سنحت الفرصه موضوع جميل --يعطيك العافيه تحياتي |
رد : هذا ما لاحظته !!
أبو تركي العبيدي حيّاك الله وأشكر مرورك --------- العبدي مرورك وتعقيبك هو الرائع ------- سعد الربيعي هذه هي المداخلات التي أبتغيها حتى تكتمل أوجه القصور في الموضوع. أشكر مرورك وأتفق معك فيما قلت ،، أبو زيد يحييييييييكم ويشكر المشرف الذي قام بتثيت الموضوع |
رد : هذا ما لاحظته !!
بسم الله الرحمن الرحيم
كل منا إسلوبه وتوقيته مع الصمت قد ينوب الصمت عن الكلام أحيانا ولكن لاينوب الكلام عن الصمت مطلقاً ، لكن في أوقات الضيق تشتد حاجة الإنسان إلى البوح والإفضاء ، وتضعف قدرته على التحمل والإدعاء والصبر " والصمت " ويقول الشاعر : ولإن ندمت على السكوت مرةً .... فلقد ندمت على الكلام مرارا وفقك الله أخي أبو زيد |
رد : هذا ما لاحظته !!
الله يسعدك يالغالي
صمتك فيه حكمة وملاحظتك جميلة فبارك الله فيك واسعدك الله |
رد : هذا ما لاحظته !!
ابن رشد الصغير(الكبير) أنا لا أدعو للصمت لمجرد الصمت -فإن لكل مقام مقال كما يقال- ،، أنا أدعو للصمت لمحاولة الخروج بفوائد مثلما خرجت أن بها ،، فما ذكرته في هذه القصة حقيقي مئة بالمئة ،، وأصدقك القول أن مداركي تفتحت على أمور كانت غائبة عني تماماً قبل جلسة السمر هذه. ولقد ذكرت في في النقطة الرابعة فيما استفدته أنا : ما يوافق وجهة نظرك أن لكل منا توقيته في الصمت والكلام. ------------------------- محمد الحياني مرورك هو الأجمل،، وتقبل الله دعاءك. أشكر مروركما أبو زيد |
رد : هذا ما لاحظته !!
ابو زيد ...
كنت اتمنى انني شاهدتك صامتا في ذلك المجلس ... فقطعا كنت ساستمتع ... كاني بك متأملا ... قد اغمضت عينا وفتحت اخرى ... كانك امام مجهر !! === في نظري انك السعيد الاول بالصمت النسبي - في مثل هذه المجالس - وصدقني كانك تعنيني في مثلها مجالس ... فقد وجدت فيها لذة الصمت ... الذي لا بد ان يكون نسبيا ... الحقيقة انك اشغلتني بالتفكير ... في حلول لمعضلتك - التي هي معضلتنا ايضا -... لكني اخذت نفسا عميقا وقطعت تلك الخاطرة التي تنبي عن - ما اطولك ياليل - ... === وبعد هذا ما اجمل تلك المجالس التي انسى فيها نفسي ... فاستمتع فيها بالكلام ... كما استمتع فيها بالصمت ... وهذا كله بعد متعتي فيها بالفكر والفكرة ... من هذا وذاك ... ( واللي اذا عزموك لا تخليهم ) ... تحياتي لا بو زيد ( ولو زعلوا اهل العربية ) ... . |
رد : هذا ما لاحظته !!
ابو زيد
طبقت الصمت في موضوعك هذا واعجبتي الطريقة وهذا ما جعلني اكتب متأخر قليل الا انني لم استطع الصمت اكثر من ذلك فكتبت هذا الرد ووجدت انها فكرة ممتاز لكشف اساليب الناس ومعرفة طرق الحديث والتعامل معهم فقبل ان تتحدث مع شخص راقبه بتمعن لتعرف طرق الدخول عليه وفعلاً في بعض المجالس فكأننا في حرب الكل يتحدث وهناك ناس لا يمكن ان تسكته مهما علا صوتك وبعضهم لا يتكلم الا في هدوء خاص والبعض يقوم من تلك المجالس فلله العجب اكتشاف خطير يكشف لك عن نوايا بعض المتحدثين فعند المتابعة هناك حرب نظرات وغمزات لن يراه الا من يراقب ويتمعن في غير المتحدث وهناك كلمات عابرة تقال ليسمعها شخص واحد دون البقية سباً في المتحدث أو في احد السامعين وطبعاً لن يسمعها الا المراقب والمتمعن الخفي هناك امور كثير احتفظ بها لنفسي وكأنك تقوم بدراسة نفسية لشخص ما شكراُ اخي العزيز موضوع مميز لك في كل مرة |
الساعة الآن 11:14 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .
Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com