شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان

شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان (https://www.qahtaan.com/vb/index.php)
-   المجلس الـــــعــــــــام (https://www.qahtaan.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   بعد انجلاء الغبار ... " الهوية والمواطنة "... وحقيقة الموقف ... (https://www.qahtaan.com/vb/showthread.php?t=16245)

نسناس 29-09-2006 05:20 PM

بعد انجلاء الغبار ... " الهوية والمواطنة "... وحقيقة الموقف ...
 
( ارجو ان تغلب روعة المقال على طوله )


المواطنة والهوية

المواطنة انتساب جغرافي، والهوية انتساب ثقافي.

المواطنة انتساب إلى أرض معينة، والهوية انتساب إلى معتقدات وقيم ومعايير معينة.


فما العلاقة بينهما؟

نذكر فيما يلي أمثلة للعلاقات بينهما، وللمشكلات التي تثيرها هذه العلاقات، فنقول:

الهوية لازمة للمواطنة؛ لأن المواطنين لا بد لهم من نظام سياسي، وعلاقات اقتصادية واجتماعية، وقوانين تضبط هذه العلاقات.

وكل هذا إنما يبنى على معتقدات وقيم ومعايير؛ أي على هوية معينة.

ليس الوطن الذي ينتسب إليه المواطنون هو الذي يحدد لهم نوع الهوية التي إليها ينتسبون.

فالوطن الواحد قد تتعاقب عليه نظم مختلفة بل ومتناقضة.

فالروس كانوا مواطنين روساً، حين كانوا ينتمون إلى الاتحاد السوفييتي، وحين كان نظامهم الاقتصادي اشتراكياً، وكان نظام حكمهم دكتاتورياً،

وهم الآن مواطنون روس بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، وبعد حلول الرأسمالية محل الاشتراكية، والديمقراطية محل الدكتاتورية.


فالهوية إذن هي النظارة التي يرى من خلالها المواطنون ما هو مناسب أو غير مناسب، صالح أو غير صالح لوطنهم.

فإذا اختلفت النظارات اختلف تقويم الناظرين إلى ما ينظرون إليه، وإن اتفقوا على الحقائق الحسية.


وإذا صح هذا فإن المواطنين مهما كان إخلاصهم لوطنهم وحرصهم على مصلحته لا يمكن أن ينظروا إلى تلك المصلحة باعتبارهم مواطنين فقط،

بل لا بد أن ينظروا إليها بحسب هوياتهم. لكن بعض الناس يتوهمون أنه بإمكان المواطنين في بلد ما أن يحلوا مشكلاتهم بمجرد انتمائهم الوطني.

فيقولون مثلاً:

لماذا لا نجلس باعتبارنا سودانيين فقط أو سوريين فقط، أو يمنيين، أو خليجيين، أو مصريين ...

وننسى انتماءاتنا الدينية والأيديولوجية لنحل مشكلة من مشكلاتنا الاقتصادية؟

نعم هنالك مشكلات يمكن أن يحلها الناس حتى باعتبارهم بشراً، ودعك من أن يكونوا مواطني دولة من الدول، ولكن ما كل المشكلات كذلك...

وإلا لما انتمى الناس أصلاً إلى ثقافة من الثقافات، بل نظروا إلى كل مشكلة باعتبارهم بشراً لا غير.


خذ مثلاً مشكلة (مرض الإيدز):

إن الناس سيتفقون باعتبارهم بشراً وبغض النظر عن انتماءاتهم الوطنية بأنه شيء ضار؛ لأنه خطر على حياتهم وحياة أولادهم، وهم باعتبارهم بشراً حريصون على الحياة. هل يتفقون على طريقة معالجته؟ ليس بالضرورة؛ فقد يقول المتدينون ـ مسلمين كانوا أو يهوداً أو نصارى ـ إن العلاج الحاسم إنما يكون بالكف عن أية ممارسة جنسية قبل الزواج. وقد يذهب المسلم إلى القول: إن هذا يستدعي فصل الرجال عن النساء، وإلزامهن بزي معين لا يكون مثيراً للرجال. ولكن أناساً من غير المتدينين قد يرون في مثل هذه الاقتراحات حداً من الحرية، وهي في نظرهم أمر ضروري ضرورة العفة التي ينشدها المتدينون؛ ولذلك يرون الاكتفاء بالبحث عن علاج طبي لا سلوكي.

وخذ قضية أخرى يواجهها كل البشر:

(كيف تكون العلاقة الجنسية بينهم؟) هل تكون إباحية يقضي كل فرد منهم حاجته مع من شاء كيف شاء؟ هل يتزوجون؟ وهل يكون الزواج بواحدة أم أكثر؟ وهل هنالك حد لهذا الأكثر؟ هذه قضايا لا يحلها الناس بمجرد انتمائهم الوطني؛ لأنه ليس في هذا الانتماء ما يهديهم إلى خيار من هذه الخيارات، أو يفرضه عليهم.

لا بد للمواطنين إذن من هوية، من ثقافة تكون هي المنظار الذي ينظرون به إلى الواقع، والمعيار الذي يقترحون به الحلول لمشكلاته.

( قفزة )
كيف يقال:


إن أمريكا تؤمن بالتعددية، وهي زعيمة الغرب الذي ما زال يسعى لقتل الثقافات الأخرى، ولأن تكون ثقافته هي المهيمنة على العالم؟

اقرؤوا في هذا ـ إن شئتم ـ كتاب (إدوارد سعيد) الاستعمار الثقافي(Cultural Imperialism) ،

بل إنهم ليعدون ثقافتهم جزءاً من قوتهم التي يسمونها بالقوة الناعمة أو اللينة soft power

كما في تقرير جديد للجنة استشارية من لجان الكونغرس .. فيه تقويم لسياسة الحكومة الأمريكية،



وفيه جاء قولهم:

كنا نتحدث حتى الآن على افتراض أن الهوية شأن داخلي في وطن من الأوطان،

لكن الواقع ليس كذلك. فالعلاقة بين الوطن والهوية لا تكاد تكون علاقة مطابقة.



مشكلات بدهية

(1)

أنه كما أن تعدد الهويات في الوطن الواحد قد يؤدي إلى تمزيقه؛

فإن اتحاد الهويات في أوطان متعددة قد يؤدي إلى توسيع للحدود الوطنية،

بضمّ بعض الأقطار إلى بعض، أو بالتعاون الوثيق بينها الذي يجعلها كالوطن الواحد،

كما هو الحال الآن في الاتحاد الأوروبي.


(2)

بما أن مصالح المواطنين في أرض معينة لا تكاد تكون محصورة في حدود أرضهم،

ولا سيما في عصرنا هذا الذي تشابكت فيه المصالح بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ العالم؛

فإن مفهوم الدولة الوطنية بدأ يتضاءل، وتحل محله تحالفات أو اتحادات بين دول متعددة.

ولكن هذه التحالفات لا تنجح إلا إذا كانت مبنية على هويات مشتركة.

خير مثال على ذلك (الاتحاد الأوروبي) الذي لم يجد مشكلة في ضم كل قطر ذي هوية أوروبية نوعاً ما،

لكنه يتلكأ في قبول (تركيا) ذات الهوية المختلفة، بالرغم من أنها دولة علمانية!!

وبالرغم من أنها غيرت في كثير من قوانينها لتوافق البلاد الأوروبية.



نخلص من هذا كله إلى أنه على المسلمين ألا يُخدَعوا بما يقوله المتقولون من أن علينا جميعاً أن نجتمع باعتبارنا مواطنين فحسب...

وأن نجعل الدين أمراً شخصياً؛ لأن الأديان تفرقنا والوطن يجمعنا.

إن تخلّي المسلمين عن دينهم في حياتهم العامة ليس استمساكاً بوطنية لا هوية فيها ...

وإنما هو إحلال للهوية الغربية محل الهوية الإسلامية.

.

نسناس 30-09-2006 10:58 PM

رد : بعد انجلاء الغبار ... " الهوية والمواطنة "... وحقيقة الموقف ...
 
المقالة اعلاه ...

مقتطفات من مقالة رائعة للدكتور شيخ جعفر ادريس ... وفقه الله ..

سوداني مطرود من امريكا ... واعتقد انه مقيم في بريطانيا ...
.

علي الفهد 30-09-2006 11:06 PM

رد : بعد انجلاء الغبار ... " الهوية والمواطنة "... وحقيقة الموقف ...
 
مشاركه رائعه

عبدالله الوهابي 01-10-2006 12:17 AM

رد : بعد انجلاء الغبار ... " الهوية والمواطنة "... وحقيقة الموقف ...
 
أخي نسناس
أتعجب من دعوات الاندماج ولانصهار في هوية وطنية واحدة ،، مما لا شك فيه أن الدمج والصهر القصري قد ينتج عنه هدر للحقوق لأنه في الغالب يكون من طرف على طرف آخر، والمواطنة قائمة على استيفاء الحقوق، هناك ما يسمى ( الأيديولوجية الوطنية ) توجد في الكثير من دول ( العالم الثالث ) غير الديمقراطية، تفرض على مواطنيها عقيدة سياسية معينة بحجة أنها تقدم أفضل الحلول لمشكلات المجتمع وخدمة أفضل للمصالح الوطنية، فتحاول تلك الدول عبر وسائلها الإعلامية وإمكاناتها الأخرى تأطير الناس أطرا، وقصرهم جبرا، إلى تلك العقيدة السياسية، و لا يهم تلك الحكومات ما يصاحب ذلك من هدر للحقوق والكرامة الإنسانية لبعض الأطراف، ونظام الشعبية خير مثال يضرب في هذا المقام، فسياسة الصهر قصرا في المجتمعات ثبت فشلها والشواهد كثيرة في ذلك ( الاتحاد السوفيتي السابق ، ويوغسلافيا التي تفككت )

أبوسالم 01-10-2006 12:51 AM

رد : بعد انجلاء الغبار ... " الهوية والمواطنة "... وحقيقة الموقف ...
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي نسناس
موضوع رائع بروعة كاتبه (ناقله)
وانا أرى بأن الهوية أهم من كل شئ
رغم أن هناك من يحاول سلبها ودفنها بشتى الطرق
لكن في الأخير مايصح إلا الصحيح
تذكرت قولة الشاعر
جدي أعرابي وأنا أعرابي وأبوي أعرابي
وأكبر مصيبة على الأعراب قرب حماها
وجزاك الله خيراً ونفع بك عموم المسلمين

نسناس 01-10-2006 02:16 AM

رد : بعد انجلاء الغبار ... " الهوية والمواطنة "... وحقيقة الموقف ...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الفهد
مشاركه رائعه

الاخ علي الفهد ...

وانت اروع ...

شكرا لمرورك ... وثنائك ...

نسناس 02-10-2006 07:03 AM

رد : بعد انجلاء الغبار ... " الهوية والمواطنة "... وحقيقة الموقف ...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن رشد الصغير
أخي نسناس
أتعجب من دعوات الاندماج ولانصهار في هوية وطنية واحدة ،،
مما لا شك فيه أن الدمج والصهر القسري قد ينتج عنه هدر للحقوق لأنه في الغالب يكون من طرف على طرف آخر،
والمواطنة قائمة على استيفاء الحقوق، هناك ما يسمى ( الأيديولوجية الوطنية ) توجد في الكثير من دول ( العالم الثالث ) غير الديمقراطية، تفرض على مواطنيها عقيدة سياسية معينة بحجة أنها تقدم أفضل الحلول لمشكلات المجتمع وخدمة أفضل للمصالح الوطنية،
فتحاول تلك الدول عبر وسائلها الإعلامية وإمكاناتها الأخرى تأطير الناس أطرا، وقسرهم جبرا،
إلى تلك العقيدة السياسية، و لا يهم تلك الحكومات ما يصاحب ذلك من هدر للحقوق والكرامة الإنسانية لبعض الأطراف،
ونظام الشعبية خير مثال يضرب في هذا المقام، فسياسة الصهر قسرا في المجتمعات ثبت فشلها والشواهد كثيرة في ذلك ( الاتحاد السوفيتي السابق ، ويوغسلافيا التي تفككت )

الاخ الحبيب ابن رشد ... وفقه الله

كلام سليم ورائع ... اشكرك عليه ...

والحقيقة ان الوطنية .. او المواطنة بالمفهوم الوثني الحالي ...

ما هو الا مركوب اعده المستعمر قبل 70 سنة تقريبا وعند اسقاطهم الخلافة ...

ليركبه العملاء المنافقون ...

من اجل استبدال تلك الرابطة الخطيرة على حياتهم - العقيدة الاسلامية - !!!

تلك الرابطة الوحيدة في العالم اجمع التي انصهرت فيها جميع الروابط الاخرى ... وذابت فيها تماما ...

وبرضى من الجميع ... وبقبول تام ...

وانك لتعجب اشد العجب ... ان تجد من ينادي بالوطنية ... الا ان يكون من رماد القوم !!!


شكرا لك اخي الحبيب ...

نسناس 03-10-2006 07:10 PM

رد : بعد انجلاء الغبار ... " الهوية والمواطنة "... وحقيقة الموقف ...
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوسالم
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي نسناس
موضوع رائع بروعة كاتبه (ناقله)
وانا أرى بأن الهوية أهم من كل شئ
رغم أن هناك من يحاول سلبها ودفنها بشتى الطرق
لكن في الأخير مايصح إلا الصحيح
تذكرت قولة الشاعر
جدي أعرابي وأنا أعرابي وأبوي أعرابي
وأكبر مصيبة على الأعراب قرب حماها
وجزاك الله خيراً ونفع بك عموم المسلمين

الاخ ابو سالم ...

انعم واكرم بك وبجدودك الاعراب كلهم ...

كما قلت ، ولا شك ان الهوية هي الاساس الذي يبنى عليه ... فلك ان تتخيل بناء بلا اساس !!!!
.


الساعة الآن 09:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .

Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود