سعيد شايع
03-05-2011, 04:24 PM
أخي الحبيب لا زلت مواصلا معك هذا الموضوع المهم
في اليوم الثاني بعثوا إليهم حذيفة بن محصن ـ رضي الله عنه ـ
فجاء حتى وقف على بساط رستم
فقال له: ما جاء بكم؟
قال: إن الله ـ عز وجل ـ منّ علينا بدينه وأرانا آياته ، حتى عرفناه ، وكنا له منكرين
ثم أمرنا بدعاء الناس إلى واحدة من ثلاث ، فأيها أجابوا إليها قبلناها:
الإسلام وننصـرف عنكم
أو الجزاء (الجزية) ونمنعكم إن احتجتم إلى ذلك
أو المنابذة ..
فلما كان من الغد أرسل رستم إلى المسلمين:
ابعثوا لنا رجلاً ، فبعثوا إليه المغيرة بن شعبة ـ رضي الله عنه ـ
فأقبل المغيرة والقوم في زيهم ، عليهم التيجان والثياب المنسوجة بالذهب ، وبُسُطُهم على غلوة
(قدر رجعة السهم) لا يصل إلى صاحبهم ، حتى يمشـي غلوة ، وأقبل المغيرة حتى جلس على
سريره ووسادته فوثبوا عليه وأنزلوه وضربوه ضرباً ليس شديداً
فقال: كانت تبلغنا عنكم الأحلام ، ولا أرى قوماً أَسْفَه منكم! إنّا معشـر العرب سواء
لا يستعبد بعضنا بعضاً إلا أن يكون محارباً لصاحبه ، فظننت أنكم تواسون قومكم كما نتواسى
وكان أحسن من الذي صنعتم أن تخبروني أن بعضكم أرباب بعض ، وأن هذا الأمر لا يستقيم
فيكم فلا نصنعه ، ولم آتكم ولكن دعوتموني ، اليوم علمت أن أمركم مضمحل ، وأنكم مغلوبون
أن مُلكاً لا يقوم على هذه السيرة ، ولا على هذه العقول ، فقال السِّفْلَة والجهال من العامة
صدق والله العربي ، وقال الدهاقين: والله لقد رمى بكلام لا يزال عبيدنا ينزعون إليه ....
أقول: قاتل الله وأهلك الله أناس وقوم وملأ أعطوا سلطة ومكانة وقوة ومنعة فكانوا يصغِّرون
بها أمر هذه الأمة ، ويحاربون بها دعاتها وعلمائها ، ويوالون بها أعداء الملة
ثم تكلم المغيرة فحمد الله وأثنى عليه ، ورد على رستم كلامه .. ثم ذكر مثل الكلام الأول
تلك ـ أخي المسلم ـ هي كلمات ربعي وإخوانه ـ رضي الله عنهم ـ صدى على طريق الدعوة إلى الله
تنير الطريق أمام الناس ، وتفتح عقولهم وقلوبهم
فلا عجب أن ينزل إليها العبيد وعامة الناس في فارس من بطانة رستم ، وأن يخافها دهاقين فارس
أي: الرؤوساء فيها والمتسلطون على أولئك العبيد!
فأين مدعي العروبة من هذا!!
لكنه وقوع ما أخبر به ـ عليه الصلاة والسلام ـ
" يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ، ولا يستنّون بسنتي ، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين
في جثمان إنس " رواه مسلم
فهم في الظاهر على ملتنا ـ يدعون الإسلام ـ وفي الباطن مخالفون ، لا يعملون به ، ولا يدعون إليه
هؤلاء قلوبهم ميتة فالهوى إمامهم.. والشهوة قائدتهم.. والغفلة مركبهم.. لا يستجيبون لناصح
يتبعون كل شيطان مريد.. الدنيا تسخطهم وترضيهم.. والهوى يصمهم ويعميهم.. ماتت قلوبهم ثم قبرت
في أجسادهم.. فما أبدانهم إلا قبور قلوبهم..
وقلوب خربة لا تؤلمها جراحات المعاصي..
ولا يوجعها جهل الحق..
ولا يضـرها ظلم الآخرين
ولا تزال تتشـرب قلوبهم كل فتنة حتى تسود وتنتكس.. ومن ثم لا تعرف معروفًا ولا تنكر منكرًا
ولذلك فإن مؤشرات مكر الله بهم بدأت تظهر وتبين ظلم الظلمة الواضح
وبغيهم ومكرهم ، وعلوهم في الأرض ، وتسلط الملأ منهم وتجبرهم
حتى على دين الله وأولياءه ، وهذا بلا شك مؤذن لهم بعذاب من الله ، كما قال ـ سبحانه ـ
{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ القُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي القُرَى
إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ } وفي الحديث
" إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " رواه البخاري
يقول ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ
( الظلم ظلمات ، ولا بد أن يلقى الظالم جزاءه وإن طالت حبال الأيام )
وتأمل كيف أن إخوة يوسف ـ عليه الصلاة والسلام ـ لما امتدت أيديهم بالظلم لأخيهم
{ وألقوه في غيابة الجب } ويقول ميمون بن مهران ـ رحمه الله ـ
( الظالم والمعين على الظلم والمحب له سواء )
ويقول الشافعي ـ رحمه الله ـ ( بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد)
فكم اعتدى الظلمة على عباد الله المؤمنين ؟؟!!
إنها أنواع من الظلم والاستبداد والأذى بشتى الصور على الشعوب المستضعفة ، وأهل السنة
المغلوب على أمرهم .. سفك لدمائهام وانتهاك لأعراضهم ونهب لأموالهم وتشـريد لأبنائهم
ومحاربة لعقيدتهم وأخلاقهم ، كل ذلك من السادة والكبراء الذين يخدمون اليهود والنصارى
بأيد ما عرفت حقيقة الوضوء وهم يدعون الإسلام ويتسمون باسمه ، فقل لي بربك
من أعان على تدمير العراق وتشتيته؟
ومن أغلق ومنع وحجز معابر غزة لكي لا يصل لها عون المعين؟
ومن مد إسرائيل بالأنابيب وغيرها؟
ومن سهل ويسـر بالسير والدخول من حدود وطنه؟
ومن ... ومن ... ؟؟ ... ؟؟
أليسوا الظلمة والخونة والعملاء؟!
أمثال المطرودين والملعونين على ألسنه شعوبهم؟
{ الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار }
في اليوم الثاني بعثوا إليهم حذيفة بن محصن ـ رضي الله عنه ـ
فجاء حتى وقف على بساط رستم
فقال له: ما جاء بكم؟
قال: إن الله ـ عز وجل ـ منّ علينا بدينه وأرانا آياته ، حتى عرفناه ، وكنا له منكرين
ثم أمرنا بدعاء الناس إلى واحدة من ثلاث ، فأيها أجابوا إليها قبلناها:
الإسلام وننصـرف عنكم
أو الجزاء (الجزية) ونمنعكم إن احتجتم إلى ذلك
أو المنابذة ..
فلما كان من الغد أرسل رستم إلى المسلمين:
ابعثوا لنا رجلاً ، فبعثوا إليه المغيرة بن شعبة ـ رضي الله عنه ـ
فأقبل المغيرة والقوم في زيهم ، عليهم التيجان والثياب المنسوجة بالذهب ، وبُسُطُهم على غلوة
(قدر رجعة السهم) لا يصل إلى صاحبهم ، حتى يمشـي غلوة ، وأقبل المغيرة حتى جلس على
سريره ووسادته فوثبوا عليه وأنزلوه وضربوه ضرباً ليس شديداً
فقال: كانت تبلغنا عنكم الأحلام ، ولا أرى قوماً أَسْفَه منكم! إنّا معشـر العرب سواء
لا يستعبد بعضنا بعضاً إلا أن يكون محارباً لصاحبه ، فظننت أنكم تواسون قومكم كما نتواسى
وكان أحسن من الذي صنعتم أن تخبروني أن بعضكم أرباب بعض ، وأن هذا الأمر لا يستقيم
فيكم فلا نصنعه ، ولم آتكم ولكن دعوتموني ، اليوم علمت أن أمركم مضمحل ، وأنكم مغلوبون
أن مُلكاً لا يقوم على هذه السيرة ، ولا على هذه العقول ، فقال السِّفْلَة والجهال من العامة
صدق والله العربي ، وقال الدهاقين: والله لقد رمى بكلام لا يزال عبيدنا ينزعون إليه ....
أقول: قاتل الله وأهلك الله أناس وقوم وملأ أعطوا سلطة ومكانة وقوة ومنعة فكانوا يصغِّرون
بها أمر هذه الأمة ، ويحاربون بها دعاتها وعلمائها ، ويوالون بها أعداء الملة
ثم تكلم المغيرة فحمد الله وأثنى عليه ، ورد على رستم كلامه .. ثم ذكر مثل الكلام الأول
تلك ـ أخي المسلم ـ هي كلمات ربعي وإخوانه ـ رضي الله عنهم ـ صدى على طريق الدعوة إلى الله
تنير الطريق أمام الناس ، وتفتح عقولهم وقلوبهم
فلا عجب أن ينزل إليها العبيد وعامة الناس في فارس من بطانة رستم ، وأن يخافها دهاقين فارس
أي: الرؤوساء فيها والمتسلطون على أولئك العبيد!
فأين مدعي العروبة من هذا!!
لكنه وقوع ما أخبر به ـ عليه الصلاة والسلام ـ
" يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ، ولا يستنّون بسنتي ، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين
في جثمان إنس " رواه مسلم
فهم في الظاهر على ملتنا ـ يدعون الإسلام ـ وفي الباطن مخالفون ، لا يعملون به ، ولا يدعون إليه
هؤلاء قلوبهم ميتة فالهوى إمامهم.. والشهوة قائدتهم.. والغفلة مركبهم.. لا يستجيبون لناصح
يتبعون كل شيطان مريد.. الدنيا تسخطهم وترضيهم.. والهوى يصمهم ويعميهم.. ماتت قلوبهم ثم قبرت
في أجسادهم.. فما أبدانهم إلا قبور قلوبهم..
وقلوب خربة لا تؤلمها جراحات المعاصي..
ولا يوجعها جهل الحق..
ولا يضـرها ظلم الآخرين
ولا تزال تتشـرب قلوبهم كل فتنة حتى تسود وتنتكس.. ومن ثم لا تعرف معروفًا ولا تنكر منكرًا
ولذلك فإن مؤشرات مكر الله بهم بدأت تظهر وتبين ظلم الظلمة الواضح
وبغيهم ومكرهم ، وعلوهم في الأرض ، وتسلط الملأ منهم وتجبرهم
حتى على دين الله وأولياءه ، وهذا بلا شك مؤذن لهم بعذاب من الله ، كما قال ـ سبحانه ـ
{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ القُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي القُرَى
إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ } وفي الحديث
" إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " رواه البخاري
يقول ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ
( الظلم ظلمات ، ولا بد أن يلقى الظالم جزاءه وإن طالت حبال الأيام )
وتأمل كيف أن إخوة يوسف ـ عليه الصلاة والسلام ـ لما امتدت أيديهم بالظلم لأخيهم
{ وألقوه في غيابة الجب } ويقول ميمون بن مهران ـ رحمه الله ـ
( الظالم والمعين على الظلم والمحب له سواء )
ويقول الشافعي ـ رحمه الله ـ ( بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد)
فكم اعتدى الظلمة على عباد الله المؤمنين ؟؟!!
إنها أنواع من الظلم والاستبداد والأذى بشتى الصور على الشعوب المستضعفة ، وأهل السنة
المغلوب على أمرهم .. سفك لدمائهام وانتهاك لأعراضهم ونهب لأموالهم وتشـريد لأبنائهم
ومحاربة لعقيدتهم وأخلاقهم ، كل ذلك من السادة والكبراء الذين يخدمون اليهود والنصارى
بأيد ما عرفت حقيقة الوضوء وهم يدعون الإسلام ويتسمون باسمه ، فقل لي بربك
من أعان على تدمير العراق وتشتيته؟
ومن أغلق ومنع وحجز معابر غزة لكي لا يصل لها عون المعين؟
ومن مد إسرائيل بالأنابيب وغيرها؟
ومن سهل ويسـر بالسير والدخول من حدود وطنه؟
ومن ... ومن ... ؟؟ ... ؟؟
أليسوا الظلمة والخونة والعملاء؟!
أمثال المطرودين والملعونين على ألسنه شعوبهم؟
{ الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار }