المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الــــمـــــبــــــاهــــــلـــــة ( 1 )


سعيد شايع
10-10-2010, 05:33 AM
أخي المسلم:
لقد احتوى كياب ربنا ـ عز وجل ـ على أفضل الأساليب وأحكم المناهج
وأقوى الحجج في الجدال مع المخالفين من:
المشركين وأهل الكتاب والمنافقين ، وغيرهم
ومن المناهج التي سلكها القرآن في معاملة المخالفين المبطلين المباهلة
فقد أمر الله تعالى بها نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينما جادله نصارى نجران في
أمر عيسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ فلم يقبلوا الحق الذي جاء به من عند الله تعالى
وأصروا على باطلهم وضلالهم
ونظراً لأهمية هذا الموضوع ولغيابه عن كثير من الناس أحببت أن أطرقه من خلال ما أنزل
الله تعالى فيه من آيات في سورة آل عمران ، وما ذكره أهل العلم من المفسرين وغيرهم
حول هذه الآيات.
تعريف المباهلة: قال ابن منظور ( وتباهلوا وابتهلوا:تلاعنوا
والمباهلة:الملاعنة ، يقال:
باهلت فلاناً: أي لاعنته
ومعنى المباهلة في اللغة:
الدعاء باللعنة بتضرع واجتهاد ، وتأمل في قوله
{ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ
وَأَنفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ }
إن المراد بالمباهلة الشرعية: هي أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء مصطحبين أبناءهم
ونساءهم فيدعون الله تعالى أن يحل لعنته وعقوبته بالكاذب من الفريقين
أخي المسلم: لقد سلك القرآن الكريم هذا الأسلوب المباهلة في مجادلة المشركين المبطلين الذين
يتكبرون عن قبول الحق ، ويصرون على باطلهم وضلالهم مع قيام الحجة عليهم ، وظهور الحق لهم
حيث أمر الله تعالى نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يباهل نصارى نجران حينما جادلوه في أمر
عيسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ فلم يقبلوا الحق الذي جاء به من عند الله تعالى بل أصروا على
عقيدتهم الفاسدة ، ومقولتهم الباطلة في عيسى ، فرد الله عليهم
{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ الحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّنَ
المُمْتَرِينَ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا
وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ القَصَصُ الحَقُّ
وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ }
قال المفسرون:
قدم وفد نجران ، وكانوا ستين راكباً على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفيهم أربعة عشر
رجلاً من أشرافهم ، وفي الأربعة عشر ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم
فالعاقب أمير القوم وصاحب مشورتهم الذي لا يصدرون إلا عن رأيه ، واسمه عبد المسيح
والسيد إمامهم وصاحب رحلهم واسمه الأيْهم
و أبو حارثة بن علقمة أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم
وكان شَرُف فيهم ودرس كتبهم حتى حَسُن علمه في دينهم
وكانت ملوك الروم قد شرفوه ومولوه وبنوا له الكنائس لعلمه واجتهاده
فقدموا على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودخلوا مسجده حين صلى العصر عليهم ثياب يمانية
يقول: من رآهم من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما رأينا وفداً مثلهم ، وقد حانت
صلاتهم فقاموا فصلوا في مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: دعوهم
فصلوا إلى المشرق ، فكلم السيد والعاقب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فقال لهما رسولُ الله أسلما
فقالا: قد أسلمنا قبلك
قال: كذبتما ، منعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولداً ، وعبادتكما الصليب ، وأكلكما الخنزير
قالا: إن لم يكن عيسى ولداً لله فمن أبوه؟
وخاصموه جميعاً في عيسى
فقال لهما النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا ويشبه أباه؟
قالوا: بلى!
قال: ألستم تعلمون أن ربنا قيّم على كل شيء يحفظه ويرزقه؟
قالوا: بلى!
قال: فهل يملك عيسى من ذلك شيئاً؟
قالوا: لا
قال: فإن ربنا صوَّر عيسى في الرحم كيف شاء ، وربنا لا يأكل ولا يشرب ولا يُحدِث
قالوا: بلى!
قال: ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة ثم وضعته كما تضع المرأة ولدها
ثم غذي كما يغذى الصبي ، ثم كان يطعم ويشرب ويُحدِث؟
قالوا: بلى!
قال: فكيف يكون هذا كما زعمتم؟
فسكتوا ، فأنزل الله عز وجل فيهم صدر سورة آل عمران إلى بضعة وثمانين آيه منها
وكان وفودهم على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في السنة التاسعة من الهجرة
كما ذكر ابن كثير .
هذا وإلى لقاء آخر ـ إن شاء الله ـ

عوض العبيدي
18-10-2010, 01:09 AM
جزاك الله خير

سعيد شايع
30-10-2010, 05:32 PM
وأنت كذلك
وشرفي مرورك