المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أشــرف مـــن فــي الـــمــجـــتـــمــع عـــلى وجــه الأطـــلاق


سعيد شايع
26-10-2010, 09:16 PM
نعم هم أشرف من في المجتمع
وهم يستحقون ذلك
نعم هم
أشرف من في المجتمع
بل وأحسنهم
قولاً ..... وعملا
بل وأثراً في الناس باستقامتهم
وأنبلهم غاية
وأسماهم هدفاً
هؤلاء هم الذين عناهم الله ـ عز وجل ـ بقوله
{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إنَّنِي مِنَ المُسْلِمِين }
وخصهم بقوله
{ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ }
وهم الذين عناهم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله
" ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة ، لا يضرهم من خذلهم ، حتى يأتي أمر الله "
هؤلاء سادة المجتمع وأشرافه بحق
وكيف لا ... وهم يحملون أعظم رسالة وأنبل غاية ، ألا وهي تعبيد الناس لرب العالمين وإخراجهم
بإذن الله من الظلمات إلى النور
كيف لا ... وهم يضحون بأوقاتكم وأموالكم وراحتكم في سبيل إنقاذ أنفسكم وإنقاذ الناس من
عذاب الله في الدنيا وعذابه الأليم في الآخرة ...
أيُّ غاية أشرف وأنبل من هذه الغاية ؟
ولما كان هذا العمل بهذه المنزلة ، فإن كان لك مثل عملهم فالله الله أن يضيع سدى أو يصير هباءً
بنزغة شيطان أو هوى نفس يلوثان العمل برياء أو إرادة دنيا فانية ، أو ابتداع في الدين بما لم
يأذن به الله ، إن صدور هذه الأمراض ممتنع من عبد أيقن باليوم الآخر
وأيقن بيوم الحسرة التي يتحسر فيها العبد على كل عمل لم يخلص فيه لله ، ولم يتابع فيه الرسول
وإن ذلك ـ والله ـ لكائن في يوم التناد
{ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ المُرْسَلِينَ }
ويا هنيئا لمن كان جوابه:
أجبناهم بالاتباع والانقياد وعدم الابتداع ، ويا خيبة وخسارة من كان حاله كما قال
{ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَسَاءلُونَ }
وإن مما يحافظ على شرف الغاية في الدنيا وعظم الجزاء في الآخرة سلامة الصدور ووحدة الكلمة
ونبذ الفرقة والاختلاف!
لأن مما يضعف أثر أهل الخير على الناس: تفرقهم ومنابذة بعضهم لبعض ، لأنهم بذلك ينشغلون
بأنفسهم عن دعوة الناس ، كما أن الناس تضعف ثقتهم بأهل الخير إذا رأوا ما بينهم من الأحقاد
والحسد والبغضاء ، فالله الله في دعوة الله
والله الله في العمل الصالح أن يضيع هباءً منثوراً في يوم الفاقة والحاجة
يوم يكون العبد في أمسّ الحاجة إلى حسنة واحدة يثقل بها ميزانه
إنه لا يمكن لمن أيقن بيوم الجزاء والحساب والوقوف بين يدي الديان أن ينفق العمر القصير في قيل
وقال وأحقاد وأضغان وافتراق على أمور يجوز الاختلاف عليها ، وبقدر ما يكون من هذه الأمراض
في النفوس بقدر ما تؤخر عجلة الدعوة ، ويفتح المجال
للفئة المفسدة لتبث سمومها في الناس
وتجرهم إلى الشقاء في الدنيا والعذاب في الآخرة
وإن من أخطر ما تفرزه الفرقة والاختلاف بين أهل الخير:
الظلم والعدوان والانتصار للنفس وحظوظها بتأويل
وأحياناً بدون تأويل
وينبغي لمن أيقن بيوم الفصل ، وأيقن بيوم التلاق يوم أن يلتقي الظالم بالمظلوم والجائر بالمجار عليه
أن يحسب لهذا المقام حسابه ، وألا يتكلم إلا بعلم وعدل ، وأن يراعي حرمة مال المسلم وعرضه وجميع
حقوقه ، قبل أن يأتي يوم القصاص
{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً }
إن اليقين باليوم الآخر وأهواله واليقين بالتبعة الفردية المذكورة في قوله تعالى
{ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَرْداً }
إن ذلك كله يفرض على الداعية والمصلح أن يكون الحق رائده وهدفه وغايته
وهذا بدوره يخلّص من الحزبية المقيتة ولوثاتها ، وما فيها من التعصب للأشخاص أو الهيئات
فكل هؤلاء لا ينفعون عند الله إذا لم يكن الحق هو الرائد والموجه للجميع
وهذا يؤكد على المصلح والداعية إلى الخير أن يربط الناس والأتباع بالدليل الصحيح من الكتاب والسنة
وفهم السلف الصالح لا بآراء الرجال وعقولهم
وهذا لا يعني التنقص من أهل العلم والدعوة وعدم تقديرهم ، كلا ...
فلهم التقدير والمحبة والإجلال ، ولكن فرق بين التقدير والاحترام والمحبة والتقديس بما أن من سنة الله
ابتلاء أوليائه بأعدائه ، ليبلي المؤمن بلاء حسنا ، فإن مما يثبت به الله عباده المؤمنين ودعاته
الصادقين أن يرزقهم الإنابة إلى دار الخلود رجاء ثواب الله ـ عز وجل ـ وأن الله ليس بغافل عن
الظالمين ، فهناك يوم القصاص الأعظم ، وذكر هذا اليوم مما يصبّر به الله ـ سبحانه ـ دعاته المصلحين
وكلما كان ذكر هذا اليوم العظيم في قلوب الدعاة أكثر كلما كان صبرهم وتضحيتهم أعظم وأكبر
وهذا يقود إلى مسألة أخرى ، وهي:
أن ينتبه أهل الخير والإصلاح إلى دور اليوم الآخر والتذكير به دائماً في تربية النفوس وتهذيبها
وأن يعنوا به عناية كبيرة في البرامج التعليمية والمناهج الدعوية وفي مجالس الناس وملتقياتهم
بل ينبغي أن تربط الدعوة على اختلافها باليوم الآخر فتحيى القلوب حتى يكن أثرها العملي
والتعبدي والأخلاقي ، وينبغي ألا يلتفت إلى من يقلل من شأن الحديث في اليوم الآخر والوعظ
بأيامه وأهواله بحجة أنه كلام وعظي أو عاطفي أو إنشائي ، فهذا غلط كبير وتفريط عظيم في
باب التربية والتزكية ، ولو تأملت القرآن والسنة ونظرت كم مرة ذكر اليوم الآخر؟
وكيف ربطت أمور كثيرة بكر اليوم الآخر؟
هذا وإنك لتجد من يقلل من هذا اليوم ، وأصبح الكثير يجمع علما ويتأصل ويكثر من الاستدلال
على أمور وفي أمور هي أقل شأنا من ذلك اليوم العظيم
وهذا يل دلالة واضحة على البعد الكبير عن القرآن خصوصا المكي منه ، والبعد الكبير عن ربط
النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ في توجيهه وخطابه باليوم الآخر
لذا ينبغي أن يتنبه العبد على أن العلم والتأصيل والاستدلال ينبغي أن يربط ذلك كله بتعظيم الله
ـ عز وجل ـ وتعظيم ما عظمه الله
{ ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب }
فالعبادة وتحصيل العلم والعمل به ما هو إلا استعداد لليوم الآخر
وهذا لا يتأتى إلا أن يقوم أهل العلم والتوجيه والإرشاد وأهل التربية إلى صبغ دروسهم وحلقات
تعليمهم وتربيتهم بهذا الأمر سواء أكان العلم في:
العقيدة
أو في الفقه وأصوله
أو الحديث ومصطلحه
أو السيرة والتاريخ .. إلخ .
أخي الحبيب ليكن لك نصيب مع هؤلاء الأشراف بالدعوة إلى هذا الدين

سعيد شايع
01-11-2010, 05:31 AM
ليس الهدف من الدعوة هو
تحطيم أشخاص معينين أو إسقاطهم
فلم يكن هم موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ القضاء على فرعون كلا
بل كان يرجو أن يخرج الناس من عبودية العباد إلى إخلاص العبادة لرب العباد
وعندما بعثه الله إلى فرعون دعا ربه بكلمات، فقال:
{ رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري...} الآيات
ثم ربط كل ذلك بغاية من أعظم الوسائل لتحقيق أعظم الغايات، فقال:
{ كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا }
ولم يقل كي نقوض ملك فرعون ،أو نقيم دولة الإسلام !
فأي عذر لمن غفل عن هذه الوسيلة والغاية بحجة انشغاله بما هو أعظم منه كما يزعم؟
هكذا
أهداف ...
وخطط ...
وهمم ...
أشراف المجتمع ودعاة الحق

ابن عواض العبيدي
01-11-2010, 06:30 AM
جزاك الله خير وبارك فيك

موضوع في غاية الاهمية

بل نحن بحاجة للوقوف عنده

تحياتي لك

اقبل مروري ياغالي

سعيد شايع
23-11-2010, 05:14 PM
أشكر لك مرورك
وجزاك الله خيرا

× المترك ×
24-11-2010, 03:12 AM
§¤~¤§¤~¤§الله يجزاك خير§¤~¤§¤~¤§

سعيد شايع
08-01-2011, 05:52 AM
أشكر لكم مروركم

عبدالرحمن العبدالله
08-01-2011, 12:41 PM
جزاك الله خير وبارك فيك

موضوع في غاية الاهمية

عبدالعزيزالشثري
17-01-2011, 11:02 PM
جهد تشكر عليه

المناضل السليماني
20-01-2011, 01:25 PM
بيض الله وجهك ورفع قدرك


اشكرك على هذا الكلام المؤصل الرائع