محمد بن فالح سعيد القحطان
04-07-2010, 09:35 PM
الإبل في السُّنة النبوية
وقد ورد ذكر الإبل في العديد من الأحاديث النبوية وذلك لما لها من مقام لدى العرب والمسلمين.
من هذه الأحاديث ما حث على تربية الإبل ورعايتها وحسن معاملتها مثل : الإبل عز لأهلها .
وقوله عليه السلام: لا تسبوا الإبل فإنها من نفس الله تعالى أي مما يوسع به على الناس. ( عن أبن سيده ) وفي حديث عن رسول الله (صلىالله عليه وسلم) الإبل عز لأهلها والغنم بركة والخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة .
وقد اكتسبت الإبل أهميتها في تاريخ العرب والإسلام للدور البارز الذي احتلته في حياتنا وطبيعتنا الجغرافية والنفسية لقد كانت الإبل إحدى أعمدة المجتمع العربي في شبه الجزيرة العربية، فهي عماد حياتهم ورفيقة دربهم. وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى هذا المجتمع فعاش فيه واندمج معه، فكان للإبل ذكر كثير في أحاديثه الشريفة بلغت 109 حديث بلفظة الإبل 56 بلفظ"البدنة . فقد"ورد في سنن ابن ماجه عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه قال: الإبل عز لأهلها، والغنم بركة، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة . وقد نصح رسول الله صلى الله عليه وسلّم المؤمنين بالعناية بها والحفاظ عليها وحسن تربيتها، فقد مر علىبعير لحق ظهره بطنه من شدة الإعياء فقال لمن معه: «... واتقوا الله في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة وكلوها صالحة . وقال أيضاً في هذا المجال : إذا سافرتم في الخصب فأعطوها حظها من الأرض، وإذا سافرتم في الجدب فأسرعوا عليها السير وبادروا بها نقيها . كما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن سب الإبل فقال: « لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوة الدم ومهر الكريمة» أي أنها تعطى في الديات فتحقن فيها الدماء، وتمنع من أن يراق دم القاتل، كما أنها تدفع مهراً لكريمات العرب وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: « تعاهدوا القرآن، فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقالها» فالإبل شديدة التفلت من رباطها . ولقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلّم بمحاربة الكثير من العادات الجاهلية الباطلة، فقد كان من عادات العرب أنهم
يذبحون أول نتاج لإبلهم ولا يملكونه رجاء البركة في الأم وكثرة نسلها وكانوا يسمونه"الفرع ، فجاء قوله صلى الله عليه وسلّم بإلغاء هذه العادة حيث قال: « لافرع ولا عتيرة» والفرع أول الإنتاج كان ينتج لهم فيذبحونه . والعتيرة ذبيحة يذبحونها في العشر الأوائل من رجب . وهنا نذكر بعض الأحاديث الشريفة التي"ورد فيها لفظ الإبل وما معناه: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن أقوم على بُدنه، وأن أتصدق بلحمها وجلودها وأجلّتها ولا أعطى الجزار منها رجاء قال: نحن نعطيه من عندنا.
ورد في حديث الإسراء( في صحيح مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: « كأني أنظر إلى يونس بن متّى عليه السلام على ناقة حمراء جَعْدَة، عليه جبة من صوف، خطام ناقته خلبة» وهو يلبي. قال ابن حنبل في حديثه: « قال هشيم، يعني ليفا ً». ـ ولعنَ رجل بعيرَه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: من هذا اللاعن بعيره؟
فقال: أنا يا رسول الله. قال: « انزل عنه فلا تصحبنا بملعون، لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم ». ولما نشد رجل ضالته في المسجد. قال النبي صلى الله عليه وسلّم: من دعا إلى الجمل الأحمر؟ فقال رسول الله: لا وجدت، إنما بنيت المساجد لما بنيت له، وإنما دعا عليه، لأنه نهى أن تنشد الضالة في المسجد .
ـ وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: « تبعث الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا بالمؤمنين من قومهم المحشر، يبعث صالح على ناقته، وأبعث على البراق: خطوها عند أقصى طرفها، وتبعث وعن عمرو بن أمية الضمري أنه قال: قلت يا رسول الله، أرسل ناقتي وأتوكل؟ قال صلى الله عليه وسلّم: « اعقلها وتوكل ». ـ وفي حديث جابر: « فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلّم عجز جملي وكان به قطاف( وهو ضيق خطواته في
المشي) فانطلق أوسع جمل ركبته قط». أي أعجل سيرا ً. وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: « إذا دفنتموني في فأقيموا حول قبري"قدر فانخر"جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم، وأعلم ماذا أراجع به رسل ربي» رواه مسلم.
ـ أن أعرابياً قال للنبي صلى الله عليه وسلّم: إنك قلت لا عدوى فما بال الإبل تكون سليمة حتى يدخل فيها"البعير الأجرب فتصبح جربى؟ فقال النبي: فمن أعدى الأول؟ فرد عليه السلام ما فتوهم من تعدى المرض بنفسه. واعلم أن الله هو المؤثر. من خلال هذه الأحاديث المتنوعة المواضيع والعناوين نجد أن الإبل كانت مضرباً كبيراً للأمثال كما أنها
كانت متعددة الوظائف. وهذا ما ميزها عن باقي الحيوانات . ويكفى الإبل فخراً أن مكان مبرك ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلّم القصواء في المدينة المنورة عندما هاجر إليها من مكة أصبح المسجد النبوي الشريف.إبل محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلّم
قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه قال: كانت القصواء مننعم بني الحريس، ابتاعها أبو"بكر وأخرى معها بثمانمائة درهم، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلّم منه بأربعمائة درهم. فكانت عنده حتى نفقت، وهي التي هاجر عليها. وكانت حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلّم المدينة كان اسمها القصواء والجدعاء"والعضباء . ثم ورد ذكر الإبل والعير في القرآن الكريم بمعرض ذكر قصة سيدنا يوسف عليه السلام مع اخوته الذين تآمروا عليه وباعوه إلى عزيز مصر الذي جعل منه ابناً ولكن الزوجة وقد بلغ يوسف عليه السلام سن
الرشد جميلاً مكتمل الرجولة راودته عن نفسه وبعد إشكالات عدة أرسل يوسف عليه السلام للسجن وما خرج منه إلا بحاجة ماسة أرادها عزيز مصر(الآية 65 هود )
فأعطى يوسف عليه السلام أمانة توزيع الميرة في مصر إثر قحط أصاب البلاد . وهنا جاء أخوة يوسف للحصول على ميرتهم فعرفهم يوسف ولم يعرفوه واحتال عليهم بقصة سرقة صاع الملك واتهامه شقيقه به ومن ثم توقيف الشقيق في محاولة لإجبارهم على إحضار كامل الأسرة فقال تعالى على لسان أخوة يوسف عليه السلام ) ولما فتحوا متاعهم وجدوبضاعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونميز أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل يسير { وجاء أخوة يوسف عليه السلام إليه فعرفهم وعرف شقيقه فأمر عماله بوضع صاع الملك في رحل أخيه وأعلن فقد الصاع الذي وجد في رحل أخيه فألقى القبض عليه ، فكانت تلك وسيلة يوسف عليه السلام لإحضار أبيه . قال تعالى :
فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا زعيم { ( 65 يوسف 12)2- ( 70-72 يوسف 12 )
إضافة إلى ذلك فقد صحح القرآن الكريم بعض المفاهيم الخاطئة للإبل، فلقد كان للعرب معتقدات باطلة. فالناقة التي تنجب خمسة أبطن وكان آخرها ذكراً بحروا أذنها( شقوها) واعفوا ظهرها من الركوب والحمل والذبح، ولا تطرد عن ماء ترده ولا تمنع عن مرعى وتسمى"البحيرة »، وكانوا ينذرون لآلهتهم إحدى النياق فيتركوها ولا يتعرضون
لها ويسمونها"السائبة ».أما الناقة التي وصلت بين عشرة أبطن فيقولون قد وصلت، فلا تذبح ولا تضرب ولا تمنع عن أو ماء مرعى ويسمونها ) الوصيلة ) أما الحام، أي حمى ظهره فهو الفحل من الإبل فيضرب الضرب المعدود قبيل عشرة أبطن، فإذا بلغ ذلك قالوا هذا حام ، فيترك ولا ينتفع به في شيء ولا يمنع عن أي شيء.
وهذه معقتدات باطلة جاء الإسلام لهدمها، ولهذا فقد حرمها الله سبحانه وتعالى تحريماً مطلقاً بقوله ) ما جعل الله من "بحيرة ولا سائبة ولاوصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون{. ومما فسره العلماء أيضاً في معنى الإبل قوله تعالى: ( وعليها وعلى "الفلك تحملون{ فقد قرنها المولى بالفلك وهي السفن التي تسير في البحار، فهي إذاً سفن البر وبذلك فقد سماها العرب فيما بعد سفينة الصحراء.
المصدر ( كتاب الابل عطايا الله ) اعداد وتاليف محمد بن فالح سعيد القحطاني رقم الإيداع : 2664 / 1428هـ
وقد ورد ذكر الإبل في العديد من الأحاديث النبوية وذلك لما لها من مقام لدى العرب والمسلمين.
من هذه الأحاديث ما حث على تربية الإبل ورعايتها وحسن معاملتها مثل : الإبل عز لأهلها .
وقوله عليه السلام: لا تسبوا الإبل فإنها من نفس الله تعالى أي مما يوسع به على الناس. ( عن أبن سيده ) وفي حديث عن رسول الله (صلىالله عليه وسلم) الإبل عز لأهلها والغنم بركة والخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة .
وقد اكتسبت الإبل أهميتها في تاريخ العرب والإسلام للدور البارز الذي احتلته في حياتنا وطبيعتنا الجغرافية والنفسية لقد كانت الإبل إحدى أعمدة المجتمع العربي في شبه الجزيرة العربية، فهي عماد حياتهم ورفيقة دربهم. وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى هذا المجتمع فعاش فيه واندمج معه، فكان للإبل ذكر كثير في أحاديثه الشريفة بلغت 109 حديث بلفظة الإبل 56 بلفظ"البدنة . فقد"ورد في سنن ابن ماجه عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه قال: الإبل عز لأهلها، والغنم بركة، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة . وقد نصح رسول الله صلى الله عليه وسلّم المؤمنين بالعناية بها والحفاظ عليها وحسن تربيتها، فقد مر علىبعير لحق ظهره بطنه من شدة الإعياء فقال لمن معه: «... واتقوا الله في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة وكلوها صالحة . وقال أيضاً في هذا المجال : إذا سافرتم في الخصب فأعطوها حظها من الأرض، وإذا سافرتم في الجدب فأسرعوا عليها السير وبادروا بها نقيها . كما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن سب الإبل فقال: « لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوة الدم ومهر الكريمة» أي أنها تعطى في الديات فتحقن فيها الدماء، وتمنع من أن يراق دم القاتل، كما أنها تدفع مهراً لكريمات العرب وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: « تعاهدوا القرآن، فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقالها» فالإبل شديدة التفلت من رباطها . ولقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلّم بمحاربة الكثير من العادات الجاهلية الباطلة، فقد كان من عادات العرب أنهم
يذبحون أول نتاج لإبلهم ولا يملكونه رجاء البركة في الأم وكثرة نسلها وكانوا يسمونه"الفرع ، فجاء قوله صلى الله عليه وسلّم بإلغاء هذه العادة حيث قال: « لافرع ولا عتيرة» والفرع أول الإنتاج كان ينتج لهم فيذبحونه . والعتيرة ذبيحة يذبحونها في العشر الأوائل من رجب . وهنا نذكر بعض الأحاديث الشريفة التي"ورد فيها لفظ الإبل وما معناه: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن أقوم على بُدنه، وأن أتصدق بلحمها وجلودها وأجلّتها ولا أعطى الجزار منها رجاء قال: نحن نعطيه من عندنا.
ورد في حديث الإسراء( في صحيح مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: « كأني أنظر إلى يونس بن متّى عليه السلام على ناقة حمراء جَعْدَة، عليه جبة من صوف، خطام ناقته خلبة» وهو يلبي. قال ابن حنبل في حديثه: « قال هشيم، يعني ليفا ً». ـ ولعنَ رجل بعيرَه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: من هذا اللاعن بعيره؟
فقال: أنا يا رسول الله. قال: « انزل عنه فلا تصحبنا بملعون، لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم ». ولما نشد رجل ضالته في المسجد. قال النبي صلى الله عليه وسلّم: من دعا إلى الجمل الأحمر؟ فقال رسول الله: لا وجدت، إنما بنيت المساجد لما بنيت له، وإنما دعا عليه، لأنه نهى أن تنشد الضالة في المسجد .
ـ وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: « تبعث الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا بالمؤمنين من قومهم المحشر، يبعث صالح على ناقته، وأبعث على البراق: خطوها عند أقصى طرفها، وتبعث وعن عمرو بن أمية الضمري أنه قال: قلت يا رسول الله، أرسل ناقتي وأتوكل؟ قال صلى الله عليه وسلّم: « اعقلها وتوكل ». ـ وفي حديث جابر: « فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلّم عجز جملي وكان به قطاف( وهو ضيق خطواته في
المشي) فانطلق أوسع جمل ركبته قط». أي أعجل سيرا ً. وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: « إذا دفنتموني في فأقيموا حول قبري"قدر فانخر"جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم، وأعلم ماذا أراجع به رسل ربي» رواه مسلم.
ـ أن أعرابياً قال للنبي صلى الله عليه وسلّم: إنك قلت لا عدوى فما بال الإبل تكون سليمة حتى يدخل فيها"البعير الأجرب فتصبح جربى؟ فقال النبي: فمن أعدى الأول؟ فرد عليه السلام ما فتوهم من تعدى المرض بنفسه. واعلم أن الله هو المؤثر. من خلال هذه الأحاديث المتنوعة المواضيع والعناوين نجد أن الإبل كانت مضرباً كبيراً للأمثال كما أنها
كانت متعددة الوظائف. وهذا ما ميزها عن باقي الحيوانات . ويكفى الإبل فخراً أن مكان مبرك ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلّم القصواء في المدينة المنورة عندما هاجر إليها من مكة أصبح المسجد النبوي الشريف.إبل محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلّم
قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه قال: كانت القصواء مننعم بني الحريس، ابتاعها أبو"بكر وأخرى معها بثمانمائة درهم، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلّم منه بأربعمائة درهم. فكانت عنده حتى نفقت، وهي التي هاجر عليها. وكانت حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلّم المدينة كان اسمها القصواء والجدعاء"والعضباء . ثم ورد ذكر الإبل والعير في القرآن الكريم بمعرض ذكر قصة سيدنا يوسف عليه السلام مع اخوته الذين تآمروا عليه وباعوه إلى عزيز مصر الذي جعل منه ابناً ولكن الزوجة وقد بلغ يوسف عليه السلام سن
الرشد جميلاً مكتمل الرجولة راودته عن نفسه وبعد إشكالات عدة أرسل يوسف عليه السلام للسجن وما خرج منه إلا بحاجة ماسة أرادها عزيز مصر(الآية 65 هود )
فأعطى يوسف عليه السلام أمانة توزيع الميرة في مصر إثر قحط أصاب البلاد . وهنا جاء أخوة يوسف للحصول على ميرتهم فعرفهم يوسف ولم يعرفوه واحتال عليهم بقصة سرقة صاع الملك واتهامه شقيقه به ومن ثم توقيف الشقيق في محاولة لإجبارهم على إحضار كامل الأسرة فقال تعالى على لسان أخوة يوسف عليه السلام ) ولما فتحوا متاعهم وجدوبضاعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونميز أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل يسير { وجاء أخوة يوسف عليه السلام إليه فعرفهم وعرف شقيقه فأمر عماله بوضع صاع الملك في رحل أخيه وأعلن فقد الصاع الذي وجد في رحل أخيه فألقى القبض عليه ، فكانت تلك وسيلة يوسف عليه السلام لإحضار أبيه . قال تعالى :
فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا زعيم { ( 65 يوسف 12)2- ( 70-72 يوسف 12 )
إضافة إلى ذلك فقد صحح القرآن الكريم بعض المفاهيم الخاطئة للإبل، فلقد كان للعرب معتقدات باطلة. فالناقة التي تنجب خمسة أبطن وكان آخرها ذكراً بحروا أذنها( شقوها) واعفوا ظهرها من الركوب والحمل والذبح، ولا تطرد عن ماء ترده ولا تمنع عن مرعى وتسمى"البحيرة »، وكانوا ينذرون لآلهتهم إحدى النياق فيتركوها ولا يتعرضون
لها ويسمونها"السائبة ».أما الناقة التي وصلت بين عشرة أبطن فيقولون قد وصلت، فلا تذبح ولا تضرب ولا تمنع عن أو ماء مرعى ويسمونها ) الوصيلة ) أما الحام، أي حمى ظهره فهو الفحل من الإبل فيضرب الضرب المعدود قبيل عشرة أبطن، فإذا بلغ ذلك قالوا هذا حام ، فيترك ولا ينتفع به في شيء ولا يمنع عن أي شيء.
وهذه معقتدات باطلة جاء الإسلام لهدمها، ولهذا فقد حرمها الله سبحانه وتعالى تحريماً مطلقاً بقوله ) ما جعل الله من "بحيرة ولا سائبة ولاوصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون{. ومما فسره العلماء أيضاً في معنى الإبل قوله تعالى: ( وعليها وعلى "الفلك تحملون{ فقد قرنها المولى بالفلك وهي السفن التي تسير في البحار، فهي إذاً سفن البر وبذلك فقد سماها العرب فيما بعد سفينة الصحراء.
المصدر ( كتاب الابل عطايا الله ) اعداد وتاليف محمد بن فالح سعيد القحطاني رقم الإيداع : 2664 / 1428هـ