المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس مهم جداً (كيـف تتأثر بالقـرآن وتتلـذذ بقـراءته ) على حلقات عشر..


سعد بن حسين
01-11-2005, 08:12 AM
درس مهم جداً (كيـف تتأثر بالقـرآن وتتلـذذ بقـراءته ) على حلقات عشر..

بسم الله الرحـمن الرحيم ..

أحـسب أن هـذه المـعني الـرائعة والمـؤثرة ما جـاءت إلا نتيجـة تجـربة شخـصية
ذاق حـلاوتها الشيـخ فنـقلتها لينتـفع بها المسـلمون في كل عصر
بل إني علـى يقين أن كـثيرين انتفعـوا بها ، وكـانت بالنسـبة لهـم تجـربة فـريدة
تستحـق التسجـيل ..

ومـن هـنا راينـا أن نطـرحها عـلى حـلقات عـشر إن شـاء الله
فـاقرأ بعـناية وتأمـل واجهـد أن تفاعـل مع ما تقـرأ وانظـر النتيجـة الجـميلة
= =

هـذه عـشر خطـوات تسـاعد عـلى تدبر الـقرآن ، وتجعـل القـارئ يتأثر بـه ،
ويتـفاعل مع قـراءته وتلاوتـه لـه ...
وهـي من كـلام الـغزالي رحـمه الله فـي الإحـياء ، وفـيها تنبيهـات مهمـة ورائعـة ومفـيدة
* * *
تحـصيل لـذة الـتلاوة وقـراءة القـرآن :

اعلـم أن هـذه اللـذة لـن تحـصل إلا بتوافـر عشـرة آداب عـند تلاوة القـرآن الكـريم هـي:
فـهم أصـل الكـلام. ثم التعـظيم، ثم حضـور القـلب.
ثم الـتدبر. ثم التفـهم، ثم التخـلي عن مـوانع الفـهم،
ثم التخـصيص، ثم الـتأثر، ثم الـترقي، ثم الـتبري ..
= =

فـالأول: فـهم عظـمة الـكلام وعلـوه.. .
الـثاني: التـعظيم للمـتكلم..

فالـقارئ عـند الـبداية بتلاوة الـقرآن ، ينبغـي أن يحـضر في قلـبه عظـمة الـمتكلم
ويعلـم أن مـا يقـرؤه ليـس من كـلام الـبشر ،
فتعـظيم الكـلام تعـظيم الـمتكلم ،

ولن تحـضره عظـمة المـتكلم مـا لم يتفكـر في صـفاته وجـلاله وأفـعاله،
فـإذا حـضر ببالـه العـرش واسـتواء ربه عـليه، والكـرسي الـذي وسـع السمـوات والأرض،
واستحـضر مشـهد السمـوات والأرض ومـا بينهمـا من الجـن والإنـس والـدواب والأشـجار،
وعَـلِمَ أن الخـالق لجمـيعها والـقادر عـليها والـرازق لـها واحـد،

وأن الـكل في قـبضة قـدرته مـترددون بين فـضله ورحـمته وبين نِقـمته وسَـطوته،
إن أنـعم فبفضـله وإن عـاقب فبعـدله، وأنه الـذي يقول هـؤلاء إلـى الجنـة ولا أبالي،
وهـؤلاء إلى النـار ولا أبالـي وهذا غـاية العـظمة والتعـالي،

فـبالتفكـر في أمـثال هذا يحـضر تعظـيم المتـكلم ثم تعـظيم الكـلام.
* *
يتبع الحلقه الثالثة إن شاء الله

سعد بن حسين
01-11-2005, 08:13 AM
الحلقة الثالثة:
حـضور القلـب وترك حـديث النفـس:

قيـل في تفـسير: {يا يحـيى خـذ الكـتاب بقوة} أي بجـد واجـتهاد،
وأخـذه بالجـد أن يكـون متجـردًا له عـند قـراءته مـنصرف الهـمة إلـيه عن غـيره،
وقـيل لبعـضهم: إذا قـرأت القـرآن تحـدّثُ نفـسك بشـيء؟
فقـال: أو شـيء أحـبُّ إلـي من القـرآن حـتى أحـدث به نفـسي!

وكـان بعـض السـلف إذا قـرأ آية لـم يكن قـلبه فيـها أعـادها ثـانية.
وهـذه الـصفة تتولـد عمـا قبـلها من التعـظيم، فإن المعـظم للكـلام الـذي يتلـوه يستبشـر به
ويسـتأنس ولا يغـفل عـنه .

يتبع في الحلقة القادمة إن شاء الله

ابو سعد القحطاني
01-11-2005, 03:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب سعد
أسعدتنا والله بعد غيبتك شهر كامل تحرمنا من مواضيعك الرائعة.
اسأل الله سبحانه وتعالي أن يجعل ما كتبته في موازين حسناتك ..... آمين .

قال تعالي : " أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً "
قال تعالي : " وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً "
وقال الحبيب صلي الله عليه وسلم : "الماهر بالقرآن مع السفرة الكزام البررة . والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه ، وهو عليه شاق ، له أجران " . رواه البخاري.

أخيراً : اسأل الله سبحانه وتعالي أن يجعلنا من الذين يتأثرون بالقرآن ويتلذذون بقرآته .... آمين

أخوك أبومصعب

سعد بن حسين
05-11-2005, 01:24 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أخي الحبيب الفاضل / ابو مصعب

عـمّر الله أوقـاتك بكل الخـير .. وكل عام وأنت بخير وعيدك مبارك

وجـزاك الله خير الجـزاء على حضـورك المشـرف ومشاركتـك الـكريمة ..

أشكـرك من أعمـاق القلــب على كل كلـمة خـطتها يداك

حـفظك الله ورعـاك ..

دمـت أخا كـريما فـاضـلا ..

لك بالـغ الشكـر وعظيـم الإمـتنان

وإن شاء الله ماننقطع من منتداكم
تحيتي لك

سعد بن حسين
05-11-2005, 01:25 AM
الحلقة الرابعه: التـدبر
وهـو وراء حـضور القـلب فإنه قد لا يتفـكر في غـير القرآن
ولكـنه يقتصر على سـماع القرآن من نفـسه وهو لا يتدبره والـمقصود من القـراءة التدبر،
ولـذلك سُنَّ التـرتيل في الظاهـر ليتمكن من التدبر بالـباطن،

قال علـي رضي الله عـنه :
لا خـير في عبادة لا فـقه فيها ولا في قـراءة لا تدبر فـيها.
وإذا لـم يتمكن من التـدبر إلا بترديد فلـيردد إلا أن يكـون خلـف إمام،
فـإنه لو بقـي فـي تدبر آية وقـد اشتغـل الإمـام بآية أخـرى كان مـسيئًا ،
مثـل من يشتغـل بالتعـجب من كلـمة واحدة ممـن يناجيـه عن فهـم بقية كـلامه،
وكـذلك إن كـان في تسـبيح الركـوع وهو متفكـر في آية قـراها أمامُه فـهذا وسـواس.

فقـد روي عن عامـر بن عبد قـيس أنه قـال:
الوسـاس يعـتريني في الصـلاة، فقيل: في أمـر الدنيا؟
فقـال: لأن تختـلف في الأسِـنَّة أحب إليّ مـن ذلك، ولكـن يشتغـل قلـبي بموقفـي
بين يدي ربـي عز وجـل، وإني كـيف أنصـرف، فعدّ ذلك وسـواسًا وهـو كذلك،
فإنه يشـغله عن فـهم ما هو فـيه، والشيـطان لا يقـدر على مـثله إلا بأن يشغـله بمهـمِّ ديني،
ولكـن يمنعـه به عن الأفـضل.

وعـن أبي ذر قـال: قام رسـول الله صلى الله عـليه وسلـم بنا ليـلة فـقام بآية يرددهـا
وهـي: إن تعـذبهم فـإنهم عـبادك وإن تغـفر لهـم..} الآية
وقـام تميم الـداري ليلة بهـذه الآية: {أم حـسب الذين اجتـرحوا السـيئات…} الآية،
وقـام سعيـد بن جبـير ليلة يردد هـذه الآية: {وامـتازوا اليوم أيهـا المجـرمون}

وقال بعـضهم: إني لأفتـح السـورة فيوقفـني بعضُ ما أشهـد فيها عن الفـراغ منها حتـى يطلع الفجـر،
وكـان بعـضهم يقـول: آية لا أتفهـمها ولا يكـون قـلبي فيـها لا أعـدّ لهـا ثوابًا،
وحُكـي عن أبي سليـمان الداراني أنه قـال: إني لأتلـو الآية فأقيـم فيـها أربع ليال
أو خمـس ليال ولـولا أني أقـطع الفكـر فيها ما جـوزتها إلى غيـرها،

وعـن بعـض السـلف أنه بقي في سـورة هود سـتة أشهر يكـررها، ولا يفرغ من الـتدبر فيها،
وقال بعضـهم: لي في كل جـمعة ختمة وفـي كل شهر خـتمة وفي كل سـنة ختمة
ولي ختـمة منذ ثلاثين سـنة ما فرغـت منها بعـد، وذلك بحـسب درجات تدبره وتفتـيشه،

وكان هـذا أيضًا يقـول:
أقمـت نفسي مقـام الأجراء فـأنا أعمل مـياومةً ومجامـعةً ومشاهـرةً ومسـانهةً .
[أي بأجـر كل يوم وكـل جمـعة وكل شهـر وكل سـنة، يشـير إلى ختمـاته في تلك الأزمـنة.]
* *
يتبع الحلقة التي بعدها ...

سعد بن حسين
05-11-2005, 01:35 AM
الحلقة الخامـسه: التفهـم:

وهـو أن يستوضـح من كل آية مـا يليق بـها،
إذ القـرآن يشتمـل على ذكر صـفات الله عـز وجل، وذكر أفـعاله،
وذكر أحـوال الأنبيـاء عليـهم السـلام، وذكر أحـوال المكـذبين لهـم وأنهـم كيف أهلـكوا،
وذكـر أوامـره وزواجـره،
وذكـر الجنة والـنار.
أما صفـات الله عز وجـل فكقـوله تعالى: {ليس كمـثله شيء وهـو السمـيع البصـير}
وكقـوله تعالى: {الملـك القـدوس السـلام المؤمن المهـيمن العزيز الجـبار المتكبر}
فليتأمـل معاني هـذه الأسـماء والصفـات لينكشـف له أسـرارها،
فتحـتها معان مدفـونة لا تنكشـف إلا للمُوفَّقـين:
وإليه أشـار علي رضي الله عـنه بقوله لـما سئل:
هل عنـدكم من رسـول الله صلى الله عليه وسلم شـيء سوى القـرآن؟
فقـال: لا والـذي خلق الحبـة وبرأ النسـمة إلا أن يعطـي الله عبدًا فهـمًا في كـتابه،

وأما أفعـاله تعـالى فكذكـره خلق السـموات والأرض وغيـرها،
فليفهـم التالي منهـا صفات الله عـز وجل وجلالـه إذ الفعـل يدل على الفـاعل فـتدل على عظمـته،

وأمـا أحوال الأنبـياء عليهم السـلام، فإذا سمـع منها كيـف كُذّبوا وضـُربوا وقُتـل بعضـهم.
فليفهـم منه صفة الاسـتغناء لله عز وجـل عن الرسل والـمرسل إليهـم
وأنه لـو أهلك جميعـهم لم يؤثر فـي ملكه شـيء،
وإذا سمـع نصرتهـم في آخـر الأمر فليفـهم قـدرة الله عز وجـل وإرادته لـنصرة الحـق،

وأمـا أحوال المكـذبين، كعاد وثمـود وما جرى عليهـم فليكن فـهمه منه استشعار الخـوف
مـن سطوته ونقـمته وليكـن حظه منه الاعـتبار في نفسـه
وأنه إن غفـل وأساء الأدب واغـتر بما أُمـهل فربما تدركُـه النقمـة وتنفُذ فـيه القـضية،
وكـذلك إذا سمع وصـف الجنة والـنار وسائر ما في القـرآن،
فلا يمكن اسـتقصاء ما يفهم مـنه لأن ذلك لا نهاية لـه وإنما لكـل عبد بقدر رزقـه،
{قل لـو كان البحـر مدادًا لكلـمات ربي لنفـد البحر قبل أن تنفـد كلـمات ربي ولو جـئنا بمثله مـددًا}.

فالغـرض مما ذكـرناه التنبـيه على طريق التـفهيم لينفـتح بابه
فأما الاسـتقصاء فلا مطـمع فيه،
ومن لم يكـن له فهـم ما في القـرآن ولـو في أدنى الـدرجات دخل في قـوله تعالى:
{ومنهـم من يستمـع إليك حتـى إذا خرجوا مـن عندك قالـوا للذين أوتوا العـلم ماذا قـال آنفًا أولئـك الذين طـبع الله على قلـوبهم}
والطـابع هي المـوانع التي سنذكـرها في مـوانع الفـهم.

يتبع الحلقة القادمة إن شاء الله

الدكتور أحمد باذيب
05-11-2005, 05:24 AM
شكراً لك اخي الكريم على هذا المشاركة
اللهم أجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا

سعد بن حسين
05-11-2005, 06:55 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب // الدكتور أحمد باذيب.... أعلـى الله مقامـك في الدارين
ابتداء .

أسـألُ اللهَ عز وجلَ بأسمـائهِ الحسنى أن تجـد صدى هذه المـتابعة
فـي قـرار قلبك: شـوارقَ أنوار جـديدة ، تزيـدك صـفاء على صـفاء
لقد سـرني متابعـتك ..
فمـثلك مكـسبٌ للكـاتب الذي يحـظى بهـذه الـمتابعة ..

فـباركَ اللهُ في أنفـاس حـياتك .

وتقبل الله دعاك
وكل عام وأنت بخير فلاتحرمنا من مرورك الكريم

سلطان العبيدي
05-11-2005, 09:01 AM
اخي سعد بن حسين

جزاك الله خير على المواضيع التي تكتبها في المجالس

وانا من المتابعين لكل ما تكتب واجد المتعة والفائدة









.

ابو سعد القحطاني
07-11-2005, 02:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب سعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التدبر : له أهمية وهي :
1) الامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى فلقد أمرنا بذلك فقال
" أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " النساء . آية " 82 " .
وإن الله علم أن هذا التدبر فيه خير عظيم وإن كنا نحن المسلمين لا ندركه إدراكا صحيحا .
2 ) التدبر في القرآن كان سببا في تغيير حياة كثير من الناس وأولهم الصحابة الذين كانوا يسمعون القرآن فيقولون والله إنه ليس بقول البشر وما هي إلا لحظات تفكر وتدبر قليلة حتى يدخل ذلك الرجل في الإسلام ويصبح من الصحابة الكرام .
وقد نتسأل كيف نتدبر القرآن ؟
لا بد أن تكون هناك خطوات عملية من أجل أن نصل إلى العتبة الدنيا التي نفهم بها عن رب العالمين سبحانه وهذه بعون الله بعض النقاط :
1- الاهتمام باللغة العربية: فالقرآن الكريم نزل باللغة والعربية بل يمكن أن نقول إن اللغة العربية هي الوعاء الذي اختاره الله لتستوعب القرآن الكريم
" إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون " سورة يوسف . آية " 2 " .
ولقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول " العربية من الدين " . فلذلك أول خطوة في طريق تصحيح علاقتنا مع القرآن الكريم هو بعض الاهتمام بهذه اللغة .
2- كثرة التساؤلات في القرآن : قالوا قديما العلم خزائن ومفتاحه السؤال وأي علم أوسع وأغزر من القرآن الكريم فإضفاء التساؤلات المختلفة على القرآن الكريم يعطينا فهما أوسع للقرآن وامتدادا زمانيا ومكانيا له ،فمثلا لماذا جاءت هذه السورة قبل تلك ولماذا قدم الجملة هذه على تلك ،إن هذه التساؤلات وغيرها تجعل القرآن الكريم يفتح لنا أسراره الكامنة وتجعلنا نستنطق كثيرا من الآيات لم تستنطق بعد .
3 - الاهتمام بالصحيح من تفسير القرآن الكريم : ذلك أن النبي عليه السلام هو الناقل عن الله وهو المبين للقرآن الكريم .

أخيرا : أشكرك أخي سعد علي هذه الدروس التي فعلاً مهمة .
اسأل الله سبحانه وتعالي أن يجعل كل ماكتبته وكل من قراه سواءٍ من عضو أو من زائر أن يكون في ميزان حسناتك .... آمين .

أخوك أبومصعب.
__________________

سعد بن حسين
11-11-2005, 08:32 AM
السلام عليكم
أخي الحبيب الفاضل / سلطان العبيدي...وفقه الله

أسعدك الله في الدارين كما أسعـدت قلب أخوك بحضـورك المشـرف وتعـقيبك الكـريم .. ودعواتك المباركه

بارك الله فـيك وحفـظك من كل سوء ووفقـك لما يحب ويرضـى ..
أسعدني والله أنك متابع فيما أطرح وهذا مما يسعدني أن أجد من يهتم في ذلك ..

لك فائق احتـرامي وتقـديري

سعد بن حسين
11-11-2005, 08:37 AM
وعليكم السلام ورحمة الله

أخي الحبيب الفاضل/ ابو مصعب

..... طـيّب الله ذكـرك في الآخـرين كما طـيب ذكـر الصالـحين في الأولين
جـزاك الله خـير الجـزاء .. وبارك الله فـيك حـيثما كـنت
وجعـلك مباركـا أينما نزلـت أو رحـلت
اللهـم آمـين

أسـعدني والله برفع الموضوع رفع الله قدرك ..
ثم تعقيبك عليه بارك الله في قلمك وفهمك يشرفني من أمثالك بمرورك الكريم ..
أحسنت بارك الله فيك
.وهكـذا عهـدناك تحرص على تعزيز الفكـرة المطروحـة بما ييسـره الله لك من وسـائل ..

اسـأل الله أن يتقـبل مـنا ومـنك .. وأن يرضـى عـنا وعنك
وأن يغفـر لـنا ولك .. وأن يبـارك فـينا وفيـك حـيثما كـنا وكنت

اللهم آمين .. اللهم آ مين


فلا تحرمنا من مرورك
تحيتي لك

سعد بن حسين
11-11-2005, 08:40 AM
الحلقة السادسة :
((التخلـي عن موانـع الفـهم،))

فإن أكـثر الناس منعـوا عن فهـم معاني القـرآن لأسباب وحُـجُب أسدلها الشيطـان على قلوبهـم
فعمـيت عليهم عجـائب أسـرار القرآن، وحُجُـب الفهـم ثلاثة:

أولـها: أن يكـون الهم منصـرفًا إلى تحقـيق الحروف بإخـراجها من مخـارجها،
وهذا يتولـى حفظه شيـطان وكل بالقراء ليصـرفهم عن فهم معـاني كلام الله عز وجـل
فـلا يزال يحمـلهم على ترديد الحـرف يخيل إليهـم أنه لم يخـرج من مخرجه،
فهذا يكـون تأمله مقصـورًا على مخارج الحـروف فأنى تنكـشف له المعـاني؟
وأعظـم ضحكة للشيـطان ممن كـان مطيعًا لمثـل هذا التلـبيس.

ثانيهـا: أن يكون مقـلدًا لمذهب سمـعه بالتقليد وجمـد عليه
وثبت في نفـسه التعصب له بمـجرد الاتباع للمسمـوع من غير وصـول إليه ببصيـرة ومشاهدة،
فهـذا شخص قيَّده معـتقدُه عن أن يتجـاوزه فلا يمكنه أن يخـطر بباله غير معتقـده
فصـار نظره موقـوفًا على مسمـوعه،
فإن لمـع برق على بُعـد وبدا له معنـى من المعاني التـي تباين مسموعـه حمل عليه شيـطان التقليد
حمـلة وقال كيف يخـطر هذا ببالك وهـو خلاف معتـقد آبائك،
فـيرى أن ذلك غـرور من الشيطان فيـتباعد منه ويتحـرز عن مثله،
ومثـله من يقرأ قولـه تعالى: {الرحمن علـى العرش اسـتوى}
وما يحـتويه معـنى الآية من علـو الله عز وجل عـلى كل مخلـوقاته وهيـمنته
وتصرفـه في كل الموجـودات فيجـيئه تقليد المعـتقدات الموروثة
في وجـوب تنزيه الله عن الجـهة فيُحـرم من تجلـيات تأمل صفـة العلو والاستواء
وهي من الصـفات التي تكـررت في القـرآن بغرض التنبيه عـلى جلال الله وعظـمته
وحقـيقة علوه على خـلقه.


ثالثـها: أن يكون مصـرًا على ذنب أو متـصفًا بكبر
أو مـبتلى في الجمـلة بهوى في الـدنيا مطاع فإن ذلك سـبب ظلمة القلب وصـدئه،
وهـو كالـخبث على المـرآة وهو أعظـم حجابٍ للقـلب وبه حُجـب الأكثرون.
وكلمـا كانت الشهـوات أشد تراكـمًا كانت معـاني الكلام أشـد احتجابًا
وكلـما خف عن القـلب أثقال الـدنيا قرُبَ تجلـي المعنى فـيه.
فالقلـب مثل المـرآة والشهـوات مثل الصدأ ومعـاني القرآن مثـل الصور التي تتراءى فـي المرآة.

والرياضـة للقلب بإمـاطة الشهـوات مثل تصقـيل الجلاء للمـرآة،
وقد شـرط الله عز وجـل الإنابة في الفهـم والتذكير
فـقال تعالى: {تبصرة وذكـرى لكل عبد مـنيب}
وقال عـز وجل: {وما يتذكـر إلا من ينيب}
وقال تعالى: {إنما يتذكـر أولوا الألـباب}
فالـذي آثر غرور الـدنيا على نعيـم الآخرة فلـيس من ذوي الألبـاب
ولذلك لا تنكـشف له أسـرار الكـتاب.
* *

............... يتبـــــع

ابو سعد القحطاني
11-11-2005, 11:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب سعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحقيقة قلمك وفكرك الناضج هو الذي يجبر أي متصفح أوقارىء لقراءته ولهذا جعلني أن نثبت الموضوع لما فيه من الفائدة العظيمة التي فعلاً نحن محتاجين إليها ألا وهي فهم وتدبر أعظم كتاب وهو القرآن الكريم .. اسأل الله سبحانه وتعالي أن يجعلنا جميعاً من الذين يتدبرون قراءته ويطبقون مافيه .. آمين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من خلال قراتي للحلقة السادسه اتضح التالي :
1) لابد من تحقيق الحروف من حيث إخراجها من مخارجها مع الفهم لمعاني القرآن ولذلك تجد الشخص ينصرف للفهم للقالب اللغوي دون النظر بالمعاني فكثيرا ما نصادف في حياتنا من يدقق في الكلمات- بعلم أو دون علم- ويحاول أن يتحين السقطات، أو يلغي ما قد يفهمه ليجر الحديث نحو الكلمات وإن لم يكن صاحبها ماذهب إليه الآخر من تفسير أو تأويل .
2 ) التعصب لمذهب في التفكير أو اللجوء للتقليد دون الأخذ بالرأي ويعتبر هذا الشخص تابع لهذا المذهب وقد تجد أن هذا الفكر أرتسخ في فكرة لأنه يرآى أن هذا المذهب هو الصحيح ولذلك تجد الشخص يعتمد علي تقليد هذا المذهب أو النقل من مشائخ هذا المذهب بحيث قد يضع الشخص ثقتة برأي أو شخص ويثبط من فعالية عقله ويترك لمكونات رأي الآخر تتحكم به وهذا خطاء لا بد من أ ن يكون للإنسان رأي .
3 ) فعلاً التكبر والهوى يؤدي لظلمة القلب وصدئه وعماه لذلك تجد المتكبر لا يراى إلا رأيه ويستخف بالآخرين ويعتقد أن هو الذي يفهم لمجرد إرضاء شهواته .

أخي الحبيب سعد اسأل الله سبحانه وتعالي أن يجعلها في موازين حسناتك ... آمين .


أخوك أبومصعب

سعد بن حسين
12-11-2005, 05:05 PM
وعليكم السلام
أخي الحبيب مشرفنا الفاضل / ابو مصعب ...أسعد الله قلبك

جزاك الله خير بهتمامك الطيب بما أطرح ..
كتب الله أجرك وأشكرك على تثبيت الموضوع ..

تحيتي لك

سعد بن حسين
12-11-2005, 05:10 PM
الحلقة السابعة: ((التخصيص))
وهو أن يقدّر أنه المقصود بكل خطاب في القرآن،
فإن سمع أمرًا أو نهيًا قدّر أنه المنهي والمأمور، وإن سمع وعدًا أو وعيدًا فكمثل ذلك،
وإن سمع قصص الأولين والأنبياء علم أن السَّمَرَ غير مقصود،
وإنما المقصود ليعتبر به وليأخذ من تضاعيفه ما يحتاج إليه،
فما من قصة في القرآن إلا وسياقها لفائدة في حق النبي صلى الله عليه وسلم وأمته.
ولذلك قال تعالى: {ما نثبت به فؤادك}
فليقدر العبد أن الله ثبت فؤاده بما صه عليه من أحوال الأنبياء
وصبرهم على الإيذاء وثباتهم في الدين لانتظار نصر الله تعالى.
وكيف لا يقدر هذا والقرآن ما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم
لرسول الله خاصة بل هو شفاء وهدى ورحمة ونور للعالمين؟

ولذلك أمر الله تعالى الكافة بشكر نعمة الكتاب فقال تعالى:
{واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به}
وقال عز وجل: {لقد أنزلنا إليكم كتابًا فيه ذكركم أفلا تعقلون}،
{وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزلنا إليهم}،
{كذلك يضرب الله للناس أمثالهم}،
{واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم}،
{هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون}،
{هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين}،

وإذا قُصد بالخطاب جميعُ الناس فقد قصد الآحاد،
فهذا القارئ الواحد مقصود، فماله ولسائر الناس، فليقدر أنه المقصود،
قال الله تعالى: {وأوحي إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ}
قال محمد بن كعب القُرظي: من بلغه القرآن فكأنما كلمه الله،
وإذا قدر ذلك لم يتخذ دراسة القرآن عمله بل يقرؤه كما يقرأ العبد كتاب مولاه
الذي كتبه إليه ليتأمله ويعمل بمقتضاه،
ولذلك قال بعض العلماء: هذا القرآن رسائل أتتنا من قبل ربنا عز وجل بعهود نتدبرها
في الصلوات ونقف عليها في الخلوات وننفذها في الطاعات والسنن المتبعات،

وكان مالك ابن دينار يقول: ما زرع القرآن في قلوبكم يا أهل القرآن؟
إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض،
وقال قتادة: لم يجالس أحد القرآن إلا قام بزيادة أو نقصان،
قال تعالى: {هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}.
* *

البشري
12-11-2005, 09:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اخي الحبيب سعد حسين حفظك الله ورعاك

كانت سلسة طيبة ومازالت الى آخر حلقه فيه وتستحق كل الأشادة والتقدير اسال الله ان يرفعك لمنزلة الصالحين وان يجمعنا واياك في عليين ولنا عودة على بعض ماجاء فيها لاحقا ان شاء الله.

سعد بن حسين
18-11-2005, 10:54 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب الجليل / البشري..مشرفنا المميز
جزاك الله خير على تواصلك معنا وتشجيعك الطيب ..

سعد بن حسين
18-11-2005, 11:12 PM
الحلقة الثامنة( ( التأثر ((
وهو أن يتأثر قلبه بآثار مختلفة بحسب اختلاف الآيات فيكون له بحسب كل فهم حالٌ ووجدٌ
يتصف به قلبه من الحزن والخوف والرجاء وغيره،
ومهما تمت معرفته كانت الخشية أغلب الأحوال على قلبه،
فإن التضييق غالب على آيات القرآن، فلا يُرى ذكر المغفرة والرحمة إلا مقرونًا بشروط
يقصُرُ العارف عن نيلها كقوله عز وجل : {وإني لغفار}
ثم أتبع ذلك بأربعة شروط: {لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى}
وقوله تعالى:
{والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات
وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}
ذكر أربعة شروط، وحيث اقتصر ذكر شرطًا جامعًا، فقال تعالى:
{إن رحمة الله قريب من المحسنين}
فالإحسان يجمع الكل، وهكذا من يتصفح القرآن من أوله إلى آخره

ومن فهم ذلك فجدير بأن يكون حاله الخشية والحزن.
ولذلك قال الحسن:
والله ما أصبح اليوم عبد يتلو القرآن يؤمن به إلا كثر حزنه
وقل فرحه وكثر بكاؤه وقل ضحكه وكثر نصبه وشغلُه وقلت راحته وبطالته،
وقال وهيب بن الورد:
نظرنا في هذه الأحاديث والمواعظ فلم نجد شيئًا أرق للقلوب
ولا أشد استجلابًا للحزن من قراءة القرآن وتفهمه وتدبره،

فتأثر العبد بالتلاوة أن يصبر بصفة الآية المتلوة.
فعند الوعيد وتقييد المغفرة بالشروط يتضاءل من خيفته كأنه يكاد يموت،
وعند التوسع ووعد المغفرة يستبشر كأنه يطير من الفرح.
وعند ذكر الله صفاته وأسمائه يتطأطأ خضوعًا لجلاله واستشعارًا لعظمته.
وعند ذكر الكفار ما يستحيل على الله عز وجل كذكرهم لله عز وجل ولدًا وصاحبة
يغّضُّ الصوت وينكسر في باطنه حياء من قبح مقالتهم.

وعند وصف الجنة ينبعث بباطنه شوقًا إليها.
وعند وصف النار ترتعد فرائصه خوفًا منها،

ولما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن مسعود:
"فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا"
رأيت عينيه تذرفان بالدمع فقال لي: "حسبك الآن" رواه البخاري،
وهذا لأن مشاهدة تلك الحالة استغرقت قلبه بالكلية،
ولقد كان من الخائفين من خرّ مغشيًا عليه عند آيات الوعيد،
ومنهم من مات في سماع الآيات،

فمثل هذه الأحوال يخرجه عن أن يكون حاكيًا في كلامه. فإذا قال:
{إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} ولم يكن خائفًا كان حاكيًا،
وإذا قال: {عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير} ولم يكن حاله التوكل والإنابة كان حاكيًا،
وإذا قال: {ولنصبرن على ما آذيتمونا} فليكن حاله الصبر أو العزيمة عليه
حتى يجد حلاوة التلاوة. فإن لم يكن بهذه الصفات

ومن لم يتردد قلبه بين هذه الحالات كان حظه من التلاوة حركة اللسان
مع صريح اللعن على نفسه في قوله تعالى: {ألا لعنة الله على الظالمين}
وفي قوله تعالى: {كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}
وفي قوله عز وجل: {وهم في غفلة معرضون}
وفي قوله: {فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا}
وفي قوله تعالى: {ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} إلى غير ذلك من الآيات،
وكان داخلاً في معنى قوله عز وجل: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني}
يعني التلاوة المجردة،

وقوله عز وجل:
{وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون}
لأن القرآن هو المبين لتلك الآيات في السموات والأرض،
ومهما تجاوزها ولم يتأثر بها كان معرضًا عنها،

ولذلك قيل: إن من لم يكن متصفًا بأخلاق القرآن فإذا قرأ القرآن ناداه الله تعالى:
مالك وكلامي وأنت معرض عني، دع كلامي إن لم تتب إلي.
ومثال العاصي إذا قرأ القرآن وكرره مثلا من يكرر كتاب الملك كل يوم مرات
وقد كتب إليه في عمارة مملكته وهو مشغول بتخريبها ومقتصر على دراسة كتابه،
فلعله لو ترك الدراسة عند المخالفة لكان أبعد عن الاستهزاء واستحقاق المقت،

ولذلك قال يوسف ابن أسباط:
إني لأهمُّ بقراءة القرآن فإذا ذكرت ما فيه خشيت المقت فاعدل إلى التسبيح والاستغفار.

والمعرض عن العمل به أريد بقوله عز وجل:
{فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنًا قليلاً فبئس ما يشترون}
ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فلستم تقرءونه-
وفي بعض الروايات- فإذا اختلفتم فقوموا عنه" متفق عليه،

قال تعالى: {الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا
وعلى ربهم يتوكلون}،

وفي الحديث : "إن أحسن الناس صوتًا بالقرآن إذا سمعته يقرأ رأيت أنه يخشى الله تعالى"
وقال بعض القراء: قرأت القرآن على شيخ لي ثم رجعت لأقرأ ثانيًا فانتهرني وقال:
جعلت القرآن عليّ عملاً اذهب فاقرأ على الله عز وجل، فانظر بماذا يأمرك وبماذا ينهاك.

فأما مجرد حركة اللسان فقليل الجدوى،
بل التالي باللسان المعرض عن العمل جدير بأن يكون هو المراد بقوله تعالى:
{ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى}
وبقوله عز وجل: {كذلك أتتك آيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى}
أي تركتها ولم تنظر إليها ولم تعبأ بها فإن المقصر في الأمر يقال إنه نسي الأمر،

وتلاوة القرآن حق تلاوته هو أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب،
فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل وحظ العقل تفسير المعاني
وحظ القلب الاتعاظ والتأثر بالانزجار والائتمار،
فاللسان يرتل والعقل يترجم والقلب يتعظ.
* * *

ابن حرق
18-11-2005, 11:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شكراً لك اخي الكريم على هذا المشاركة والله ينفع بك الاسلام والمسلمين

سعد بن حسين
18-11-2005, 11:16 PM
أخي الحبيب الفاضل / ابن حرق...طيب الله أنفاس حياتك مع الله
جزاك الله خير على دعواتك المباركه..
وأشكرك على تكرمك برقع الموضوع
ومرورك الكريم

تحيتي لك من أعماق القلب

ابن حرق
18-11-2005, 11:20 PM
بيض الله وجهك على كل اعمالك الخيريه والله يجزاك عنا خير
ودي ابدع يابوحسين لكن الخبره في الردود محدوده(عليمي)

سعد بن حسين
18-11-2005, 11:21 PM
الحلقة التاسعة (( الترقي))

وأعني به أن يترقى إلى أن يسمع الكلام من الله عز وجل لا من نفسه،
فدرجات القرآن ثلاث، أدناها: أن يقدر العبد كأنه يقرؤه على الله عز وجل واقفًا بين يديه
وهو ناظر إليه ومستمع منه، فيكون حاله عند هذا التقدير:
السؤال والتملق والتضرع والابتهال،

الثانية: أن يشهد بقلبه كأن الله عز وجل يراه ويخاطبه بألطافه ويناجيه بإنعامه وإحسانه
فمقامه الحياء والتعظيم والإصغاء والفهم،

الثالثة: أن يرى في الكلام المتكلم وفي الكلمات الصفات فلا ينظر إلى نفسه ولا إلى قراءته
ولا إلى تعلق الإنعام به من حيث إنه منعم عليه بل يكون مقصور الهم على المتكلم
موقوف الفكر عليه كأنه مستغرق بمشاهدة المتكلم عن غيره .

وهذه درجة المقربين وما قبله درجة أصحاب اليمين وما خرج عن هذا فهو درجات الغافلين.
* * *

ابن حرق
18-11-2005, 11:32 PM
يابوحسين ممكن ترسلها على بريدي لاني مثل ماقلت لك (عليمي)والله يجزاك خير

سعد بن حسين
18-11-2005, 11:38 PM
لاعليك أخي الحبيب الفاضل / ابن حرق ...وفقك الله

فيك الخير الكثير يكفيني دعواتك المبارك منك ..وردك الطيب..
واحسبك إن شاء الله من أهل الخير والتقى نسأل الله أن يوفقني وياك الى طريق الخير والصلاح ..
اسـأل الله أن يطـيب لك المقـام بين أخوانك نافع منتفع..
فـإني أرى أن مـنتدانا قد كـسب قلـماً رائعـا ، وفكـراً ناضـجاً ، وهـمة عـالية
أحـسبك كـذلك ولا أزكـي علـى الله أحـداً ..

لامانع من أن يتعلم الواحد منا ياأخي الحبيب .. فلحياه دروس وعبر وأنت إن شاء الله بعد فتره من مشاركات نجدك الأفضل بعون من الله ..فلا تتردد وستعن بالله ...

تحيتي لك يالحبيب.

سعد بن حسين
18-11-2005, 11:41 PM
الحلقة التاسعة (( الترقي))

وأعني به أن يترقى إلى أن يسمع الكلام من الله عز وجل لا من نفسه،
فدرجات القرآن ثلاث، أدناها: أن يقدر العبد كأنه يقرؤه على الله عز وجل واقفًا بين يديه
وهو ناظر إليه ومستمع منه، فيكون حاله عند هذا التقدير:
السؤال والتملق والتضرع والابتهال،

الثانية: أن يشهد بقلبه كأن الله عز وجل يراه ويخاطبه بألطافه ويناجيه بإنعامه وإحسانه
فمقامه الحياء والتعظيم والإصغاء والفهم،

الثالثة: أن يرى في الكلام المتكلم وفي الكلمات الصفات فلا ينظر إلى نفسه ولا إلى قراءته
ولا إلى تعلق الإنعام به من حيث إنه منعم عليه بل يكون مقصور الهم على المتكلم
موقوف الفكر عليه كأنه مستغرق بمشاهدة المتكلم عن غيره .

وهذه درجة المقربين وما قبله درجة أصحاب اليمين وما خرج عن هذا فهو درجات الغافلين.
* * *

سعد بن حسين
18-11-2005, 11:43 PM
الحلقة العاشرة والأخيره

(( التبري ))
وأعني به أن يتبرأ من حوله وقوته والالتفات إلى نفسه بعين الرضا والتزكية،
فإذا تلا بآيات الوعيد والمدح للصالحين فلا يشهد نفسه عند ذلك،
بل يشهد الموقنين والصديقين فيها، ويتشوق إلى أن يلحقه الله عز وجل بهم،
وإذا تلا آيات المقت وذم العصاة والمقصّرين شهد على نفسه هناك،
وقدّر أنه المخاطب خوفًا وإشفاقًا.

ولذلك كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول:
"اللهم إني استغفرك لظلمي وكفري،
فقيل له: هذا الظلم فما بال الكفر، فتلا قوله عز وجل: {إن الإنسان لظلوم كفار}
وقيل ليوسف ابن أسباط: إذا قرأت القرآن بماذا تدعو؟
فقال: استغفر الله عز وجل من تقصيري سبعين مرة،

فإذا رأى نفسه بصورة التقصير في القراءة كان رؤيته سبب قربه،
فإن من شهد العبد في القرب لُطف به في الخوف حتى يسوقه الخوف
إلى درجة أخرى في القرب وراءها،
ومن شهد القرب في البعد مُكِر به في الأمن الذي يفضه إلى درجة أخرى
في البعد أسفل مما هو فيه.
ومهما كان مشاهدًا نفسه يعين الرضا صار محجوبًا بنفسه عن الله .

وكان الشافعي يقول:
أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي وإن كنا سواء في البضاعة
= = =

وبالله التوفيق .. نسأله سبحانه أن يكرمنا بالتحقق بمثل هذه المعاني .. اللهم آمين

سعد بن حسين
19-11-2005, 12:12 AM
بدون أرسلها بريدك أخي الحبيب أنا وضعتها كل الدروس في ملف مضغوط وورد

والأن نزلها من هنا رعاك الله وهذه هدية مني لك أنت والأعضاء الكرام

ولا تنسوني من صالح دعاكم ..

ابو سعد القحطاني
20-11-2005, 02:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب سعد بن حسين
الحقيقة المعذرة علي عدم الرد عليك في الحلقات السابقة لأني والله مشغول واحياناً أدخل في الشبكة متأخر واكون علي عجله.
ولكن اسأل الله سبحانه وتعالي أن يجعل كل ماكتبته في موازين حسناتك .
الحقيقة لو كل منا تمعن في قراءة القران وتبدر في آياته وطبق كل ماهو موجود في كتاب الله لصلحت القلوب والأنفس .
واليك مثلاً تجد كثيرا منا يقرأ سورة الفاتحة ولا يقف عليها بل .... يهذها هذا سريعا ولا يعلم معانيها ... هذه الفاتحة فما بالك ببقية سور القرآن ... نسأل الله السلامة .. وفي الحديث عن عظم هذه السورة ...
وفي الحديث " أن رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : " قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : قَسَمْت الصَّلَاة بَيْنِي وَبَيْن عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ : " الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ " قَالَ اللَّه حَمِدَنِي عَبْدِي وَإِذَا قَالَ " الرَّحْمَن الرَّحِيم " قَالَ اللَّه أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي فَإِذَا قَالَ : " مَالِك يَوْم الدِّين " قَالَ اللَّه مَجَّدَنِي عَبْدِي وَقَالَ مَرَّة فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي فَإِذَا قَالَ " إِيَّاكَ نَعْبُد وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين " قَالَ هَذَا بَيْنِي وَبَيْن عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ : " اِهْدِنَا الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْت عَلَيْهِمْ غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ " قَالَ اللَّه هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ "
فانظر الى عظم هذه السورة من القرآن ومكانتها عند الله عز وجل .. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا .. ونور صدورنا .. وأن يرزقنا قراءته و تدبره آناء الليل وأطراف النهار ...
اسمع إلي الشيخ سعود بن إبراهيم الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة وعميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى ... من منّا لا يعرف الشيخ سعود الشريم ..!!

بل .. من منّا لم يتلذذ بسماع قراءته الخاشعة والتي تدخل القلب مباشرة .. !!

ما أجمل صلاة التراويح في الحرم المكي الشريف حين يُحلِّق بنا الشيخ سعود الشريم بقراءته العذبة الخاشعة الجميلة وكذلك غيره من أئمة الحرم المكي الشريف حفظهم الله تعالى .. !!

أحسبُ الشيخ من المخلصين الصالحين .. ولا نزكي على الله أحد ..

وإليكم بتلاواته لقراءته للفاتحة حفظه الله ..

وهذه قراءته لسورة الفاتحة وهي قراءة خاشعة مبكية كانت في ليلة 26 من رمضان لعام 1417هـ

http://www.sohari.com/nawader_t/mekkah/listen/shraim_fate7ah.ram


أخوك أبومصعب

البشري
20-11-2005, 02:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


((الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121))) البقرة 121


(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا 1) الكهف 1

والصلاة والسلام على خاتم النبيين وسيد المرسلين ، نبينا محمد صلوات الله وسلامة عليه وعلى آله وأصحابة وانصار واتباعة اجمعين ومن اهتدى بهدية وعمل بسنته الى يوم الدين.

وبعد :

فهذا موضعا شاملا وافيا لاهو بالمطول الممل ولا بالمختصر المخل -يستعين به على تلاوة كتاب الله حق تلاوته والتللذذ بقراته والتأثر بها.

والملاحظ في نقل اخينا سعد حفظة الله الأختصار فيه ومراعات سهولة الأسلوب وإيجاز العبارة ووضوح الألفاظ ودقة التنسيق.

والله اسأل ان يجعل هذا العمل خالصا لوجه الكريم ، وان يثبت ناقل الكلام وكاتبةعلية بقدر مابذل من جهد وان ينفع به.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اخوكم :


محمد البشري

قايدالريم
30-12-2005, 04:19 AM
جزاك الله خير

وكثر الله من امثالك

ال مالح
21-01-2006, 06:41 PM
جزاك الله خير وجعل ذلك في موازين حسناتك .

ابن حرق
23-01-2006, 11:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله لف خير

سعد بن حسين
05-02-2006, 01:33 AM
أخواني الكرام
الأخ الفاضل / محمد البشري
الأخ الفاضل / قيد الريم
الأخ الفاضل/ ال مالح
الأخ الفاضل / ابن حريق
......... رعـاكم الله وحمـاكم من شـر كل ذي شـر

معـذرة على تأخـر الـرد ..
لقد نسـيت الموضـوع تمـاما ..
الـيوم وأنا أقـلب في الأرشـيف وجـدت عـدة موضوعـات مـنسية ..
علـى كـل حـال
جـزاكم الله خـير الجـزاء . وبارك الله فـيكم ونفعـنا بكم وبدعـواتكم ا
تحيتي لكم

شراقب
24-03-2006, 05:36 PM
كم أسعد بكتاباتك يا أبا حسين وفقك الله وكثر الله من أمثالك فأنت ومن يقرأ من خيرة الرجال ان شاء الله :


أخي هذا القرآن الكريم : هو كلام الله تعالى المعجز المنزل على خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - بواسطة أمين الوحي جبريل عليه السلام المنقول الينا بالتواتر المتعبد بتــــــــــــــــــــــلاوته, المبدوء بسورة الفاتحه والمختتم بسورة الناس والمتحــــــــــــــــــــــــــــــــــــدي بأقصر سورة منه.


ومن فضائله :
أقوال المصطفى - صلى الله عليه وسلم :

(من قرأ حـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــرفاً من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـر أمثالها ) رواه الترمذي .



( خيـــــــــــــــــــــــــــــــــــركم من تــــــــــــــــــــــــــــعـــلم القرآن وعــــــــــــلـمه ) رواه البخاري .


نفعنا الله واياكم بالقرآن الكريم . شكراً

سعد بن حسين
25-03-2006, 07:23 AM
أخي الحبيب الفاضل/ شراقب
حياك الله وبياك وجعل الجنة مأواك
من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب
اللهم آمين .

ما أسعدني بتشريفك لي .. وتعطير هذه الصفحات بعذب كلماتك
فبارك الله فيك أيها االفاضل ..
اسعدتني اسعد الله قلبك ..

يحفظك المولى ويرعاك ..
لا يسعني إلا أن أدعو الله لك أن يبارك فيك ، ويجعلك مباركا حيثما كنت
تقبل تحياتي العطرة .. وخالص دعواتي ..

يحي القاضي
25-03-2006, 07:36 AM
جزاك الله الف خير ....

شراقب
25-03-2006, 07:59 PM
[ شراقب]أخي الحبيب الفاضل/ سعد بن حسين
حياك الله وبياك وجعل الجنة مأواك
من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب
اللهم آمين .

ما أسعدني كتا باتك .. وتعطير هذه الصفحات بعذب كلماتك
فبارك الله فيك أيها االفاضل ..
اسعدتني اسعد الله قلبك .. وشرح لك صدرك

يحفظك المولى ويرعاك ..
لا يسعني إلا أن أدعو الله لك أن يبارك فيك ، ويجعلك مباركا حيثما كنت
تقبل تحياتي العطرة .. وخالص دعواتي ..[/quote]