مخاوي سهيل
18-01-2006, 06:13 PM
هل كان يعلم والدي رحمه الله أن تلك الجلسة مع بعض من أبناءه وأحفاده على شفا تهامة القريبة من منزله العامر به، المشتاق حنينا إلى عودة الابتسامة التي لا تفارق محياه كل زاوية وكل بقعة ، هل كان يعلم أن ذلك اليوم في صيف العام الماضي هو آخر يوم يجلس فيه في تلك البقعة من منازل الدنيا ؟ الله وحده أعلم.
http://www.qahtaan.com/up/up/fat.jpg
الوالد "رحمه الله" في إطلالة الصيف الأخيرة
وضع لنا هدفا ً لا أكاد أراه أسفل جبل قريب وناولنا بندقيته التي أهدته إياها الحكومة (فرخ بلجيك) وناول كل منا مشط رصاصات (5) وتناوبنا على إطلاق النار نحو الهدف - صوت البندقية يعمل صدى جميلاً في أغوار تهامة - لا أحد منا نال من ذلك الهدف ، كان يراقب كل واحد منا ويصف أين ستقع الرصاصة القادمة يمين أو يسار الهدف ، كان كلامه واقعيا ، باءت جميع المحاولات بالفشل ، وأوشك النهار أن ينصرم ، طلب من حفيده "ابني عادل " أن يناوله البندقية وأن يجلس في وضع القرفصاء مناولا ظهره لجده وبينهما أقل من 30سم وطلب منه عدم الحراك فيستخدم كتف عادل كمسند لمقدمة البندقية .
راقبت الموقف عن كثب ، كتم أنفاسه ووضع البندقية على كتف حفيده وقال بسم الله وانطلقت الرصاصة الأخيرة نحو الصخرة البيضاء الصغيرة في أسفل الجبل الأسود لتحولها إلى حصوات متانثرة ، لم يضحك ، اكتفى بالابتسامة وقال لنا خيرها في غيرها .
وعدنا ذات المساء إلى المنزل ، وجدت تلك الصورة محفوظة في ذاكرة حاسوبي فأحببت أن أنقل لكم تجربة من تجارب كبار السن وأذكر بأنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.
http://www.qahtaan.com/up/up/fat.jpg
الوالد "رحمه الله" في إطلالة الصيف الأخيرة
وضع لنا هدفا ً لا أكاد أراه أسفل جبل قريب وناولنا بندقيته التي أهدته إياها الحكومة (فرخ بلجيك) وناول كل منا مشط رصاصات (5) وتناوبنا على إطلاق النار نحو الهدف - صوت البندقية يعمل صدى جميلاً في أغوار تهامة - لا أحد منا نال من ذلك الهدف ، كان يراقب كل واحد منا ويصف أين ستقع الرصاصة القادمة يمين أو يسار الهدف ، كان كلامه واقعيا ، باءت جميع المحاولات بالفشل ، وأوشك النهار أن ينصرم ، طلب من حفيده "ابني عادل " أن يناوله البندقية وأن يجلس في وضع القرفصاء مناولا ظهره لجده وبينهما أقل من 30سم وطلب منه عدم الحراك فيستخدم كتف عادل كمسند لمقدمة البندقية .
راقبت الموقف عن كثب ، كتم أنفاسه ووضع البندقية على كتف حفيده وقال بسم الله وانطلقت الرصاصة الأخيرة نحو الصخرة البيضاء الصغيرة في أسفل الجبل الأسود لتحولها إلى حصوات متانثرة ، لم يضحك ، اكتفى بالابتسامة وقال لنا خيرها في غيرها .
وعدنا ذات المساء إلى المنزل ، وجدت تلك الصورة محفوظة في ذاكرة حاسوبي فأحببت أن أنقل لكم تجربة من تجارب كبار السن وأذكر بأنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.