تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : { بدلوا نعمة الله كفرا .. } (8)


سعيد شايع
27-04-2011, 04:46 AM
إنه بقدر ما نربي أنفسنا بطريقة جيدة
وبقدر ما نستطيع أن نصمد لكيد الجاهلية الحديثة
وبقدر ما نحقق به نجاحنا في الصمود لذلك الكيد
فهو نقطة تحول في خط سير الدعوة نحو هدفها المنشود
فمبادئنا أغلى من أرواحنا ، والإصرار لا يعرف التنازل
هذا عمر ـ رضي الله عنه ـ
( يأتيه خبر فتح خراسان ، فيقول للناس في المدينة لا تبدلوا ، ولا تغيروا ، فيستبدل الله بكم غيركم
فإني لا أخاف على هذه الأمة إلا أن تؤتى من قبلكم ، ويؤتى إليه ـ رضي الله عنه ـ بغنائم
جلولاء فيرى ياقوته وجوهره ، فيبكي
يقول له عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ ما يبكيك يا أمير المؤمنين وهذا موطن شكر؟
فيقول عمر ، والله ما ذاك يبكيني ، وتالله ما أعطى الله هذا أقواماً إلا تحاسدوا وتباغضوا ، ولا تحاسدوا
إلا ألقى الله بأسهم بينهم)
وقد كان ما خافه واقع فينا وبيننا ، فها أنت ترى الذين بدلوا شرع الله ، ورفضوا التحاكم إليه في بلادهم
ووضعوا ما يخدعون به شعوبهم المسلمة ، ترى هؤلاء المجرمين الخائنين لله ولرسوله يخدعون
المسلمين بنظام لينحوا شريعة ليلها كنهارها ، ويستحلون بها محرماته ، وخانوا أمتهم بعد ذلك
بالتذلل لليهود والنصارى ، وما أصدق ما قاله الشيخ عبد الرحمن الدوسري ـ رحمه الله ـ
( ليس أعظم جرماً من الاعتداء على شرع الله وحكمه وسلطانه في الأرض من قبل الأنظمة الموضوعة)
تأمل فيما أخرج البخاري
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" قيل لبني إسرائيل: ادخلوا الباب سجداً وقولوا حِطة ، فدخلوا يزحفون على أستاههم
فبدّلوا وقالوا: حطة حبّ في شعرة "
إنك ترى اليوم نفس التبديل ، ولكنه ليس كما فعله بني إسرائيل ، ولا تعجب .. !!
فإن تحريف اللفظ يؤدي إلى تحريف المعنى ، أما الواقع المشاهد لبعض المنتسبين للإسلام
من الذين بدلوا وغيروا وحرفوا ، فهو حي مشاهد لكل عاقل غيور محب للخير ، ترى قوما صاروا
دعاة للضلالة ، ناصرين للبدعة ، محيين للشـرك الصـراح ، موالين لأهل الكفر ، حتى ولو تغير الملأ
أو اختلفت أنظمة الحكم ، لأن الأحكام الشـرعية لا ترتبط بالهيئة الحاكمة ، وإنما ترتبط بالدين
الذي رضيه الله ، ولذا قال ـ تعالى ـ
{ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ } أي: القرآن { صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ }
نعم تمت صدقا في الأحكام والأخبار والأقوال والقصص والأمثال ، وعدلا في الأحكام
روى البخاري عن عروة بن الزبير ـ رضي الله عنه ـ
" أن امرأة سرقت في عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزوة الفتح ، ففزع قومها إلى
أسامة بن زيد يستشفعونه
قال عروة: فلما كلمه أسامة فيها تلوّن وجه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فقال: أتكلمني في حد من حدود الله؟
قال أسامة: استغفر لي يا رسول الله
فلما كان العشي قام ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ خطيباً فأثنى على الله بما هو أهله
ثم قال: أما بعد ، فإنما أهلك الناس قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشـريف تركوه
وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت
لقطعت يدها ، ثم أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بتلك المرأة فقُطعت يدها ، فحسنت
توبتها بعد ذلك وتزوجت
قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ فكانت تأتيني بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم "
فمتى سمعت بإقامة الحدود على الطغاة والمفسدين؟
متى أقيم حد على أحد علية القوم؟
متى رأيت أو سمعت أو قرأت أحدا أقيم عليه الحد من الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم الفقر والتضييق؟
إنك ترى المنافقين والعلمانيين يعبثون ويكتبون ويناقشون ويوالون ويسخرون ويستهزئون
ولا يقام عليهم دين الله!!
ولكن .. واقع اليوم يخبرنا عن الذين تمتعوا سنيين .. ولا أقيم عليهم حد
لكن سرعان ما وقع بهم وعليهم وعد الحق
{ فما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون }
تراهم يحاكمون الآن .. وتراهم يذوقون الذل والهوان والخزي والعار بما قدمت أيديهم.
تابع ... ولا يصيبك الملل والطفش.

سعيد شايع
09-06-2011, 09:50 AM
هذه الأية { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ
حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
تبين لنا حقائق كثيرة ، أنظر ماذا قال الشيخ الشعراوي ـ رحمه الله ـ
( فالإيمان ليس قوله تقال فحسب ، وإنما هو قولة لها وظيفة
فأن تقول لا إله إلا الله وتشهد أن محمداً رسول الله ، فلا بد أن لهذا القول وظيفة
وأن تُحكِم حركة حياتك على ضوء هذا القول
فلا معبود إلا الله ، ولا آمر إلا الله ، ولا نافع إلا الله ، ولا ضار إلا الله ، ولا مشرع إلا الله ، فهي
ليست كلمة تقولها فقط! وينتهي الأمر ، ثم عندما يأتيك أمر يحتاج إلى تطبيقها
تفرّ منه
{ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ } بمنهج الإسلام
{ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ } فهذا هو التطبيق
{ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ } ولا يصح أن يحكموك صورياً ، بل لا بدّ أن يحكموك برضا في التحكيم
{ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً } أي: ضيقاً
{ مِّمَّا قَضَيْتَ } فعندما يحكم رسول الله لا تتوانوا عن حكمه , ولا تضيقوا به
{ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } أي: يُذْعِنُوا إذعاناً ).

مقبل السحيمي
10-06-2011, 10:26 PM
جزاك الله خير شيخ سعيد على هذه السلسلة الطيبة المباركة

سعيد شايع
24-07-2011, 10:52 AM
بارك الله فيك وأشكرك على المرور