الهندي ..أستغل ذلك.. فأخرج 1000
 

بسم الله الرحمن الرحيم
الوقت وأهميته

من خلال نظرة عاجلة في حال الأمة الإسلامية عامة، وأحوال الشباب خاصة

تجد حالاً مزرياً وتأخراً في اللحاق بمركب التطور والعمل الجاد لصالح الأمة والفرد , في الدنيا والآخرة.

وعجلة الزمن تقرض أعمارنا رويداً رويداً.


قنع كثير من الشباب من دنياهم بالجلوس الساعات الطوال أمام شاشة الانتر نت أوالتلفاز(الدشوش ) بالمزاجات الفاسدة وترك الرائد والنافع منها ..

أو إضاعة الوقت بالمقاهي ولعب الورق والملهيات (الشيشة والتدخين والسواليف) ساعات طوال من الليل أو النهار..


في الوقت الذي ننعم فيه برغد العيش والأمان.

ولم يستغلوا فراغهم على الوجه المطلوب كما فعل أسلافنا وشباب الإسلام في عهده الزاهر الذين كانوا قدوة للعالمين، ونموذجاً رائعاً للصالحين، ومثلاً أعلى يحتذى للخير والصلاح والتقوى..

جندوا الجنود وقادوا الجيوش، وفتحوا الأمصار، وقهروا الجبابرة.. وجاهدوا في الله حق جهاده.. حتى بلغت الفتوحات الإسلامية في تلك العهود الزاهرة والباهرة إلى حدود الصين!!

وأسلم على أيديهم الملايين!!

الأمر الذي يجعلني أسأل عن سبب الفرق، والهاوية بيننا وبينهم


وما كان من أقوى الأسباب في وجود مثل هذه الهوة إلا أن يكون عدم (استغلال الوقت) والتفريط فيه .



قيمة الوقت في القرآن الكريم والسنة النبوية:


اعتنى القرآن الكريم بالوقت عناية فائقة


مما يدل دلالة واضحة على قيمة الوقت وأهميته في حياة المسلمين


فقد قال تعالى: ( وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ) (الفرقان-62)

وقال تعالى: (وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون )(النحل-12).

ويحذر القرآن الكريم المفرطين في أوقاتهم الذين يفوتهم العمل فيها وينذرهم الحسرة والندامة على ذلك التفريط يوم القيامة حيث يقول قائلهم حينئذ ( يا ليتني قدمت لحياتي) (الفجر-24)

ويقول في حسرة وندامة أيضاً: (ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل) (ابراهيم- 44).

لالا لا لقد مضى وقت العمل ولن يعود.. فالدنيا عمل ولا حساب والآخرة حساب ولاعمل.


وروى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ" رواه البخاري.


وروى معاذ بن جبل رضي الله عنه عن رسول الله أنه قال: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه" رواه الطبراني.


فالواجب استغلال الوقت بالعمل المبارك المفيد في الدنيا والآخرة فيما يرضى الله تعالى.



ما قاله العلماء والأدباء والأعلام في الوقت:قال ابن قيم الجوزية في الجواب الكافي:

"وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة

وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم

ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم وهو يمر مر السحاب..

فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته" الجواب الكافي لابن القيم: ص184.


وقال الإمام العالم العابد الزاهد الحسن البصري في أهمية الوقت

"ما من يوم ينشق فجره، إلا وينادي: يا ابن آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني، فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة" . حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني: ج2ص147.

وللشيخ ابن الجوزي الوزير الفقيه يحيى بن هبيرة رحمهما الله ، قوله:

والوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع


وقد قسم الشافعي رحمه الله الليل ثلاثة أجزاء: الثلث الأول يكتب فيه، والثلث الثاني يصلي، والثلث الثالث ينام. الزهد للبيهقي: ص199 وصفة الصفوة: ج3 ص140.

ومن عجائب المستغلين لوقتهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لايمكن أن يفوت من وقته ساعة دون تعليم أو تأليف أو عبادة؛ حتى بلغت مؤلفاته المئات!


ومن عجائب استغلال الوقت عالم يؤلف (1000) كتاب! إنه العالم الهندي أشرف علي التهانوي المتوفى عام 1362هـ عن عمر يناهز (81سنة) قد زادت مؤلفاته عن (ألف مصنف) في شتى العلوم والمعارف الإنسانية.. إنه إنتاج ضخم فلو فرضنا أنه بدأ التأليف وعمره (20سنة) فيكون حصيلة إنتاجه في العام الواحد أكثر من (16) كتاب ولن يتم ذلك إلا بإستغلال الوقت.

من خصائص الوقت:

1 أن الوقت ينقضي سريعاً.
2 أن ما مضى منه لا يرجع أبداً ولا يعوض مدى الدهر.
3 أن الوقت أنفس وأثمن ما يملك الإنسان.

لذلك يجب أن نحذر التسويف: سوف أعمل، سوف أَجِدُّ، سوف أجتهد... وتمضي الأيام والشهور والسنون ولا يفعل شيئاً من ذلك أبداً. ويهجم عليه الموت فجأة قبل أن يضع (سوف) موضع التنفيذ.


واعلم أن أعظم الإضاعات إضاعتان هما: (إضاعة القلب.. وإضاعة الوقت) فإضاعة القلب من إيثار الدنيا على الآخرة.. وإضاعة الوقت من طول الأمل.. فاجتمع الفساد كله في اتباع الهوى وطول الأمل.. والصلاح كله في اتباع الهدى والاستعداد للقاء الله المستعان) الفوائد لابن القيم.


ويقول القرطبي: (ما أطال عبدٌ الأمل، إلا أساء العمل) تفسير القرطبي.

ومن فوائد استغلال الوقت أنك قد تحصل على أجر حجة وعمرة في ساعة واحدة فقط! نعم ساعة واحدة فقط من وقتك كفيلة لحصولك على أجر حجة وعمرة معاً.. وإن لم تصدقني فاقرأ هذا الحديث: عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله : "من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت كأجر حجة وعمرة، تامة تامة تامة" رواه الترمذي.


فيا أخي الكريم: دعنا نعمل وكفانا ما فرطنا من أعمارنا، دعنا نتدارك بعض ما فاتنا ونعوض بعض ما فقدنا لعلنا نصل إلى مرتبة تليق بنا من مراتب سلفنا وفقنا الله وإياكم إلى ما فيه الخير.


(شــــــــــــــــراقـــــــــــــــــــب)

أحسنت اخي شراقب وبارك الله فيك
ولو كان الواحد منا يجعل جدولاً زمنياً لوقته فقط من باب المحاولة مثلاً من الساعة الخامسة صباحاً حتى السادسة مذا فعل ؟
من الساعة السادسة الى الساعة السابعة ؟
من الساعة السابعة الى الساعة الثامنة ..الخ فينظر هل استفاد من وقته في المفيد وفي طاعة الله وكم من الوقت الفراغ الذي لديه وهل يستطيع أن يحافظ على الرجوع عن أوقاته ويصححها
والله لوفعلنا ذلك لرأينا شيئاً عظيماً في أنفسنا تغير
فلنجرب إيها الأخوة
شكراً مرة أخرى أخ شراقب ونبهتنا لشيء نحن في حاجة اليه فجزاك ربي الجنة

جزاك الله خير وبارك فيك ونفع بك المسلمين نعم نحن احوج للوقت اكثر من اي وقت مضى ومن النعم المحسودين عليها هو الفراغ ولكن اين من يستغله في ما يفيد نسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق