المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ارحموا عزيز قوم ذل


ملاح
12-03-2012, 08:22 AM
ارحموا عزيز قوم ذل

محمد غنيم
في واقع الأمر لا أعلم ما هي الدواعي التي أباحت شن هذه الحملات الهجومية ضد منتخبنا الوطني بجهازيه الفني والإداري؛ فقد تكون المسألة متعلقة بمكبوت بعض الأقلام التي جرفها سيل التحفيز بتوجيه المؤازرة وكبح جماح النقد قبيل اللقاء؛ فسال حبر التمجيد والمناهضة لما بين سطور الطرح فرفعت شعارات «معاهم معاهم عليهم عليهم»؛ فها هي الآن منذ صبيحة ما بعد اللقاء تقدم لنا أسوأ معاني النقد لجلد الذات من خلال وجود مادة دسمة تناولتها أقلامهم لسد زوايا ما لم يكن مباحا ! حتى الأغاني والأهازيج تحولت من منتخبنا إلى بهذلتنا على مرأى ومسمع الجميع؛ مما يترك الأثر السلبي في نفسيات اللاعبين المشاركين وغير المشاركين برهبة المشاركة لصالح المنتخب مستقبلا وشبح النقد الذي سيلاحقهم وهلة استلامهم للكرة أثناء المباريات نتيجة عدم التركيز والتشتيت الذهني؛ فقد يصل الحال إلى أماني عدم اختيار أسمائهم بغية النجاة من مأزق النقد والضغط النفسي، لست فيلسوفا أو محاميا يكتب مذكرات الدفاع عن المنتخب ولاعبيه ولا أدعي الكمال فالكمال لله وحده؛ ولكني أتحدث بمنطقية وواقعية لذلك أقول بعلو صوتي: كفوا وكفى.. كفوا عن الهجوم اللاذع وكفاكم نقدا جارحا؛ أرحموا عزيز قوم ذل، لا أخفي حزني الشديد على الخروج المرير لمنتخبنا ولكن قدر الله وما شاء فعل؛ حيث أن الحزن لا يبرر الانتقادات الحادة، فلا بد لنا أن نؤمن بأن الله يزيد الذين اهتدوا هدى ولكل مجتهد نصيب، كما ينبغي علينا الاعتراف بالخطأ وهذه أولى خطوات التصحيح، وللعودة لمراجعة أخطاء اللقاء فنلاحظ أن المسألة مباغتة فنية بحتة بطريقة أو بأخرى وصولا لمقولة (الحرب سجال) استراتيجية أتبعها (أوسيك) المدير الفني للمنتخب الاسترالي الذي تفوق بدهائه وحنكته على (ريكارد) من خلال منح الأول شوطا كاملا للاعبي المنتخب السعودي الذين استطاعوا اقتناص الفرصة كما يجب بإحرازهم هدفين؛ ومن رأيي الشخصي بأن ريكارد لم يتعامل مع اللقاء بالشكل الصحيح بل لم يستثمر فرصة من ذهب بالتراجع وإغلاق المنطقة الخلفية للحفاظ على النتيجة؛ ولكن للأسف استمر الوضع كما هو عليه طيلة مجريات الشوط الأول دون أدنى جدوى لاستنزاف طاقة لاعبينا وامتصاص حماسهم وهذا ما يهدف اليه السيد (أوسيك) الذي ترجم ما يسعى إليه بنجاح وتفوق على أرض الواقع بالشوط الثاني تحديدا؛ وكأن اللقاء حينها بدأ للتو! ليعكس لنا البون الشاسع للياقة البدنية بين الطرفين عطفا على تصريحه بالمؤتمر الصحفي عقب اللقاء؛ فهذا هو حال كرة القدم تفوق فريق على حساب فشل منافسه من ناحية القراءة غير الموفقة؛ وبالتالي ولوج الأهداف على حسب توفر الأخطاء، وبمناسبة الأخطاء أدهشني تحامل أحد الأصدقاء على اللاعب كامل الموسى بتوجيه مسؤولية هزيمة المنتخب تذمرا على خطأ الموسى! فأجبته بهدوء هل تسبب خطأ الموسى في ولوج هدف التعادل أم الهدف الخامس إذا ما استثنينا الهدف الملغي؟ ما أعنيه هنا عدم البحث عن من يتحمل الخطأ وحده فمن غير المنطقي أن نرمي به على عاتق المدرب أو اللاعبين أو الجهاز الإداري بل الخطأ متسلسل يتحمله الجميع، ولن أنسى الإعلام الذي يتحمل جزءا لا بأس به؛ فهو الذي ابتكر مقولة (لاعب نادي وليس لاعب منتخب) أيعقل هذا ! وإن افترضنا صحة هذا القول الذي تحول بكل أسف إلى حقيقة وهمية لدى البعض، سأجيب ببساطة لأن اللاعب أصبح الآن يلعب بناديه بثقة ذاته وإمكاناته.