حسين آل حمدان الفهري
25-12-2010, 04:27 PM
زيد الأبيض وزيد الأسود
فجأة وبدون سابق إنذار أصبحت غالبية شيوخ ونواب وأعيان طريب من علماء
الآثار والتاريخ والجغرافيا ، بل إن بعضهم اطلع على كتب ومخطوطات لم يطلع
عليها أحد من قبله ولا أعتقد أن أحداً سيطلع عليها بعده.
هكذا قرر جهابذة الأعيان والراسخون في العلم منهم أن جبل زيد الجاثم في
الحد الشمالي لمدينة طريب ، قرروا أن اسمه الصحيح والمتواتر والمروي عن
الأجداد كابرا عن كابر هو جبل زيد الأبيض وجبل زيد الأسود.
ياله من اكتشاف عظيم وتقدم باهر ، ولأن العلماء لا يتركون مجالاً للشك والريبة
وهي سمة من سمات الكبار فقط ، فكان لابد أن يقدموا الدليل ، وهو دليل كما
يقول أخواننا المصريون : "ما يخرش المويه". وبهذا أثبت الأعيان أن سبب إطلاق
زيد على الجبل هو أن أبو زيد الهلالي مر من هنا من أسفل طريب في الوقت
التي كانت قبيلة طي تستوطن "طربة الراعي".
وكما هي عادة كبار القوم فقد تركوا لنا سبيل الاجتهاد مفتوحاً على مصراعيه
،ليس لعدم معرفتهم ولكنهم يحثون أبناء قبائلهم ومدينتهم ومن حولها على
الاعتماد على النفس ، ولهذا لم يوضحوا في بيانهم الرسمي أي الجبلين هو
الأسود !!، ولم يوضحوا للمساكين أين أختفي "خشم زيد"!! ، وتركوا لنا الحرية
المطلقة في تحديد خشم زيد الأبيض و خشم زيد الأسود، بل الأهم من هذا
أنهم لم يبينوا هل الجبل حيداً فوق حيد يتبع لمركز طريب أم جزء من هذه
الحيود تتبع "حدباء نفيش" .
كما أنهم تركوا لنا الحرية في أن نستنتج أن أبو زيد الهلالي رزق بإبنه زيد الذي
يكنى به هنا في أسفل طريب ، حتى رئيس المركز وهو قبل أن يكون رئيساً
فهو كاتب له مقالات وله حضوره الثقافي هو أيضاً استنتج هذا لأنه في المقام
الأول لم يُعَمِّد إلا من هم أهل للتعميد في مثل هذه الأمور ، وأنه لا مجال
للاجتهادات الفردية المشكوك في أمرها كما حصل من أحدهم عند تقديم
البيان "لمقام" المركز ، فقد قال أحد الموظفين وهو بالمناسبة ليس بقحطاني
قال وبعفوية تامة: "ويش جاب أبو زيد في تيه الضيعه" فقال المجتهد : جاء
ليخطب جدتنا عليا العبيدية ، وحتى يقنعها أبو زيد بالزواج منه طار كالصقر في
لمح البصر حتى وقف على رأس الجبل واخذ ينشد :
شبهت عليا والقنا يردع الــقنا مخ قناة طار منها عمودهـــا
عبيدية ماهيب عنبـــا طويــلة ولا بعريان من الجسم عودهـا
إن وقفت دق العسيلــي وركها وإن دنقت مارده الا نهودها
فقاطعه الموظف قائلاً : كيف طار أبو زيد ياعم فلان ؟
فقال الوجيه "طار على ظهر الدهماء " ، فما كان من الشيخ الذي يقف بجانبه
إلا أن لكزه بكوعه لكزة كانت كفيلة بإنهاء الاجتهاد .
يا ساده يا كرام
الأسماء لا تأول إطلاقاً مادامت لا تعرف أسباب التسمية صراحةً.
كان بإمكان الأعيان اختصار بيانهم الموقع في كلمات معدودة مفادها أن: "جبل
زيد اسم قديم جداً لم نقف على سبب تسميته ، وهو كغيره من الجبال
المشهورة في طريب لم يخصص لها لوحات إرشادية ، ونطلب إبقاء مسمى
الجبل على ماهو عليه أسوة بالجبال الأخرى ".
لله در بلدية طريب ورئيسها لقد كان ردهم لنفس الموضوع مختصر مفيد
وهو : "ليس لدينا أدنى علم بهذا الخصوص" .
الموضوع ليس بموضوع مسمى جبل أو شارع أو حي ،ولا يهمنا في النهاية إن
كان الجبل سمي بزيد بن شفلوت أو بزيد بن أبو زيد أو بزيد القضاعي أو بزيد بن
شوارزكوف .
الموضوع أن هناك قلوب لازالت متشحة بالسواد قلوب تغلغل فيها نوع من الحقد
والكراهية التي لا تظهر إلا في مثل هذه المواقف ، مواقف تظهر معادن الرجال
على حقيقتها وطبيعتها ، وتتجلى فيها قدرة المرء على التحكم بعواطفه
وسلوكه ومنطقه .
إنها قلوب على الرغم مما يشوبها داخلياً إلا أن العامل المشترك الوحيد الذي
جمع كل هؤلاء الأشخاص لصياغة بيان جبل زيد والتوقيع عليه هو نفس العامل
المشترك الذي جعلهم يوقعون على اتفاقية أهالي طريب والغضاة فيما يخص
ضربة المعفي ، وهو ما سيكون في المقال القادم.
ملاحظة:
جبل زيد وماعليه من مبان يتبع مركز المضة
فقط لتتضح الرؤية وتنكشف المقاصد.
دمتم بخير
فجأة وبدون سابق إنذار أصبحت غالبية شيوخ ونواب وأعيان طريب من علماء
الآثار والتاريخ والجغرافيا ، بل إن بعضهم اطلع على كتب ومخطوطات لم يطلع
عليها أحد من قبله ولا أعتقد أن أحداً سيطلع عليها بعده.
هكذا قرر جهابذة الأعيان والراسخون في العلم منهم أن جبل زيد الجاثم في
الحد الشمالي لمدينة طريب ، قرروا أن اسمه الصحيح والمتواتر والمروي عن
الأجداد كابرا عن كابر هو جبل زيد الأبيض وجبل زيد الأسود.
ياله من اكتشاف عظيم وتقدم باهر ، ولأن العلماء لا يتركون مجالاً للشك والريبة
وهي سمة من سمات الكبار فقط ، فكان لابد أن يقدموا الدليل ، وهو دليل كما
يقول أخواننا المصريون : "ما يخرش المويه". وبهذا أثبت الأعيان أن سبب إطلاق
زيد على الجبل هو أن أبو زيد الهلالي مر من هنا من أسفل طريب في الوقت
التي كانت قبيلة طي تستوطن "طربة الراعي".
وكما هي عادة كبار القوم فقد تركوا لنا سبيل الاجتهاد مفتوحاً على مصراعيه
،ليس لعدم معرفتهم ولكنهم يحثون أبناء قبائلهم ومدينتهم ومن حولها على
الاعتماد على النفس ، ولهذا لم يوضحوا في بيانهم الرسمي أي الجبلين هو
الأسود !!، ولم يوضحوا للمساكين أين أختفي "خشم زيد"!! ، وتركوا لنا الحرية
المطلقة في تحديد خشم زيد الأبيض و خشم زيد الأسود، بل الأهم من هذا
أنهم لم يبينوا هل الجبل حيداً فوق حيد يتبع لمركز طريب أم جزء من هذه
الحيود تتبع "حدباء نفيش" .
كما أنهم تركوا لنا الحرية في أن نستنتج أن أبو زيد الهلالي رزق بإبنه زيد الذي
يكنى به هنا في أسفل طريب ، حتى رئيس المركز وهو قبل أن يكون رئيساً
فهو كاتب له مقالات وله حضوره الثقافي هو أيضاً استنتج هذا لأنه في المقام
الأول لم يُعَمِّد إلا من هم أهل للتعميد في مثل هذه الأمور ، وأنه لا مجال
للاجتهادات الفردية المشكوك في أمرها كما حصل من أحدهم عند تقديم
البيان "لمقام" المركز ، فقد قال أحد الموظفين وهو بالمناسبة ليس بقحطاني
قال وبعفوية تامة: "ويش جاب أبو زيد في تيه الضيعه" فقال المجتهد : جاء
ليخطب جدتنا عليا العبيدية ، وحتى يقنعها أبو زيد بالزواج منه طار كالصقر في
لمح البصر حتى وقف على رأس الجبل واخذ ينشد :
شبهت عليا والقنا يردع الــقنا مخ قناة طار منها عمودهـــا
عبيدية ماهيب عنبـــا طويــلة ولا بعريان من الجسم عودهـا
إن وقفت دق العسيلــي وركها وإن دنقت مارده الا نهودها
فقاطعه الموظف قائلاً : كيف طار أبو زيد ياعم فلان ؟
فقال الوجيه "طار على ظهر الدهماء " ، فما كان من الشيخ الذي يقف بجانبه
إلا أن لكزه بكوعه لكزة كانت كفيلة بإنهاء الاجتهاد .
يا ساده يا كرام
الأسماء لا تأول إطلاقاً مادامت لا تعرف أسباب التسمية صراحةً.
كان بإمكان الأعيان اختصار بيانهم الموقع في كلمات معدودة مفادها أن: "جبل
زيد اسم قديم جداً لم نقف على سبب تسميته ، وهو كغيره من الجبال
المشهورة في طريب لم يخصص لها لوحات إرشادية ، ونطلب إبقاء مسمى
الجبل على ماهو عليه أسوة بالجبال الأخرى ".
لله در بلدية طريب ورئيسها لقد كان ردهم لنفس الموضوع مختصر مفيد
وهو : "ليس لدينا أدنى علم بهذا الخصوص" .
الموضوع ليس بموضوع مسمى جبل أو شارع أو حي ،ولا يهمنا في النهاية إن
كان الجبل سمي بزيد بن شفلوت أو بزيد بن أبو زيد أو بزيد القضاعي أو بزيد بن
شوارزكوف .
الموضوع أن هناك قلوب لازالت متشحة بالسواد قلوب تغلغل فيها نوع من الحقد
والكراهية التي لا تظهر إلا في مثل هذه المواقف ، مواقف تظهر معادن الرجال
على حقيقتها وطبيعتها ، وتتجلى فيها قدرة المرء على التحكم بعواطفه
وسلوكه ومنطقه .
إنها قلوب على الرغم مما يشوبها داخلياً إلا أن العامل المشترك الوحيد الذي
جمع كل هؤلاء الأشخاص لصياغة بيان جبل زيد والتوقيع عليه هو نفس العامل
المشترك الذي جعلهم يوقعون على اتفاقية أهالي طريب والغضاة فيما يخص
ضربة المعفي ، وهو ما سيكون في المقال القادم.
ملاحظة:
جبل زيد وماعليه من مبان يتبع مركز المضة
فقط لتتضح الرؤية وتنكشف المقاصد.
دمتم بخير