تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حكم الإسلام في العصبية الجاهلية


حمد الظلافيع
14-06-2011, 08:31 PM
حكم الإسلام في العصبية الجاهلية
لقد بات من المسلَّم به أن الشريعة الإسلامية لم تأت لتهدم كل ما كان عليه الناس قبلها ، من أجل أن تؤسس على أنقاض ذلك بناءً جديداُ لا صلة له بفطرة البشر ، وبما تقتضيه سنن الاجتماع ، إنما جاءت تلك الشريعة لتُحقَّ الحق وتبطل الباطل ، ومما لا شك فيه أيضاً : أن عادات العرب وتقاليدهم وأخلاقهم ومعاملاتهم في العصر الجاهلي بمختلف جوانب الحياة ـ لم تكن سيئة بمجملها ، بل منها ما كان ممدوحاً أقره الإسلام ، انطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم : (( إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق )) ، ومنها ما كان مذموماً أبظله الإسلام ، أو صحح فهمه ، وطريق إعماله ، حتى صار بعدها أمراً محموداً .
وبما أن العصبية القبلية كانت بمثابة الأساس للأعراف الجاهلية السائدة آنذاك ، كما كانت في الوقت نفسه من أسباب الفرقة ، والتقاتل بين الناس لذا فقد اشتد نكير الرسول صلى الله عليه وسلم على من اتصف بشيء منها ، " وحاربها بكل قوة ، ودون هوادة ، وح1ر منها ، وسد منافذها ، لأنه لا بقاء للدين العالمي ، ولا بقاء للأمة الواحدة مع هذه العصبيات ، ومصادر الشريعة الإسلامية زاخرة بإنكارها ، والتشنيع عليها " .
هذا ، ويمكن تلخيص حلكم الإسلام في العصبية الجاهلية في الأمور الآتية :
1- ألغى الإسلام العصبية الجاهلية ، وحذر منها ، ويتجلى ذلك في كثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ومنها قوله: (( ومن قاتل تحت راية عميه يغضب لعصبية ، أو يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبة ، فقتل ، فقتلة جاهلية )) وقال صلى الله عليه وسلم (( ليس منا من دعا إلى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية ))
2- وقرر المساواة بين الناس ، وعدم الاعتراف بالامتيازات الطبقية أو النفوذ الموروث ، فأساس التفاضل : التقوى والعمل الصالح ، قال تعالى : الآية ( الحجرات : 13) ، وعن أبي نضرة قال : حدثني من سمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط التشويق ، فقال : وعن عائشة رضي الله عنها أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت ، فقالوا : من يلكم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ومن ويجترئ عليه إلا أسامه ، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فكلمه أسامة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اتشفع في حد من حدود الله ؟ ! ) ثم قام فخطب فقال : ( أيها الناس ، إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيه الشريف تركوه ، وإذا سرق فيه الضعيف أقاموا عليه الحد ، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ).
3- وألغى الإسلام كل مظاهر العبودية لغير الله ، من نحو تقديس الأعراف القبلية والانسياق مها باطلا دون تبصر ، إلا لمجرد الهوى واجتماع الناس عليها ، وأثبت العبودية لله وحده ، قال تعالى : الذاريات 56
4- ونهى عن الطعن في الأنساب ، وعن التفاخر ، والتعاظم بالآباء ، والأجداد ، والمآثر والأمجاد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ، ولا يبغي أحد على أحد )
ومن أعظم صور التواضع في الإسلام : أن جبريل عليه السلام جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فنظر إلى السماء ، فإذا ملك ينزل ، فقال جبريل علي، فقال جبريل عليه السلام : أ، هذا الملك ما نزل منذ يوم خلق قبل الساعة ، فلما نزل قال : يا محمد أرسلني إليك ربك : أفملكاَ نبياَ يجعلك ، أو عبداً رسولا ؟ قال جبريل عليه السلام تواضع لربك يا محمد ، قال : ( بل عبداً رسولا ً ) .

حمد الظلافيع
19-06-2011, 12:35 PM
الله مصلي وسلم علي سيد الخلق محمد

حسين آل حمدان الفهري
21-06-2011, 08:04 AM
مقال رائع وفي الصميم
ويجب على الجميع النظر والتمعن في حالنا اليوم ... وهل لازالت هذه العصبية قائمة ... أو بعضها ...أو أنها غلفت بالوان وأشكال جعلتنا لا نميزها؟

اشكرك
وبيض الله وجهك

المناضل السليماني
21-06-2011, 01:55 PM
في الحقيقة

لازالت العصبية الجاهلية عند البعض ولو انها خف لهيبها ولكن مع وجود قنوات مثل الساحة والمزايين فهي التي بدأت تنفخ فيما بقي من جمرها الخافت لتلتهب من جديد