سعيد شايع
03-10-2011, 08:43 AM
المشوق الأول:
{ ومن دخله كان آمنا }
وكيف لا تكون آمنا وأنت تدخل مسجدا ومكانا وبيتا حراما ، قال الله عنه:
{ ومن دخله كان آمنا }
إنه المكان المبارك , فهو خير الأماكن , وأجل البقاع على الإطلاق وأشرفها , يأتونه من كل فجِ عميقِ
فيدخلونه وقد شهد الله لهم أنهم بأمن وأمان ، فهنيئا لمن دخله متواضعا خاشعا مستنا بسنة
نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندها تذهب الهموم والغموم والأحزان , ويحل محلها السعادة
والانشراح والهدى والنور والأمن والأمان
ومنذ رفع إبراهيم وإسماعيل ـ عليهما الصلاة والسلام ـ قواعد ذلك البيت وهو مثابة وأمناً
إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
إنك ـ أخي الحبيب ـ تدخل مكانا آمنا
وكيف لا يكن آمنا وصوت الحق يرفع فيه
وراية التوحيد تصدح في جنباته
إنه المكان الذي تتساوى الناس فيه ، فقد جعله الله
{ للناس سواء العاكف فيه والباد }
قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ ( لا فرق فيه بين المقيم فيه والنائي عنه البعيد الدار منه )
وقال صاحب الظلال ـ رحمه الله ـ ( ... وهو الذي جعله الله للناس منطقة أمان ودار سلام
وواحة اطمئنان ، يستوي فيه المقيم بمكة والطارئ عليها
فهو بيت الله الذي يتساوى فيه عباد الله ، فلا يملكه أحد منهم ، ولا يمتاز فيه أحد منهم
{ سواء العاكف فيه والباد }
وسيبقى شعاراً وعزاً وقياماً للإسلام والمسلمين ، قال الله ـ عز وجل ـ
{ جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد }
فصلاح الدين وتجديده والدعوة إليه تنطلق منه , تأمل في قوله ـ عز وجل ـ
{ ومن دخله كان آمنا }).
لقد تعدى الأمن فيه الإنسان إلى الحيوان ، والطير ، والنبات ، والزرع ، والشجر ، والمال والجماد
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال يوم فتح مكة :
" لا هجرة ولكن جهاد ونيّة ، وإذا استنفرتم فانفروا ، فإنّ هذا بلد حرّم الله يوم خلق السّموات والأرض
وهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ، وإنّه لم يحلّ القتال فيه لأحد قبلي ، ولم يحلّ لي إلا
ساعةً من نهار ، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ، لا يعضد شوكه ، ولا ينفّر صيده
ولا يلتقط لقطته ، إلا من عرّفها ، ولا يختلى خلاها "
قال العبّاس: يا رسول الله إلا الإذخر ، فإنّه لقينهم ولبيوتهم؟
قال: " إلا الإذخر "[ البخاري]
لا يعضد: أي لا يقطع شوكه
ولا يختلى خلاه أي: النبات الرطب الرقيق , يعني: لا يقطع
إذا كان هذا في حق الحيوانات والجمادات والنباتات ، فما ظنك بالمسلم؟
عجبا والله! شهادة من رب العالمين { ومن دخله كان آمنا } أمنا حسيا ومعنويا ، يقطع
كل خوف عند أبواب المسجد الحرام ، تذكر وأنت على مشارف الحرم قول الحق ـ تبارك وتعالى ـ
{ أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم }
فلعلك تذكر ما حولك من الأماكن قبل أن تأتي للحرم وقد حف بها الخوف من كل جانب
وأهلها غير آمنين ولا مطمئنين ، فَلْتحْمَد ربك على هذا الأمن التام ، وعلى الرزق الكثير
الذي يجيء إليه من كل مكان ، ثمرات وأطعمة وبضائع تراها من حولك وأنت آمنا في مكان
يلقى فيه السلاح , وتحقن فيه الدماء , ويجد كل واحد فيه مأواه
وهذه والله من أجل نعم الله على عباده ، نعمتان مغبون فيها كثير من الناس , وصدق الله إذ يقول:
{ ولكن أكثر الناس لا يشكرون }
أما { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}
فوجود الإيمان دليل على العمل بما أنزل الله والعمل بسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وبهذا يصبح المؤمن في هدوء واطمئنان ، وأصبح دوره في المجتمع مصلحا محافظا ، منكرا مبغضا لأدوات الهدم والفساد.
هذا وإلى مشوق آخر.
{ ومن دخله كان آمنا }
وكيف لا تكون آمنا وأنت تدخل مسجدا ومكانا وبيتا حراما ، قال الله عنه:
{ ومن دخله كان آمنا }
إنه المكان المبارك , فهو خير الأماكن , وأجل البقاع على الإطلاق وأشرفها , يأتونه من كل فجِ عميقِ
فيدخلونه وقد شهد الله لهم أنهم بأمن وأمان ، فهنيئا لمن دخله متواضعا خاشعا مستنا بسنة
نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندها تذهب الهموم والغموم والأحزان , ويحل محلها السعادة
والانشراح والهدى والنور والأمن والأمان
ومنذ رفع إبراهيم وإسماعيل ـ عليهما الصلاة والسلام ـ قواعد ذلك البيت وهو مثابة وأمناً
إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
إنك ـ أخي الحبيب ـ تدخل مكانا آمنا
وكيف لا يكن آمنا وصوت الحق يرفع فيه
وراية التوحيد تصدح في جنباته
إنه المكان الذي تتساوى الناس فيه ، فقد جعله الله
{ للناس سواء العاكف فيه والباد }
قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ ( لا فرق فيه بين المقيم فيه والنائي عنه البعيد الدار منه )
وقال صاحب الظلال ـ رحمه الله ـ ( ... وهو الذي جعله الله للناس منطقة أمان ودار سلام
وواحة اطمئنان ، يستوي فيه المقيم بمكة والطارئ عليها
فهو بيت الله الذي يتساوى فيه عباد الله ، فلا يملكه أحد منهم ، ولا يمتاز فيه أحد منهم
{ سواء العاكف فيه والباد }
وسيبقى شعاراً وعزاً وقياماً للإسلام والمسلمين ، قال الله ـ عز وجل ـ
{ جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد }
فصلاح الدين وتجديده والدعوة إليه تنطلق منه , تأمل في قوله ـ عز وجل ـ
{ ومن دخله كان آمنا }).
لقد تعدى الأمن فيه الإنسان إلى الحيوان ، والطير ، والنبات ، والزرع ، والشجر ، والمال والجماد
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال يوم فتح مكة :
" لا هجرة ولكن جهاد ونيّة ، وإذا استنفرتم فانفروا ، فإنّ هذا بلد حرّم الله يوم خلق السّموات والأرض
وهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ، وإنّه لم يحلّ القتال فيه لأحد قبلي ، ولم يحلّ لي إلا
ساعةً من نهار ، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة ، لا يعضد شوكه ، ولا ينفّر صيده
ولا يلتقط لقطته ، إلا من عرّفها ، ولا يختلى خلاها "
قال العبّاس: يا رسول الله إلا الإذخر ، فإنّه لقينهم ولبيوتهم؟
قال: " إلا الإذخر "[ البخاري]
لا يعضد: أي لا يقطع شوكه
ولا يختلى خلاه أي: النبات الرطب الرقيق , يعني: لا يقطع
إذا كان هذا في حق الحيوانات والجمادات والنباتات ، فما ظنك بالمسلم؟
عجبا والله! شهادة من رب العالمين { ومن دخله كان آمنا } أمنا حسيا ومعنويا ، يقطع
كل خوف عند أبواب المسجد الحرام ، تذكر وأنت على مشارف الحرم قول الحق ـ تبارك وتعالى ـ
{ أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم }
فلعلك تذكر ما حولك من الأماكن قبل أن تأتي للحرم وقد حف بها الخوف من كل جانب
وأهلها غير آمنين ولا مطمئنين ، فَلْتحْمَد ربك على هذا الأمن التام ، وعلى الرزق الكثير
الذي يجيء إليه من كل مكان ، ثمرات وأطعمة وبضائع تراها من حولك وأنت آمنا في مكان
يلقى فيه السلاح , وتحقن فيه الدماء , ويجد كل واحد فيه مأواه
وهذه والله من أجل نعم الله على عباده ، نعمتان مغبون فيها كثير من الناس , وصدق الله إذ يقول:
{ ولكن أكثر الناس لا يشكرون }
أما { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}
فوجود الإيمان دليل على العمل بما أنزل الله والعمل بسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وبهذا يصبح المؤمن في هدوء واطمئنان ، وأصبح دوره في المجتمع مصلحا محافظا ، منكرا مبغضا لأدوات الهدم والفساد.
هذا وإلى مشوق آخر.