المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة الى الأفلاج حيث جبل التوباد ومرابع قيس وليلى


مسعود فهد المسردي
08-09-2012, 03:39 PM
مدخل

يبدو أن الوهن أو الكسل أو ماشئت ان اسميه بدأ يدب فيني ويضرب بسهامه كل عضو من جسدي ويأخذ مني كل مأخذ ، فلقد تراكمت علي أعمال كثيره من مقالات مكلف بكتابتها وبحوث لها مايقرب من العام أقوم بـتأليفها ، والى الآن لم انجز شيئا مما ذكر مع أني مبتدئ في هذا المجال ولازلت في ريعان شبابي فيا ترى ما الأسباب التي وضعتني في هذا الموضع بل ماالمخرج من هذا المأزق الذي وضعت نفسي فيه ، وا أسفاه على الشباب وحيويته كم ضيعت من أوقاته ولم استغله فيما يعود علي بالنفع وعلى الآخرين ، هاهي هذه الرحلة أؤجل كتابتها لمدة شهرين، متذرعا بكثرة المشاغل وازدياد الأعباء الأسرية والعملية ، أقوم اليوم بكتابتها ، وقد لا تجد أيها القارئ الكريم مايفيدك فليس لدي سوى بضاعة مزجاه ومعلومات متكرره ، نعم قد تجد فيها شيئا من عفو الخاطر وصدق العبارة لأنها رحلة ومن ادب الرحلة كتابة المشاهدات كماهي من غير تبديل أو تعديل كما النقل الباشر لايتدخل فيه المونتاج لكن تظل هذه الرحلة انطباعات شخصيه للكاتب يصحبها معلومات تختزنها ذاكرته تظهر جلية حينا، وحينا بين السطور ، دونها من باب حبه لأدب الرحلة الذي يزعم أنه من أربابه .




في يوم الجمعة الموافق 2/ 8 / 1433هـ وتحديدا الساعة العاشرة مساءا انطلقت من حي السلي بالرياض باتجاه الجنوب آخذا طريق الخرج لاالوي على شي نظرا لذهاب الليل وطول مسافة الطريق التي تقصم ظهر البعير وكان الأولى أن الرحلة قبل حلول الظلام من ذلك اليوم الا أن ذهابي للبر مع بعض الاخوة في ربوع رماح والرمحية شرق الرياض كان حائلا دون تحقيق ما اصبو اليه ، خاصة أني أعشق تلك المرابع ، وأهوى التردد اليها كلما سنحت الفرصه

المهم أني خرجت من ضجيج وزحام الرياض بسلامة والسلامة مغنم ، وعندما تركت العاصمة خلفي بدأت أمشي الهوينا لعلي المح لوحة ومفرق هيت ، لكن ما الفائده والظلام يسكن أركان المكان ويغطي الكون بوشاح أسود لايبدده سوى أنوار السيارات العابرة أو الانارات المنصوبة على جنبات
الطريق ،هاهو مفرق هيت يترائ لي جهة اليمين ، وبدأت السيارة تطوي بي البيد والذهن يطوي بي العصور ها أنا استنشق عبق الماضي بكل تفاصيله نعم استنشقه كما لو كان عودا فواحا أو عطرا من أفخم العطور الفرنسيه ، بل تطور الأمر للمشاهده يا للهول ، هذه منازل البدو حول هيت يشربون من مائها ، ويسقون وهاهو أحدهم يردد

وردوها هيت واخطاها الدليله ********* والموارد غير هيت مقضباتي

واهني الترف منسوع الجديله ********* ماضواه الليل دون مغرزاتي

ماذا ؟ ما أجمل ماسمعت ياترى هل عبدالله العثيمين يرمز لهذه الأبيات الجميلة ، عندما أنشد

أرادوا بها هيتا فتاه دليلهم ****** وليس لهم من دون هيت مشارب

وللترف منسوع الجديلة بسمة ***** يطيب لمرآها السرى والمتاعب

أم أنه توارد خواطر كما يقول العارفين بالشعر، كوابح سيارة تضيء أمامي وصوت ارتطام بحافة الطريق من سيارة صهريج ضخمة جعلتني أفيق من حلمي الذي كنت فيه ، مما حدى بي أن أزيد من السرعة قليلا دون توقف متجاوزا الخرج فواحة الدلم الغناء فالبياض وحوطة بني تميم ، حتى محافظة الأفلاج التي وصلتها في الثلث الأخير من الليل ، بعد معركة حاسمة بيني وبين النوم الذي مايفتئ يخطي عينا حتى يصيب الأخرى ومايقطع لذة دغدغته للأجفان الا صوت ارتطام العجلات بأعين القطط المزعجه ، قررت المبيت في شقة أشبه بالبيت الخرب في عمارة على الطريق بجانب احدى محطات البنزين وماان ارتميت على السرير حتى دخلت في نوم عميق مستغرق ، ، بعدها ظللت في نزلي حتى قبيل أذان الظهر ، من يوم الاحد ، ها انا أدير محرك السيارة راجعا من حيث أتيت قاصدا زيارة ماكنت اتطلع لزيارته منذ وقت بعيد لكن الوقت لم يسعفني طوال هذه السنين التي أمر بها من هذا الطريق ، والمقصد جبل التوباد ، رمز المحبة الخالد الذي سطرت في سبيلة الأشعار ورويت القصص وحيكت الأساطير، هاهو مفرق بلدة الغيل التي يقع في كنفها التوباد جهة اليسار ، ماعلي الا أن آخذ معه فهو الذي سيقودني لتحقيق حلمي في مشاهدة التوباد عن قرب ، سبحان الله أهذه الأرض التي غنى لها المجنون وخلدها في أشعاره كيف أوحت له هذه التلال المقفرة وهذه الرمال المتسعرة بما لم توح به جنات الشام وأودية لبنان لشعرائها حيث الظل والماء والأيكة الغناء الأنه ينظر بعين العاشق ، فيقول مايراه بعينه ويحس به قلبه أم ماذا ؟

35 كم المسافة التي سرتها باتجاه الغرب حتى دخلت بلدة الغيل الوادعه ، ( بلدة الحب الاسطوري) هاهي شامخة بنخيلها الذي يعانق عباب السماء ، وببيوتها الأثرية الموحية بعراقة المكان وشموخه ، لا أخفيكم أن الشحوب الذي يصيب وجوه كبار السن قد ارتسم على محياها فأحال وجهها العذري الصبوح الى تجاعيد تحكي وطأة السنين التي لاترحم
كأني ببني جعدة والحريش في هذا الوادي يذرعون المكان شرقا وغربا ، هذا يتعهد نخله بالسقي ويعدل من مجرى الساقية وذاك يرعى غنمه في الشعاب ومحانب الأوديه وآخر يبحث عن ضالته في سفوح الجبال والسهول المجاورة لها ، حياة حافلة رحلوا منها تاركين آثارهم تتحدث عنهم فقد تكون أبلغ منهم في الحديث

الا ياليل قد برح النهار ************ وهاج الليل حزنا والنهار

كأنا لم نجاور آل ليلى *********** ولم يوقد لها بالغيل نار



، أرى نفسي مجبرا للتوقف عند محطة بنزين تقبع عند مدخل البلده ، لأ تحدث الى عاملها هاهو يصف لي الجبل من داخل محله ، مخبرا بكثرة المترددين عليه للسؤال عن موقع الجبل ، ويصف لي لوحة قديمه تحمل اسم الجبل متبوعة بسهم يقودك له ، هاهو التوباد

يا جاثما بالكبرياء تسربلا ********* هلا ابتغيت مدى الزمان تحولا

شاب الغراب وأنت جلد يافه ******** مازعزعت منك الحوادث كاهلا

هاهو كالحارس المهيب من القرية ، مهيب لا ، هذا مصطلح لايستقيم مع جبل شهد أجمل قصص الحب التي شهدتها الانسانية ، قل كالطفل الوديع في حضن أمه ، بنظراته التي تحمل أجمل معاني البراءة ، والصدق وصفاء السريره

ياعم لرجل في مزرعته المجاورة للجبل ، هل هذا هو التوباد ؟ نعم هذا هو وان أردت القرب منه فانزل مع الوادي لتقترب منه أكثر ، سامح الله المزارعين ، أقاموا عليه مايشبه الحصار الدائم وحرموا محبيه والمتعاطفين معه من التلذذ بالقرب منه والحديث معه ، ها أنا اقترب منه ولساني حالي يررد قول المجنون

وأجهشت للتوباد حين رأيته ********* وكبر للرحمن حين رآني

وأذرفت دمع العين لما عرفته ******** ونادى بأعلى صوته فدعاني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جبل التوباد حياك الحيا ********** وسقى الله صبانا ورعا

فيك ناغينا الهوى في مهده ****** ورضعناه فكنت المرضعا

وحدونا الشمس في مغربها ****** وبكرنا فسبقنا المطلعا

وعلى سفحك عشنا زمنا ******** ورعينا غنم الاهل معا

بعد طول تأمل لم يسعفني الوقت للصعود لغار العاشقين ( قيس وليلى ) الذي يقع في سفح الجبل ، عندها قررت الرحيل مواصلا سفري لمسقط رأسي ( جاش) وكلي أمل في العودة للتوباد لكتابة تقرير مصور عنه ان أمد الله في العمر وبقي أن أسرد لكم شذرات عن حياة قيس وصاحبته وشئ من تاريخ الافلاج في ضوء ماورد في كتب التراث

في العهد الجاهلي سكن بنو كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الافلاج وهم بنو جعدة وبنو قشير وبنو الحريش ونفر من بني عقيل وكانت الافلاج تسمى فلجا وهو الماء الجاري من العين أو النهر الصغير اذ تضم سبعة عشر عينا بعضها من أكبر العيون في الجزيرة العربية جف أكثرها بسبب تعاقب سنوات القحط اضافة الى النزف الجائر لهذه العيون بسبب كثرة المشاريع الزراعية في المنطقه
أما القبائل المذكورة آنفا فشيدوا في الافلاج القصور والقلاع والحصون وزرعوا الارضين واختلطوا بغيرهم فكانت لهم ولبلادهم شهرة وسياده فالتأريخ يعرف لعبدالله بن جعدة حقه وهو ملئ بالحديث عن النابغة الجعدي وقيس بن الملوح ويزيد بن الطثرية وجبل التوباد وقرية صداء المشهورة بعذوبة الماء وحلاوته وسوق الفلج السامق ذي التأثير الكبير في التجارة القديمة ومدينة الهيصمية العظيمة وأكمة والقاع وقرن والسيوح الأربعة وكثير من التاريخ بأحداثه وشخصياته مذكور عند علماء البلدان المتقدمين أمثال الهمداني والهجري والاصفهاني وياقوت والبكري ، ظلت بني عامر في الافلاج حتى تفرقت في البلدان ، وبقي لها بقايا في منازلها القديمة في الغيل وستاره وحراضة منهم قبيلة القبابنه التي تسكن هذه القرى ولازالت وكذا آل رشود وآل زرير وأما باقي قبائل الأفلاج فمن قبيلة الدواسر بفروعها المتعدده وأسر من بني
لام من قحطان وأسر من الأشراف وقبائل من جميله وعنزه والشثور وهم من اقدم من سكن الافلاج من القبائل المعاصره اذ يرجع تأريخ سكناهم الى القرن السابع الهجري ، ومن سكان الافلاج أفخاذ من قحطان ويام وزعب وأسر من قبيلة تميم ومن بني عقيل بن كعب ومن قبيلة الصيعر وغيرهم من الأسر الكريمة التي قطنت الأفلاج وساعدت في نهضته حتى أصبح من مدن البلاد التي يشار اليها بالبنان علما أن حديثي عن السكان أتى على سبيل العد لا الحصر

أعود لابن الملوح رحمه الله العاشق الذي لم يظفر بمعشوقته ، حيث تذكر كتب الادب أنه من بني جعده سكان الافلاج وليلى العامرية من بني الحريش وأنهم في الصغر كانوا يرعون الغنم عند جبل التوباد ومن هنا نشأ الحب الذي تطور شيئا فشيئا حتى أصبح هياما ، من قبل قيس الذي حجبت عنه محبوبته من قبل أهلها بعدما كبرت يستشهدون على ذلك بقوله

تعلقت ليلى وهي ذات ذؤابة ************ ولم يبد للأتراب من ثديها حجم

صغيرين نرعى البهم ياليت أننا ********* الى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم

وقيل غير ذلك كعادة الروايات التي تمتلئ بها كتب الأدب نظرا لطول العهد حتى أن اسمه لم يسلم من ذلك فقيل هو قيس وقيل بل هو مهدي بن الملوح ، أما صاحبته فهي ليلى بنت مهدي العامرية ، وعن سبب رفض والد ليلى لقيس ينقلون عنه أنه بسبب انتشار خبر حبهم بين القبائل مما جعله يزوجها ابن عم لها ، ظنا منه أن الأمر سينتهي عند هذا الحد ، وما عرف أن تصرفه هذا سوف يخلد القصة لعدة قرون يتناقلها الرواة من عهد الى عهد حتى يومنا هذا بل ان القصة خرجت الى أبعد من ذلك فقد قرأت أن في الهند كتبا وقصصا عن حب قيس وليلى بل أصبح مضرب مثل عندهم في الرومانسية والعشق كما قرأت أن أكثر مايزور الجبل هم من الجالية الهندية التي تقطن بلادنا ولهم كتابات هناك في واجهات الجبل تخليدا لذكرى زياراتهم تلك

نزل خبر زواج ليلى كالصاعقة على قيس ، ولم يتحمل قلبه المرهف هول الصدمة ، فأصابه جنون ولوثة كلوثة أبي حية النميري لازمته حتى فارق الحياة على أنهم يذكرون أن جنونه غير مطبق ، أي أنه يرجع لرشده أحيانا فيذكر بعض أشعاره ويرددها ، ويعي مايقول ثم مايليث على هذه الحالة حتى يغيب عنه عقله مرة أخرى وربما أنها صدمة عصبية كما يقول عنها علماء الطب النفسي لم تجد من يعالجها فتفاقمت حتى أحالته الى عداد المجانين
ظل قيس على حاله هذا يجوب القفار على غير هدى لعله يسمع خبرا عن ليلى فيهوي حتى يضرب أقاصي نجد فكلما مر على حي من أحياء العرب رأفوا لحاله وطلبوه أن ينزل عندهم ليطعموه أو يركبوه فيرفض ويسأل عن جبل التوباد فيقولون له وأين أنت وأرض بني عامر ؟ عليك بنجم كذا وكذا فأمه ، فيمضي على وجهه نحو ذلك النجم حتى يقع بأرض اليمن ، فيرى بلادا ينكرها وقوما لايعرفهم فيسألهم عن التوباد ، فيقولون , عليك بنجم كذا وكذا ، فلايزال كذلك حتى يقع على التوباد فيجلس عنده وينشد ويجهش بالبكاء فاذا تذكر أيام كان يطيف هو وليلى به جزع جزعا شديدا واستوحش ، وبدأ في التنقل حتى يعود مرة أخرى ومن اشعاره

الا ياحما الأيك مالك باكيا ************ أفارقت الفا أم جفاك حبيب

دعاك الهوى والشوق لما ترنمت ****** هتوف الضحى بين الغصون طروب

تجاوب ورقا قد أذن لصوتها ********** فكل لكل مسعد ونجيب




بقي كذا حتى امسك به أهله وحبسوه وقيدوه فجعل يعض لسانه وشفتيه حتى خافوا أن يقطعها فخلوا سبيله فأخذ يهيم في الفيافي مع الوحوش يذهب كل يوم اليه بطعامه فيوضع له حيث يراه فاذا تنحوا منه جاء فأكل منه وكان يتهدد ويرمي من يمر بجانبه أو يكلمه الا أنه يعي أشعاره وربما يكملها لو رددها من ياتيه ثم مالبث أن وجدوه ميتا في واد كثير الحجارة خشن وكان منكفأ على نفسه بين تلك الحجارة فاحتملوه وغسلوه وكفنوه ويقال أنه لم تبق فتاة من بني جعدة ولابني الحريش الا خرجت حاسرة صارخة عليه تندبه واجتمع فتيان الحي يبكون عليه أحر البكاء وينشجون عليه أشد نشيج وحضرهم حي ليلى معزين وأبوها معهم فكان أشد القوم جزعا وبكاء عليه وجعل يقول : ماعلمنا أن الأمر يبلغ كل هذا ، ولكني كنت امرءا عربيا اخاف من العار وقبح الأحدوثة مايخافه مثلي ، فزوجتها وخرجت عن يدي ، ولو علمت أن أمره يجري على هذا ما أخرجتها عن يده ولا احتملت ماكان علي في ذلك

وتذكر بعض الروايات أن ليلى ماتت قبله مع أني أشك في ذلك فلو أنها ماتت لذكر أبوها ذلك في سياق الخبر الذي قبل قليل

رحم الله قيس وأسكنه فسيح جناته وجعل مثواه الجنة آميين ،

وآسف على الاطاله

الضويري
09-09-2012, 07:31 PM
لاهنت اخوي مسعود على موضوعك الرائع

والأجمل سردك السهل والجميل

ففعلا استمتعت بقراءة قلمك الرائع

تقبل تحياتي

صالح فهد الحبابي
10-09-2012, 02:31 AM
لاهنت على الموضوع والافلاج بلد تاصلت في التاريخ سكنها عدد من قبايل العرب العدنانيين والقحطانيين سكنها بنو عامر على اختلاف فروعهم جعده والحريش وقشير وعقيل وغيرها ثم طي ومن الفروع الطايئة التي سكنت الافلاج الكثران وال مغيره والجذالين ثم سكنها الشثور الذي قيل في نسبهم عدة اقوال والراجح انهم من الحرقان من عبيده ثم جميله و الدواسر وفيها الان من مختلف العرب من العجمان وبني هاجر والحباب وبعض السكان السابقين منهم من رحل ومنهم من بقى على نسبه ومنهم من دخل في عداد قبيلة الدواسر .

أبو تركي الحرملي
10-09-2012, 08:04 AM
الاستاذ / مسعود المسردي
يشهد منتدانا ميلاد كاتب مبدع يسيل مداد يراعهو ابداع
تقرير مشوق دعاني الى البحث في الموضوع الذي هو بالكاد مندثر لدي السياحة والاثار والذي كان من واجبها العمل لتحسين هذا الارث التاريخي ليكون مقصد الكثيرا من السياح سوى كان من الخارج كما ذكرت او من الداخل شكراً لك
http://www.albdoo.com/vb/images/images_thumbs/8de12a5a6d4ce409f5c978092cb18ff4.jpg
http://www.albdoo.com/vb/images/images_thumbs/b36feadfcb93e72e433500bbbcca25af.jpg
http://www.albdoo.com/vb/images/images_thumbs/068c3a0342e88205c7f78f8859602d47.jpg
http://www.albdoo.com/vb/images/images_thumbs/a6a884a408679e89ab9ee25125f4b530.jpg
http://www.albdoo.com/vb/images/images_thumbs/343178eee5a125e8666b7ab4821ee354.jpg
http://www.albdoo.com/vb/images/images_thumbs/5a8891a1b3ee66d252bb949d1465114a.jpg
http://www.albdoo.com/vb/images/images_thumbs/af5d2ee52f7977539b5fef239664cd75.jpg
http://www.albdoo.com/vb/images/images_thumbs/48a505495027602482d71a012d000611.jpg
http://www.albdoo.info/imgcache2008/96847f4dfece88670b8c026eafe2b793.jpg
http://www.albdoo.com/vb/images/images_thumbs/cee402eb28bbf08f19d998c17d641aef.jpg
http://www.albdoo.com/vb/images/images_thumbs/7025c66e0b31e06f796618787717fe7f.jpg
قال قيس بن الملوح مخاطبآ ليلى :

تعلقت ليلى وهي غرٌّ صغيـرةٌ،،،،،،ولم يبد للأتراب من صدرها حجم
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا،،،إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم


فأجابته ليلى باكية لما سمعت شعره :

كلانا مظهر للناس بغضاً،،،،،،وكل عند صاحبه مكيـن
تخبرنا العيون بما أردنـا،،،،وفي القلبين ثم هوى دفين

فلما سمع مقالتها خر مغشياً عليه , فلما أفاق قال:

صريع من الحب المبرح والهوى،،،،وأي فتى من علة الحب يسلـم


ففطن جلساؤه عند ذلك فأخبروا أباها, فحجبوها
عنه وعن سائر الناس ، فلما حجبت عنه
أنشأ قيس بن الملوح يقول:

ألا حجب عني ليلى والى أمرها،،،،،عليّ يمنياً جاهـلاً لا ازورهـا
وأوعدني فيهـا رجـال أبوهـم،،،،أبي وأبوها ثخنت لي صدورها
على غير شيء غير أني أحبها،،،،وإن فؤادي عند ليلـى أسيرهـا
وإني إذا حنّت إلى الإلف إلفهـا،،،همّا بفؤادي حيث حنت سحورها

ولما عرف عنه بين القبائل حبه لابنة عمه
وولعه بها قام أبوه واخوته وبنو عمه وأهل بيته
فأتوا ابا ليلى وسألوه بالرحم والقرابة ورب العرش العظيم
أن يزوجها منه, وأخبروه أنه ابتلي بها .
فأبى أبو ليلى وحلف فأخرجه أبوه الى مكة كي يدعو الله
في بيته الحرام أن يعافيه مما ابتلي فيه فلما قدما مكة
قال له أبوه:يا قيس قل اللهم ارحني من ليلى وحبها.
فقال قيس: اللهم منّ عليّ بليلى وقربها, فضربه أبوه

فانشأ يقول:

دعا المحرمون الله يستغفرونـه،،،،بمكة شعثاً كي تمحـى ذنوبهـا
وناديت يا رحمن أول سؤلتـي،،،،،لنفسي ليلى ثم أنـت حسيبهـا
وإن أعط ليلى في حياتي لم يتب،،،،الى الله عبـد توبـة لا أتوبهـا

فأخذ أبوه بيده الى محفل من الناس
فسألهم أن يدعوا الله له بالفرج فلما
أخذ الناس في الدعاء له فانشأ يقول:

ذكرتك والحجيج لهم ضجيج،،،،بمكة والقلوب لها وجيـب
أتوب إليك يا رحمـن ممـا،،،،،عملت فقد تظاهرت الذنوب
فأما من هدى ليلى وتركـي،،،،زيارتهـا فإنـي لا أتـوب
وكيف وعندها قلبي رهيـن،،،،أتوب إليك منهـا أوانيـب



ومرض الشاعر العاشق مرضاً كبيراً وازدادت
علته وتعسرعلاجه وأعيا الأطباء دواؤه ولم ينجح
فيه الدواء وصار الى اسوأ حال من توحشه في
الصحاري فشق ذلك على ليلى وأذهلها فدعت بغلام
وكتبت اليه:بسم الله الرحمن الرحيم والله يا ابن عمي
إن الذي بي أضعاف ما بقلبك ولكن وجدت السترة
أبقى للمودة وأحمد في العاقبة ثم أنشدت قائلة :

فلو أن ما ألقى وما بي من الهوى،،،،،،،بأرعـن ركنـاه صفـاً وحديـد
تقطع مـن وجـد وذاب حديـده،،،،،،،وأمسى تراه العين وهـو عميـد
ثلاثون يومـاً كـل يـوم وليلـة،،،،،،،،،أمـوت وأحيـا إن ذا لشـديـد



فأجابها قيس عن كتابها بعدة أبيات منها:

وجدت الحب نيراناً تلظـى،،،،،قلوب العاشقين لهـا وقـود
فلو كانت إذا احترقت تفانت،،،،ولكن كلما احترقـت تعـود
كأهل النار إذا نضجت جلودٌ،،،،،أعيدت للشقاء لهـم جلـود


وبينما هو في أودية الغيل وهو حزين كئيب
إذ مر به فارسان فنعيا إليه ليلى وقالا: مضت لسبيلها
فخر قيس مغشياً عليه, فلما أفاق مضى حتى دخل الحي
بعدما لم يكن يمر به إلا من بعيد , فأتى أهل بيتها فعزاهم فعزوه
فقال: دلوني على قبرها, فلما عرفه رمى بنفسه
على القبر والتزمه وأخذ يقول فيها القصائد والأشعار
وأصبح قيس هائماً في الصحراء لا يرجع إليه عقله
إلا بذكر ليلى ورثائها حتى يغشى عليه.

ويقول أحد الأعراب:فلما أن بكرت إليه وطلبته
فلم أقدر عليه فانصرفت الى الحي وأعلمتهم.
فقام اخوته وبنو عمه وأهل بيته فطلبناه يومنا وليلنا
فلما أصبحنا هبطنا الى وادٍ كثير الحجارة
والرمل إذا به (ميتاً) وقد كان خط بإصبعه
عند رأسه هذين البيتين من الشعر:

توسد أحجار المهامـة والقفـر،،،،ومات جزِع القلب مندمل الصدر
فياليت هذا الحب يعشـق مـرة،،،،فيعلم ما يلقى المحب من الهجر


لقد ثبتت في القلب منك محبة * * * كما ثبتت في الراحتين الاصابع
نهار نهار الناس حتى اذا بدى * * * لي الليل هزتني اليك المضاجع
أقضي نهاري بالحديث وبالمنى * * * ويجمعني والهم بالليل جامع

ويقول :

وقد يجمع الله الشتيتين بعدما * * * يظنان كل الظن أن لاتلاقيا

& & &

وقد أعاد الشاعر سعد بن ثلاب السبيعي
المعروف بـ ( شاعر التوباد )
اكتشاف غار قيس وليلى من جديد بعد أن
كاد يتلاشى موقعه لعدم تحديده جغرافياً
وينسب ابن ثلاب الفضل في اكتشافه
من جديد إلى عجوز طاعنة في السن جاءت إليه
مستغيثة تناشده استرجاع غنمها التي اعتلت
جبل التوباد ولبى نداءها ووجدها رابضة
في غار أثار في نفسه جملة من الشكوك حوله ؟؟!!!
وعلى الفور انطلق ابن ثلاب صوب الرياض
قاصدا الأديب الشاعر عبدالله بن خميس
من أجل دعوته لمشاهدة الجبل والغار ولبى
ابن خميس الدعوة وزار الجبل لكنه لم
يصعده لألم في ركبته عافاه الله منها
ومتعه بالعافية وقال : هذا هو جبل المجنون وهذا غاره .

الـمـصـدر
http://www.alriyadh.com/*******s/28-...OCAL1_7284.php

& & & &

ختماً نلحظ الاهمال الواضح لهذا المعلم التاريخي
الذي يحكي قصة الحب التاريخي (قيس وليلى)
بينما لو اتجهنا الى مدينة فيرونا الايطالية
التي جسدت قصة روميو وجوليت نجد الاهتمام
الواضح على الرغم من أن قصة قيس وليلى
هي الأشهر والأجمل .
((((((((((((((منقول )))))))))))))

فهد حمد الحبابي
02-10-2012, 12:01 AM
لاهنت يالمسردي بيض الله وجهك

فارس آل غراب
26-10-2012, 05:56 PM
رائعه سردية ممتزجة بقوة فكرية مع دعابة معتدله بأسلوب راقي مميز
يأسرك ويجعلك تنجرف وتنساق لما تقرأ دون شعور
يسرق فكرك ويجذبه للإرتقاء بجمل وكلمات مختارة حد الإمتاع
تحسب للوهلة الأولة أنك تقرأ لقامة عملاقة شهيره
هو نعم قامه أتمنى من الله أن تصل لما فوق العملاقة بالشهرة
تحيتي لكـ ولقلمك الرائع الذي كتب وعبر في بداية الأمر خاصة وكأن الكلمات تخرج من صدري
وخصوصا حين قلت:
يبدو أن الوهن أو الكسل أو ماشئت ان اسميه بدأ يدب فيني ويضرب بسهامه كل عضو من جسدي ويأخذ مني كل مأخذ ، فلقد تراكمت علي أعمال كثيره من مقالات مكلف بكتابتها وبحوث لها مايقرب من العام أقوم بـتأليفها ، والى الآن لم انجز شيئا مما ذكر مع أني مبتدئ في هذا المجال ولازلت في ريعان شبابي فيا ترى ما الأسباب التي وضعتني في هذا الموضع بل ماالمخرج من هذا المأزق الذي وضعت نفسي فيه ، وا أسفاه على الشباب وحيويته كم ضيعت من أوقاته ولم استغله فيما يعود علي بالنفع وعلى الآخرين ، هاهي هذه الرحلة أؤجل كتابتها لمدة شهرين، متذرعا بكثرة المشاغل وازدياد الأعباء الأسرية والعملية ، أقوم اليوم بكتابتها ، وقد لا تجد أيها القارئ الكريم مايفيدك فليس لدي سوى بضاعة مزجاه ومعلومات متكرره


تحيتي الخاصة لك أستاذي ولقلمك المبدع
ولمعلوماتك الرائعه
ولا تحرمنا جديدك