المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حسن الخلق


الدكتور أحمد باذيب
04-11-2005, 06:14 PM
قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ). (القلم آية 4)
وقال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَاليَوْمَ الآخِرِ). (الأحزاب آية 21)
وقال تعالى: (وَالكَاظِمِنَ الغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ). (آل عمران: 134)
الخُلُق: بضم الخاء واللام (ويجوز سكونها)، قال الراغب: الخَلقُ والخُلق بالفتح والضم في الأصل بمعنى واحد كالشَرب والشُرب، لكن خص الخَلق الذي بالفتح بالهيئات والصور المدركة بالبصر، وخص الخُلق بالضم بالقوى والسجايا المدركة بالبصيرة.
وقال القرطبي: (الأخلاق أوصاف الإنسان التي يتعامل بها غيره، وهي محمودة ومذمومة، فالمحمود على الإجمال أن تكون مع غيرك على نفسك فتنصف منها، ولا تنصف لها، وعلى التفضيل: العفو، والحلم، والجود، والصبر، وتحمل الأذى، والرحمة، والشفقة، وقضاء الحوائج، والتوادد، ولين الجانب، ونحو ذلك، والمذموم منها ضد ذلك).
وروي عن ابن المبارك (رحمه الله) أنه وصف حسن الخلق فقال: (هو بسط الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى).
وقد تبوّأت الأخلاق مكانة رفيعة في الإسلام، فمن أهم رسالة هذا الدين إتمام مكارم الأخلاق "إنما بعثتُ لأتمِّمَ مكارم الأخلاق" حديث شريف. ومن أجل ذلك، فقد جعل الله الأخلاق مقياساً للخيرية. قال (صلى الله عليه وسلم): "إن خياركم أحاسنكم أخلاقاً". ومن كمال الإيمان كذلك عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وأكثر ما يثقل الميزان يوم القيامة بالحسنات هو الأخلاق، فقد روى أبو الدرداء (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق، وأن الله يبغض الفاحش البذيء" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
(البذيء): هو الذي يتكلم بالفحش، ورديء الكلام.
وعن عائشة (رضي الله عنها) قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم" رواه أبو داود.
والأخلاق الحسنة هي أكثر أسباب دخول الجنة، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: سُئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن أكثر ما يُدخِل الناس الجنة؟ قال: "تقوى الله وحسن الخُلق" وسُئِلَ عن أكثر ما يُدخل الناس النار، فقال: "الفم والفرج". رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وبحسن الخُلق تُنال محبة المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، والقرب منه مجلساً يوم القيامة، وإنها لغاية عظيمة لمن وفقه الله لذلك. قال (صلى الله عليه وسلم): "إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون". قالوا: يارسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: "المتكبرون". رواه الترمذي.
(الثرثار): هو كثير الكلام تكلفاً، و (المتشدق): المتطاول على الناس بكلامه، ويتكلم بملء فيه تفاصحاً وتعظيماً لكلامه، و (المتفيهق) أصله من الفهق وهو الامتلاء، وهو الذي يملأ فمه بالكلام، ويتوسع فيه ويغرب به تكبراً وارتفاعاً، وإظهاراً للفضيلة على غيره.
واعلم ياأخي المسلم أنه ما من خلق كريم ولا فعل جميل إلاّ وقد وصله الله بالدين.
روى ابن أبي الدنيا عن حميد بن هلال قال: "دخلت الكوفة وجلست إلى الربيع بن خيثم، فقال: يا أخا بني عدي، عليك بمكارم الأخلاق، فكن لها عاملاً، ولها صاحباً، واعلم أن الذي خلق مكارم الأخلاق لم يخلقها ولم يدل عليها حتى أحبها وحببها إلى أهلها".
وقال سعيد بن العاص: "يابني إن المكارم لو كانت سهلة يسيرة لسبقكم إليها اللئام، ولكنها كريهة مُرّة، لا يصبر عليها إلاّ من عرف فضلها ورجا ثوابها".
وقال الفضيل بن عياض: "إذا خالطت، فخالط حَسَنَ الخلق، فإنه لا يدعو إلاّ إلى الخير، وصاحبه في عناء، ولأن يصحبني فاجر حَسَنُ الخلق أحبُّ إليّ من أن يصحبني قارئ سيء الخلق، إن الفاسق إذا كان حسن الخلق عاش بعقله، وخف على الناس، وأحبوه، وإن العابد إذا كان سيّئ الخلق ثقل على الناس ومقتوه".
وقال الأصمعي: "لمّا حضرت جدي علي بن أصمع الوفاة جمع بنيه فقال: يابني عاشروا الناس معاشرة إن غبتم حنّوا إليكم، وإن متم بكوا عليكم".
وقال بعض الحكماء: "أفضل ما يورّث الآباء الأبناء: الثناء الحسن، والأدب النافع، والإخوان الصالحون".
لقد آثرتُ الكتابة في هذا الموضوع لما له من أهمية في حياة المسلمين، وأوضحت الآيات والأحاديث والأقوال التي تحثّنا على التحلّي بالأخلاق الحسنة والصفات الفاضلة الكريمة، لما لذلك من فضل وخير في حياتنا الدنيا وفي آخرتنا. لقد كفل لنا ديننا الحنيف حياة طيبة سعيدة في كل أمور الحياة الدنيوية، ووعدنا في آخرتنا وعداً حسناً إذا تمسكنا بكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، فالمجتمع المسلم المتمسك بدينه هو المجتمع المثالي في الوجود بلا منازع، ولكن مجتمعاتنا المسلمة أصبحت مبتعدة عن دينها، ولذلك أصبحت مجتمعات بعيدة عن المثالية. قال (صلى الله عليه وسلم): "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما، كتاب الله وسنة نبيه".
وقد غفل كثير من المسلمين جانب الأخلاق والتعامل الحسن مع الآخرين، وهذا ما نهى عنه ديننا، علماً بأن هناك من يتعامل مع أهله أو جيرانه أو أصدقائه أو معارفه تعاملاً فظاً غليظاً، مخالفاً بذلك شرع الله، فالواجب على الجميع التمسك بكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) وتطبيق ما جاء فيهما من الأمور التي تحثنا على التحلّي بالأخلاق الحسنة، سواءً في أقوالنا أو أفعالنا، وأن يحرص المسلم كل الحرص على ذلك حتى يحيى حياة سعيدة طيبة، ويكون محبوباً من جميع الخلق، ويكتب له الله الجزاء الأوفى يوم القيامة، ويفوز برضاء ربه.
أسأل الله أن يهدينا وإياكم لأحسن الأخلاق، والأعمال والأقوال، وأن يحسن عاقبتنا،

سلطان العبيدي
05-11-2005, 09:21 AM
الدكتور احمد با ذيب

دينا الاسلامي دين عظيم

دين رحمه ونصره للامه

وفي الدين الحنيف اخلاق كثير اعجبها غير المسلمون وطبقوها وتخلفنا نحن عنها

و اخلاق المسلم كانت سبب في دخول شعوب شرق اسيا للاسلام



.