المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفوضى والمعرفة


ساعد وطني
21-10-2012, 01:48 AM
د. حمد بن إبراهيم العمران

يصف كثير من العلماء في الغرب والشرق بعض الظواهر الطبيعية التي لايجدون وراء حدوثها أسباب علمية دقيقة تفسر كيفية حدوثها بنسق معين، وفي توقيت بذاته، كما أنهم لا يستطيعون ضبط ومعرفة العوامل التي تؤثر في سلوكها، إلى أنها فوضى حركية، ومثال ذلك تشكل الغيوم ، وانفجار البراكين، وتقلبات المناخ، ويحاولون البحث عن قوانين تراتيبية نمطية تضبط حدوثها، وتحدد مسارها.

بداية نحن كمسلمين نؤمن بأنه لا يوجد في الكون فوضى، وإنما كل أمر مقدر بقدره، وكل حدث له حسابه، علمه من علمه، وجهله من جهله، وأنه وإن ظهر لنا أن هذه الظواهر فوضوية إلا أنها في واقع الأمر تسير وفق نظامية فائقة التعقيد، وتراتبية يتناوب فيها النظام المفهوم والنظام المجهول، وهذه الظواهر (التي تسير وفق نظام مجهول) والتي يطلق عليها الظواهر الفوضوية، يكمن السبب وراء تسميتها بهذا الاسم إلى نقص المعلومات حولها، فالظواهر الكونية لها أنظمة تحكمها، وحدوث نقص في المعلومات حول بعض هذه الأنظمة يجعلنا غير قادرين على تفسير بعض هذه الظواهر وتوقع حدوثها، وفي أحيان أخرى نفقد المعلومات، وبالتالي نفقد السيطرة والفهم، فتحدث ظاهرة لم تكن متوقعة بالنسبة لنا، وهو ما يطلق عليه البعض الظواهر الفوضوية.

ولذا فهم طالما طرحوا سؤالاً فلسفياً : ما مدى إمكانية نشوء النظام من الفوضى؟

وكتب كثير من هؤلاء العلماء من المقالات وأجروا من الدراسات باحثين عن جواب لهذا السؤال، ولكنهم بشكل عام لم يستطيعوا أن يجيبوا عليه بشكل قاطع، وحتى نوضح الأمر بشكل مبسط دعونا نضرب مثالاً بمرض السرطان - حمانا الله وإياكم منه - ، فخلايا الجسم تنمو وتنقسم وفق تراتيبية نمطية واضحة ومعلومة، وفي حالة غير مفهومة ولأسباب غير معلومة تصاب هذه الخلايا بحالة من حالات الفوضى، فتنمو هذه الخلايا وتنقسم بدون حدود، ولأسباب كذلك غير معلومة تقوم هذه الخلايا بمهاجمة وتدمير الأنسجة المجاورة أو البعيدة، وفي بعض هذه الحالات تعود هذه الخلايا لوضعها الطبيعي من حيث النمو والإنقسام، والسؤال هنا، كيف نشأت هذه الفوضى من النظام، وكيف عاد النظام من الفوضى؟!

لو استطاع العلماء الإجابة عن هذا السؤال، لاستطاعوا علاج مرض السرطان، وغيره من الأمراض، كما فسروا كثيراً من الظواهر الطبيعية التي يقفون صامتين أمامها.

لذا فنحن عندما نفقد المعلومة، لا نستطيع الربط بين خبراتنا السابقة ومعارفنا الحالية، وبالتالي نفقد التفسير المنطقي للأحداث، والقدرة على استيعاب الحقيقة، ونضيع في عالم من التفسيرات والتاؤيلات التي لا تقوم على مستند علمي، و لاتبنى على نظرية منطقية.

ماجد الخليفي
21-10-2012, 08:06 AM
السلام عليكم اخي ساعد وطني

التوازن قائم في خلق الله كله في السموات والأرض ، في النجوم والشمس والقمر، في الجبال والوديان ، في اليابسة والبحار، في الرياح والأمطار.

إنه يكشف لنا دقّة التوازن وعدالته في حكمة ربانية بالغة ، وإعجاز رباني بالغ . لقد خلق الله الكون كله سمواته وأرضه على موازنة ربانية وحكمة بالغة ، لتكون مسخّرة للإنسان وحياته وهدايته : ﴿ ألم تروا أن الله سخّر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علمٍ ولا هدى ولا كتاب منير ﴾ [ لقمان : 20 ]

﴿ وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزِّله إلا بقدر معلوم ﴾ [ الحجر : 21 ]

﴿ ... وكلّ شيء عنده بمقدار ﴾ [ الرعد : 8 ]

﴿ إنا كلّ شيء خلقناه بقدر ﴾ [ القمر : 49 ]

وخلق الله في الكون متقن غاية الإتقان، مقدّر أعظم التقدير، على أحسن تقويم ﴿ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ﴾ [ التين : 4 ]

غنضفر
21-10-2012, 08:26 PM
لاهنت على الطرح