آل بالدم
23-01-2006, 05:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
.,. الاقنـــــــــــــــــاع ( القــــــــــــوة المفقــــــــــوده ) .,.
تروي في بعض الأساطير أن الشمس والرياح تراهنتا على إجبار رجل على خلع معطفه ؛
وبدأت الرياح في محاولة كسب الرهان بالعواصف والهواء الشديد،
والرجل يزداد تمسكًا بمعطفه، وإصرارًا على ثباته وبقائه، حتى حلّ اليأس بالرياح،
فكفّت عنه ؛ واليأس أحد الراحتين كما يقول أسلافنا. وجاء دور الشمس ،
فتقدمت وبزغت، وبرزت للرجل بضوئها وحرارتها ،
فما إن شاهدها حتى خلع معطفه مختارًا راضيًا ,,
إن الإكراه والمضايقة توجب المقاومة، وتورث النزاع، بينما الإقناع والمحاورة يبقيان على الود والألفة ،
ويقودان إلى التغيير بسهولة ويسر ورضا.
إن الإقناع كما هو الحوار لغة الأقوياء، وطريقة الأسوياء ؛
وما التزمه إنسان أو منهج إلا كان الاحترام والتقدير نصيبه من قبل الأطراف الأخرى بغض النظر عن قبوله .
والقرآن والسنة ، وهما نبراس المسلمين ودستورهم، وفيهما كل خير ونفع،
قد جاءا بما يعزز الإقناع، ويؤكد أثره؛ فآيات المحاجة والتفكر ؛ كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها،
وكالملك الذي حاج إبراهيم عليه السلام في ربه، وكمناقشة مؤمن آل فرعون قومه.
وأما الأحاديث فمن أشهرها حديث الشاب المستأذن في الزنا؛ وحديث الرجل الذي رزق بولد أسود؛
وحديث الأنصار بعد إعطاء المؤلفة قلوبهم وتركهم؛ كل هذه النصوص ملأى بالدروس والعبر،
التي تصف الإقناع وفنونه وطرائقه لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
ما يجب عليك فعله:
ـ قبل الإقناع:
1ـ الإعداد الكامل، فالأنصاف إتلاف للجهد ومضيعة للوقت.
2ـ البدء بالأهم أولاً خشية طغيان مالا يهم على المهم.
3ـ اختيار التوقيت المناسب لك وللطرف الآخر.
ـ وفي أثناء الإقناع:
1ـ توضيح الفكرة بالقدر الذي يزيل اللبس عنها.
2ـ المنطقية والتدرج.
3ـ العناية بحاجة الطرف الآخر.
4ـ تفعيل أثر المشاعر.
ـ بعد الإقناع:
1ـ دحض الشبهات والرد على الاعتراضات.
2ـ التأكد من درجة الإقناع من خلال إخبار الطرف الآخر أو مشاركته في الجواب عن الاعتراضات، أو حماسته للعمل المبني على إقناعه.
3ـ التفعيل السلوكي المباشر.
ـ قواعد الإقناع:
1ـ أن يكون القيام خالصًا لله ـ سبحانه وتعالى ـ لا يشوبه حظ نفس.
2ـ الالتجاء إلى الله بطلب العون والتوفيق، ووضوح الحق.
3ـ وجود متطلبات الإقناع الرئيسة ، وهي:
ـ الاقتناع بالفكرة.
ـ وضوحها.
ـ القدرة على إيضاحها.
ـ القوة في طرح الفكرة.
ـ توافر الخصال الضرورية في مصدر الإقناع.
4ـ معرفة شخصية المتلقي وقيمه واحتياجاته، مع تحديد ترتيبها. وقد ينبغي عليك تقمص شخصيته لتتعرف دوافعه،
ووجهة نظره. كما يجب معرفة حيله وألاعيبه حتى لا تقع في شراكها.
5ـ حصر مميزات الفكرة التي تدعو إليها، مع معرفة مآخذها الحقيقية أو المتوهمة، وتحليل المعارضة السلبية المحتملة،
وإعداد الجواب الشافي عنها. واعلم أن أسلم طريقة للتغلب على الاعتراض أن تجعله من ضمن حديثك.
6ـ اختيار الأحوال المناسبة للإقناع: زمانية ومكانية ونفسية وجسدية، مع تحين الفرصة المناسبة لتحقيق ذلك.
7ـ تحليل الإقناع إلى:
ـ مقدمات متفق عليها، كالحقائق والمسلمات.
ـ نتائج منطقية مبنية على المقدمات.
8ـ الابتعاد عن الجدل والتحدي واتهام النوايا؛ لأن جعل الطرف الآخر متهمًا يلزمه بالدافع، وربما المكابرة والعناد.
9ـ إذا كنت ستطرح فكرة في محيط ما: فروّج لها عند أركان ذلك المحيط قبل البدء بنشرها.
10ـ تعلم أن توازن بين حالين ومسلكين لتعزيز فكرتك.
11ـ حدد مسبقًا متى وكيف تنهي حديثك.
12ـ لخص الأفكار الأساسية حتى لا تضيع في متاهة الحديث المتشعب.
13ـ اضبط نفسك حتى لا تستثار، وراقب لغة جسدك حتى لا تخونك.
14ـ أشعر الطرف المقابل باهتمامك من خلال:
ـ ربط بداية حديثك بنهاية حديثه ما أمكن.
ـ أشعره بمحبتك وعذرك إياه .
ـ عوائق الإقناع :
1ـ الاستبداد والتسلط: لأن موافقة الطرف الآخر شكلية تزول بزوال الاستبداد.
2ـ طبيعة الشخص المقابل: فيصعب إقناع المعتد برأيه، وتتعاظم الصعوبة إذا كان المعتد بنفسه جاهلاً جهلاً مركبًا.
3ـ كثرة الأفكار مما يربك الذهن.
4ـ تذبذب مستوى القناعة، أو ضعف أداء الرسالة من قبل المصدر.
5ـ الاعتقاد بالخاطئ بصعوبة التغيير أو استحالته. وهذه نتيجة مبكرة تقضي على كل جهد قبل تمامه.
6ـ اختفاء ثقافة الإشادة بحق من قبل المصدر تجاه المستقبل .
ـ وقفات مهمة :
ـ 'ما كان الرفق في شيء إلا زانه'
ـ الصدق في الحديث خلة حميدة يكافأ عليها الصادق حتى لو كان في حديثه مالا ينبغي؛ فلا تعارض بين تصحيح الخطأ ومكافأة الصادق.
ـ سوف تمتلك مهارة الإقناع بدراية وتمكن من خلال متانة المعرفة، وسلامة الممارسة؛ وإذا وجدت الموهبة فخير على خير، وإلا فالمقدرة وحدها تفي بالغرض
.,. الاقنـــــــــــــــــاع ( القــــــــــــوة المفقــــــــــوده ) .,.
تروي في بعض الأساطير أن الشمس والرياح تراهنتا على إجبار رجل على خلع معطفه ؛
وبدأت الرياح في محاولة كسب الرهان بالعواصف والهواء الشديد،
والرجل يزداد تمسكًا بمعطفه، وإصرارًا على ثباته وبقائه، حتى حلّ اليأس بالرياح،
فكفّت عنه ؛ واليأس أحد الراحتين كما يقول أسلافنا. وجاء دور الشمس ،
فتقدمت وبزغت، وبرزت للرجل بضوئها وحرارتها ،
فما إن شاهدها حتى خلع معطفه مختارًا راضيًا ,,
إن الإكراه والمضايقة توجب المقاومة، وتورث النزاع، بينما الإقناع والمحاورة يبقيان على الود والألفة ،
ويقودان إلى التغيير بسهولة ويسر ورضا.
إن الإقناع كما هو الحوار لغة الأقوياء، وطريقة الأسوياء ؛
وما التزمه إنسان أو منهج إلا كان الاحترام والتقدير نصيبه من قبل الأطراف الأخرى بغض النظر عن قبوله .
والقرآن والسنة ، وهما نبراس المسلمين ودستورهم، وفيهما كل خير ونفع،
قد جاءا بما يعزز الإقناع، ويؤكد أثره؛ فآيات المحاجة والتفكر ؛ كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها،
وكالملك الذي حاج إبراهيم عليه السلام في ربه، وكمناقشة مؤمن آل فرعون قومه.
وأما الأحاديث فمن أشهرها حديث الشاب المستأذن في الزنا؛ وحديث الرجل الذي رزق بولد أسود؛
وحديث الأنصار بعد إعطاء المؤلفة قلوبهم وتركهم؛ كل هذه النصوص ملأى بالدروس والعبر،
التي تصف الإقناع وفنونه وطرائقه لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
ما يجب عليك فعله:
ـ قبل الإقناع:
1ـ الإعداد الكامل، فالأنصاف إتلاف للجهد ومضيعة للوقت.
2ـ البدء بالأهم أولاً خشية طغيان مالا يهم على المهم.
3ـ اختيار التوقيت المناسب لك وللطرف الآخر.
ـ وفي أثناء الإقناع:
1ـ توضيح الفكرة بالقدر الذي يزيل اللبس عنها.
2ـ المنطقية والتدرج.
3ـ العناية بحاجة الطرف الآخر.
4ـ تفعيل أثر المشاعر.
ـ بعد الإقناع:
1ـ دحض الشبهات والرد على الاعتراضات.
2ـ التأكد من درجة الإقناع من خلال إخبار الطرف الآخر أو مشاركته في الجواب عن الاعتراضات، أو حماسته للعمل المبني على إقناعه.
3ـ التفعيل السلوكي المباشر.
ـ قواعد الإقناع:
1ـ أن يكون القيام خالصًا لله ـ سبحانه وتعالى ـ لا يشوبه حظ نفس.
2ـ الالتجاء إلى الله بطلب العون والتوفيق، ووضوح الحق.
3ـ وجود متطلبات الإقناع الرئيسة ، وهي:
ـ الاقتناع بالفكرة.
ـ وضوحها.
ـ القدرة على إيضاحها.
ـ القوة في طرح الفكرة.
ـ توافر الخصال الضرورية في مصدر الإقناع.
4ـ معرفة شخصية المتلقي وقيمه واحتياجاته، مع تحديد ترتيبها. وقد ينبغي عليك تقمص شخصيته لتتعرف دوافعه،
ووجهة نظره. كما يجب معرفة حيله وألاعيبه حتى لا تقع في شراكها.
5ـ حصر مميزات الفكرة التي تدعو إليها، مع معرفة مآخذها الحقيقية أو المتوهمة، وتحليل المعارضة السلبية المحتملة،
وإعداد الجواب الشافي عنها. واعلم أن أسلم طريقة للتغلب على الاعتراض أن تجعله من ضمن حديثك.
6ـ اختيار الأحوال المناسبة للإقناع: زمانية ومكانية ونفسية وجسدية، مع تحين الفرصة المناسبة لتحقيق ذلك.
7ـ تحليل الإقناع إلى:
ـ مقدمات متفق عليها، كالحقائق والمسلمات.
ـ نتائج منطقية مبنية على المقدمات.
8ـ الابتعاد عن الجدل والتحدي واتهام النوايا؛ لأن جعل الطرف الآخر متهمًا يلزمه بالدافع، وربما المكابرة والعناد.
9ـ إذا كنت ستطرح فكرة في محيط ما: فروّج لها عند أركان ذلك المحيط قبل البدء بنشرها.
10ـ تعلم أن توازن بين حالين ومسلكين لتعزيز فكرتك.
11ـ حدد مسبقًا متى وكيف تنهي حديثك.
12ـ لخص الأفكار الأساسية حتى لا تضيع في متاهة الحديث المتشعب.
13ـ اضبط نفسك حتى لا تستثار، وراقب لغة جسدك حتى لا تخونك.
14ـ أشعر الطرف المقابل باهتمامك من خلال:
ـ ربط بداية حديثك بنهاية حديثه ما أمكن.
ـ أشعره بمحبتك وعذرك إياه .
ـ عوائق الإقناع :
1ـ الاستبداد والتسلط: لأن موافقة الطرف الآخر شكلية تزول بزوال الاستبداد.
2ـ طبيعة الشخص المقابل: فيصعب إقناع المعتد برأيه، وتتعاظم الصعوبة إذا كان المعتد بنفسه جاهلاً جهلاً مركبًا.
3ـ كثرة الأفكار مما يربك الذهن.
4ـ تذبذب مستوى القناعة، أو ضعف أداء الرسالة من قبل المصدر.
5ـ الاعتقاد بالخاطئ بصعوبة التغيير أو استحالته. وهذه نتيجة مبكرة تقضي على كل جهد قبل تمامه.
6ـ اختفاء ثقافة الإشادة بحق من قبل المصدر تجاه المستقبل .
ـ وقفات مهمة :
ـ 'ما كان الرفق في شيء إلا زانه'
ـ الصدق في الحديث خلة حميدة يكافأ عليها الصادق حتى لو كان في حديثه مالا ينبغي؛ فلا تعارض بين تصحيح الخطأ ومكافأة الصادق.
ـ سوف تمتلك مهارة الإقناع بدراية وتمكن من خلال متانة المعرفة، وسلامة الممارسة؛ وإذا وجدت الموهبة فخير على خير، وإلا فالمقدرة وحدها تفي بالغرض