المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من انت من الرجــــــــال ادخــــل وشوف


ساري العابسي
26-11-2010, 12:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخواني قريت القصيده واعجبتني قلت لعل انها تعجبكم

واهديها الى اخوي سعيد بن فارع

هو الشاعر البدوي الحجازي احمد بن عطيه الغامدي غادر وطنه إلى شرق الاردن سنة 1344هـ . واشتغل جندياً في الجيش العربي الأردني .
كان احمد بن عطيه الغامدي كريم الأخلاق عزيز النفس ذكياً وهبه الله خيالاً قلما يجود به على انسان ، أهتم بالشعر يصور به أحوال الناس والمجتمع ويصوغ الطرائف والحكم بأسلوب سهل شيق جميل .
كان شاعر قوي يحبه شريف الاردن في ذلك الوقت ويجلسه عنده ويطلب منه مقارعة الشعراء ومحاورتهم .. وكان شعره يميل الى المشاكسة والسخرية من الاوضاع والهجاء وذم الناس والغزل الفاضح احيانا ..وكان ايضا يشوبه بعض الحزن والتحسر والتوجد وذكر قبيلته التي فارقها ويتمنى دائما انه لم يخرج منها ..
كما ان عناده وكثرة هجاءه سببت له السجن عدة مرات وحصلت له ظروف كثيره منها اصابته بالملاريا ومعايرة بعض ابناء قبيلته له بانه حلق لحيته بسبب الانظمة العسكرية التي توجب ان يحلق العسكر لحاهم .. ويقولون له "حلقوك لحيتك" ؟؟ ..
توفي هذا الشاعر في الاردن قيل قتل في معركة في فلسطين وقيل بسبب الملاريا عام1365هـ ..وكان يتمنى ان يموت في مضارب قبيلته غامد وامر شريف مكة بان يطبع ديوان تجمع فيه جميع قصائده ..
ووضعت على الصفحة الاولى منه صورته باللباس العسكري الاردني وكانت وفاته تقريبا في نهاية النصف الاول من القرن الهجري الماضي ولا يزال بعض ابنائه واحفاده في الاردن وبعضهم في السعودية .
وهذا ماكتب في حياته يحيي ذكره بعد مماته أشعار سيلاقي القارئ فيها التسليه والنكته والحكمه .


( وصف الرجال )




أحمـد يقـول أسـم الرجاجيـل واحـد
ألاسـم واحــد والعـقـول اطــوار
الاسـم واحــد والمعـانـي كثـيـره
مثـل المعـادن فـي يــد البيـطـار
من لـه نظـر ثافـب يميـز طبوعهـم
يـفـهـم نـوادرهــم ولا يـحـتـار
فيهـم كمـا الفضـة وفيهـم جواهـر
وفيهـم تنـك يبـرق علـى الفـخـار
وفيهـم كثيرالهـرج مـن غيرمعـنـى
وسـط المجـالـس واحــد ثـرثـار
وفيهـم كمـا الفـولاذ لـو قـل زولـه
زولـه صغـيـر ويـرجـح لمـقـدار
من بيضـة القبـان شـوف التجـارب
جــرب تـراهـا تـرجـح القنـطـار
وفيهـم كمـا عودالعشرحيـن صبوتـه
لـو تمسكـه بيـدك يـروح اكـسـار
فكرتـرى عودالعشرمايـجـي عـصـا
ايـضـا ولايشـقـى بــه الـنـجـار
وفيهم ذهـب إبريـز يفـرج بصاحبـه
لـو يخزنـه طـول الدهـر مـا بــار
إصرف ذهب واخزن ذهب والترك الردي
يامسـعـد الـلـي يـربـح الديـنـار
مـن يربـح الدينـار ينسـر خـاطـره
يفـرح ولـو مـال الـزمـان وجــار
وفيهـم ثقيـل الـدم علـه لصاحـبـه
مكـاس واعمـالـه بــدون إعـيـار
غصبـاً يجيـب الضيـق بينـك وبينـه
وليـتـه لــزلات الـخـوي صـبـار
تجنـبـه قــدام لاتبـتـلـي بـــه
وإن كنـت عاقـل تــدرك الإخـبـار
خلـه يلاقـي لــه لعـيـب يلاعـبـه
الـجـد بـيـن الأحمقـيـن عـــوار
واحـد يضيـف الميتـيـن بساعـتـه
وإذا قـعـد يحـمـل ســداد الـثـار
يغـدي طريقـاً والمـطـارد يـطـارده
ولا لـه عـن ضيـم الرجـال قــرار
امـش مـع رجـال يحـفـظ مقـامـك
عقـب الجميـلـة يطـلـب المـعـذار
ياجاهـل المعنـى عليـك بنصيحـتـي
إعمـل بقـولـي واحـفـظ الاســرار
تـرى الفنـون مقسمـه بيـن عشـره
مايدركـهـم إلا واســـع الأفـكــار
الـفـن الاول عـالـم تقـتـدي بــه
سـلـك طـريـق الـسـاده الابــرار
شيـخ حليـم ويتبـع العلـم بالعـمـل
عـلـى رحـابـه تكـثـر الـــزوار
والثانـي وجـه النـدي طيـب النبـى
سنـه ضـحـوك ويـكـرم الخـطـار
تلقاه راضي النفس عجلاً علـى القـرى
عبـد الضيـوف إكبـارهـم وصـغـار
والثـالـث قـرمـاً يـفـك المشـاكـل
لاجــد مابـيـن الـرجـال إخـطـار
ورجـل فكـاك النشـب حـزة الطلـب
مــا يقـبـل الـرشـوة ولا يـنـدار
هـذا مثـل النـور فـي ليلـة الدجـى
يسـرى بـنـوره والليـالـي إعـكـار
والرابـع اللـي ينـذكـر بالجـرايـب
إلـى صـاح قـدام الـرجـال وغــار
رجــلاً مـقـدم يـحـب الشجـاعـة
يلطـم غريـمـه بــأول المـشـوار
قرماً رخيص الـروح مـن دون جـاره
يستاهـل البيضـاء عـزيـز الـجـار
لو لاش راسه موقفـه موقـف الكـرم
إن كــان مـاهـو باللـقـاء غــدار
إن كان مايطعـن علـى وضـح النقـاء
تغشـاه مـن شكـل الـسـواد آثــار
سـوق الشجاعـة حقهـا بالمنـاحـه
تنبيـه واستعـداد يـا اهــل الـكـار
والخامس اللـي مايجيـب لـك فايـده
يخـلـط ولا يـربـط كثـيـر أهــزار
امـا عرفـت امـره يـغـرك بقـولـه
يـتـوهـك ويــتــوه الـخـطــار
والسـادس رجـلاً مايبـعـد الخـطـا
عايـش علـى القلـه قليـل اسـفـار
والسابع اللـي ضيـع العمـر بالهـوى
تــرك عـلـوم الطيبـيـن وســـار
خسـر ثـلاثـاً مايـعـوض بغيـرهـن
لوعـاش حـتـى تنـشـف الابـحـار
الاولــه ديـنـه والثانـيـه شبـتـه
والثالـثـه مــا يحـصـد الابــذار
لمـا رجــع لله بتـوبـه نصـوحـه
صحيفـتـه تصـبـغ بـلـون الـقـار
والثـامـن الـلـي كـثـر الله مـالـه
واعطـاه ربـي كــل مــا يخـتـار
ان كان مـن اهـل الباديـه يذكرونـه
ولايـعـد مــن اكـبــر الـتـجـار
لـكـن شــوره مايـفـارق حليلـتـه
مهمـا تديـره سُــرع مــا يـنـدار
جبـان لا يطـعـن ولا يـنـدرق بــه
عايـش ذلـيـل ولا يجـلـي الـعـار
والتاسع اللي بالعـرب يـزرع النشـب
شـايـف لسـانـه كـنـه المنـشـار
رمـاي مابيـن الصـديـق وصديـقـه
مـن فتنـة تـغـدي الـبـلاد ادمــار
والعاشـر اللـي حـط بالحـال مركـزه
دايـم وهـو فـي بهـذلـه وشـكـار
يجـري علـى رزقـه ولمـا يحوشـه
حـالاً يحـول بــه عـلـى الخـمـار
يبات نشوانـاً علـى الكـاس والطـرب
وفـي الصبـح خنزيـر عليـه إغبـار
واللـي يضيـع مربـحـه بالخـسـاره
هـذاك مــن دون الـرجـال حـمـار
والله لـو ان المـوت يجـي بخاطـري
لابيـع مـن شكـلـه كثـيـر انـفـار
لابيـع بالالفـيـن والألــف مثلـهـم
وافـدي بهـم واحـد بعـيـد اذكــار
واحد يسـاوي الفيـن والفيـن مثلـه
والـحـر مــا ينـبـاع بالـشـنـار
لكـن يـا الربـع المنـايـا مقسـمـه
ان المنـايـا تـقـصـف الاعـمــار
يمـوت جيـد القـوم مـن بعـد ميـه
قلـنـا خـسـاره والعـمـار قـصـار
والنـذل لويقـصـر بعـمـره منـيـه
قلـنـا يـعـوض تعـبـه الـحـفـار
لحيـث ألـقـت رحلـهـا أم قشـعـم
عنـد أم عامـر فـي كثـيـب إهـيـار
ذولا الرجـال إلـي شرحنـا فنونـهـم
ولنـا مـع الجنـس اللطيـف امــدار
أذمهـم بالقـول وامــدح خيـارهـم
لابــد مـافـي الغانـيـات خـيــار
لابــد فيـهـم طيـبـات العنـاصـي
الاســم علـقـم للـجـراح جـبــار
خضرالنواصي والادب يلحـق النسـب
ولاجـاك مـن بعـد الـقـراح عـكـار
لكـن يـوم يذكربعضهـن بخـاطـري
اقـل عسـى بعـض النـسـا للـنـار
اَه ..النسا مسكيـن مـن يامـن النسـا
لـو يضحـكـن اضحوكـهـن قـمـار
ان جيتهـا بالضيـق يلقـاك دمعـهـا
عـلـى عــوارض خـدهـا مــدرار
ترضيـك مـن غمـزة وتلعـب بعقلـك
وتغديـك لعبـه فـي يـديـن صـغـار
عمارنـا منـهـم ومنـهـم دمـارنـا
ولالـنـا عــن ولفـهـن مـطــار
وعنـد هـذا البيـت قصـرت قـولـي
وعنـدي لوصـف الغانيـات اســرار
الغامـدي جـاب المـثـل بالتـجـارب
لان التـجـارب تحـسـن الاشـعــار
من دارفـي الدنيـا وعالـج دروسهـا
مـا يجهـل المنصـف مـن المـكـار
انـا الـذي قاسيتهـا مــا نسيتـهـا
ادروس مـا تخفـى عـلـى الشـطـار
شربت مـن كـاس الهنـا فـي بـلادي
وبعـد الهنـا جزعـت كـاس امــرار
ومن بعدها فارقـت قومـي وعزوتـي
والـلـي يغـيـر ديـرتـه بـديــار
تجيبـه الايـام غصبـاً بــلا رضــى
عـلــى هـواهــا والـفـلـك دوار
يامـا ليـالـي بــت اساهرنجومـهـا
حتـى لحـق ضـو الصـبـاح نـهـار
شايف نذير المـوت خالـط عوارضـي
والشيـب عـنـد الغانمـيـن وقــار
يالله يامطـلـوب تغـفـر خطـيـتـي
أنــت العـزيـز الـواحـد القـهـار
وختم كلامي بالنبـي اشـرف الـورى
طــه الهاشـمـي كـامـل الانــوار