المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعبان فرصة للمتيقظين وحسرة على الغافلين ( 1 )


سعيد شايع
11-07-2010, 08:39 AM
أخي المسلم لا يخفى عليك أن العاقل والفطن
تراه يتزود مما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة
فكيف إذا جمع إلى العقل والفطنة الإيمان؟
لا شك أن مثل هذا يترقب لنفحات الله في ساعاته وأيامه ولياليه وشهوره
لأنه يعلم أن الله فضل بعضها على بعض
وكل يوم يعيشه العبد على هذه الحياة فهو مدد له من الله ليعمل فيه صالحاً
فهو له غنيمة وعلى غيره حسرة وندامة
المؤمن يتزود من يومه لغده ما استطاع ، ويبذر فيه من الأعمال الصالحة
يجاهد نفسه باستباق الخيرات والتنافس في الطاعات ، لعله ينال بها الدرجات
أخي المسلم: هذا هو شهر شعبان على الأبواب والناس عنه في غفلة
هذا الشهر المبارك من الأشهر التي كان لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيه شأن عظيم
وكذلك كان للسلف الصالح الذين أمرنا بالإقتداء بهم ، كان لهم حال عجيب مع شهر شعبان
أما رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيخبرنا عن حاله أسامة بن زيد ـ رضي الله عنه ـ إذ قال:
قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟
قال:" ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين
وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم " رواه النسائي
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال:
" ... وكان أحب الصوم إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في شعبان" رواه أحمد
ومن شدة محافظته ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الصوم في شعبان ،أن عائشة ـ رضي الله عنها ـ تقول:
" كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصوم حتى نقول لا يفطر ، ويفطر حتى نقول لا يصوم
وما رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان ، وما رأيته في شهر
أكثر صياماً منه في شعبان " رواه البخاري ومسلم
وفي رواية عند النسائي والترمذي قالت:
" ما رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في شهر أكثر صياماً منه في شعبان
كان يصومه إلا قليلاً بل كان يصومه كله " أي أكثره
وهذه أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ تقول:
" ما رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان "
بمعنى أنه كان يكثر من الصيام قبل رمضان ، لذا قال بعض أهل العلم:
إن صيام أكثر شعبان أفضل من سائر الشهور ، وذكروا في ذلك حكماً في تفضيل الصيام في شعبان
على غيره من الشهور ، فمن ذلك :
أن أفضل التطوع ما كان قريباً من رمضان ، سواء قبله أو بعده ، وتكون منزلة الصيام بمنزلة السنن
الرواتب مع الفرائض قبلها أو بعدها ، فصيام التطوع قبل رمضان وبعده يلحق برمضان ، وفعل السنن
الرواتب يلحق بالفرائض في الفضل ، وهي تكملة لنقص الفرائض ، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده
لذا تجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يكثر من الصيام في شعبان
وسن لنا ـ عليه الصلاة والسلام ـ صيام الست من شوال ، فهذه كالسنن الرواتب التي قبل الصلاة
المفروضة وبعدها
ومن الحكم في الإكثار من صيام شعبان:
ما تضمنه حديث أسامة ـ رضي الله عنه ـ لما سأل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ قال له :
" لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟
فبين له ـ صلى الله عليه وسلم ـ السبب في ذلك فقال له:
" ذالك شهر يغفل الناس فيه عنه بين رجب ورمضان"
ثم بين له أيضاً :" أنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم "
هذا الحديث تضمن معنيين مهمين:
الأول: غفلة الناس عن هذا الشهر العظيم
والثاني: أن الأعمال ترفع فيه وتعرض على الله
ولك أن تتأمل في غفلة الناس اليوم !!
لذا اغتنم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الفرصة لأن يعمل فيه عملاً صالحاً
ولذا قال أهل العلم ، هذا فيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس عن الطاعة بالطاعة
وأن هذا العمل من الأعمال المحبوبة عند الله ، والغافلون لا يتيقظون لمثل هذا
لكن المتيقظين يترقبون الفرص وينتظرون النفحات ليعمروها بالطاعة فيحصلوا على أجور عظيمة لا
يحصل عليها أصحاب الغفلة
تأمل في حال رجل يدخل السوق ، والأسواق من مواطن الغفلة ، لكن هذا الرجل قال دعاء دخول
السوق الذي أخبر به نبينا ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ حيث قال:
" من دخل السوق فقال " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي
لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، كتب الله له ألف ألف حسنة ، ومحا عنه ألف ألف سيئة
ورفع له ألف ألف درجة ، وبنى له بيتاً في الجنة "
انظر كم جمع هذا الرجل من حسنات؟
وكم محي عنه من سيئات؟
وكم رفعت له من درجات؟
وماذا أعد له في جنات عدن؟
كل ذلك فقده الغافلون ، وجمعه وحصل عليه المتيقظون.
وللحديث بقية ـ إن شاء الله ـ استودعك الله.

رائد نملان الحبابي
11-07-2010, 02:04 PM
جزااااااك الله خير الجزاء

مقبل السحيمي
12-07-2010, 11:12 PM
جزاك الله خير شيخ سعيد طرح قيم وفي وقته
نحن الآن في بداية شهر شعبان وحري بالمسلم أن يضع لنفسه برنامج وينظم وقته
ليستغل هذا الشهر المبارك ويهيء نفسه لرمضان نفسيا وإيمانيا وبدنيا

لي ملاحظة فقط على ذكرك دعاء دخول السوق ولعلي أسوق إليك فتوى سماحة الوالد العلامة
عبدالعزيز بن باز رحمه الله واسكنه فسيح جناته


إليك الفتوى عندما سئل سماحته عن حكم دعاء دخول السوق بهذا اللفظ


الحديث هذا غير صحيح، الحديث هذا غير صحيح، وقد كتبنا فيه كتابة من مدة طويلة، وهو ضعيف، ولكن الذكر مطلوب في السوق وغير السوق، مطلوب، لكن بهذا اللفظ: كتب له الله ألفَ ألف درجة إلى آخره هذا غير صحيح. ولكن الذكر في السوق وفي كل مكان مطلوب، الرسول -صلى الله عليه وسلم- حث على الذكر والله حث عليه في كتابه العظيم فقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) سورة الأحزاب، وقال جل وعلا: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) سورة الجمعة، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سبق المفرِّدون) قيل: يا رسول الله مَن المفرِّدون؟ قال: (الذاكرون الله كثيراً والذاكرات)، فالذكر مطلوب في الأسواق وفي المجالس وعلى الفراش وفي كل مكان، الله جل وعلا يحب من عباده أن يذكروه، وأن يكثروا من ذلك، لكن هذا الحديث أنه من سار السوق كتب الله له ألف ألف حسنة ومحى عنه ألف ألف سيئة هذا غير صحيح.

:::الشيخ العلامة ابن باز رحمهُ الله :::



تقبل مداخلتي الله يرعاك

مشاري بن نملان الحبابي
12-07-2010, 11:26 PM
جزاك الله خير يا أخ سعيد ..

جعل الله ما كتبت في ميزان حسناتك ..

سعيد شايع
29-07-2010, 05:30 PM
مرور جميل ....... وتعليق أجمل ........
وتوضيح مبارك ... من أخي/ مقبل
لما غفلت عنه .. شكر الله للجميع

ماجد الشهري
03-08-2010, 02:10 PM
جزاك الله خير

جناب الهضب
08-08-2010, 11:29 AM
جزاك الله خير




دمت بود وسرور واحترام تحياتي

بندر المشعلي
11-08-2010, 05:45 AM
الله يجزاك خير


والله لا يهينك

تحياتي وتقديري