المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيـــهـــمـــا نــلــتـــمــس (1)؟؟!!


سعيد شايع
21-06-2011, 03:44 AM
أخي الحبيب
أسعد اللله أوقاتك بكل خير
هذا سؤال ...
[ أيهما نلتمس ؟]
إنه يحتاج مني ومنك جوابا صريحا
ويحتاج بعد الجواب ...
وقفة جادة لأن أقول فعلا
... أيهما ألتمس ...؟؟
أألتمس ... هذا .... أم ذاك ...؟
لنقف مع الجواب ... وقفات:
روى الترمذي بسند صحيح ، أن معاوية كتب إلى عائشة ـ رضي الله عنهما ـ:
أن اكتبي إلي كتابا توصيني فيه ، ولا تكثري علي ، فكتبت إلى معاوية:
سلام عليك أما بعد:
فإني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول:
" من التمس رضا الله بسخط الناس ، كفاه الله مؤنة الناس
ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إل الناس".
والسلام عليك.
والسؤال:
أيهما نلتمس رضا الله أم رضا الناس؟
اعلم يا رعاك الله أن رضا الله:
يضفي على العبد المسلم راحة النفس ، وتحقيق الأمن وصفاء الحياة
رضا الله:
يبعد عن الأزمات النفسية والقلق الزائد والتوتر المذموم
رضا الله:
جنة الدنيا ومستراح الآخرة ، فمن دخل حياة الرضا وذاق طعمها
طاب عيشه وصفت حياته وسلم قلبه ، وسر في نفسه وأهله وماله
لكن كثيراً من الناس يبحثون عن الرضا في غير مضانه ، ويطلبونه ممن لا يملكه على الحقيقة
ثم هم بذلك لا ينالون إلا السخط والجزع ، ولا يظفرون إلا بالغضب والحزن ، لأن الرضا الحقيقي
هو رضا الله تعالى
فمن رضي الله عنه أرضاه ، ومن سخط الله عليه أشقاه
إن الرضا الحقيقي الذي يجب أن يسعى له ويطلب ، هو رضا الله
وكل رضا غيره فهو مترتب عليه ، ومتعلق به ، فمن أرضى الله سبحانه رضي الله عنه
وأرضى عليه الناس ، ومن أسخط الله ، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس
روى ابن حبان في صحيحه ، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
" من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه ، وأرضى عنه الناس ، ومن التمس رضا الناس
بسخط الله سخط الله عليه ، وأسخط عليه الناس"
فيا أخي الحبيب:
بع نفسك .. ابتغاء مرضات الله
وذلك بلزوم طاعته والبعد عما يسخطه ، فإن أناسا قال الله عنهم:
{ اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم }
هم الذين أرادوا لأنفسهم واختاروا وعملوا أعمالا تسخط الله
فمن نفاق إلى معصية
ومن إعراض إلى تأمر وتعاون على أذية المؤمنين والمؤمنات
ومن كيد إلى سخرية
وهم الذين كرهوا رضوان الله فلم يعملوا له
فبدلا من أن يجاهدوا أنفسهم للعمل على رضوانه عملوا على ما يسخط الله ويغضبه
{فأحبط أعمالهم }
التي كانوا يعجبون بها ، ويحسبونها مهارة وبراعة وذكاء وإنتاج
فهي أعينهم وظنهم تتضخم وتنتفخ وهي عند الله قد حبطت ، وصدق الله إذ يقول
{ وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون }
قارن بين قول الله
{ أفمن اتبع رضوان الله كمن بآء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير }
وبين من اتبع رضوان الله ؟؟
هذه هي التربية القرآنية في تربية القلوب ، ورفع اهتماماتها ، وتوسيع آفاقها وشغلها
بالسباق الحقيقي في اتباع رضوان الله
هذه هي القيم وهذا هو مجال الطمع
وهذا هو الاختيار وميدان الكسب والخسارة
وشتان بين من يتبع رضوان الله فيفوز به ، وبين من هو غافل منغمس في سخط الله
شتان بين هذا وذاك ، فقد قال الله عن الفريقين
{ هم درجات عند الله }
فكل ينال درجته باستحقاق.
لا أريد أن أطيل عليك .. ولعله يكن لي معك لقاء آخر
مع وقفة أخرى ... أستودعك الله.

مقبل السحيمي
09-07-2011, 11:08 PM
جزاك الله خير شيخ سعيد
سلسلة مباركة طيبة

الله ينفع بك وبماتقدم