المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الــتــفــاؤل ... حــيـــاة (3)


سعيد شايع
12-02-2011, 04:08 PM
هذا هو اللقاء الثالث والأخير في هذا الموضوع
أخي وحبيبي
إن التفاؤل لا بد أن يكون رفيقنا في كل وقت ، لكن يجب أن نتوقع الإخفاق والرسوب
والواجب أن نهيئ أنفسنا لتقبل نتائجه ، ونفكر بهدوء في أمثل الطرق التي تخفف من آثاره
إن أنجح الناس من يملك القدرة على أن يجعل المر حلواً ، والإخفاق نجاحاً ، وهو الذي
يحتال على الأزمات فيخرج منها غانماً أو سالماً ..
أما الخوف على النفس من أذى الناس فيكفي أن نعلم أن الأمور بيد الخالق { فسيكفيكهم الله }
وقد كان من هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المزج بين التفاؤل والتخطيط والعمل
وفي أوقات الأزمات والشدائد تعظم الحاجة لاستحضار الفأل الحسن ، ومن هنا
كان ـ عليه الصلاة والسلام ـ إذا استسقى بالناس قلب رداءه بعد الخطبة ثم حوَّل إلى
الناس ظهره ، ومن الحكمة في ذلك التفاؤلُ بتحوُّله عن الحالة التي كان عليها وهي
المواجهة للناس إلى الحالة الأخرى ، وهي استقبال القبلة واستدبارهم ليتحول عنهم الحالُ الذي
هم فيه وهو الجدب بحال آخر وهو الخصب ، قد يقول قائل:
كيف أساعد نفسي على المضي نحو الأحسن في أوضاعي الخاصة والعامة؟
لعل من أهمها: التحرر من اليأس والإحباط
حيث إن البيئات التي يغلب عليها الجهل والفقر والظلم تعلِّم الذين يعيشون فيها السلبية
ترسل لهم فيضاً من الرسائل التي تزرع في أعماقهم الإعراض عن المحاولة والتجريب والبحث
وذلك باختصار لأن هذه الأشياء عقيمة ولا جدوى منها
وقد ثبت أن الناس يتعلمون اليأس ويتعلمون أيضاً التفاؤل
ونحن نريد أن نتعلم التفاؤل من خلال إيماننا العميق بكرم الله ولطفه ومعونته
ومن خلال الفرص المتجددة التي نتقلِّب فيها ليل نهار ، فما تذهب فرصة ، إلا وتلوح في
الأفق فرصة أخرى ، وما يُغلق باب من أبواب الخير إلا ويفتح باب آخر
لكن الطريقة التي رُبِّينا بها ، والبيئات التي نعيش فيها ، تدفعنا نحو الانشغال بالفرص الضائعة
والتألم على الأبواب المغلقة ، عوضاً عن أن نندفع للبحث عن الفرص الجديدة والابتهاج بالأبواب المنفتحة
وما أعظم قول الله
{ فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً }
مع تعقيد الحياة وظروف العيش الصعبة ، فهذه تولد الخيارات وتبرز البدائل
ولكن وفق شروط جديدة
ومنها: امتلاك المفاهيم التي تجعلنا أقوى على التغيير وأقوى على مواجهة المغريات
التخلص من المفاهيم التي تكبِّلنا ، وتلقي بنا في دروب المتاهة والعجز والجمود
التفاؤل والوعي يشكلان البداية الصحيحة لكثير من الأشياء
فإذا كان لا بد لي من أن أبدأ ، فَلأن أبدأ اليوم خير لي من أن أبدأ غداً
وإذا لم أساعد نفسي لم يساعدني أحد
وما تستطيع أن تنال الهداية والمعونة والتوفيق إلا بطاعة الله والأوْبة إليه
ثم لا بد أن تعلم أن الأعمال الصغيرة المتراكمة تولد الأعمال والإنجازات العملاقة
فالإنسان ليس ضئيلاً ، لكنه كسول إلى حد بعيد ، وما أمامي من الخير والإنجاز
والازدهار أكثر بكثير مما مضى ومما هو كائن الآن ، ومن خلال مجاهدة النفس والتخلّص من
العادات السيئة ، يصبح كل شيء عندك أفضل من ذي قبل ، ولا تنس أن العلاقات الحسنة
بالناس مصدر أمان ، وباب من أبواب الرزق ،وكلما تحسنت إمكاناتك واتسعت دائرة فكرك صار
احتياجك إلى التعاون مع الأخيار وأهل الفطنة والهمة العالية وبهم ومعهم تحقق النجاح.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

مقبل السحيمي
15-02-2011, 02:03 PM
قد يكون اليأس والقنوط الحاصل في نفوس الكثير من المسلمين نابع
من أوضاع الأمة وإخفاقاتها المتوالية وتاخرها عن بقية الأمم الأخرى

وقد يكون كما تفضلت نابع من الطريقة التي ربينا عليها والبيئة التي نشأنا بها

فنقدم اليأس على التفاؤل ونقدم الإخفاق على النجاح والتردد على الإقدام

والمغامرة وإقتحام الميادين المختلفة


نحن أمة تملك الكثير من الإبداع والتفوق والنجاح وماضينا يشهد بذلك

ولكن يبقى في الأفق بارقة امل دعونا نعيش ونواصل المسيرة من أجلها

ومن أجل أن تكبر مع مرور الوقت بالهمة العالية وبالإصرار والعزيمة ...



تقبل مروري الله يحفظك شيخ سعيد

أبوسعد العبيدي
26-02-2011, 05:12 AM
مشكور والله يبيض وجهك ..

سعيد شايع
03-04-2011, 03:20 AM
شكر الله لكما مروركما
وتقبلوا تحياتي....