المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وماذا بعد رمضان ؟


عبيدي الدمام/ابوزياد
11-11-2004, 03:38 AM
وماذا بعد رمضان
----------------------------

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى،،، وبعد:
أخي الحبيب.. أختي المسلمة
نقف وقفات مع وداع رمضان، نسأل الله أن ينفعنا بها.
الوقفة الأولى: ماذا استفدنا من رمضان؟
ها نحن نودع رمضان المبارك، بنهاره الجميل ولياليله العطرة. ها نحن نودع شهر القرآن
والتقوى والصبر والجهاد والرحمة والمغفرة والعتق من النار... وهنا يجدر أن ننبه أن
هذه الأمور ليست خاصة برمضان.. فكل الأيام وكل الأوقات تحصل فيها على رحمة الله
ومغفرته.. وكلها أوقات يجب أن تحقق فيها التقوى، وتتخلق بأخلاق القرآن فيها. ولكن
هذا الشهر تتضاعف فيه الأجور، وتزداد الحسنات، وتكثر الطاعات، قال تعالى: وَرَبُّكَ
يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ [القصص:67].
هل حققنا التقوى، وتخرجنا في مدرسة رمضان بشهادة المتقين؟!
هل ربينا فيه أنفسنا على الجهاد بأنواعه؟! وهل جاهدنا أنفسنا وشهواتنا وانتصرنا
عليها أم غلبتنا العادات والتقاليد السيئة؟ هل سعينا إلى العمل بأسباب الرحمة
والمغفرة والعتق من النار؟
هل.. هل.. وهل؟!
أسئلة كثيرة وخواطر عديدة، تتداعى على قلب كل مسلم صادق، يسأل نفسه ويجيبها بصدق
وصراحة:
ماذا استفدت من رمضان؟!
إنه مدرسة إيمانية، إنه محطة روحية للتزود منه لبقية العام، ولشحذ الهمم بقية
العمر.
فمتى يتعظ ويعتبر ويستفيد ويتغير ويغير من حياته، من لم يفعل ذلك في رمضان؟!
إنه بحق مدرسة للتغيير، نغير فيه من أعمالنا وسلوكنا وعاداتنا وأخلاقنا المخالفة
لشرع الله جل وعلا: إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ
مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الرعد:11].
الوقفة الثانية: ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها
أخي الحبيب.. أختي المسلمة
إن كنت ممن استفاد من رمضان.. وحققت فيه صفات المتقين، فصمته حقاً، وقمته صدقاً،
واجتهدت في مجاهدة نفسك فيه، فاحمد الله واشكره واسأله الثبات على ذلك حتى الممات.
وإياك ثم إياك من نقض الغزل بعد غزله، أرأيت لو أن إمرأةً غزلت غزلاً، فصنعت بذلك
الغزل قميصاً أو ثوباً، فلما نظرت إليه وأعجبها، جعلت تقطع الخيوط وتنقضها خيطاً
خيطاً بدون سبب.
فماذا يقول الناس عنها؟!!
ذلك هو حال من يرجع إلى المعاصي والفسق والمجون، ويترك الطاعات والأعمال الصالحة
بعد رمضان.. فبعد أن تنعم بنعيم الطاعة ولذة المناجاة ترجع إلى جحيم المعاصي
والفجور!! فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان.
أحبتي: ولنقض العهد مظاهر كثيرة عند الناس، فمنها على سبيل المثال لا الحصر:
1 - ما نراه من تضييع الناس للصلوات مع الجماعة في أول يوم للعيد، فبعد امتلاء
المساجد بالمصلين في صلاة التراويح التي هي سنة، نراها قد قلّ روادها في الصلوات
الخمس التي هي فرض، ويكفر تاركها مطلقاً!!
2 - بالأغاني والأفلام.. والتبرج والسفور.. والإختلاط في الحدائق والذهاب إلى
الملاهي رجالاً ونساءً، والمعاكسات... والتفحيط.. إلخ.
3 - ومن ذلك السفر للخارج للمعصية.. فنرى الناس على أبواب وكالات السفر زرافات
ووحداناً، يتسابقون لشراء تذاكر السفر إلى بلاد الكفر والإنحلال والفساد وغير ذلك،
وما هكذا تشكر النعم.. وما هكذا نختم الشهر ونشكر الله على بلوغ الصيام والقيام..
وما هذه علامة القبول؛ بل هذا جحود للنعمة وعدم شكر لها.
وهذا من علامات عدم قبول العمل والعياذ بالله، لأن الصائم حقيقة يفرح يوم العيد
بفطره، ويحمد ويشكر ربه على إتمام الصيام، ومع ذلك يبكي خوفاً ألا يتقبل الله منه
صيامه كما كان السلف يبكون ستة أشهر بعد رمضان، يسألون الله القبول.
فمن علامات قبول العمل أن ترى العبد في حال أحسن من حاله السابق، وأن ترى فيه
إقبالاً على الطاعة وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ
[إبراهيم:7] أي: زيادة في الخير الحسي والمعنوي، فيشمل الزيادة في الإيمان والعمل
الصالح.. فلو شكر العبد ربه حق الشكر لرأيته يزيد من الخير والطاعة، ويبعد عن
المعصية. والشكر ترك المعاصي كما قال السلف.
الوقفة الثالثة: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ
هكذا يجب أن يكون العبد، مستمر على طاعة الله، ثابت على شرعه، مستقيم على دينه، لا
يروغ روغان الثعالب، يعبد الله في شهر دون شهر، أو في مكان دون آخر، أو مع قوم دون
آخرين.. لا.. وألف لا!! بل يعلم أن رب رمضان هو رب بقية الشهور والأيام، وأنه رب
الأزمنة والأماكن كلها.. فيستقيم على شرع الله حتى يلقى ربه وهو عنه راض، قال
تعالى: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ [هود:112]، وقال:
فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ [فصلت:6]. وقال : { قل آمنت بالله ثم
استقم } [رواه مسلم].
فلئن انتهى صيام رمضان فهناك صيام النوافل: كالست من شوال، والاثنين والخميس،
والأيام البيض، وعاشوراء، وعرفة وغيرها.
ولئن انتهى قيام رمضان فقيام الليل مشروع في كل ليلة كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ
اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ [الذاريات:17].
ولئن انتهت صدقة وزكاة الفطر فهناك الزكاة المفروضة، وهناك أبواب للصدقة والتطوع
والجهاد كثيرة.
وقراءة القرآن وتدبره ليست خاصة برمضان، بل هي في كل وقت.
وهكذا... فالأعمال الصالحة في كل وقت وكل زمان، فاجتهد أخي في الطاعات.. وإياك
والكسل والفتور، فإن أبيت العمل بالنوافل فلا يجوز لك أبداً أن تترك الواجبات
وتضيعها، كالصلوات الخمس في أوقاتها ومع الجماعة وغيرها.
ولا أن تقع في المحرمات من قول الحرام أو أكله أو شربه أو النظر إليه واستماعه.
فالله الله بالاستقامة والثبات على الدين في كل حين، فلا تدري متى يلقاك ملك الموت.
فاحذر أن يأتيك وأنت على معصية ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ).
الوقفة الرابعة: مع العيد
فيشرع لك في يوم العيد عدة أمور منها:
1 - زكاة الفطر قبل الصلاة، وهي صاع من شعير أو تمر أو قط أو زبيب أو أرز أو نحوه
من الطعام، عن الصغير والكبير، والذكر والأنثى. والحر والعبد من المسلمين.
2 - أكل تمرات وتراً قبل الذهاب إلى مصلى العيد.
3 - الصلاة مع المسلمين وحضور الخطبة. والنساء يشهدن العيد مع المسلمين.
4 - أن تذهب إلى المصلى ماشياً إن تيسر، فتكبر الله إلى أن تصلي، فيجهر الرجال (
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ).
5 - الاغتسال والتطيب للرجال، ولبس أحسن الثياب بدون إسراف ولا إسبال، ولا تزين
بحلق اللحية فهذا حرام. أما المرأة فلا تتبرج ولا تتطيب في ذهابها إلى المصلى، فلا
يصح أن تذهب لطاعة الله والصلاة ثم تعصي الله بالتبرج والسفور والتطيب أمام الرجال.
6 - صلة الرحم وزيارة الأقارب وتصفية القلوب وتطهيرها من التباغض والتحاسد
والكراهية.. وغيره.
7 - العطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم في جميع
بلاد المسلمين.
8 - ولا بأس بالتهنئة بالعيد كقولك: ( تقبل الله منا ومنك ) كما ورد عن السلف،
والله أعلم.
9 - وإذا انتهى يوم العيد فبادر إلى القضاء إن كان عليك أيام، وإلا فبادر إلى صيام
الست من شوال، فصيامها مع رمضان كصيام الدهر كما في صحيح مسلم.
وختاماً
ينبغي أن تحرص على أعمال البر والخير، وأن تكون يوم العيد بين الخوف والرجاء.. تخاف
عدم القبول، وترجو من الله القبول. ونتذكر يوم عيدنا يوم الوقوف بين يدي الله عز
وجل فمنا السعيد ومنا غير ذلك.
مر وهيب بن الرود على أقوام يلهون ويلعبون في يوم العيد فقال لهم: ( عجبا لكم.. إن
كان الله قد تقبل صيامكم فما هذا فعل الشاكرين، وإن كان الله لم يتقبل فما هذا فعل
الخائفين ).
فكيف لو رأى ما يفعله أهل زماننا من اللهو والإعراض، بل مبارزة الله بالمعاصي يوم
العيد؟!
أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الأعمال.. وأن يجعل عيدنا
سعيداً.. وأن يعيد علينا رمضان أعواماً عديدة.. ونحن في حال أحسن من حالنا وقد صلحت
أحوالنا، وعزّت أمتنا، وعادت إلى ربها عودة صادقة.. اللهم آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابوابراهيم العبيدي
13-11-2004, 10:17 PM
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

وجزاك الله خير وغفرالله لنا ولك ..

اخوك
ابوابراهيم العبيدي

عاشق الوطن
13-11-2004, 11:38 PM
أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وسائر الأعمال.. وأن يجعل عيدنا
سعيداً..
ابو زياد ياخوي صغر خطك شايف ربعك عميان

عبيدي الدمام/ابوزياد
14-11-2004, 12:32 AM
وداعاً رمضان

محمد بن سرّار اليامي
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :

* فقلد دار الدهر دورته .. ، ومضت الأيام تلو الأيام ... ، وإذا بشهرنا تغيض أنواره ... وتبلى أستاره .. ويأفل نجمه بعد أن سطع .. ، ويُظلم ليله بعد أن لمع .. ، ويُخيم السكون على الكون .. بعدما كان الوجود كل الوجود يستعد ، ويتأهب للقاء هذا الضيف الكريم ..

أنا لا أدري وأنا أرقم هذه الجمل .. أأهنيكم بحلول عيد الفطر المبارك.. ، أم أعزيكم بفراق شهر العتق والغفران ..

إن القلبَ ليحزن ، وإن العينَ لتدمع .. وإنا على فراقك يا رمضان لمحزونون ...

لحن الخلود

إن قلبي ليُمْلِي على بناني عبارات الأسى واللوعة ، فتكتب البنانُ بمداد المدامع لحن الخلود ، وتأبى الكلمات أن تستلقي على صفحات دفاتري .. إلا حينما أعظها بواحدة .. حينما أعظها بأن الله قد جعل من سننه في هذه الحياة .. أن للشمل التمامٌ وافتراق ..

سُتـر السنا وتحجـبت شمس الضحى *** وتــغــيــبـت بـعـد الــشــروق بــدورُ
ومضـى الذي أهـوى وجرعني الأسى *** وغــدت بـــقـلـبـي جـذوةٌ وســعــيــرُ
يـا لـيـتـه لـمـا نـوى عـهـد الـنـوى *** وافـي الـعـيـون مـن الـظــلام نــذيــرُ
نـاهـيك بـما فـعـلت بماء حشاشتي *** نــارٌ لــهــا بــيـن الـضـلـوع زفــيـرُ

انقضى رمضان .. ويا وَلْهِي عليه .. انقضت أيامُه ولياليه .. ذهب .. ليعود على من بقي .. ، وليودع من كان أجله قد حان .. نعم .. ذهبت يا رمضان .. فجرت المدامع ..

يا راحلاً وجـمـيـل الـصبـر يـتبـعـهُ *** هـل مـن سـبـيـل إلـى لـقـيـاك يـتـفـقُ
مـا أنصـفـتـك دمـوعـي وهـي داميةٌ *** ولا وفـى لـك قـلـبـي وهـو يـحـتـرقُ

نعم .. انقضى رمضان .. ولكن .. ماذا بعده ؟!

إن عمل المؤمن لا ينقضي أبداً

* انقضى رمضان .. ، وقد اعتاد كثيرٌ من أبنائه الصلاة مع جماعة المسلمين ..

فيا من أَلِفَ الحق .. تمسكْ به هُديت .. ، واستمر عليه .. نعم .. اجعل رمضان كقاعدة تنطلق منها للمحافظة على الصلاة في باقي الشهور .. نعم اجعل رمضان منطلقاً لترك الذنوب والمعاصي .. عَلَّ الله جل وعز أن يغفر لك بما قدمت .. ، وإياك ثم إياك أن تكون من عُباد رمضان ..

* إن من علامات قبول العمل المواصلة فيه ، والاستمرار عليه .. فاحكم أنت على صيامك .. هل هو مقبولٌ أم مردود .. نعم احكم أنت ..

خواطر صائم في لحظات الوداع

* أخي الصائم .. أختي الصائمة :
إن لحظات الوداع لحظاتٌ لا تنسى .. ، ولوعتها لوعةٌ لا تبلى .. حُرقة الوداع تُلهب الأحشاء .. ، ودموعُه تحرق الوجنات بحرارة العبرات ..

لـم يُـبـكـنـي إلا حديــث فـراقـكـم *** لمـا أسـرّ بـــه إليَّ مـودِّعــي
هـو ذلـك الـدرُّ الـذي أودعــتـمُ *** فـي مسمـعـي أجـريـتـهُ مـن مدمـعـي

* فيا من صام لسانهُ في رمضان عن الغيبة والنميمة والكذب وأصل مسيرتك .. ، وجُدَّ في الطلب .. ويا من صامت عينهُ في رمضان عن النظر المحرّم .. غُض طرفك ما بقيت .. يورث الله قلبك حلاوة الإيمان ما حييت ..

* ويا من صامت أذنه في رمضان عن سماع ما يحرم من القول ، وما يُستقذر .. من سماع غيبة .. ، أو نميمة .. ، أو غناء .. ، أو لهو .. اتق الله .. ، ولا تعد .. ، اتق الله ، ولا تعد ..

* ويا من صام بطنه في رمضان عن الطعام .. ، وعن أكل الحرام .. اتق الله في صيامك .. ، ولا تذهب أجرك بذنبك .. ، وإياك ثم إياك من أكل الربا .. فإن آكله محارِب الله ولرسوله صلى الله عليه وسلم .. فهل تطيق ذلك ؟!

* ويا من صام بطنه .. تذكر إخواناً لك في رمضان ، وغيره على الجوع والعُريّ .. ولا يجد أحدهم ما يسدُّ به جوعته ، ولا فاقة عياله .. تذكر أنهم ينتظرون منك .. نعم .. منك أنت ومن أمثالك من يمُدُّ لهم يد العون ، والمساعدة ..

حان الوداع

وأخيراً أخي الصائم .. أختي الصائمة ..
* إن العيد على الأبواب .. ، وإن رمضان آذن بوداع .. ، وكم هي شاقة هذه الكلمة ( وداع ) .. ، ولكنني أسأل الله الكريم رب العرش العظيم .. أن يعيده علينا وعلى سائر المسلمين أياماً عديدة .. وأزمنة مديدة .. وقد تحقق للأمة الإسلامية ما تصبوا إليه من عز وتمكين ، وسؤدد في العالمين .. إن الله وليّ ذلك ، والقادر عليه ..

يا لائـمي في البـكـا زدني بـه كـلفـاً *** واسـمـع غـريـب أحاديـث وأشعـار
ما كـان أـسـنـنـا والـشـمـل مـجـتـمـع *** مـنـا المـصـلي ومـنـا القانـت القاري
وفي التـراويــح للراحـات جامـعــةٌ *** فـيهـا الـمـصـابـيـح تـزهـو مـثـل أزهـار
شهـرٌ بـه يـعـتــق الله العـصـاة وقـد *** أشـفـوا عـلى جُـرف مـن حـصـة النـار
فابكوا على ما مضى في الشهر واغتنموا *** ما قـد بقـي ، فهـو حـقٌ عـنـدكـم جاري

فرحة العيد

إلى كل صائم وصائمة .. أوجه هذه العبارات .. علَّ الله جل وعز أن يكتبها في ميزان الحسنات .. أقول :

أخي .. أخي : حينما تشرق شمس صباح العيد .. ، فيجتمع الشمل .. ، ويُلبس الجديد .. ، ويؤكل ما لذّ وطاب ..

تذكروا ذلكم الطفل اليتيم .. الذي ما وجد والداً يبارك له بالعيد .. ، ولا يُقبِّله ، ولا يمسح على رأسه .. قتل أبوه في جرحٍ من جراحِ هذه الأمة ..

وتذكروا تلكم الطفلة الصغيرة .. حينما ترى بنات جيرانها يرتدين الجديد .. ، وهي يتيمة الأب ..

إنها تخاطب فيكم مشاعركم .. ، وأحاسيسكم .. ، إنها تقول لكم :
أنا طفلة صغيرة .. ، ومن حقي أن أفرح بهذا العيد .. نعم .. من حقي أن ارتدي ثوباً حسناً لائقاً بيوم العيد .. من حقي .. أن أجد الحنان والعطف .. أريد قبلة من والدي .. ، ومسحة حانية على رأسي .. أريد حلوى .. ، ولكن السؤال المرّ .. الذي لم أجد له جواباً حتى الآن هو .. أين والدي ؟ أين والدي ؟ أين والدي ؟!!

* فيا أخي .. ويا أختي .. قدموا لأنفسكم ، واجعلوا فرحة هذا العيد المبارك .. تعم أرجاء عالمنا الإسلامي ..

فها هي المبرات .. ، ودور الصدقات ، ولجان الإغاثة ، والمساعدات .. مُشرِّعة أبوابها .. ، فهلموا إليها .. وما تقدموا لأنفسكم تجدوه عند الله .
والله يرعاكم ويتولانا وإياكم جعل الله صيامنا ، وصيامكم مقبولاً ، خالصاً لوجهه الكريم ..

المصدر : صيد الفوائد