المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صحفي قحطاني قبل 100 عام


سعد ابن حصوصه
31-10-2010, 03:43 PM
--------------------------------------------------------------------------------

ال غماز ال مهدي ال عابس ال صقر عبيده ومنهم سعيد بن محمد الغماز رحمه الله

اللذي كانت له مأثر فكريه في منطقة عسير فقد أصدر جريدة(العسيريه) وذلك في 28من شوال ( السنه لم أستطع قرائتها من الكتاب)

ونظرا لأسبقية صدورها وانعدام أستمرارها الا انها تعد احدى الركائز الأساسيه في بناء الثقافه العسيريه

في وقتها؛؛ وكانت تختص بالأخبار المحليه والنواحي الأجتماعيه وقد وصفها بأنها (جريده اسبوعيه تبحث عن الأخلاق والأخبار) وانها (تصدر بأبها عاصمة عسير شعب البديع)

ولم تكن هذه مأثره فحسب بل كان له الفضل بعد الله في تسجيل المعلومات عن حكام منطقة عسير

معتمدا على معاصرته لهم وبحثه واتصاله بذوي المعرفه في من جهه أخرى . أذ دون أسماء الحكام ومدة حكمهم للمنطقه وكان له مجموعه من المقالات الصحفيه ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

المصدر/ابن شتوي حياته وشعره
للكاتب علي بن سعد ابن حصوصه

سعد ابن حصوصه
31-10-2010, 03:48 PM
--------------------------------------------------------------------------------

موضوع كتبه احد الاخوان عنه




قبل أن أنقل هذا الموضوع وهو للأستاذ أنور ال خليل رئيس نادي أبها الأدبي أحب أن أشير إلى أن هذه الجريدة التي سيتم الحديث عنها ليست أول جريدة في منطقة عسير فقد صدر قبلها في عهد العثمانيين ثم في عهد الأمير حسن بن عائض صحيفة اسمها ( الرد) ويبدو أن بن غماز الصحفي القحطاني الذي سيأتي الحديث عنه من رواد تلك الصحيفة ..
أترككم مع هذا الموضوع الشائق حقيقة والجميل أيضا ..


------










يسرني إعادة نشر هذا البحث وذلك نظراً لما تتطلبه الحاجة لإبراز هذا الجانب من تاريخ عسير المشرق .
تظل الأمم الأصيلة تنجب لأوطانـها مبدعين يحملون مشاعل العلم و يضيؤن دروب المعرفة، من هنا نجد أن موسوعات السير ومعاجم التراجم حبلى بأعلام دونت أسمائهم بمداد من ذهب تكريما و تقديرا لما قدموه من خدمات جليلة لوطنهم و أمتهم ، وهذا حال رجال منطقة عسير كما هو حال إخوانـهم في والوطن السعودي الكبير. إلا أن هناك أسماء بقيت في الظل لم تدرس عطاءاتـها ولم يبحث إنتاجها الفكري والأدبي والفني, فبقت متوارية في دهاليز المخازن وذاكرة من تعرف على مناشاطهم ، وبالاخص أدباء ومثقفي منطقة عسير في النصف الثاني من القرن الهجري الماضي, الذي تنوع نشاطهم بين التدريس والشعر والمقالة والبحث والتوثيق والتحقيقات الصحفية, أمثال عبد الله بن مسفر, وعبد الرحمن المطوع ،وأحمد النعمي ,و موسى بن فرج، وعبد الله بن حميد، و على علوان ، والقائمة ستطول بنا إذا حاولنا رصد أسماء مثقفي ومعلمي عسير سرآة وتهامة في تلك الفترة، وتجدر بي الإشارة إلى التنويه بأنه المراد هنا بعبارة جيل ليست لتقارب السن؛ لكن المقصود التقاء نفر من الناس في زمن واحد على نشاط معرفي وثقافي مع تفاوت أعمارهم .
و المتأمل لحياة وعطاء ذلك الجيل يجد العصامية تغلب على تكوينهم الثقافي وبنائهم المعرفي, إذ لم يلتحق أي منهم بمعاهد دراسية أو أكاديميات علمية ، فلم يكن من اليسير عليهم الوصول إلى أي منها، فكان المسجد والمعلامة منطلق تأسيسهم المعرفي الأول، اللهم قلة منهم حالفهم الحظ فالتحقوا بمدارس بدائية هنا أو هناك .
مثلما حالف الحظ بعضهم فوثقت أعمالها ونشرة سيرهم ، ومن المؤسف أن سيرة علم مثل سعيد الغماز ـ مكان بحثنا ـ قد توارت عن أعين بعض الباحثين حتى أن المعاجم الوحيد الذي ترجم لعلماء وأدباء منطقة عسير تجاهل سيرة هذه القامة الفكرية الباسقة ـ ربما سقط ذلك سهوا ـ !؟.
وهنا يشرفني الغوص بقدر المستطاع في سيرة وحياة علم كالغماز أشتغل بالثقافة في زمن كان العطاء فيه محدود و معظم الأقلام جافة.. فنقول وبالله التوفيق :





أصوله ـ


سعيد بن محمد الغماز من مواليد مدينة أبها عام (1318)هـ نزحت أسرته الغماز من إحدى القرى الجميلة بمحافظة سرآة عبيده هي قرية آل عابس التي تشتهر بجمال هندستها المعمارية الجذابة ومبانيها الشاهقة، تبعد آل عابس عن مدينة أبها إلى الجنوب الشرقي بنحو مائة كيلو مترا تقطنها قبيلة آل الصقر بطن من بطون عبيدة من قحطان واليهم ينتمي الغماز.
ومن يعرف البيئة الطبيعية لهذه القرية لا يستغرب إنجابها لعشرات المبدعين أمثال سعيد الغماز ! بل أن هناك كثير من أبناء آل عابس التصقت بهم موهبة الخط والرسم التشكيلي أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر أحد أساتذتي في المرحلة الابتدائية الذين أدين لهم بالفضل بعد الله بتذوقي للآداب والفنون, هو الأستاذ سعيد بن معدي الذي ينحدر من نفس القرية التي انحدر منها الغماز، وكان هذا المعلم واحد من أهم زملائه في مهنة التدريس, الذين كرسوا جهدهم من أجل مساعدة تلامذتهم على إكتساب أقصى درجات التحصيل المنهجي والمعرفي, واكتشاف مواهب طلابهم منذ سن مبكر،وقد عرف الأستاذ سعيد بن معدي ـ أمد الله في عمره ـ بموهبة الرسم والخط العربي ناهيك عن حبه للاطلاع والقراءة, وبفضل مساعدته وتشجيعه نلت أول جائزة في حياتي,كنت حينها طالبا في الصف الرابع الابتدائي جزا الله أساتذتنا عنا خير الجزاء .
وتمضي الأيام لأقوم قبل نحو خمس عشر أعواما ضمن وفد من نادي أبها الأدبي بزيارة إلى نادي صقر الجزيرة بمحافظة سرآة عبيده حيث شاهدنا خلال زيارتنا للنادي الكثير من الأعمال التشكيلية البديعة التي لا تقل في جودة تكنيكها اللوني وسياقها الفني والفكري عن أعمال كبار التشكيليين في المملكة وعند السؤال عن أصحاب هذه الأعمال تبين أن معظمهم ينتمون لقرية الغماز أي قرية آل عابس ! .
الشاهد من ذلك أن أصول الغماز نبعت من بيئة خصبة حباها الله جمال الطبع والطبيعة فأنجبت مواهب و أقلام يحتاج السابقون منهم لرصد وتوثيق أعمالهم أما المتأخرون فحاجتهم ملحة للدعم والرعاية والتشجيع !؟


نشأته وحياته العملية :ـ


كما أسلفنا فقد ولد الغماز في مدينة أبها قبيل نهاية العقد الثاني من القرن الهجري الماضي في أجواء سياسية واقتصادية مضطربة, فمن الناحية السياسية كانت منطقة عسير حينذاك إحدى متصرفيات الدولة العثمانية التي لم يكن همها سوى تثبيت أقدامها أمام حركات التحرر والاستقلال, التي إجتاحة أنحاء السلطنة. فلم تعر متطلبات الحيات الاجتماعية الأخرى مثل الصحة والتعليم وغيرها أهمية تذكر, عدى بعض المرافق الخاصة بالصحة والتعليم, المقتصرة على رعاية اسر علية القوم ، وهذا ما أعتقد بأن أسرة الغماز قد حاولت الاستفادة منه, فالحقت إبنها بالمدرسة الابتدائية العثمانية عام 1322ثم بالمدرسة الرشيدية العثمانية عام 1327فالمدرسة الإعدادية عام 1331،وربما هذا السبب في إجادة الغماز للغة التركية, وفي عام 1334بداء الغماز رحلته العملية حين عين معاون كاتب الأقضية بمالية أبها بمرتب قدره 3 جنيهات عثمانية ثم انتقل أمين صندوق لمالية رجال المع بزيادة جنية واحد عن مرتبه السابق وفي عام 1336 عين كاتب … العمومية بفيلق الحجاز وزاد مرتبه جنيه أخر وفي عام 1337 عين كاتبا خاصا لنائب قائد الجيش العسيري بمرتب وقدره عشر ربيات, وهذا بعد جلاء القوات العثمانية من المنطقة وفي عام 1339 تعين في وظيفة كتابة بيت المال بابها وذلك في العهد السعودي, وارتفع مرتبه إلى 25ريال فرانسي, ثم مفتشا للزكوات بمالية أبها فكتابة المحكمة الشرعية بابها, وكان مرتبه الشهري قد وصل إلى35 ريال فرانسي وذلك عام 1342, وفي عام 1344انتقل كمراقب جمرك مينا القنفذة فمديرا لمالية ورسوم البرك, عاد بعدها إلى أبها منتصف عام خمسة و أربعين ليشغل مدير رسوم مالية أبها بضعة أشهر, نقل بعدها مطلع العام 1346إلى جيزان حيث عمل هناك سكرتيرا لمندوب جلالة الملك عبد العزيز استمر في هذا المنصب حتى عام 1348عندماعاد لعمله السابق في مديرية رسوم أبها وفي عام 1352 شغل منصب مدير مالية ورسوم رجال المع ثم مديرا لمالية ورسوم محائل عسير بمرتب وقدره 100ريال سعودي عاد بعدها في عام1356 لعملة السابق برسوم أبها ثم عاد عام 1360ثانية إلي عمله السابق بمحائل عسير حتى العام 1362حيث نقل إلى كتابة دفتر الأستاذ جمارك أبها ثم نقل رئيسا لمحاسبة مالية الطائف عام 1365وامضى هناك أربعة أعوام عاد بعدها رئيسا لمحاسبة مالية أبها وفي العام 1370عين مديرا لفرع وزارت الزراعة بأبها فرئيسا للوحدة الزراعية حتى مطلع عام 1380حيث أحيل سعيد الغماز إلى التقاعد بعد حياة عملية حافلة وبمرتب تقاعدي قدره 622ريال سعودي .
كانت هذه حياة سعيد الغماز التعليمية والعملية بحسب ما دونها بخط يده في صحيفة بيانية ضمنها بالإضافة لذلك بعضا مما حصل عليه من خطابات الشكر.


مواهبه وأعماله :


دفعته موهبته الإبداعية الملحة للإحتكاك بمن حوله والاطلاع على ما يقع بيده من معارف وعلوم, سعيا وراء تنمية قدراته وصقل مواهبه, ساعده على ذلك تعليمه وثقافته ومن ثم تدرجه الوظيفي وتنقلاته العملية, حيث أكسبته بلا شك سعة في الاطلاع وعمق في معرفة، جعلت منه أهم أبناء جيله في مجالات الرصد والتوثيق إضافة لهاجسه الصحفي والرسم البيانية والتشكيلية, التي انفرد بها دون غيره من أبناء عصره.
وقد قدر لي قبل عقد من الزمن وبفضل مساعدة إبن أخيه الاستاذ إبراهيم بن عبد الله الغماز الاطلاع على بعض من أعماله التي أعتقد بأن الزمن قد أخفى منها الكثير؟ ولا أخفيكم بأن حالة من الذهول والدهشة قد إنتابتني وأنا أشاهد ذلكم الإرث الحضاري والفكري.. وكان مما شاهدته الأعمال التالية :
1ـ خارطة اسماها مقاطعة أبها رسمها بالألوان عام 1382هـ بمقاس 1م ×70سم .
2ـ صورة للوحة فلكية رسم عليها دورة النجوم والابراج مع شروحاتها مفصلة " بدون تاريخ"
3ـ خريطة اسماها جبل عسير ربما رسمها في وقت متأخر بعد مشاهدته لعسير من الجو حين ركب للمرة الاولى الطائرة ؟!
4ـ لوحة بمقاس 1م ×70سم رصد عليها اكثر من مائتي مثل واسماها بامثال عرب الجنوب وانجز هذا العمل قبل رحيلة بعام أي عام 1389هـ .
5ـ لوحة بيانية لحكام عسير منذ عام 1215هـ الى عام 1386هـ وقد اشار شكيب الاموي في معرض حديث له عن الغماز بأن الأخير قد أهداء لوحة مماثلة لهذه اللوحة إلى الملك سعود رحمه الله عند زيارته لأبها عام 1379هـ متوجة بهذا البيت :
عسير بكم قد يسر الله أمرها وأبدل ما فيها من العسر باليسر
ولربما كانت اللوحة التي شاهدتها نسخة مطورة للسابقة ؟
6ـ لوحة لحياته الزوجية من عام 1342هـ الى 1386هـ متضمنة زيجاته السبعة والعشرين باسمائهن ومقدار صداقهن ومدة ارتباطه بكل واحدة منهن .
7ـ واخيرا لوحة بيانية تروي حياته العلمية والعملية منذ ولادته وحتى احالته الى التقاعد عام 1380هـ ضمنها عشرة ابيات من الشعر تحكي حياة المرء من سن الطفولة وحتى الشيخوخة .
إلا أن هناك أعمالا للغماز أوردها شكيب الاموي لم تكن ضمن مشاهداتي التي أسلفت ومنها : رسم لبلاد ( ربيعة )وثاني لقصور (آل ابو سراح) بقرية العزيزة وثالثة (لسراة عبيدة) التي تنحدر منها اسرته . ورابعة لوادي (بيشة) وخامسة لوادي ( يبه) بتهامة بني شهر .
ولا أعتقد بأن إشتغال الغماز بالرسوم التشكيلية والبيانية قد أنساه همه الأول في الكتابة والتدوين, فهذا صاحب كتاب الحركة العلمية والأدبية في عسير يشير إلى أن للغماز إسهامات صحفية منشورة في الصحف والمجلات. وضمن الأستاذ( يحي الألمعي) كتابة (رحلات في عسير) بعضا من مقالات سعيد الغماز المنشور في جريدة الرائد عام 1382هـ . إلا أن ما أشار إليه الأستاذ شكيب الاموي من خلال إطلاعه على ما لدى الغماز يبقى الأهم حيث قال : لدى الغماز ثروة ضائعة وشاردة لا بد من العناية بها ورعايتها ومنها مذكرات ثمينة جدا .
ومع أن معظم أعمال الغماز التوثيقية نفذها كما أسلفنا على لوحات بيانية فإنه قد حرص على توثيق معلوماتها توثيقا العلمي بالمصادر والمراجع التاريخية التي عاد إليها وسردها ضمن هوامش أعماله, كما نجد تأثير ذائقته الأدبية تنعكس على أعماله الفنية من خلال إستشهاده بأبيات من الشعر الفصيح تنسجم وفكرة العمل .
ومن أهم ما يميز الغماز عشقه الغير محدود للأرض.. ونشاط الخلق! فكان مغرما بجماليات التضاريس.. أودية وشعاب وجبال دون مسميات المكان وجمع أمثال سكانه.. غاص في أعماق ثقافتها, فجسد عسير الأرض والإنسان بالوانه؛ تماما مثلما جسدها غيره بالقلم, وربما كان فن الغماز أبلغ .
من ذلك يمكنني القول بثقة ودون مبالغة بأن الغماز حالة إبداعية لم يروي لنا التاريخ المعاصر حالة تشبه حالته.
ولكي أضع القارىء أمام إحدى تجليات الغماز الإبداعية يشرفني أن أتصفح معكم إحدى أقدم إبداعات الغماز وربما تكون أقدمها عمرا.. على الأقل في المعروف منها لدينا.
حيث قام الغماز بهذا العمل وعمره لايتجاوز الرابعة والعشرين ! ولم يسبق له وقتها السفر خارج المنطقة. والعمل عبارة عن صحيفته بدائية أصدرها تحت عنوان { العسير } مكتوبة بخط صاحب الجريدة ومحررها سعيد بن محمد الغماز قال عنها ضمن ترويسته لها بأنها [ جريدة أسبوعية تبحث في الأخلاق والأخبار, تصدر بأبها عاصمة عسير بشعب البديع ] وكان صدور أول أعدادها يوم الاثنين الموافق 28/شوال /1342هـ وهذه النشرة أو الصحيفة كما يعرفها صاحبها تتكون من ثلاثة صفحات دون على الصفحة الأولى العدد 1 وعلى الثانية العدد 2 والثالثة العدد 3 وقد استهل مقالاته في الصفحة الأولى بموضوع عن التجارة في عسير عنونه ب ( انحطاط التجارة في البلاد العسيرية ) ناقش فيه بحسب رؤيته التحليلية مسببات ذلك التراجع التجاري . ثم مقال أخر بعنوان ( افعلوا الخير تواجرون ) تحدث فيه عن إنهيارات وتهدم بعض المباني نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت على أبها وبالتالي انعكاس إعادة تعميرها على الحياة المعيشتة للناس، واكمل هذا الموضوع في الصفحة الثانية، وفي هذه الصفحة كتب أيضا بعض المشاهدات والأخبار المحلية ، أما الصفحة الثالثة فقد اكمل فيها باقي الأخبار المحلية وإعلانات تجارية متفرقة إضافة إلى رسم يدوي لخارطة أبها على إختصار كما وصفه.
وبقراءة عامة وسريعة لنشرة العسير نجد أن الغماز يحاول جذب القراء إلى نشرته ويداعبهم باسلوب فكاهي ساخر من باب تحبيبهم في العمل واستقطابهم إليه, ومن ثم جعل القراءة جزء من إهتماماتهم اليومية، وهذا أسلوب أدبي معروفا إعتمده كثير من الأدباء و الكتاب لإضفاء شيء من الدعابة على أعمالهم ، لكن الغماز لم ينسى ملامسة هموم المجتمع ومناقشة قضاياه . وحاول أن يقرب عمله إلى القراء فكتبها بلغة مبسطة تشبه اللغة المحكية، للإقتراب من ذهنية القارئ .
إلا أن النشرة مع أهميتها كمراءة عكست نشاط عصرها, فإنها لا تخلو من بعض الاخطاء كأي عمل مشابه, لكن ذلك لا تنقص من أهمية وقيمة النشرة على الأقل كإصدار أول وريادة فكرية غير مسبوقة .
أما مستوى النشرة من الناحية الفنية والإخراجية, فقد كانت النشرة بدائية في تنفيذها مع أن الغماز قد اعتمد الإخراج الصحفي المتعارف عليه ونفيذها بطريقة الأعمدة الصحفية المتبعة.
وظهرت إشكالية ندرة الامكانات الفنية جلية على جودة العمل, فبدت الخطوط متعرجة والألوان منعدمة، أما ورق النشرة فكان يقترب في حجمه من أوراق الدفاتر المدرسية الذي تقل في حجمها عن ورق التصوير المعروف بa4) ) .
ولا نعلم إذا ما استمرت هذه النشرة في الصدور لفترة طويلة أم لا حيث لم يصلنا منها سوى ما أشرنا له سابقا ، لكن ما يعزز الإعتقاد بأن النشرة قد إستمرت فترة من الزمن هو ما أشار إليه صاحبها في صدر الصفحة الأولى, من أن للجريدة عنوان بهدف المراسلة والإشتراك, غير أنه لم يحدد قيمة الإشتراك ولا سعر النسخة ؟.
وبعد هذه القراءة الموجزة نستطيع القول وبثقة شديد بأن نشرة { العسير} مع ما مضى من وصف لأسلوبها الأدبي وإخراجها الفني، تنم عن فكر وطموح صحفي مبكر عند هذا الراحل المبدع, مع قلة الإمكانات والانعزالية المعرفية التي كان يعيش فيها المجتمع .
ومما لاشك فيه أن نشرة (العسير) كانت بحق نقطة الفعل الأولى نحو خوض غمار تجربة ابداعية فكرية جديدة وفن من أحدث فنون الكتابة في عصرها؛ لم يعهدها المجتمع من قبل.
ولعل الغماز بذلك الإصدار قد حقق شيء من أهدافه وهو شحذ همم أقرانه وأبناء زمنانه وتهيئتهم ذهنيا لإقتحام هذا المجال حال إنتشاره , وكان الغماز يستشرف المستقبل ويستشعر وصول الصحافة يوما ما إلى بلاده, وهنا يكون على المهتمين تهيئت أنفسهم لذلك الحدث الكبير, وقدكان له هذا فما أن بدأت الصحف تصل تباعا إلى عسير مطلع الخامسينيات من القرن الهجري الماضي, حتى تأهب أهل الإهتمام لخوض هذه التجربة الجديد, وخرجت عسير في ذلك الوقت كوكبة من الاقلام المبدعة في العمل الصحفي والنشر الأدبي, تنقلوا بمداد فكرهم على مجمل الصحف والمجلات السعودية وأيضا العربية .
بل إنها أي جريدة العسير كانت بمقاييس التمني والرجاء ترجمة فعلية لحلم إعلامي أكبر, حمله الغماز طوال سنوات عمره بقصد إحداث إنتقالة نوعية في الفكر الإجتماعي وإعادة ترتيب أولويات.. لكن هذا الحلم تأخر تحققه على أرض الواقع إلى ما بعد وفاة الغماز بنحو ثلاثة عقود حينها صدرت في أبها صحيفة الوطن كأول صحيفة تصدر من منطقة عسير .
والسؤال الملح الذي دار في خاطري وأنا أختم هذا الفصل هو : ماذا كان سيبتكره الغماز من إبداع معرفي .. وأين كانت ستكون مكانته الثقافية لو قدر له العيش مع معطيات عصرنا الحديث ؟
بقي لي أن أقول بأن من حق هذا الراحل وغيره من حملة مشاعل النور في بلادنا أن نحتفي بهم وبإرثهم الثقافي, وها هي أولى ثمرات بحثي في سيرة هذا المبدع الذي طواه النسيان أو كاد أخرجها للقراء, على وعد مني أن كتب الله لي مزيدا من العمر والصحة أن أنجز كامل هذه السيرة في أقرب وقت ممكن