![]() |
بابا بنيدكيت و الفساد والتخبط في الاديان
السلام عليكم جمعت لكم مقلات عن بابا بنيدكيت بستعرضا لكم المفترض في رجال الدين- إن كان ثمة مبرر لوجود رجال دين على بمفهوم الوساطة بين الله وبين العباد- أن يكونوا قدوة صالحة للمؤمنين بالدين، ونموذجًا يحتذي في الفكر والشعور والسلوك. ولكن رجال الدين الكنسي في أوروبا كانوا على النقيض من ذلك تماما حيث كانت حياة الغالبية منهم حياة ترف وملذات وشهوات. يقول [ول ديورانت][1] في فصل بعنوان [أخلاق رجال الدين] من كتاب [قصة الحضارة]: [ لقد كان يسع الكنيسة أن تحتفظ بحقوقها القدسية المستمدة من الكتب المقدسة العبرية والتقاليد المسيحية لو أن رجالها تمسكوا بأهداب الفضيلة والورع، ولكن كثرتهم الغالبة ارتضت ما في أخلاق زمانها من شر وخير، وكانوا هم أنفسهم مرآة ينعكس عليها ما في سيرة غير رجال الدين من أضداد، فقد كان قس الأبرشية خادمًا ساذجًا، لم يؤت في العادة إلا قسطًا ضئيلًا من التعليم، ولكنه غالبًا ما يعيش معيشة يقتدي بها -وإن خالفنا في هذا رأي الراهب الصالح أنطونيو- لا يعبأ به رجال الفكر، ولكن يرحب به الشعب. وكان بين الأساقفة ورؤساء الأديرة بعض من يحيون حياة منعمة، ولكن كان منهم كثيرون من الرجال الصالحين، ولعل نصف مجمع الكرادلة كانوا يسلكون مسلك أتقياء المسيحيين الذي يخزي مسلك زملائهم الدنيوي المرح ]. وإن كان ديورانت يرسم صورة قاتمة نسيبًا عما كان في الأديرة من رذيلة وانخلاع عن الاخلاق والقيم؛ فإن الصورة كانت – أو أصبحت بعد ذلك- أكثر قتامة عن ذي قبل. وينوه ديورانت على ذلك بقوله: [ فمن الخطأ الظن أن القساوسة كانوا في روما أكثر فسادًا منهم في غيرها من المدن، ذلك أن لدينا من الوثائق ما يثبت الدليل القاطع فساد أخلاق القسيسين في كل مدينة تقريبًا من مدن شبه الجزيرة الإيطالية، بل إن الحال في كثير من الأماكن كالبندقية مثلًا كانت أسوأ كثيرا منها في روما، فلا عجب والحالة هذه أن يتضاءل نفوذ رجال الدين كما يشهد بذلك مع الأسف الشديد الكتاب المعاصرون، وإذا كان المرء لا يكاد يجد في كثير من الأماكن أي احترام يظهره الشعب للقسيسين، ذلك أن الفساد قد استشرى بينهم إلى حد بدأنا نسمع معه آراء تحبذ زواجهم ]. ويتابع ديورانت قوله فها هو ذا بترارك [2] نفسه الذي بقى مخلصًا لدين المسيح إلى آخر حياته، والذي صور ما في دير الكرثوزيين، الذي كان يعيش فيه أخوه، من نظام وتقى في صورة طيبة مستحبة، هاهو ذا يندد أكثر من مرة بأخلاق رجال الدين المقيمين في أفنيون, وإن الحياة الخليعة التي كان يحياها رجال الدين الإيطاليون، والتي نقرأ عنها في روايات بوكاتشيو [3] إن هذه الحياة الخليعة موضوع يتكرر وصفه في الأدب الإيطالي، فبوكاتشيو يتحدث عما في حياة رجال الدين من دعارة وقذراة، ومن انغماس في الملذات طبيعية كانت أو غير طبيعية، ووصف ماستشيو الرهبان والإخوان بأنهم [خدم الشيطان] منغمسون في الفسق واللواط والشره، وبيع الوظائف الدينية والخروج على الدين، ويقر بأنه وجد رجال الجيش أرقى خلقًا من رجال الدين ]. ويقول أريتينو ساخرًا من الكنيسة : [ والحق إنه لأسهل على الإنسان أن يعثر على روما مستفيقة عفيفة من أن يعثر على كتاب صحيح ]. وجوتشيارديني يصف روما فيقول: [ أما بلاط روما فإن المرء لا يستطيع أن يصفه بما يستحق من القسوة، فهو العار الذي لا ينمحي أبد الدهر، وهي مضرب المثل في كل ما هو خسيس مخجل في العالم]. ويكاد بجيو يفرغ كل ما عرفه من ألفاظ السباب في التشنيع على فساد أخلاق الرهبان والقسيسين، ونفاقهم، وشرهم، وجهلهم، وغطرسته، ويقص فولينجو في كتاب أرلندينو هذه القصة نفسها. تحياتي!! |
رد : بابا بنيدكيت و الفساد والتخبط في الاديان
الاخ اللبيب
لاهنت وجمل الله حالك مبدع كما عهدناك لاعدمناك ودمت بخير . |
رد : بابا بنيدكيت و الفساد والتخبط في الاديان
هاؤلاء ليسو رجال دين
وكل ماتدين الواحد منهم أزداد تخلفآ نحمد ألي عزنا بالأسلام |
رد : بابا بنيدكيت و الفساد والتخبط في الاديان
تسلموون يا اخواني على هذا تواصل طيب منكم
|
الساعة الآن 09:40 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .
Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com