المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( الأبل التي أبكت الرجال ))


عبيدي الدمام/ابوزياد
28-11-2005, 12:01 AM
الإبل التي أبكت الرجال

قيعي الشليمي من السعيد- من قبيلة الظفير،يقتني من الإبل المغاتير سلالة طيبة ولما كانت منازل إحدى



القبائل مربعة استأذن أن ترعى إبله في مراعي هذه القبيلة حسب العادات والقوانين عند أهل البادية.


وفي أثناء ذلك حدث أن غزا الشيخ عبدالكريم الجربا هذه القبيلة كما يحدث بين القبائل أن ذاك فقد كانت الغزوات



متبادلة بغرض الكسب وشاء الله أن ينتصر عبد الكريم الجربا ويستاق إبل هذه القبيلة ومن ضمنها إبل الشليمي.

أما الشليمي فقد أفاق على هول الكارثة التي حلت به فهو ليس طرفاً فيما حدث واحتار ماذا يفعل؟

وأخيراً هداه تفكيره إلى أن يطلب من ابن عمه محمد بن دهمان المساعدة وابن دهمان هذا شاعر معروف



وقد ألح عليه أن يتصرف لإرجاع الإبل حاول ابن دهمان أن يعتذر لأسباب منها بعد المسافه بين قبيلتي شمر والظفير



ووعورة الطريق المحفوفة بالخطر. ولم ينفع الأعتذار فتوجها إلى عبد الكريم الجربا،وجداً بالسير



حتى لاحت لهما منازل شمر.فقال قيعي: ماذا جهزت من القصيد؟... يقصد في مدح عبدالكريم فأجاب ابن دهمان



بهدؤ لا شيء! فأهتال قيعي، كيف لم يقل شيئاً وهو ما أتى به إلا لأنه شاعر وسوف يعيد إبله بشاعريته،فأجابه



ابن دهمان إن الشعر عنده يأتي فجأة وشبهه بدبك حوافر الخيل على أرض ممطوره لتوه!.....



كناية عن ارتجاله للقصيدة. فلما وصلا فإذا هو بيت مهيب ومن حوله وداخله العديد من الرجال



أقارب وضيوف وأهل حاجه وغيرهم ..... فقد كان مجلساً عامراً قد تدخله وتخرج منه فلا ينتبه لك أحد،



فتبادلا النظرات يبحثان عن رأي واتفقا وهذا الرأي لمحمد بن دهمان أن يعقلا ركابهما بعيدا ويأتيا



أمام المجلس فيفتعلان مشاجره والقصد أن يلفتا انتباه لوجودهما وحدث ما اتفقا عليه وبالفعل أثارا انتباه



الشيخ عبد الكريم واستغرابه من رجلين غريبين يتشاجران أمام مجلسه فأمر بأحضارهما ولما سألهما



عن أمرهما كان كل منهما يريد أن يتحدث قبل الآخر. حتى أستطاع ابن دهمان أن يتحدث فكان أن



ارتجل هذه القصيدة وكان في يد عبد الكريم الجربا سيفه. وهو مشدود مع القصيده لم يفطن الي سيفه



وقد ارتخت عن قبضته فأنزلق إلى موقد النار أمامه فلاحظ أبن دهمان ذلك أثناء إلقاء القصيدة فأشار



إليه في البيت الثالث عشرمن القصيدة..

يا راكبٍ من فوق قصرات الأوبار .. فج النحور إليا انتوى كل ناوي
عيرات منقيات بالدو هدار .. حمرٍ سمرهن من قعود اللحاوي
طفقات من مس المناجيب عبار .. ياكن ينهش من قفاهن اضراوي
ياما حلا بظهورهن مس الأكوار .. وعليهن اللي يبعدون الهقاوي
في دربهم متعرضين للأخطار .. ناصين دار محرقين القهاوي
مدن من الداير مع فج الأنوار .. والعصر بالخابور عشر النضاوي
أرقب رقيبتهن على رأس سنجار .. تطلع الجربان بهكا الحراوي
أهل بيوتٍ كنها زمت الطار .. كبار الصحون مزبنين الجلاوي
بيوت المحمد مدهل الضيف والجار .. وملجأ لمن كثرت عليه الشكاوي
لازم يجي بالبيت هاتش وخطار .. وخلايق ما ينعرف له لغاوي
في ضف شيخٍ للمناعير جرار .. اللي طريحه مال لجرحه مداوي
وادنى بالادنى كان للربع تختار .. عبدالكريم إليا بلتك البلاوي
شواي صنع الهند في مجحم النار .. من الزوم كنه من شفا البير داوي
مثوار شقحا بأول الذود معطار .. تركض إليا سمعت تداويه المداوي
ما طاع بالقالات عمسين الأشوار .. رد السلف على الجهامة خلاوي
يجيبه اللي لطوابير كسار .. كان الشليمي للبويضا رجاوي
والله يبيض وجهكم عقب ما صار .. ابيض من القطن العفر عند راوي

فلما انتهى من قصيدته صمت عبدالكريم ثم التفت إلى رجال قبيلته قائلاً: ماذا تقولون يا شمر؟



كان عبدالكريم قادر على اتخاذ القرار دون الرجوع إلى أفراد قبيلته لاكنها حكمة هذا الرجل العظيم



وعبدالكريم لا يحتاج إلى مشورة يكفي أن نعرفه بلقب (( أبو خوذه)). فكان هناك شيء واحد يبدو صعباً بعض الشيء



فكيف تعاد هذه الأبل وقد توزعت على بيوت شمر، فهي كسب وجرت العادة أن يتقاسمونها على طريقة الأسهم.

هنا تحدث قيعي الشليمي وبين أن هذه المسألة سهله للغاية حيث طلب أن يقف على مكان مرتفع وينادي



على أبله فما جاءته فهي له والتي لا تجيء فليست من أبله.


وعندما بداء (يدوه) حدث الموقف الذي يقال أنه أبكى الكثيرين من الرجال أبكاهم وفاء الحيوان في صورة نادرة قلما تحدث فعندما سمعت إبله صوته وهو ينادي كانت تخرج من بين البيوت وهي تتجه إليه من هنا ناقة ومن هناك أخرى وهكذا من كل الأنحاء حتى اجتمعت عنده،إلا ناقه واحدة كانت تمشي قليلاً ثم تقف لحظات وقد جاءته في النهاية إلا أنه اقسم أنها له لكن لم ينجبها فحل الإبل أصلاً
وهكذا أعادت قصيدة محمد بن دهمان أبل قيعي الشليمي كاملة بعد أن ردها عبدالكريم الجربا ولم يأخذ منها شيئاً أبداً رغم أنها كسب ولا لو عليه لو احتفظ بها.

محمد القويفل
28-11-2005, 12:26 AM
ارررررررحب يا ابو زياد


ولاهنت على النقل





.

محمد الحياني
28-11-2005, 12:29 AM
مشــــــــــــــــــكور


اخوي عبيدي الدمام



الله لايهينك على هالقصة المعبرة والمبكية من جد

عبيدي الدمام/ابوزياد
30-11-2005, 11:17 PM
الله يعطيكم العافية
بيّض الله وجيهكم
على مروركم هنا

علي بن شافع العنبسي
01-12-2005, 05:32 PM
شكراً لك اخي الكريم على هذا المشاركة

ابن شطفان
01-12-2005, 08:40 PM
فعلا ... قصة محزنة .... و قصيدة رائعة


مشكوووووووور أخوي ابو زياد و لا هنت




أخــــ ابن شطفان ــــوك