سعيد شايع
01-06-2010, 06:32 AM
الإتباع وترك الابتداع:
فهم لا يقدمون بين يدي الله ورسوله , ومن كان لنصوص الوحيين ملتزما متبعا فهو ممن ينتفع بالوحي
أعظم انتفاع , فيهتدي به ويهدي إليه , والأتباع لا يأتي إلا بعلم , وهذا العلم إذا عمل به صاحبه نفع
الأتباع لا يكون إلا بدليل موثق صحيح قال الله تعالى:
{ قل هاتوا برهانكم }
فليست حقائق ذهنية أو تخيلات فكرية يتعامل معها العقل دون أن يكون لها علاقة بالقلب والجوارح
كلا ، لذا كانت تربية النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ لأصحابه قائمة على الدليل والاستجابة والتسليم
فالذين يأتون من بعدهم لا يكونوا على مثل ما هم عليه إلا إذا اتبعوهم بإحسان ، قال الله تعالى:
{ والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله..}
شرط في التابعين ، يقول الشيخ السعدي ـ رحمه الله ـ الإتباع بـ:
( الإعتقادات والأقوال والأعمال )
بمعنى: لا يتحقق الرضى من الله إلا أن يتبعوهم في أفعالهم الحسنة
دون السيئة فرضى الله لا يكون إلا لطبقات ثلاث فقط ، قال الله عنهم
{ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي..}
شهادة من رب العالمين تدمغ باطل أهل البدع ، وتغص بها حلوقهم ، فالأتباع ليس إدعاء فقط بل هو
متابعة لما كان عليه النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ وأصحابه , بحيث تتكيف سائر أعماله ومواقفه وخطواته
مع ما آمن به قلبه وصدق ، فإن ما في القلب لا بد أن تظهر ثمرته في سلوك الإنسان , تترجم علميا في
واقع حياته , وهنا تتبين حقيقة قد تغيب عند كثير من الناس ، ألا وهي علاقة القلب بالجوارح , هذه علاقة
لا يمكن أن تتخلف , وقد شرحها النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ بقوله في حديث النعمان بن بشير ـ رضي الله
عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله , ألا وهي القلب "
ومادة صلاح هذه المضغة القران والسنة ، فيجعلها تثمر الصالح من الاعتقاد في القول والعمل
أخي الحبيب:: إننا ندعي حب النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ وحب صحابته ، لكن قليل منا من يتبع الأتباع
الصحيح , لذا مقت الله من يقول ولا يفعل فقال:
{ يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون..}
والناجون هم المتبعون المقتدون بحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبأصحابه
{ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم.}
قال الشنقيطي ـ رحمه الله ـ ( يؤخذ من هذه الآية الكريمة أن علامة المحبة الصادقة لله إتباع رسوله ـ صلى
الله عليه وسلم ـ فالذي يخالفه ويدعي أنه يحبه فهو كاذب مفتر إذ لو كان محبا له لأطاعه.
لو كان حبك صادقـا لأطعته ................. إن المحب لمـن يحب مـطيـع )
ومن خصائص الفرقة الناجية:
........... الدخول في الدين كله .............
فهم يمتثلون قول الله تعالى
{ يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة }
أي: اعملوا بشرائع الإسلام وأحكامه ، والأمر بالدخول فيه يشعر بأنه حصن منيع للداخلين في كنفه
قال صاحب تفسير المنار ( هذه آية عظيمة ونداء رباني ، وقاعدة لو بنى جميع علماء الدين مذاهبهم عليها
لما تفاقم أمر الخلاف في الأمة ، ذلك أنها تفيد وجوب أخذ الإسلام بجملته ، ومن آيات العبرة في هذا المقام
أننا نجد في كثير من علمائنا هدى ونور لو اتبعته الأمة في أزمنتهم لاستقامت على الطريقة ، ووصلت إلى
الحقيقة ) انتهى كلامه رحمه الله.
إن الذين ينقادون لجميع شرائع الإسلام , ويؤمنون بالكتاب كله ويجعلونه الأصل والحكم والمرجع , فهم قد
دخلوا في الدين كافه ، ولم يخرجوا عن شيء من شرائعه وأحكامه ، روضوا أنفسهم على أمر الله وأمر
رسوله ، فاستسلمت وانقادت وأطاعت ، هؤلاء جاهدوا أنفسهم على ذلك كله فحققوا الإسلام جملة وتفصيلا
بخلاف الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا , وبخلاف الذين نسوا حظهم مما ذكروا به , وبخلاف الذين جعلوا
القرآن عضين ، فآمنوا ببعض وكفروا ببعض , وبخلاف الذين يدعون الإسلام وهم في دائرة النفاق يخادعون
الله , ويقولون ما لا يفعلون , يروغون من تعاليم الإسلام كما يروغ الثعلب ، فتراهم وربي في شقاق وتنازع
وخلاف ، يفتنون في كل عام مرة أو مرتين فلا هم يتوبون ولا هم يذكرون , ولا هم يعقلون ولا يشعرون
بل هم في طغيانهم يعمهون ـ الفرقة الناجية ـ بينهم استشعروا نداء الله فدخلوا في السلم كافه ولم يتبعوا
خطوات الشيطان , علموا أنه ليس هناك إلا اتجاهان إما الدخول في السلم كافه , وإما إتباع خطوات
الشيطان , إما هدى وإما ضلال ، إما إسلام وإما جاهليه , إما سنة وإما بدعه , إما إتباع وإما أبتداع , إما
عمل لما يريده الله ويحبه ويرضاه، وإما عكس ذلك , إما هداية وإما غواية , وهنا ينبغي لكل واحد منا أن
ينتبه لنفسه ويحدد موقفه وهدفه وغايته وسر وجوده وسيره في هذه الحياة , أهو على صراط الله
المستقيم ، أم هو بين شتى السبل والضلالات؟
أهو على نور من ربه ، أم هو في الظلمات؟
أهو على سنة وطريقة ومنهج رسول الله ؟
أم هو متخبط ضائع تتحكم فيه الأهواء والرغبات؟
أم .... أم ....؟ ....؟
فهم لا يقدمون بين يدي الله ورسوله , ومن كان لنصوص الوحيين ملتزما متبعا فهو ممن ينتفع بالوحي
أعظم انتفاع , فيهتدي به ويهدي إليه , والأتباع لا يأتي إلا بعلم , وهذا العلم إذا عمل به صاحبه نفع
الأتباع لا يكون إلا بدليل موثق صحيح قال الله تعالى:
{ قل هاتوا برهانكم }
فليست حقائق ذهنية أو تخيلات فكرية يتعامل معها العقل دون أن يكون لها علاقة بالقلب والجوارح
كلا ، لذا كانت تربية النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ لأصحابه قائمة على الدليل والاستجابة والتسليم
فالذين يأتون من بعدهم لا يكونوا على مثل ما هم عليه إلا إذا اتبعوهم بإحسان ، قال الله تعالى:
{ والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله..}
شرط في التابعين ، يقول الشيخ السعدي ـ رحمه الله ـ الإتباع بـ:
( الإعتقادات والأقوال والأعمال )
بمعنى: لا يتحقق الرضى من الله إلا أن يتبعوهم في أفعالهم الحسنة
دون السيئة فرضى الله لا يكون إلا لطبقات ثلاث فقط ، قال الله عنهم
{ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي..}
شهادة من رب العالمين تدمغ باطل أهل البدع ، وتغص بها حلوقهم ، فالأتباع ليس إدعاء فقط بل هو
متابعة لما كان عليه النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ وأصحابه , بحيث تتكيف سائر أعماله ومواقفه وخطواته
مع ما آمن به قلبه وصدق ، فإن ما في القلب لا بد أن تظهر ثمرته في سلوك الإنسان , تترجم علميا في
واقع حياته , وهنا تتبين حقيقة قد تغيب عند كثير من الناس ، ألا وهي علاقة القلب بالجوارح , هذه علاقة
لا يمكن أن تتخلف , وقد شرحها النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ بقوله في حديث النعمان بن بشير ـ رضي الله
عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله , ألا وهي القلب "
ومادة صلاح هذه المضغة القران والسنة ، فيجعلها تثمر الصالح من الاعتقاد في القول والعمل
أخي الحبيب:: إننا ندعي حب النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ وحب صحابته ، لكن قليل منا من يتبع الأتباع
الصحيح , لذا مقت الله من يقول ولا يفعل فقال:
{ يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون..}
والناجون هم المتبعون المقتدون بحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبأصحابه
{ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم.}
قال الشنقيطي ـ رحمه الله ـ ( يؤخذ من هذه الآية الكريمة أن علامة المحبة الصادقة لله إتباع رسوله ـ صلى
الله عليه وسلم ـ فالذي يخالفه ويدعي أنه يحبه فهو كاذب مفتر إذ لو كان محبا له لأطاعه.
لو كان حبك صادقـا لأطعته ................. إن المحب لمـن يحب مـطيـع )
ومن خصائص الفرقة الناجية:
........... الدخول في الدين كله .............
فهم يمتثلون قول الله تعالى
{ يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة }
أي: اعملوا بشرائع الإسلام وأحكامه ، والأمر بالدخول فيه يشعر بأنه حصن منيع للداخلين في كنفه
قال صاحب تفسير المنار ( هذه آية عظيمة ونداء رباني ، وقاعدة لو بنى جميع علماء الدين مذاهبهم عليها
لما تفاقم أمر الخلاف في الأمة ، ذلك أنها تفيد وجوب أخذ الإسلام بجملته ، ومن آيات العبرة في هذا المقام
أننا نجد في كثير من علمائنا هدى ونور لو اتبعته الأمة في أزمنتهم لاستقامت على الطريقة ، ووصلت إلى
الحقيقة ) انتهى كلامه رحمه الله.
إن الذين ينقادون لجميع شرائع الإسلام , ويؤمنون بالكتاب كله ويجعلونه الأصل والحكم والمرجع , فهم قد
دخلوا في الدين كافه ، ولم يخرجوا عن شيء من شرائعه وأحكامه ، روضوا أنفسهم على أمر الله وأمر
رسوله ، فاستسلمت وانقادت وأطاعت ، هؤلاء جاهدوا أنفسهم على ذلك كله فحققوا الإسلام جملة وتفصيلا
بخلاف الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا , وبخلاف الذين نسوا حظهم مما ذكروا به , وبخلاف الذين جعلوا
القرآن عضين ، فآمنوا ببعض وكفروا ببعض , وبخلاف الذين يدعون الإسلام وهم في دائرة النفاق يخادعون
الله , ويقولون ما لا يفعلون , يروغون من تعاليم الإسلام كما يروغ الثعلب ، فتراهم وربي في شقاق وتنازع
وخلاف ، يفتنون في كل عام مرة أو مرتين فلا هم يتوبون ولا هم يذكرون , ولا هم يعقلون ولا يشعرون
بل هم في طغيانهم يعمهون ـ الفرقة الناجية ـ بينهم استشعروا نداء الله فدخلوا في السلم كافه ولم يتبعوا
خطوات الشيطان , علموا أنه ليس هناك إلا اتجاهان إما الدخول في السلم كافه , وإما إتباع خطوات
الشيطان , إما هدى وإما ضلال ، إما إسلام وإما جاهليه , إما سنة وإما بدعه , إما إتباع وإما أبتداع , إما
عمل لما يريده الله ويحبه ويرضاه، وإما عكس ذلك , إما هداية وإما غواية , وهنا ينبغي لكل واحد منا أن
ينتبه لنفسه ويحدد موقفه وهدفه وغايته وسر وجوده وسيره في هذه الحياة , أهو على صراط الله
المستقيم ، أم هو بين شتى السبل والضلالات؟
أهو على نور من ربه ، أم هو في الظلمات؟
أهو على سنة وطريقة ومنهج رسول الله ؟
أم هو متخبط ضائع تتحكم فيه الأهواء والرغبات؟
أم .... أم ....؟ ....؟