المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل مكة معصومة من الزلازل


الناصح
26-02-2006, 10:28 AM
اكتشاف خصوصية جيولوجية لمكة المكرمة:

مكة المكرمة أشهر مدن العالم الإسلامي، تهفو إليها قلوب المسلمين جميعًا من شتى بقاع الأرض وبها المقدسات الإسلامية: المسجد الحرام والكعبة المشرفة ومنى ومزدلفة وعرفات, خصها الله بالتكريم عبر مختلف العصور، وأقسم بها في كتابه في قوله تعالى: "لا أقسمُ بهذا البلد وأنت حِل بهذا البلد ووالدٍ وما ولد" [البلد 1-3]، وهي مسقط رأس الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- ومبعثه، بها نزل الوحي الأمين، ومنها انتشر نور الحق يبدد دياجير الكفر في كل مكان, ويقصدها ملايين الحجاج كل عام لأداء فريضة الحج، فضلاً عن الزوار والمعتمرين من مختلف أرجاء العالم الإسلامي, وفي أرض مكة وبطاحها كان جهاد المسلمين الأوائل في مواجهة الشرك والضلال وعبادة الأصنام, وعلى أرضها كان تحقيق وعد الله لرسوله وللمؤمنين يوم دخلوها في العام الثامن للهجرة ظافرين منتصرين. وقد ارتبط ظهور مكة تاريخيًا بوظيفتها الدينية، وازداد نفوذها تدريجيًا؛ فأصبحت مركزًا للمعمورة المحيطة بها ومحطة تجارية بين الشمال والجنوب, وأشار المؤرخ اليوناني (بطليموس) إليها في القرن الثاني الميلادي باسم (ماركوابا) أي بيت الرب, وهي إشارة لها دلالتها، خاصة عندما نعلم أن الكتب المعتبرة عند الكنيسة قد ذكرتها تحت اسم بكة (Baca) بصفتها بيت الله في وادي جاف موضع الحجيج، حيث البئر ليشربوا والجبل ليتعبدوا، وهو ما يوافق علاماتها حتى اليوم, وهو نفس الاسم المذكور في القرآن الكريم في قوله تعالى: "إِنّ أَوّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلّذِي بِبَكّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لّلْعَالَمِينَ" [آل عمران:96]. ويحيط بمكة من جهات ثلاث جبال ذات شعاب أغنت على مر العصور عن بناء سور لحمايتها, ويحتضن مكة وادي إبراهيم الذي ينحصر بين سلسلتي جبال متقاربة من مختلف الجهات, فالسلسلة الشمالية تتألف من جبل الفلق وجبل قعيقعان, والسلسلة الجنوبية تتألف من جبل أبي جديدة غربًا وجبل كُدي جنوبًا، ثم جبل أبي قبيس في الجنوب الشرقي، ثم جبل خندمة.
وترتفع مكة المكرمة عن سطح البحر بأكثر من 300م, وتقع عند ملتقى دائرة عرض (2 َ 22)° شمالاً مع خط طول (8 َ 39)° وملتقى (2َ1 28)° عرضًا مع (3َ7 54)° من الطول الشرقي، ويعد موقعها هذا من أكثر التكوينات الجيولوجية حصانة؛ نتيجة لوجودها بسلسلة جبلية, وفضلا عن وسطية مكة للمعمورة فإنها تقع وسط جزيرة العرب، ولا يقطعها خط النار، حيث تكون الزلازل أعنف شدة وأكثر عددًا، وإنما يمر بعيدا عنها.



مكة المكرمة محمية، لكنها غير معصومة:

نادرًا جدًّا ما تقع زلازل يذكرها التاريخ لمكة المكرمة؛ نتيجة لموقعها الفريد ضمن سلسلة جبال غرب جزيرة العرب وسط لوح شبه الجزيرة بعيدا عن خط النار الذي يقطع إيران شرقا، والبحر الأحمر غربا، وجبال زاغروس شمالا، وبحر العرب جنوبا, والمعلوم أن الزلازل داخل الصفائح ليست شائعة ولا كبيرة كتلك الزلازل التي تقع على طول حدود الصفائح, وأكبر هذه الزلازل يكون أصغر مائة مرة من الزلازل بين الصفائح الكبيرة, وتميل الزلازل داخل الصفيحة إلى الوقوع في المناطق الضعيفة الهشة داخل الصفيحة, ويعتقد العلماء أن الزلازل داخل الصفيحة تنتج عن إجهاد يطبق على الصفيحة من جراء تغيرات الحرارة والضغط داخل الصخور التحتية، كما قد يكون مصدر الإجهاد موجودًا على حدود صفيحة قارية بعيدة, ونتيجة لخصوصية مكة المكرمة –جيولوجيًّا- لا يكاد التاريخ المكتوب أن يسجل وقوع زلازل ذات آثار مدمرة في منطقتها, وليس في الكتاب والسنة دليل على أن مكة على خصوصيتها وعظيم قدرها معصومة من الزلازل أو غيرها من الكوارث.
وأما ما حدث مساء الأحد وصبيحة الاثنين (7و8 شعبان 1426هـ) فقد شعر الأهالي بهزات مكتومة، ولكن مركز الدراسات الزلزالية لم يسجل هزات بالمنطقة، بينما أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية وقوع هزة قريبة بقوة(3.7) بمقياس ريختر الساعة الثانية صباح الاثنين (الصحف السعودية صبيحة الواقعة)
فإما أن يكون أثر الزلزال القريب، أو تفجير اصطناعي نتيجة أعمال التعمير, والله تعالى أعلم.

الخفاش الاسود
27-02-2006, 07:07 AM
جزاك الله خير على المعلومات الجديده يا الناصح

دمت سالماً