المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن شداد القحطاني (المشاركة 694529)

هذه السالفة جـرت على محمـد مخيزيم الفراط " اخو رفعه " من السحمه صاحب شجاعة وكرم وهو الذي يعنيه الدوسري في قصيدته التي منها قوله " يا نافدا اللي يرحب يوم حقبنا ـ أبو حمود محمد عيد الاضمادي "0
في يوم من الأيام ورد محمد الفراط ليروي له ماء من ثمد وعندما ملأ القرب التي معه وحملها على الذلول ومشا قاصداً أهله في الحصاة " حصاة قحطان " وفي أثناء مسيره اعترضته امرأة معها قطيع من الغنم وهي قاصدة " الثمد " لكي تسقي غنمها من الثمد وعندما شاهدت صاحب الذلول ومعه قرب كثيرة ظنت أنه ما عاد بقي في الثمد ماء يكفي لسقيا غنمها فعارضته ومسكت رسن ذلوله وقالت له بغضب وين انت باغي بهذه القرب كلها الذي انت ماليها والثمد ما فيه الا قليل وانت ما عاد بقيت ما يكفي لسقيا غنمي واقسمت عليه ان يرجع وان يصب ما في القرب الذي على ذلوله في الثمد ثم تسقي غنمها ومن ثم تأخذ طلبك من الماء فعاد معها إلى الثمد ولم يتكلم وصب ما معه من الماء في " الثمد " مرة ثانية واخذ يسقي معها غنمها وبعدها ذهبت المرأة مع غنمها بعد أن شربت من الثمد0
أما محمد الفراط قام وملأ ما معه من قرب الماء القليل الذي بقي في الثمد اما صاحبة الغنم فانها تعجبت من هذا الرجل وتصرفاته وعندما وصلت لمضارب جماعتها اخبرت اخوانها وعيالها بما حصل لها مع راعي الذلول وقالت لهم : " انا اليوم لقيت لي رجال اما والله اطيب الرجاجيل أو ارداهم " فسألوها عما حصل فاخبرتهم ان من ضمن اوصافه انه مربي له قرنين يفرق بينهما الخنجر الذي هو محتزم به فعرفوه واخذوا يلومون عليها وقالوا هذا محمد الفراط0
عندها قام ولدها وركب ذلوله قاصداً محمد الفراط ليعتذر له عما حصل له من امه وعندما وصل لمنازل محمد الفراط قام باكرامه وبعدها اخبره بسبب مجيئه وانه يعتذر منه وما حصل من امه فاجابه محمد الفراط وقال له : " يا ولدي والله ما هوب لاحقني شك في نفسي ولا يشك في نفسه الا الردي " وقال هذه القصيدة :
ردتني اللي كنهـا ظــبي الاطعـاس
لانـيب عشاق ولا لــي لزومي

لكن أنـا في حكمهــا قلت لا باس
نـدرا على شيمـاتــنا والسلومي

كم لــيلة نسـري مع هجعـة الناس
يـوم الــردي في مرقـده ما يقومي

قدحـن علـى ضـرب المعادين فراس
نشـبع سـباع الليل واللـي يحومي

تشهـد لنا العجـلات فـي كل مرواس
الـيا اعتــلينا كـل عوصـا قحومي




للمزيد انظر كتاب الحنين والاشجان عند شعراء قبائل قحطان