مخاوي سهيل
30-10-2005, 09:08 PM
(تهامة قحطان) :مخاوي سهيل
يعتز عدد لا بأس به من أبناء تهامة قحطان بموروثهم الشعبي ولعل تغطيتهم للسيارات التي تستخدم في زفة العروس أبلغ دليل على التطوير مع المحافظة على الأصالة في الموروث، إنهم يعملون على كساء السيارات بأنواع فاخرة من الجلود ويحاكون بذلك عصر الجمال حين تركب العروس في الهودج على ظهر البعير وقد غطي بأنواع أصغر حجما من تلك الجلود وتطور الوضع ليصل إلى السيارة التي تستقلها العروس والسيارات المرافقة .
http://www.qahtaan.com/up/up/lat1.jpg
السيارات جرى تجهيزها احتفالا بالعرس
يقول مداوي مسفر الحياني وهو معلم مهتم بتراث تلك المنطقة أن كساء تلك السيارات بالجلود يتطلب مرورها بمراحل قبل أن تكون الجلود جاهزة للكساء فالمرحلة الأولى تبدأ بالدباغة بعدما يسلخ الجلد ويضاف إليه الملح عدة مرات لإزالة رائحته و تستغرق عملية التخمير تلك يوم أو يومين ومن ثم يستخرج ويجفف وتقوم السيدة التي عهد إليها إتمام مشروع الدباغة بإزالة الشعر من الجلد إذا أرادته بدون شعر وان لم تكن تريد فتبقي الشعر لاستخدامه في أوجه أخرى.
ولإتمام عملية الدباغة يتطلب وجود خامات بيئية من أهمها نبات ( الشث والعتم) وغيرها من الأشجار التي ترى الدابغة أنها مناسبة وتضفى لونا ورائحة زكية إلى الجلد.
http://www.qahtaan.com/up/up/lat2.jpg
السيارة الخاصة بالعروس
وتقوم السيدة بتجفيف تلك المواد وتطحنها (بالمد قه) وهي آلة بدائية تشبه المطرقة مصنوعة من الخشب وهي أكبر حجما من المطرقة واخف وزنا و تجميع الخلطة المعدة سلفاً لتحشو به الجلد مع قليل من الماء ليساعد في سرعة الانتشار ولتخفيف اللون يضاف الماء و تضعه في (الصور) وهو حفرة في الأرض تشبه (الفرن) يمكث بها قرابة أسبوعين أو أكثر مع تعهده بالدباغه كل ثلاثة أيام و تقوم بإخراج الحشوة الأولى وتبدلها بحشوة أخرى جديد مع تقلب الجلد وإعادته إلى مكانه ويمكث المدة نفسها و بانقضاء المهلة تقوم السيدة باستخراج تلك الجلود وتشطفها بالماء وتحافظ على هيئته أما إذا أرادت عمل (غرب) قربة الماء وتكون بمثابة خزان ماء صغير في المنزل تحظر به الماء من أماكن قد تكون بعيدة على ظهرها ومتى ما توفرت وسيلة لحمل الماء من جمل وخلافه فإن حجم الغرب يتغير ليتناسب مع حجم الدابة التي تحمله وقد يصل وزنه إلى الثلاثين كيلوا وأحيانا الخمسين كيلو و ميزة انه يحتفظ ببرودة الماء أثناء الصيف حيث يعمل الترشيح الخارجي للماء على زيادة برودة الماء في الداخل كلما تعرض خارجيا للرياح والشمس.
http://www.qahtaan.com/up/up/lat4.jpg
صورة لطفلين معجبين
ومن تلك الجلود تصنع (العكة) وهو وعاء مخصص لحفظ السمن البلدي لتبقيه طازجا ونظيف وتعطيه نكهة الخاصة أما(المسب ) فهو يشبه الغرب ولكنه اخف وزنا وأصغر حجما ويتراوح وزنه بين 15 كيلو و 10 كيلوغرام ويستخدمه الرعاة أثناء اهتمامهم بالغنم في الحقل والمسافرون لمسافات طويلة في أماكن قليلة الماء.
http://www.qahtaan.com/up/up/lat5.jpg
موكب العروس يستعرض في طريق الفرشة
الحياني يضيف قوله أنه من الممكن أن تصنع تلك السيدة ما يشبه (السيور) تمهيدا لعمل بكرات من الجلود على شكل الحبال لاستخدامها في ربط المؤن على ظهور الجمال أثناء حمل البضائع من الأسواق .ويتطور الأمر ليصنع منه مفارش وأدوات خاصة بها ومن زينه وغير ذلك منها أما الفرو فيصنع منه ألبسة جميلة تستخدمها البدويات لوقايتهن من الشمس صيفا والبرد شتاءً وهو يشبه العباءة ولكنه مفتوح من الأمام بالكامل وقد يستخدمنه ألحفة اثناء البرد وهو أشبة بالبطانية في الوقت الحالي أما (الحسكول) فهو من الجلد لحفظ ادوات القهوة ، صغير الحجم وتضاف إليه الخرز والأصداف البحرية التي تسمى الودع و(الشت )لحفظ فناجيل القهوة أما الممطرة فتتكون من أكثر من أديم ( بدون فرو) وتستخدم داخل المنزل ولها ميزة الغرب في إكساب الماء خاصية البرودة صيفا و(الحسلة) بمثابة الحقيبة لحفظ الأغراض المنزلية إضافة على ما يسمى بالوعاء لحفظ المحاصيل الزراعية أما (النطع ) فيصنع من عدة جلود ليحل محل الخيام والأشرعة وفي تهامة تزود العشش ليقيها من المطر ومن حرارة الشمس أما (المخطمة) فتقع في مقدمة السيارة و(الجراب) وصفات على جوانب السيارة و( النطع ) في حوض السيارة و(الممطرة) على سقف السيارة وفوق غطاء الموتور وتضاف إلى خلف السيارة معلقات جميلة منها ما يسمونه المعلاق، والكعدة، والمصبع ،والحسكول .
http://www.qahtaan.com/up/up/lat6.jpg
صورة جانبية لسيارة العروس مزودة بمقتنيات تراثية
ومعظم هذه الصناعة تقوم ربة المنزل بعملها لكي تزين بها بيت ابنتها عند الزواج حيث تقوم بتزيين السيارات التي تنقلها من منزلها الى منزل زوجها حيث العروس تتباهى بذلك بين أقرانها وفي ما هو متداول فإن الأم التي تضفي على فرح ابنتها تلك الوسائل تدل على إن والدة البنت مميزة وبعض النساء ترفض أن تذهب بنتها إلى بيت زوجها دون ذلك وتعتبره نقص في حقها وتقصير وعيب ولابد من ذلك.
http://www.qahtaan.com/up/up/lat9.jpg
المرحلة النهائية من التجهيز
ويشير مداوي الحياني إلى أن هذه العادة بدأت في الانقراض وأن الكثير من القبائل اتفقت على منع هذه المظاهر التي ترهق كاهل العروسين إضافة إلى عدم وجود فائدة تذكر بل تسبب لهما من متاعب ماليه وتصل الأسعار مايقارب40 ألف ريال .
يعتز عدد لا بأس به من أبناء تهامة قحطان بموروثهم الشعبي ولعل تغطيتهم للسيارات التي تستخدم في زفة العروس أبلغ دليل على التطوير مع المحافظة على الأصالة في الموروث، إنهم يعملون على كساء السيارات بأنواع فاخرة من الجلود ويحاكون بذلك عصر الجمال حين تركب العروس في الهودج على ظهر البعير وقد غطي بأنواع أصغر حجما من تلك الجلود وتطور الوضع ليصل إلى السيارة التي تستقلها العروس والسيارات المرافقة .
http://www.qahtaan.com/up/up/lat1.jpg
السيارات جرى تجهيزها احتفالا بالعرس
يقول مداوي مسفر الحياني وهو معلم مهتم بتراث تلك المنطقة أن كساء تلك السيارات بالجلود يتطلب مرورها بمراحل قبل أن تكون الجلود جاهزة للكساء فالمرحلة الأولى تبدأ بالدباغة بعدما يسلخ الجلد ويضاف إليه الملح عدة مرات لإزالة رائحته و تستغرق عملية التخمير تلك يوم أو يومين ومن ثم يستخرج ويجفف وتقوم السيدة التي عهد إليها إتمام مشروع الدباغة بإزالة الشعر من الجلد إذا أرادته بدون شعر وان لم تكن تريد فتبقي الشعر لاستخدامه في أوجه أخرى.
ولإتمام عملية الدباغة يتطلب وجود خامات بيئية من أهمها نبات ( الشث والعتم) وغيرها من الأشجار التي ترى الدابغة أنها مناسبة وتضفى لونا ورائحة زكية إلى الجلد.
http://www.qahtaan.com/up/up/lat2.jpg
السيارة الخاصة بالعروس
وتقوم السيدة بتجفيف تلك المواد وتطحنها (بالمد قه) وهي آلة بدائية تشبه المطرقة مصنوعة من الخشب وهي أكبر حجما من المطرقة واخف وزنا و تجميع الخلطة المعدة سلفاً لتحشو به الجلد مع قليل من الماء ليساعد في سرعة الانتشار ولتخفيف اللون يضاف الماء و تضعه في (الصور) وهو حفرة في الأرض تشبه (الفرن) يمكث بها قرابة أسبوعين أو أكثر مع تعهده بالدباغه كل ثلاثة أيام و تقوم بإخراج الحشوة الأولى وتبدلها بحشوة أخرى جديد مع تقلب الجلد وإعادته إلى مكانه ويمكث المدة نفسها و بانقضاء المهلة تقوم السيدة باستخراج تلك الجلود وتشطفها بالماء وتحافظ على هيئته أما إذا أرادت عمل (غرب) قربة الماء وتكون بمثابة خزان ماء صغير في المنزل تحظر به الماء من أماكن قد تكون بعيدة على ظهرها ومتى ما توفرت وسيلة لحمل الماء من جمل وخلافه فإن حجم الغرب يتغير ليتناسب مع حجم الدابة التي تحمله وقد يصل وزنه إلى الثلاثين كيلوا وأحيانا الخمسين كيلو و ميزة انه يحتفظ ببرودة الماء أثناء الصيف حيث يعمل الترشيح الخارجي للماء على زيادة برودة الماء في الداخل كلما تعرض خارجيا للرياح والشمس.
http://www.qahtaan.com/up/up/lat4.jpg
صورة لطفلين معجبين
ومن تلك الجلود تصنع (العكة) وهو وعاء مخصص لحفظ السمن البلدي لتبقيه طازجا ونظيف وتعطيه نكهة الخاصة أما(المسب ) فهو يشبه الغرب ولكنه اخف وزنا وأصغر حجما ويتراوح وزنه بين 15 كيلو و 10 كيلوغرام ويستخدمه الرعاة أثناء اهتمامهم بالغنم في الحقل والمسافرون لمسافات طويلة في أماكن قليلة الماء.
http://www.qahtaan.com/up/up/lat5.jpg
موكب العروس يستعرض في طريق الفرشة
الحياني يضيف قوله أنه من الممكن أن تصنع تلك السيدة ما يشبه (السيور) تمهيدا لعمل بكرات من الجلود على شكل الحبال لاستخدامها في ربط المؤن على ظهور الجمال أثناء حمل البضائع من الأسواق .ويتطور الأمر ليصنع منه مفارش وأدوات خاصة بها ومن زينه وغير ذلك منها أما الفرو فيصنع منه ألبسة جميلة تستخدمها البدويات لوقايتهن من الشمس صيفا والبرد شتاءً وهو يشبه العباءة ولكنه مفتوح من الأمام بالكامل وقد يستخدمنه ألحفة اثناء البرد وهو أشبة بالبطانية في الوقت الحالي أما (الحسكول) فهو من الجلد لحفظ ادوات القهوة ، صغير الحجم وتضاف إليه الخرز والأصداف البحرية التي تسمى الودع و(الشت )لحفظ فناجيل القهوة أما الممطرة فتتكون من أكثر من أديم ( بدون فرو) وتستخدم داخل المنزل ولها ميزة الغرب في إكساب الماء خاصية البرودة صيفا و(الحسلة) بمثابة الحقيبة لحفظ الأغراض المنزلية إضافة على ما يسمى بالوعاء لحفظ المحاصيل الزراعية أما (النطع ) فيصنع من عدة جلود ليحل محل الخيام والأشرعة وفي تهامة تزود العشش ليقيها من المطر ومن حرارة الشمس أما (المخطمة) فتقع في مقدمة السيارة و(الجراب) وصفات على جوانب السيارة و( النطع ) في حوض السيارة و(الممطرة) على سقف السيارة وفوق غطاء الموتور وتضاف إلى خلف السيارة معلقات جميلة منها ما يسمونه المعلاق، والكعدة، والمصبع ،والحسكول .
http://www.qahtaan.com/up/up/lat6.jpg
صورة جانبية لسيارة العروس مزودة بمقتنيات تراثية
ومعظم هذه الصناعة تقوم ربة المنزل بعملها لكي تزين بها بيت ابنتها عند الزواج حيث تقوم بتزيين السيارات التي تنقلها من منزلها الى منزل زوجها حيث العروس تتباهى بذلك بين أقرانها وفي ما هو متداول فإن الأم التي تضفي على فرح ابنتها تلك الوسائل تدل على إن والدة البنت مميزة وبعض النساء ترفض أن تذهب بنتها إلى بيت زوجها دون ذلك وتعتبره نقص في حقها وتقصير وعيب ولابد من ذلك.
http://www.qahtaan.com/up/up/lat9.jpg
المرحلة النهائية من التجهيز
ويشير مداوي الحياني إلى أن هذه العادة بدأت في الانقراض وأن الكثير من القبائل اتفقت على منع هذه المظاهر التي ترهق كاهل العروسين إضافة إلى عدم وجود فائدة تذكر بل تسبب لهما من متاعب ماليه وتصل الأسعار مايقارب40 ألف ريال .