المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صحابي من قحطان


علي بن شداد القحطاني
06-07-2012, 06:55 AM
هو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرىء القيس سيد الأوس ، صحابي من الأبطال ، من أهل المدينة ، حمل لواء الأوس يوم بدر، وكان أطول الناس وأعظمهم جسماً 0 وكان ممن ثبت في أُحد ورُمي بسهم يوم الخندق فعاش شهراً ثم مات من أثر جروحه ودفن بالبقيع ، وعمره سبعٌ وثلاثون سنة ومناقبه مشهورة في الصحاح0
أسلم سعد بن معاذ على يد مصعب بن عمير لما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة يعلِّم المسلمين ، فلما أسلم قال لبني عبد الأشهل : كلام رجالكم ونسائكم عليّ حرام حتى تسلموا ، فأسلموا فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام .
عن عائشة أنها كانت في حصن بني حارثة يوم الخندق ، وكانت أم سعد بن معاذ معها في الحصن ، وذلك قبل أن يُضرب الحجاب عليهن ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين خرجوا إلى الخندق قد رفعوا الذراري والنساء في الحصون مخافةً عليهم من العدو ، قالت عائشة : فمر سعد بن معاذ عليه درعٌ مقلصة قد خرجت منها ذراعه ، وفي يده حربة وهو يقول :
لبِّث قليلاً يَلْحَقِ الهيجا حَمَلْ
لا بأس بالموتِ إذا حان الأجلْ


فقالت أم سعد : الحق يا بني قد والله أخرت . فقالت عائشة : يا أم سعد لوددت أن درع سعد أسبغ مما هي ، فخافت عليه حين أصيب السهم منه0
ويرمي سعداً رجلٌ من المشركين من قريش ، يُقال له ابن العرقة بسهم ، فقال : خُذها وأنا ابن العرقة ، فأصاب أكحله ، فدعا الله سعدٌ فقال : اللهم لا تمتني حتى تشفيني من بني قريظة ، وكانوا مواليه وحلفاءَهُ في الجاهلية ، قالت فرقأ كلمُهُ ، تعني جرحه0
وبعث الله تبارك وتعالى الريح على المشركين فكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزاً . فلحق أبو سفيان بمن معه بتهامة ، ولحق عيينة بمن معه بنـجد ، ورجعت بنو قريظة ، فتحصنوا في صياصيهم ، ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فأمر بقُبةٍ فضربت على سعد بن معاذ في المسجد0
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة 0
فحاصـرهم خمساً وعشرين ليلة ، فلما اشتد حصرهم واشتد البلاء عليهم قيل لهم : أنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم 0
فاستشاروا أبا لبابة بن عبد المنذر فأشار إليهم أنه الذبح ، فقالوا : ننزل على حكـــم سعد بن معاذ ، فقال لهــم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنزلوا على حكم سعد بن معاذ ) ، فنزلوا على حكم سعد بن معاذ ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد فحمل على حمار ، وحف به قومه ، فجعله يقولون : يا أبا عمروا ! حلفاؤك ومواليك وأهل النكابة ، ومن قد علمت ؟ ولا يُرجِعُ إليهم شيئاً ، حتى إذا دنا من دورهم التفت إلى قومه فقال : قد آن لي أن لا أبالي في الله لومة لائمٍ0
قال ابن سعد : فلما طلع على رسول الله صلى الله عليه وسلم قــال : ( قوموا إلى سيدكم ، فأنزِلوه ) ، فأنزلوه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحكم فيهم ) ، فقال فإني أحكم فيهم أن تقتل مقاتليهم وتُسبى ذراريهم وتُقسم أموالهم0
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقد حكمت فيهم بحكم الله ورسوله )0
ثم دعا الله سعدٌ فقال : اللهم إن كنت أبقيت على نبيك من حرب قريش شيئاً فأبقني لها ، وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك0
فانفجرت كلمُهُ وقد كان برأ حتى ما يُرى منه شئ إلا مثل الخرص ، ورجع إلى قبته التي ضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم 0
فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه جبريل حين استيقظ ، فقال : من رجل من أمتك مات الليلة استبشر بموته أهل السموات ؟ قال ( لا أعلم إلا أن سعداً أمسى دنفاً ، ما فعل سعد ؟ ) قالوا يا رسول الله قد قُبض ، وجاءه قومه فاحتملوه إلى ديارهم ، قال : فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ثم خرج ومعه النـاس ، فبتَّ الناس مشياً حتى إن شسوع نعالهم لتنقطع من أرجلهم ، وإن أرديتهم لتقع على عواتقهم ، فقال له رجل : يا رسول الله قد بتت الناس ؟ فقال ( إني أخشى أن تسبقنا إليه الملائكة كما سبقتنا إلى حنظلة ) 0
ورُوي أن جبريل نزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله من هذا الذي فُتحت لــه أبواب السماء واهتز له العرش ؟ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعاً يجر ثوبه ، فوجد سعداً قد قُبض ، ولما دفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف من جنازته جعلت دموعه على لحيته ويده على لحيته0

وندبته أمه فقالت :
ويلُ أمِّ سعدٍ سعداً
براعةً ونجداً

بعد أيادٍ له ومجداً
مُقدماً سدّ به مسدّاً

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل البواكي يكذبن إلا أم سعد ) وفي رواية : ( كل نادبة كاذبة إلا نادبة سعد )0
وأخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه قال : لما انتهوا إلى قبر سعد نزل فيه أربعة نفر ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقفٌ على قدميه ، فلما وضع في قبره تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبَّح ثلاثاً ، فسبَّح المسلـمون ثلاثــاً حتى ارتج البقيع ، ثم كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً وكبر أصحابه ثلاثاً حتى ارتج البقيع بتكبيره ، فسُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقيل : يا رسول الله رأينا بوجهك تغيّراً وسبحت ثلاثاً ؟ قال ( تضايق على صاحبكم قبره وضُم ضمةً لو نَجَا منها أحدٌ لنجا سعد منها ، ثم فرّجَ الله عنه ) ( )0
وعن أنس قال : لما حُملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون : ما أخف جنــازته ، وذلك لحكمه في بني قريظة ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( إن الملائكة كانت تحمله )0
وقال سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لقد رأينا من الملائكة في جنازة سعد بن معاذ سبعون ألفاً ما وطــئوا الأرض قبــل ) 0
وبحقٍّ أعطاه الله ذلك ومقاماته في الإسلام مشهورة كبيرة ، ولو لم يكن له إلا يوم بدرٍ ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما سار إلى بدرٍ ، وأتاه الخبر في نفير قريش ، استشار الناس ، فقال المقداد فأحسن ، وكذلك أبو بكر وعمر ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الأنصار لأنهم عدد الناس ، فقال سعد بن معاذ : والله لكأنك تريدنا يا رسول الله !؟ قال : ( أجل ) ، قال سعد : فقد آمنا بك وصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به الحق ، وأعطيناك مواثيقنا على السمع والطاعة ، فامض يا رسول الله لِما أردت فنحن معك ، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضتَ بنا هذا البحر لخضناه معك ، ما تخلف منا رجل واحد ، وما نكره أن نلقى عدوّنا غداً ، إنا لصبرٌ عند الحرب صدقٌ عند اللقاء ، لعل الله يريك فينا ما تقر به عينك ، فسِر بنا على بركة الله ، فسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله ونشطه ، فكفاه ذلك فخراً0

مناقب سعد بن معاذ
عن جابر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ ) عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد نزل لموت سعد بن معاذ سبعون ألف ملك ، ما وطئوا الأرض قبلها ) . وقال حين دُفِــنَ : ( لو انفلَت أحدٌ من ضغطة القبر ، لانفلت سعد ) .
عن عبد الرحمن بن عوف قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء سعد بن معاذ الأنصاري ، فقال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : ( هذا سيدكم ) 0
عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى ثوب ديباج ، قال : والذي نفس محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا .
وعن أبي سعيد الخدري قال : كنت أنا ممن حفر لسعدٍ قبره بالبقيع ، وكان يفوح علينا المسك كلما حفرنا قترةً من تراب حتى انتهينا إلى اللحد0
وعن محمد بن شر حبيل بن حسنة قال : أخذ إنسانٌ قبضة من تراب قبر سعد فذهب بها ثم نظر إليها بعد ذلك فإذا هي مسك 0


انظر المزيد عن هذا الصحابي وغيره من الصحابة من قحطان بكتابنا القواعد والاركان من أعلام قحطان الطبعة الأولى والثانية .

المناضل السليماني
06-07-2012, 10:47 AM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

ابو منصور ال سالم
07-07-2012, 12:15 AM
رضي الله عنه وأرضاه مشكور اخي علي

نسل الضياغم
10-07-2012, 01:59 PM
الاخ ابن شداد الحبابي: اذا كنت تقصد انه من قحطان الاكبر فكل قبائل الازد ومنهم الاوس والخزرج من قحطان الاكبر.

وان كنت تقصد قحطان الذي تنتسب له القبائل المعاصرة وهو( مذحج) فليس سعد بن معاذ رضي الله عنه؛ منهم.

دمت بخير