شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان

شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان (https://www.qahtaan.com/vb/index.php)
-   المجلس الـــــعــــــــام (https://www.qahtaan.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   محطات مع (سيّد قطب) -رحمه الله- ،،، روائع (https://www.qahtaan.com/vb/showthread.php?t=11271)

أبو زيد 25-04-2006 09:12 PM

محطات مع (سيّد قطب) -رحمه الله- ،،، روائع
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني هنا أن أقدم لكم رائعة من روائع سيّد قطب
كما أحب أن أخبركم أنها ستكون على شكل سلسلة حتى يتنسى للجميع قراءتها كاملةً
لا أود الإطالة وأترككم مع:
المحطة الأولى:

(رسالة من سيد قطب رحمه الله الى اخته ارسلها قبل قتله)

_أختي الحبيبة … هذه الخواطر مهداة إليك …



إن فكرة الموت ما تزال تخيل لك ، فتتصورينه في كل مكان ،
ووراء كل شيء وتحسبينه قوة طاغية تظل الحياة والأحياء ، وترين
الحياة بجانبه ضئيلة واجفة مذعورة .



إنني أنظر اللحظة فلا أراه إلا قوة ضئيلة حسيرة بجانب قوى
الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة ، وما يكاد يصنع شيئا إلا أن
يلتقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات ! …



مد الحياة الزاخر هو ذا يعج من حولي ! …: كل شيء إلى نماء
وتدفق وازدهار … الأمهات تحمل وتضع : الناس والحيوان سواء .
الطيور والأسماك والحشرات تدفع بالبيض المتفتح عن أحياء وحياة
… الأرض تتفجر بالنبت المتفتح عن أزهار وثمار … السماء تتدفق
بالمطر ، والبحار تعج بالأمواج … كل شيء ينمو على هذه الأرض
ويزداد ! .



بين الحين والحين يندفع الموت فينهش نهشة ويمضي ، أو يقبع حتى
يلتقط بعض الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات ! … والحياة
ماضية في طريقها ، حية متدفقة فوارة ، لا تكاد تحس بالموت أو
تراه !…



لقد تصرخ مرة من الألم ، حين ينهش الموت من جسمها نهشتا ،
ولكن الجرح سرعان ما يندمل ، وصرخة الألم سرعان ما تستحيل
مراحا … ويندفع الناس والحيوان ، والطير والأسماك ، الدود
والحشرات ، العشب والأشجار ، تغمر وجه الأرض بالحياة والأحياء
!… والموت قابع هنالك ينهش نهشتا ويمضي … أو يلتقط الفتات
الساقط من مائدة الحياة ليقتات !! .



الشمس تطلع ، والشمس تغرب ، والأرض من حولها تدور ، والحياة
تنبثق من هنا ومن هناك … كل شيء إلى نماء … نماء في العدد
والنوع ، نماء في الكم والكيف … لو كان الموت يصنع شيئا لوقف
مد الحياة ! … ولكنه قوة ضئيلة حسيرة ، بجانب قوى الحياة
الزاخرة الطافرة الغامرة …!.

من قوة الله الحي ..: تنبثق الحياة وتنداح !!.

نسناس 26-04-2006 11:06 AM

ابو زيد

اهلا بك ،،

كلمات لها معاني بقدرها !!

وهدفها جلي وصريح ،،

ستفاجأ بقلة القراءات ، وبالتالي قلة الردود ،، شي طبيعي ،،

وان سلمت من الهجوم ، فغريبة ،،
.

سديد الراي 26-04-2006 12:06 PM

بين الحين والحين يندفع الموت فينهش نهشة ويمضي ، أو يقبع حتى
يلتقط بعض الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات ! … والحياة
ماضية في طريقها ، حية متدفقة فوارة ، لا تكاد تحس بالموت أو
تراه !…



الله الله
يا ابوزيد سلمت اناملك

البشري 26-04-2006 01:15 PM

رائع اخي الحبيب ابو زيد حفظه الله ورعاه. هل من الممكن المصدر للأستفادة .

رحم الله سيد قطب.

عبدالله الوهابي 26-04-2006 08:19 PM

أحسنت أخي الكريم ابو زيد في ذكر علم من أعلام مصر ومصلح وهو الشيخ السيد قطب بارك الله فيك وبقلمك لاعدمناك أخي الحبيب

و يعد سيد قطب مفكر جماعة الإخوان المسلمين ومؤسس الكثير من أطروحاتهم النظرية وتعتبر كتبه المرجع الأساسي لفهم الخلفيات الفكرية لهذه الجماعة.

وقد ترك سيد قطب آثاراً فكرية متعددة أثرت في فكر الإخوان المسلمين وغيرهم من الحركات الإسلامية المعاصرة.

ويعد تفسير سيد قطب للقرآن المعروف باسم "في ظلال القرآن" مرجعا أساسيا لفهم فكر قطب.

وقد طور سيد قطب مفهومين أساسيين في تفكيره وهما مفهوم الحاكمية ومفهوم الجاهلية المعاصرة. وحول هذين المفهومين تدور كل الأفكار الأخرى التي تصادفنا في مقالات وكتب سيد قطب، على وجه الخصوص كتابه معالم في الطريق ، وكذلك في تفسيره للقرآن الكريم "في ظلال القرآن".

أبوعبدالله 27-04-2006 09:37 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زيد



إنني أنظر اللحظة فلا أراه إلا قوة ضئيلة حسيرة بجانب قوى
الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة ، وما يكاد يصنع شيئا إلا أن
يلتقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات...و لو كان الموت يصنع شيئا لوقف
مد الحياة ! … ولكنه قوة ضئيلة حسيرة ، بجانب قوى الحياة
الزاخرة الطافرة الغامرة …!.
من قوة الله الحي ..: تنبثق الحياة وتنداح !!.

أبو زيد الله يوفقك في دنياك وآخرتك..وفقك الله مثلما وفقت في اختيار هذه الدرر التي نحن بأمس الحاجة إليها..فهل نحن نقرأ:
لنفهم
ونعقل
ونطور فكرنا؟
مرة أخرى
سلامي لك وللربع
اخوك
الحادي

أبو زيد 29-04-2006 12:44 AM

نسناس

المهم الحق -نفسه- لا من يقول الحق
قاعدة لو اتبعناها لارتحنا كثيراً
-----------------
سديد الراي

ومن قال يسلم
---------------
البشري

آمين
ستجد إجابة سؤالك على الخاص
-------------
ابن رشد الصغير

أشكرك على مرورك الكريم
وإضافتك الجميلة ،، لكن
دع ما يريبك إلى ما لا يريبك
-------------
الحادي

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
أتمنى أن تكون إجابة سؤالك : نعم

أبو زيد 29-04-2006 01:09 AM

المحطة الثانية

عندما نعيش لذواتنا فحسب ، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة ،
تبدأ من حيث بدأنا نعي ، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود ! …



أما عندما نعيش لغيرنا ، أي عندما نعيش لفكرة ، فإن الحياة
تبدو طويلة عميقة ، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد
مفارقتنا لوجه هذه الأرض !…



إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة ، نربحها حقيقة
لا وهما ، فتصور الحياة على هذا النحو ، يضاعف شعورنا بأيامنا
وساعاتنا ولحظاتنا . فليست الحياة بعد السنين ، ولكنها بعداد
المشاعر ، وما يسميه (( الواقعيون )) في هذه الحالة (( وهما
)) ! هو في (( الواقع )) ، (( حقيقة )) أصح من كل حقائقهم !…
لأن الحياة ليست شيئا آخر غير شعور الإنسان بالحياة . جرد أي
إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها
الحقيقي ! ومتى أحس الإنسان شعورا مضاعفا بحياته ، فقد عاش
حياة مضاعفة فعلا …



يبدو لي أن المسألة من البداهة بحيث لا تحتاج إلى جدال ! …



إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة ، حينما نعيش للآخرين ، وبقدر
ما نضاعف إحساسنا بالآخرين ، نضاعف إحساسنا بحياتنا ، ونضاعف
هذه الحياة ذاتها في النهاية !.

أبو زيد 06-05-2006 12:36 AM

المحطة الثالثة:


بذرة الشر تهيج ، ولكن بذرة الخير ، تثمر ، إن الأولى ترتفع
في الفضاء سريعا ولكن جذورها في التربة قريبة ، حتى لتحجب عن
شجرة الخير النور والهواء ولكن شجرة الخير تظل في نموها
البطيء ، لأن عمق جذورها في التربة يعوضها عن الدفء والهواء …



مع أننا حين نتجاوز المظهر المزور البراق لشجرة الشر ، ونفحص
عن قوتها الحقيقية وصلابتها ، تبدو لنا واهنة هشة نافشة في
غير صلابة حقيقية ! … على حين تصبر شجرة الخير على البلاء ،
وتتماسك للعاصفة ، وتظل في نموها الهادئ البطيء ، لا تحفل بما
ترجمها به شجرة الشر من أقذاء وأشواك !…

أبو زيد 12-05-2006 07:33 PM

المحطة الرابعة


عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس ، نجد أن هناك خيرا
كثيرا قد لا تراه العيون أول وهلة !…



لقد جربت ذلك . جربته مع الكثيرين … حتى الذين يبدو في أول
الأمر أنهم شريرون أو فقراء الشعور …



شيء من العطف على أخطائهم ، وحماقتهم ، شيء من الود الحقيقي
لهم ، شيء من العناية – غير المتصنعة – باهتماماتهم وهمومهم …
ثم ينكشف لك النبع الخير في نفوسهم ، حين يمنحونك حبهم
ومودتهم وثقتهم ، في مقابل القليل الذي أعطيتهم إياه من نفسك
، متى أعطيتهم إياه في صدق وصفاء وإخلاص . إن الشر ليس عميقا
في النفس الإنسانية إلى الحد الذي نتصوره أحيانا . إنه في تلك
القشرة الصلبة التي يواجهون بها كفاح الحياة للبقاء … فإذا
آمنوا تكشفت تلك القشرة الصلبة عن ثمرة حلوة شهية … هذه
الثمرة الحلوة ، إنما تتكشف لمن يستطيع أن يشعر من الناس
بالأمن من جانبه ، بالثقة في مودته ، بالعطف الحقيقي على
كفاحهم وآلامهم ،و على أخطائهم وعلى حماقتهم كذلك … وشيء من
سعة الصدر في أول الأمر كفيل بتحقيق ذلك كله ، أقرب مما يتوقع
الكثيرون … لقد جربت ذلك ، جربته بنفسي . فليست أطلقها مجرد
كلمات مجنحة وليدة أحلام وأوهام !…


الساعة الآن 12:45 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق الأدبيه والفكرية محفوظة لشبكة قحطان وعلى من يقتبس من الموقع الأشارة الى المصدر
وجميع المواضيع والمشاركات المطروحه في المجالس لاتمثل على وجه الأساس رأي ووجهة نظر الموقع أو أفراد قبيلة قحطان إنما تمثل وجهة نظر كاتبها .

Copyright ©2003 - 2011, www.qahtaan.com