حسين آل حمدان الفهري
16-09-2012, 05:33 PM
الجهيمي
عندما يرحل الكبار
كثير هم الذين رحلوا ، وقليل منهم ستظل ذكراهم عالقة ، والقلة القليلة سيخلد التاريخ مآثرهم سواء على مستوى قرية او منطقة أو دولة أو قبيلة.
الكمال ليس من صفات البشر على الإطلاق ، وقل أن يجمع الناس على حب أو كره شخص ما، إلا أن الناس يبقون شهود الله في أرضه.
بالأمس رحل الشيخ حمود الجهيمي الحمالي العبيدي القحطاني، رحل رجل بوزن عدة قبائل، رجل قل أن يجود الزمان بمثلة.
لمن يمنعه الفقر من الكرم والجود، فكان الله في جانبه، ولم يكن كرمه مصطنعاً، فالفقير لا يستطيع التصنع وان حاول اعجزته الحيل والعوز وطول الأمد.
همتة همة الرجال الكبار، فجعلته محط أنظار شيوخ القبائل والأعيان حتى قبل ان يعرف المال وعالمه، "فروابعه" القوية ونظرته الثاقبة جعلت من العسكري البسيط محط أنظار الجميع.
عرف المال فأباده قبل أن يبيده ، كان غيره يجمع المال ويكنزه ،وكان الجهيمي يجمعه ليكون الريال في خدمته .
خلال حياته الطويلة مرت عليه كل أصناف الرجال. وخلال تقلب الدنيا وعدم بقائها على حالها عرف معادن الرجال الصادقين ، ولم يحزنه يوماً أن بذل معروفاً فقوبل بالنكران لاحقاً، ولم يحزنه مبلغاً دفعه فقوبل بالجحود والنسيان.
سعى في الرقاب والاصلاح وبذل وقته وماله وجاهه ولم يندم على موقف قام به اطلاقاً.
رحل ركن من أركان قبيلة قحطان، كان بالنسبة لقبيلته صحيفة سيارة، وقناة فضائية مشرقة، وقافلة ضخمة متحركة.
رحل الكبير فلم يخلف إلا الذكر الحسن والمآثر الطيبة الخالدة، والقصص الجميلة المشوقة.
رحل الكبير فكان حتى مقر عزاءه درس كبير لمن فاتته جامعة الجهيمي العملاقة ، جامعة الكرم والرجولة.
حتى في عزاءه كان للرجال حضور ولأشباه الرجال غياب أو حضور على استحياء. وكان لبعض طلابه القدماء حضور، على أقل تقدير لتسجيل اسمائهم في لائحة الخريجين ، فقد قطع على نفسه وعداً بعدم التوقيع والمصادقة على وثائق تخرجهم إلا بعد مماته، فكان حضورهم بمثابة توقيع من ميت على شهادة ساقط سابق .
عندما يرحل الكبار
كثير هم الذين رحلوا ، وقليل منهم ستظل ذكراهم عالقة ، والقلة القليلة سيخلد التاريخ مآثرهم سواء على مستوى قرية او منطقة أو دولة أو قبيلة.
الكمال ليس من صفات البشر على الإطلاق ، وقل أن يجمع الناس على حب أو كره شخص ما، إلا أن الناس يبقون شهود الله في أرضه.
بالأمس رحل الشيخ حمود الجهيمي الحمالي العبيدي القحطاني، رحل رجل بوزن عدة قبائل، رجل قل أن يجود الزمان بمثلة.
لمن يمنعه الفقر من الكرم والجود، فكان الله في جانبه، ولم يكن كرمه مصطنعاً، فالفقير لا يستطيع التصنع وان حاول اعجزته الحيل والعوز وطول الأمد.
همتة همة الرجال الكبار، فجعلته محط أنظار شيوخ القبائل والأعيان حتى قبل ان يعرف المال وعالمه، "فروابعه" القوية ونظرته الثاقبة جعلت من العسكري البسيط محط أنظار الجميع.
عرف المال فأباده قبل أن يبيده ، كان غيره يجمع المال ويكنزه ،وكان الجهيمي يجمعه ليكون الريال في خدمته .
خلال حياته الطويلة مرت عليه كل أصناف الرجال. وخلال تقلب الدنيا وعدم بقائها على حالها عرف معادن الرجال الصادقين ، ولم يحزنه يوماً أن بذل معروفاً فقوبل بالنكران لاحقاً، ولم يحزنه مبلغاً دفعه فقوبل بالجحود والنسيان.
سعى في الرقاب والاصلاح وبذل وقته وماله وجاهه ولم يندم على موقف قام به اطلاقاً.
رحل ركن من أركان قبيلة قحطان، كان بالنسبة لقبيلته صحيفة سيارة، وقناة فضائية مشرقة، وقافلة ضخمة متحركة.
رحل الكبير فلم يخلف إلا الذكر الحسن والمآثر الطيبة الخالدة، والقصص الجميلة المشوقة.
رحل الكبير فكان حتى مقر عزاءه درس كبير لمن فاتته جامعة الجهيمي العملاقة ، جامعة الكرم والرجولة.
حتى في عزاءه كان للرجال حضور ولأشباه الرجال غياب أو حضور على استحياء. وكان لبعض طلابه القدماء حضور، على أقل تقدير لتسجيل اسمائهم في لائحة الخريجين ، فقد قطع على نفسه وعداً بعدم التوقيع والمصادقة على وثائق تخرجهم إلا بعد مماته، فكان حضورهم بمثابة توقيع من ميت على شهادة ساقط سابق .