المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عـــداوة شــديــدة


سعيد شايع
29-09-2010, 08:39 AM
هذه هي الوقفة الخامسة من موضوع
[ وقفات مهمة ]
وقفة خامسة بعنوان
[ عداوة شديدة ]
قال الله ـ عز وجل ـ
{ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا }
في كلمة { لتجدن } تأكيد أن لام القسم
والمعنى قسما أنك تجد اليهود والمشركين أشد الناس عداوة للمؤمنين
عداوة يظهر أثرها في القول والعمل
أما اليهود: فمذهبهم إيصال الشر إلى من يخالفهم في الدين وخصوصا المسلمين
أخي المسلم: لقد جاء القرآن بإرشاداته الربانية وثوابته الإلهية وتوجيهاته الحقة التي تبين لأهل الحق
تلك العداوة الشديدة ليقرروا من خلالها مواقفهم من كل الطوائف في كل من:
مذاهبهم ... وأفكارهم ... ومعتقداتهم ... وآرائهم
ومن كل الأوضاع والنظم والقيم والموازين
إننا لا نعرف لهذه العداوة الدفينة علة إلا انحراف أصحابها عن الحق ، ومن الواجب على المسلم أن
يعرف حقيقة هذه العداوة ليحذرها ، ويعرف كيف يتعامل مع أصحابها ، فهي عداوة تملأ قلوب أهل
الكفر وأهل الشرك حقداً وحسداً على أهل الإسلام وخاصةً أهل الإيمان من أهل الإسلام ، أهل سنة
محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإن لم يكن ثمة مواجهة أو معاداة أو أحداث بعينها فإن ربنا تبارك
وتعالى قد قضى أمره واقتضت حكمته أن يكون الصراع بين الحق والباطل باقياً ما بقيت هذه الحياة
حتى تقوم الساعة على شرار الخلق
وحتى يميز الله الخبيث من الطيب
وحتى يعلم الله الذين صدقوا ويعلم الكاذبين
ويعلم الذين آمنوا ويعلم المنافقين
فلا بد أن تعلم ـ أخي المسلم ـ أن الصراع قائم يشن ليلاً ونهاراً حرباً
صليبية ... أو صهيونية ... أو طوائفية عميلة أو مخالفة لما نحن عليه من منهج وفكر وسياسة
ولتعلم أن هذه العداوة تشن على كل جذر من جذور عقيدة أهل السنة والجماعة ، قال الله
{ إن يثقفوكم } أي: إن يظفروا بكم هؤلاء الذين تصادقونهم وتحبونهم وتسرون إليهم بالمودة
وتبسطوا إليهم أيدكم بالمودة لا بد أن
{ يكونوا لكم أعداء } ظاهرين
{ يرضونكم بأفواههم }
ثم إن حصلت لهم الفرصة فهم كما قال الله
{ ويبسطوا إليكم أيديهم }
بالقتل والضرب ونحو ذلك ، هذا إن مكن لهم وفتح لهم وأعينوا ويسر لهم
أما ألسنتهم فمستمرة تمد وتكتب وتقول ، كما قال الله
{ وألسنتهم بالسوء }
هذه حقائق بينة ساطعة ... وعبارات واضحة ناصعة ...
يثبتها الواقع الذي نحن نراه ونسمعه ونقرأه , ومع ما يفعلونه باليد ويقولونه باللسان إلا أن
هناك حقيقة قد انطوت عليها قلوبهم قال الله عنها
{ وودوا لو تكفرون } كل ذلك { حسدا من عند أنفسهم }
وإن هذه والله عند المؤمن أشد من كل أذى ، وأشد من كل سوء يصيبه باليد واللسان
فالذي يود لك أن تخسر الإسلام والإيمان ، ويريدك أن ترتد إلى الكفر بعد أن أنقذك الله منه هو
أعدى أعدائك , وهو أعدى من كل عدو يؤذيك بلسانه ويده تأمل في قوله
{ وودوا لو تكفرون }
هذا الود وهذه الأمنية وتلك الرغبة تراها قائمة حربا معلنة بكل:
أشكالها
وصورها
وملابساتها
ومقاماتها
ومخططاتها
منطلقة من قوله تعالى
{ ولا يزالون يقاتلونكم }
صيغة مضارعة تدل على الاستمرار الدائم , فلا هم ولا غاية لهم إلا منع الإسلام من نفوس أصحابه
إن استطاعوا , ولن يستطيعوا ـ بإذن الله ـ فيا من لا تعرفون حقيقة اليهود والنصارى والمشركين
من إخوانهم من العرب , تراهم
{ لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمه }
فيا ليتنا نعقل ونعلم أن ما عندهم إلا ابتسامات فقط
{ يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم }
هذه هي العلة الأصيلة , فليس الذي ينقصهم هو البرهان ، وليس الذي ينقصهم هو الاقتناع بأنك
على الحق , وأن الذي جاءك من ربك هو الحق , لن يرضيهم إلا أن تتبع ملتهم وتترك ما معك من الحق
ولو قدمت إليهم ما قدمت ، ولو توددت إليهم بكل ما تملك ، وصدق الله إذ يقول عنهم
{ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم }
هذا هو الثمن الذي يريدونه ويرضونه ، بل ويسعون من أجله بكل الطرق والوسائل..

أبو وليد الجروي
03-10-2010, 06:34 PM
جزاك الله خير على ماقدمته والله يجعله في موازين اعمالك والله لايحرمك الاجر والمثوبه
الله يعطيك العافيه
دمتم في حفظ الله ورعايته

سعيد شايع
02-11-2010, 04:18 AM
أشكر لك مرورك
وتقبل الله دعاءك