سعيد شايع
13-02-2011, 05:47 AM
أينما اتجهت فهو يناديك ، وأينما ذهبت فهو يدعوك
لا تستطيع أن تسكته ، ولا تقدر على الهروب من سماعه
والعاقبة في عدم الاستجابة له وخيمة
هو الوحيد الذي تعلو كلماته ، يكرر الدعوة مرات ومرات
كل ذلك ليقيم الحجة لك أو عليك
دعوته بالفلاح والنجاح ، دعوته تحيى بها الأرواح والقلوب
كلماته جامعة ، ومعانيها واضحة وكبيرة
كلماته تقرر حقائق دينية ، لذا أصغت لها آذان المؤمنين
ووعتها قلوبهم ، وجوارحهم بها عاملة ، تراهم يعتزون به ويقفون عند سماعة ، ويرددون كلماته
فإذا فرغ الداع من دعوته ، فإن كانوا في نوم قاموا
وإن كانوا في عمل تركوه ، وإن كانوا في مجلس نهضوا منه ، وإن كانوا في كلام سكتوا احتراما له
الله أكبر الله أكبر ما أعظم الأذان وكلماته
أخي المسلم: الأذان .. كلمات ومعان
فمَنْ هو الذي يقول أنه لا يسمع النداء؟
هل تستطيع أن تقول أن الأذان لا تطرق كلماته المتميزة أذنيك؟
كلا ، بل تطرقها بشتى الأصوات
إن كلمات الأذان تتردد في كل بلد ، وترتفع كل يوم خمس مرات من آلاف المآذن والمساجد المنتشرة
في الدول والمدن والقرى والهجر ، الأذان هو الذي يعرفه المسلم ويحفظ كلماته منذ طفولته
وصباه إنه شعار من شعائر الدين المشهورة ، لكن هذه الشهرة التي يتمتع بها الأذان بين المسلمين
وغيرهم لا تعني بالضرورة أن المعاني والحقائق التي ينادي بها معروفة لكل الناس
فشهرة الكلمات تقابلها غربة المعاني والمضمون
نعم .. معاني كلماته في غربة ، والعاملين بها هم الغرباء ، إن معظمنا يعرف الأذان
بوصفه أداة تجمع على الصلوات في المساجد ، وقد يعرف البعض المعنى اللغوي لكلماته وألفاظه
لكننا نتفاوت في معرفة المعاني الشرعية التي تحملها تلك الكلمات ، مما يجعل
لهذا الموضوع أهمية كبيرة ... ووقفات طويلة
إن الذي ينبغي هو إحياء معاني تلك الكلمات والإشارة إلى حقائقها حتى إذا سمع المسلم
الأذان حضرت في قلبه ، وذكرها في نفسه وساقته إلى المراد منها
إن الأذان ـ يا أخي الحبيب ـ يتولى تذكيرنا بصفة مستمرة ، والذي عرفه حق معرفته
وجاهد نفسه في السكن بالقرب من صوته ، لا يحتاج إلى منبه ، ولا هو بحاجة إلى من يقول له أجب داعي الله
والعجيب .. أن الأذان شُرع في السنة الأولى بعد الهجرة
بينما فرضت الصلاة قبله بعدة شهور في ليلة الإسراء والمعراج ، ويبدو أن تشريع الأذان
تأخر إلى ما بعد الهجرة ، لأنه لم يكن للمسلمين بمكة مسجد يجتمعون للصلاة فيه
فلما هاجروا إلى المدينة وبنو المسجد احتاجوا إلى أداة تجمعهم في وقت واحد لإقامة الصلوات
المكتوبة في جماعة ، وكانت الأدوات التي يُدْعَى الناس بها إلى الصلوات والأمور الدينية هي:
النفخ في البوق كما عند اليهود ، والضرب على الناقوس كما عند النصارى
وإشعال النار كما عند المجوس ، فأبدل الله هذه الأمة بكلمات الأذان
والملاحظ أن الفرق بين هذه الطرق الثلاث وبين رفع الأذان هو أن كلمات الأذان مركبة في
جمل لها معنى يرددها إنسان ويرفع بها صوته ، فيفهمها من له معرفة باللغة أو من تُرجمت
له معانيها ونقلت إليه باللغة التي يتكلمها ، بينما النفخ في البوق أو الضرب على الناقوس
لا ينشىء كلاما له معنى ، وإنما يحدث أصواتا صماء ، غاية ما تدل عليه هو الهدف الديني
الذي وضعت له ، لكنها لا تحمل إلى السامع معاني أخرى عبر الصوت الذي يصل إلى مسامعه
فشرع لنا الأذان لكي نخالف اليهود والنصارى والمشركين ، ثم ليبقى شعارا من شعائر الدين
لكن القصد إلى المخالفة والتميز لا يمنع من إثبات قصد آخر ، ألا وهو:
تركيز معاني الإسلام وحقائقه الكبرى في كلمات هذا الأذان ليؤدي مهمة مزدوجة
يجتمع للمسلمين فيها ما لم يجتمع لمن قبلهم
أخي المبارك:
إن الأذان كلماته مختارة ومرتبة بعناية ، وهذا الاختيار والترتيب مقصود لأمر يتجاوز مجرد
الإعلام بدخول وقت الصلاة ، وأن السنة في الأذان أن يجهر به المؤذن ويمد الصوت بألفاظه
حتى يصل إلى أطول مسافة وأكبر عدد من الناس ، وأن تكراره مع دخول وقت كل صلاة
وجاء النهي عن خلط أي كلمات أخرى به حتى تتميز كلماته عن غيرها من الكلام الذي
قد يزيده الناس ، وقد حفظت كلمات الأذان بالتواتر على مر العصور
تبدأ بكلمة الله أكبر وتنتهي بـ لا إله إلا الله
فليس كل من يسمع الأذان أنه من المصلين ، بل ليس كل من يسمع الأذان مسلم
فلا شك أن الأذان رسالة إلى من
{ كان له قلب أو ألقى السمع }
فهو حجة وبلاغ وتوصيل رسالة
{ ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يذكرون }
ولذا ينبغي أن يختار المؤذن الأندى صوتا حتى يؤثر بكلمات تلك الأذان
فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لعبدالله بن زيد ـ رضي الله عنه ـ الذي رأى في منامه من
يعلمه الأذان " قم فلقنه بلالا فإنه أندى صوتا منك " رواه الترمذي وأحمد وأبو داود وابن ماجه وابن خزيمة
قال: فسمع بذلك عمر وهو في بيته فخرج يجر رداءه يقول: والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل ا
لذي رأى ، قال: فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلله الحمد " فلم يكن الأذان اقتراحاً
من بعض الصحابة أو اتفاقا بينهم ، وإنما كان رؤيا رآها أحدهم ، وقال عنها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" إنها رؤيا حق " والصوت الندي هو: الصوت القوي الواضح الجميل ، فلا يكون الصوت حسنا
بالأذان إلا إذا كان النطق به وفق قواعد اللغة العربية ومخارج حروفها ، وهذا بالتأكيد من أجل
أن يفهم الناس عن المؤذن ما يقول ، فإذا كان الصوت منفّرا أثر في هذه الغاية وأضعفها
إن المسلم الحق هو الذي إذا سمع الأذان فهم معناه فوقف متأملا تلك الشعيرة العظيمة فعظمها
واحترمها واستجاب لها { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب }
ولهذا وعد النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن من ردد مع المؤذن حلت له الشفاعة
فكيف بمن استجاب! قال ـ صلى الله عليه وسلم
" من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آتِ محمداً الوسيلة
والفضيلة ، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته ، حلت له شفاعتي يوم القيامة " رواه البخاري.
هذا وإلى لقاء آخر .
لا تستطيع أن تسكته ، ولا تقدر على الهروب من سماعه
والعاقبة في عدم الاستجابة له وخيمة
هو الوحيد الذي تعلو كلماته ، يكرر الدعوة مرات ومرات
كل ذلك ليقيم الحجة لك أو عليك
دعوته بالفلاح والنجاح ، دعوته تحيى بها الأرواح والقلوب
كلماته جامعة ، ومعانيها واضحة وكبيرة
كلماته تقرر حقائق دينية ، لذا أصغت لها آذان المؤمنين
ووعتها قلوبهم ، وجوارحهم بها عاملة ، تراهم يعتزون به ويقفون عند سماعة ، ويرددون كلماته
فإذا فرغ الداع من دعوته ، فإن كانوا في نوم قاموا
وإن كانوا في عمل تركوه ، وإن كانوا في مجلس نهضوا منه ، وإن كانوا في كلام سكتوا احتراما له
الله أكبر الله أكبر ما أعظم الأذان وكلماته
أخي المسلم: الأذان .. كلمات ومعان
فمَنْ هو الذي يقول أنه لا يسمع النداء؟
هل تستطيع أن تقول أن الأذان لا تطرق كلماته المتميزة أذنيك؟
كلا ، بل تطرقها بشتى الأصوات
إن كلمات الأذان تتردد في كل بلد ، وترتفع كل يوم خمس مرات من آلاف المآذن والمساجد المنتشرة
في الدول والمدن والقرى والهجر ، الأذان هو الذي يعرفه المسلم ويحفظ كلماته منذ طفولته
وصباه إنه شعار من شعائر الدين المشهورة ، لكن هذه الشهرة التي يتمتع بها الأذان بين المسلمين
وغيرهم لا تعني بالضرورة أن المعاني والحقائق التي ينادي بها معروفة لكل الناس
فشهرة الكلمات تقابلها غربة المعاني والمضمون
نعم .. معاني كلماته في غربة ، والعاملين بها هم الغرباء ، إن معظمنا يعرف الأذان
بوصفه أداة تجمع على الصلوات في المساجد ، وقد يعرف البعض المعنى اللغوي لكلماته وألفاظه
لكننا نتفاوت في معرفة المعاني الشرعية التي تحملها تلك الكلمات ، مما يجعل
لهذا الموضوع أهمية كبيرة ... ووقفات طويلة
إن الذي ينبغي هو إحياء معاني تلك الكلمات والإشارة إلى حقائقها حتى إذا سمع المسلم
الأذان حضرت في قلبه ، وذكرها في نفسه وساقته إلى المراد منها
إن الأذان ـ يا أخي الحبيب ـ يتولى تذكيرنا بصفة مستمرة ، والذي عرفه حق معرفته
وجاهد نفسه في السكن بالقرب من صوته ، لا يحتاج إلى منبه ، ولا هو بحاجة إلى من يقول له أجب داعي الله
والعجيب .. أن الأذان شُرع في السنة الأولى بعد الهجرة
بينما فرضت الصلاة قبله بعدة شهور في ليلة الإسراء والمعراج ، ويبدو أن تشريع الأذان
تأخر إلى ما بعد الهجرة ، لأنه لم يكن للمسلمين بمكة مسجد يجتمعون للصلاة فيه
فلما هاجروا إلى المدينة وبنو المسجد احتاجوا إلى أداة تجمعهم في وقت واحد لإقامة الصلوات
المكتوبة في جماعة ، وكانت الأدوات التي يُدْعَى الناس بها إلى الصلوات والأمور الدينية هي:
النفخ في البوق كما عند اليهود ، والضرب على الناقوس كما عند النصارى
وإشعال النار كما عند المجوس ، فأبدل الله هذه الأمة بكلمات الأذان
والملاحظ أن الفرق بين هذه الطرق الثلاث وبين رفع الأذان هو أن كلمات الأذان مركبة في
جمل لها معنى يرددها إنسان ويرفع بها صوته ، فيفهمها من له معرفة باللغة أو من تُرجمت
له معانيها ونقلت إليه باللغة التي يتكلمها ، بينما النفخ في البوق أو الضرب على الناقوس
لا ينشىء كلاما له معنى ، وإنما يحدث أصواتا صماء ، غاية ما تدل عليه هو الهدف الديني
الذي وضعت له ، لكنها لا تحمل إلى السامع معاني أخرى عبر الصوت الذي يصل إلى مسامعه
فشرع لنا الأذان لكي نخالف اليهود والنصارى والمشركين ، ثم ليبقى شعارا من شعائر الدين
لكن القصد إلى المخالفة والتميز لا يمنع من إثبات قصد آخر ، ألا وهو:
تركيز معاني الإسلام وحقائقه الكبرى في كلمات هذا الأذان ليؤدي مهمة مزدوجة
يجتمع للمسلمين فيها ما لم يجتمع لمن قبلهم
أخي المبارك:
إن الأذان كلماته مختارة ومرتبة بعناية ، وهذا الاختيار والترتيب مقصود لأمر يتجاوز مجرد
الإعلام بدخول وقت الصلاة ، وأن السنة في الأذان أن يجهر به المؤذن ويمد الصوت بألفاظه
حتى يصل إلى أطول مسافة وأكبر عدد من الناس ، وأن تكراره مع دخول وقت كل صلاة
وجاء النهي عن خلط أي كلمات أخرى به حتى تتميز كلماته عن غيرها من الكلام الذي
قد يزيده الناس ، وقد حفظت كلمات الأذان بالتواتر على مر العصور
تبدأ بكلمة الله أكبر وتنتهي بـ لا إله إلا الله
فليس كل من يسمع الأذان أنه من المصلين ، بل ليس كل من يسمع الأذان مسلم
فلا شك أن الأذان رسالة إلى من
{ كان له قلب أو ألقى السمع }
فهو حجة وبلاغ وتوصيل رسالة
{ ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يذكرون }
ولذا ينبغي أن يختار المؤذن الأندى صوتا حتى يؤثر بكلمات تلك الأذان
فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لعبدالله بن زيد ـ رضي الله عنه ـ الذي رأى في منامه من
يعلمه الأذان " قم فلقنه بلالا فإنه أندى صوتا منك " رواه الترمذي وأحمد وأبو داود وابن ماجه وابن خزيمة
قال: فسمع بذلك عمر وهو في بيته فخرج يجر رداءه يقول: والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل ا
لذي رأى ، قال: فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلله الحمد " فلم يكن الأذان اقتراحاً
من بعض الصحابة أو اتفاقا بينهم ، وإنما كان رؤيا رآها أحدهم ، وقال عنها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" إنها رؤيا حق " والصوت الندي هو: الصوت القوي الواضح الجميل ، فلا يكون الصوت حسنا
بالأذان إلا إذا كان النطق به وفق قواعد اللغة العربية ومخارج حروفها ، وهذا بالتأكيد من أجل
أن يفهم الناس عن المؤذن ما يقول ، فإذا كان الصوت منفّرا أثر في هذه الغاية وأضعفها
إن المسلم الحق هو الذي إذا سمع الأذان فهم معناه فوقف متأملا تلك الشعيرة العظيمة فعظمها
واحترمها واستجاب لها { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب }
ولهذا وعد النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن من ردد مع المؤذن حلت له الشفاعة
فكيف بمن استجاب! قال ـ صلى الله عليه وسلم
" من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آتِ محمداً الوسيلة
والفضيلة ، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته ، حلت له شفاعتي يوم القيامة " رواه البخاري.
هذا وإلى لقاء آخر .