المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كـــلــهـــا فــي ... الــنـار إلا واحــدة ( 3 )


سعيد شايع
23-05-2010, 08:42 AM
" تكلم علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ عن الافتراق فقال:
وأما نحن يعني أصحاب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيقول الله فيهم
{ وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون }
قال ابن كثير عن قتادة " بلغنا أن نبي الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ كان يقول إذا قرأ
هذه الآية قال: هذه لكم "
فهذه التي تنجو من هذه الأمة ، أخا الإيمان: لقد بين النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ
حتمية افتراق الأمة واختلافها الواسع العريض وذلك بقسم عظيم أقسم به ـ عليه الصلاة
والسلام ـ حيث قال في رواية في صحيح الجامع
" والذي نفسي بيده لتفترقن أمتي "
وها هي كما ترى وتسمع وتلمس وما بقي منهم إلا واحدة هي التي تسير على ما سار
عليه نبيها وأصحابه ، فهي الظاهرة والناجية والمنصورة من بين هذه الفرق ، وهذه
بشرى يستبشر بها من كان على مثل ما محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه عليه
أخي المسلم: إن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ لم يحدد فترة زمنية لظهور هذه الفرق بل
قال: " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا "
وها نحن نرى ونسمع بين الفترة والأخرى مسميات لفرق وجماعات وأحزاب وطوائف
تلبس لباس الإسلام وتتصور بصورته وتدعي حبه وتحارب من أجل نصرته ، لكنها في
الواقع تحارب فينصرة مذاهبها ومعتقداتها وأفكارها ، ويعمل السفهاء منهم على
توجيهات أئمة الضلال فيهم وهؤلاء { شر مكانا وأضل عن سواء السبيل }
هؤلاء هم الدخن الذي استفسر عنه حذيفة ـ رضي الله عنه ـ من النبي ـ عليه الصلاة
والسلام ـ قلت: وما دخنه؟
قال" قوم يهدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر "
إنك تراهم يهدون بغير هُدىً ، إنهم عوامل الهدم في الأمة ، يضربون الدين باسم الدين
{ ألم ترى إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم }
هؤلاء يوالون اليهود , هؤلاء {ما هم منكم ولا منهم} يقول ابن كثير ـ رحمه الله ـ
" هؤلاء المنافقون ليسوا في الحقيقة لا منكم أيها المؤمنون , ولا من الذين تولوهم
وهم اليهود " فهؤلاء الذين ليسوا من اليهود ولا من المؤمنين , هم ألد الأعداء ، وهم
خنجر طعن مقبضها بأيد اليهود والنصارى ، إنهم { هم العدو } يسبون ويلعنون ويفسقون
ويكفرون ويقتلون , خونة يدلون على الصادقين والمخلصين في الأمة , وعملاء ييسرون
ويسهلون ويسمحون ويأذنون وظلمة يبغون ويعتدون , وفسقة يحبون أن تشيع الفاحشة
في الذين آمنوا , علمانيون يروجونحضارة وأفكار الغرب في صفوف المؤمنين
وآخرون يزعمون الإصلاح والتطوير ، فإذا سمعت
بهم أو قرأت لهم أو شاهدتهم فإذا هم يثيرون الفتنة ويفسدون في الأرض ولا يصلحون
{ لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا }
هم دعاة الفتنة والتكفير والتفجير والبغي والعدوان والإفساد والزندقة والإلحاد
تراهم طوائف وفرق وأحزاب لها أسماء ومسميات وهم كما قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ
"دعاة على أبواب جهنم ـ وصفهم ـ: من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا "
هذا هو واقعهم وهم بين الصفوف
{ وممن حولكم من الأعراب منافقون }
هذا من خارج المدينة وهاهم على حدود بلادنا يريدون البغي علين
{ومن أهل المدينة}
من داخل المدينة منافقون
{ مردوا على النفاق }
وازدادوا فيه طغيانا
{ لا تعلمهم } يخفى عليك أمرهم { نحن نعلمهم }
وصنف آخر { في قلوبهم مرض }
وصنف آخر مرجفون ينشرون الأخبار الكاذبة والقبائح والشائعات والشرور
{ ولو نشأ لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول }
وقد عرفناهم بشعاراتهم ومسمياتهم وعمائمهم وكتاباتهم وتحدثهم وعملهم وتهديديهم
وقتالهم ، هذا لتعلم صدق خبر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول:
" تعرف منهم وتنكر "
إنه لم يبقى إلا فرقة غريبة بين سائر الفرق , هي وربي أشد غربة بين الناس
غريبة باجتماعها على الحق والعمل به ... والدعوة إليه ...
والمجاهدة في سبيله بالمال والنفس واللسان ...
تراهم ملتزمون بمنهج النبوة , مجانبون ما عليه عامة المسلمين من الانحراف والضلال
والفسق , آمرون بالمعروفناهون عن المنكر
إنهم غرباء ناجون بين أهليهم وقومهم وفي أوطانهم , فليست غربتهمونجاتهم غربة
ونجاة الجسد وإنما هي غربة الدين وسلامته
غربة العقيدة والسنة ... غربة الدعوة والعمل ... غربة الأخلاق والسلوك والمنهج والفكر
فرقة ظاهرة ناجية تراها تتمثل في العلماء العاملين والدعاة المخلصين
وفي الأمراء والحكام القائمين بشرع الله في أنفسهم وفي حكمهم والراضين به في
بلادهم والساعين على خدمته والعمل به ، والمجاهدين في سبيل نصرة الحق وأهله
وفي المتقين العابدين الزاهدين , وفي الداعين للخير على بصيرة , فإذا أراد العبد
المسلم أن يسير على نور من ربه ويكون كما كان عليه نبيه وصحابته فلا بد له أن يعرف
صفات وخصائص وعلامات وسمات الفرقة الناجية ـ أهل السنة والجماعة ـ حتى إذا خرجت
فرقة أو جماعة أو حزب , ثم نظر في شكلها وعملها ودعوتها ومنهجها اتضحت له الصورة
وبانت لهالحقيقة , ولا تكن هذه إلا بمعرفة الخصائص التي تميز بها أهل السنة , ولن أدخل
بك الآن في خصائصهم وعلاماتهم وصفاتهم وسماتهم , لكنني أقف بك على قول الحق
تبارك وتعالى { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة }
وعلى قوله عز وجل { فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا }
أخي المسلم: إنك عندما تسمع مثل هذه الآيات وتسمع وصف النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ
للفرقة الناجية بقوله
" من كان ما أنا عليه وأصحابي "
تشد من أزرك وتعلي همتك لتبحث عن الصفات والخصائص التي تحققت وبرزت في
الفرقة الناجية من النار ، وحتى تعرف مقامك حقا كن ممن قال الله عنهم
{ وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون }
قال الشيخ السعدي ـ رحمه الله ـ
" ومن الذين خلقنا جماعة فاصلة يهدون بالحق ويدعون إليه ، وبه يقضون وينصفون الناس
وهم أئمة الهدى ممن أنعم الله عليهم بالإيمان والعمل الصالح "
هذا ما أحببت أن أقدمه لك أخي المسلم
فأسأل الله أن يجعله خالصا نافعا
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته

جناب الهضب
23-05-2010, 10:10 AM
جزاك الله خير

أبو وليد الجروي
23-05-2010, 06:05 PM
جزاكـ الله خير على ماقدمته
باركـ الله فيكـ
دمتم في حفظ الله ورعايته

عبدالصمد القحطاني
23-05-2010, 09:35 PM
جزاك الله خير

سعيد شايع
13-08-2010, 06:18 AM
بارك الله فيكم وأشكر لكم مروركم

زنيفر
21-09-2010, 11:09 PM
يعطيك العافيه

سعيد شايع
23-03-2011, 05:20 AM
شكر الله لكم