تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : { بدلوا نعمة الله كفرا .. } (5)


سعيد شايع
26-04-2011, 03:45 AM
إن الملأ والسادة والكبراء
هم الذين يأخذون بزمام المبادرة
ويحملون الراية ويلوحون بها للناس لينضم إليهم الأتباع والضعفاء والمستخفين
والذين لا يد لهم في صنع القرار ، ولا يملكون ما يجعل الناس يلتفون حولهم ، فإن دعواهم
{ معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون }
أما الذين ينقادون لأهل الترف ويسيرون في القطيع { كالذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء }
فهم يهتفون باسم علية القوم ويصفقون لهم
ويؤمنون على كلماتهم
ويطيعونهم فيما يأمرون
ويصدقونهم فيما يخبرون ويفترون
ويؤمنون بما يزيفون لهم ويزورون
فقد اعتادوا على الذل والخنوع ، ولن يجرؤوا على رفع رؤوسهم عالية أمام الملأ ، ولن يرتفعوا بنفوسهم
إلى آفاق عالية لأنهم اعتادوا العيش في السفح
واستمرؤوا الذل والعبودية الخانعة
وكرهوا الحرية الإنسانية التي جاء بها الإسلام ليعيشوا في ظلالها ، لكن لكل جريمته وإثمه
فالمستكبرون عليهم وزرهم , وعليهم تبعة إضلالهم للآخرين وإغوائهم وصدهم
والمستضعفون عليهم وزرهم ، فهم مسئولون عن إتباعهم للطغاة ، فلا يعفيهم أنهم كانوا مستضعفين
لأن الله قد كرمهم الله بالإدراك والحرية , فعطلوا ما وهبهم الله ، وباعوا الحرية ، ورضوا لأنفسهم أن يكونوا ذيولاً
وقبلوا لأنفسهم أن يكونوا مستذلين فاستحقوا العذاب جميعاً ، وأصابهم الكمد والحسـرة وهم
يرون العذاب حاضراً لهم مهيأ { وأسروا الندامة لما رأوا العذاب هل يجزون إلا ما كانوا يعملون }
فالمستكبرين والمستضعفين من الظالمين كلاهما ظالم ، هذا ظالم بتجبره وطغيانه وبغيه وتضليله
وهذا ظالم بتنازله عن كرامة الإنسان , ورضاه وخنوعه وخضوعه للبغي والطغيان . .
وكلهم في العذاب سواء لا يجزون إلا ما كانوا يعملون . .
ألم تر إلى تصـرف هؤلاء الكبراء أصحاب السلطة والقرار ماذا يفعلون في المسلمين؟
أين تذهب حقوقهم وممتلكاتهم وثرواتهم بلادهم؟
أما كان لهم عبرة وآية بما حل بمن كان على شاكلتهم!
لقد استبدلوا بنعمة الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح كفرا وذلك بعدم العمل بها
لقد تركوها { وجعلوا لله أندادا } وهم يعلمون ، جعلوا لهم أندادا يحبونهم كحب الله
بل أشد من حبهم لله ، كل ذلك ليضلوا غيرهم معهم عن التوحيد والإيمان ، فمثل هؤلاء لا يعرفون
كيف يحبون ... ولا من يحبون ... ولا متى يحبون
نسوا أو تناسوا أن الحب في الله ، والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان ، وتجاهلوا قول رسول الله
ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " رواه مسلم
فإن هذا الإنسان الذي جعل لله أندادا قد تعرت فطرته ونسـى توحيده لربه وتطلعه إليه في
المحنة وحده , حين لم يكن غيره يملك أن يدفع عنه محنته . . نسـى هذا كله وذهب يجعل لله أنداداً
إما آلهة يعبدها كما كان في جاهليته الأولى ، وإما قيماً وأشخاصاً وأوضاعاً يجعل لها في نفسه
شركة مع الله! فإذا هو يعبد شهواته وميوله ومطامعه ومخاوفه وماله وأولاده وحكامه وكبراءه
كما يعبد الله أو أخلص عبادة ، ويحبها كما يحب الله أو أشد حبا !
ولذا تكون العاقبة هي الضلال عن سبيل الله كما هو حال من ترى أن قد سقط أو من لا زال على شفا جرف هار
ولم يعلموا أن سبيل الله واحد لا يتعدد ، وإفراده بالعبادة والتوجه والحب هو وحده الطريق إليه
والعقيدة في الله:
لا تحتمل شركة في القلب
ولا في مال وولد
ولا في وطن ولا في أرض
ولا صديق ولا قريب
وإذا وقع في القلب من هذا وأمثاله شيء فقد اتخذ صاحبه أندادا لله , وضلال عن سبيله
كل متاع في هذه الأرض فهو قليل مهما طال ، وأيام الفرد على هذه الأرض معدودة مهما بقي
{ قل تمتعوا قليلا }
تابع معي ، ولا تحرمني من مشاركتك.

ابن عياف
26-04-2011, 08:00 AM
جزاكم الله خير ياسعيد بن شايع

على هذه الكلمات الطيبة والمنيرة

في زمن الظلام

وفقك الله لما يحبه ويرضاه

سعيد شايع
01-06-2011, 03:25 PM
شكر الله لك مرورك واطلاعك
وإضافتك