المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غــزوة مـــؤتــة ... بــيــن الــعــدد والـــعــدة


سعيد شايع
10-05-2010, 09:44 AM
ها نحن اليوم ـ أخي المسلم ـ نعيد ذكريات مضت
ها نحن الآن نقلب من خلالها صفحات لعلنا نعيش معها وإن كنا بعيدين عنها
ذكريات نعيدها اليوم لنطلع على أنباء ثلة من الأولين , فنسمع مواقف رجال ..
لا كأشباه الرجال وقصص أبطال ... كالجبال
ذكريات نعيدها لنجد فيها همم ... لا كالهمم , وأعمال ... لا كالأعمال ، وتصرفات ...
لا كالتصرفات , وابدعات تنبئ عن سلامة الفكر والتفكير , وصحة المعتقد والإيمان
ووضوح الهدف والغاية
أخي المسلم: ما أجمل الذكريات التي يتجدد معها الإيمان ... وينشرح بها الصدر ... ويطمئن بها القلب
وتعلو على أثرها السعادة على الوجه ... لا سيما ونحن نعيش في عصر تكتوي فيه أمتنا بلهيب
الصراعات الدموية , والضربات المتتالية , والأزمات القاسية , والفتن المتلاحقة , والمحن الشديدة
فعودتنا لذكريات مضت تجعلنا نرى من خلالها حقيقة الصراع ... وقوة الصبر ... وشدة البلاء ...
ووضوح التضحية ...وعلامة الثبات ... وصدق الدعوة والهدف والرجولة ... وعلى أي أساس استنفر
للجهاد في غزوة مؤتة ،تلك الغزوة التي وقعت في العام الثامن من الهجرة النبوية على صاحبها
أفضل السلام وأزكى تحية .
أخي المسلم: غزوة مؤتة تحتاج منك إلى نفس عميق , وأذن صاغية تعي أحداثها وأسبابها ونتائجها
وتحتاج منك غزوة مؤتة إلى قلب يبصر إلى رجالها , وتفكير وتأمل يربط الماضي بالحاضر , لترى أن
التاريخ يعيد نفسه , غزوة مؤتة وقعت في بلاد الشام , في شرق الأردن , على مسيرة أحد عشر كيلا
جنوب الكرك , غزوة مؤتة ما كانت حديثا مفترى بل خبر صدق من أنباء ما قد سبق
أخي المسلم : تأمل في سبب قيام هذه الغزوة .؟
سبب ذلك : أن النبي صلى الله عليه وسلم تفرغ بعد صلح الحديبية لدعوته , فبعث الرسل إلى الملوك
والولاة في شمال الجزيرة وغربها وجنوبها وشرقها , يدعوهم إلى الإسلام وكان من بني هؤلاء الرسل:
الحارث بن عمير الأذدي ـ رضي الله عنه ـ بعثه النبي ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ بكتابه إلى هرقل الروم
بالشام ، خرج الحارث بالرسالة , فلما نزل مؤتة في شمال الجزيرة العربية فلقيه شرحبيل الغساني
فأوثقه رباطا , ثم قدمه فضرب عنقه ليموت شهيدا ـ رضي الله عنه و أرضاه ـ
بلغ الخبر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأصابه هم عظيم لقتل رسوله وصاحبه , إذ كان الحارث الرسول
الوحيد من بني رسله الذي تعرض للقتل والأذى , وكان الرسل والسفراء لا يقتلون , وعند هذا الخبر وهذه
الحادثة العظيمة قام النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ وجمع المسلمين وأخبرهم بقتل الحارث , ثم جهز جيشا
قوامة ثلاثة آلاف مقاتل انتصارا لهذا الصحابي الذي قتل , فإن دم المسلم في الإسلام نفيس , ولذا جهز
لأجله ثلاثة آلاف مقاتل , ثلاثة آلاف لنصرة رجل واحد , ثلاثة آلاف لنصرة رجل مؤمن موحد ، واليوم يموت
من أهل السنة بالآلاف ولا ولي لهم ولا ناصر لهم إلا الله
{ فنعم المولى ونعم النصير }
ولا مدافع لهم إلا الله
{ إن الله يدافع عن الذين آمنوا }
لقد جهز النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الجيش , ولما عزم على الرحيل قام فيهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وعقد لهم لواء أبيض و دفعه إلى زيد بن حارثه ـ رضي الله عنه ـ وأمره عليهم ثم قال:
" إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس , فإن جعفر فعبدالله بن رواحه على الناس "
وأوصاهم ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن يأتوا مقتل الحارث بن عمير , وأن يدعو من هناك إلى الإسلام , فإن
أجابوا و إلا استعانوا عليهم بالله وقاتلوهم , الله أكبر ما أعظمك يا رسول الله وما أعظم همك وأهدافك
لم يكن همه وهدفه الأول إراقة الدماء ، ولم تكن غايته الأولى ـ صلى الله عليه وسلم ـ الانتقام والتشفي
والعصبية والثأر , ولكن كان همه وهدفه وغايته الدعوة إلى هذا الدين ، وإخراج أولئك القوم من الظلمات
إلى النور , ألا فتبا وسحقا لأعداء الدين والدعوة والدعاة الصادقين والمخلصين
إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يجد منهم تجاوب ، وعندها قال
" اغزوا بسم الله في سبيل الله من كفر بالله , لا تغدروا , ولا تغيروا , ولا تقتلوا وليدا , ولا امرأة , ولا
كبيرا فانيا , ولا منعزلا بصومعة , ولا تقطعوا نخلا ولا شجرة ولا تهدموا بناء "
هذا هو القائد ... الذي يحمل القوة والشجاعة والرجولة التي تتعلق بالله
إنها القيادة الحقة والأهداف الواضحة التي تبرز في تعاليم الحروب في الإسلام , فإن القتال في
الإسلام إنما شرع لنصرة المظلومين والمستضعفين , ورد الظلم وأهله ، والدعوة إلى الله بالحكمة
والموعظة الحسنة ، لم يشرع الجهاد والقتال لإرهاب الآمنين والمستأمنين والمعاهدين ، لم يشرع الجهاد
والقتال للتخريب والاعتداء وأكل أموال الناس بالباطل وسفك الدماء بغير حق , فلو فهمنا حقيقة الجهاد
والقتال لقمنا بحق هذا الدين والدعوة إليه ونشره حقا ، ولعرف الأعداء حقيقة الإسلام
خرج الناس يودعون أمراء رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ ويسلمون عليهم ويشدون من أزرهم
ويذكرونهم ويؤازرونهم , فبكى عبدالله بن رواحه ـ رضي الله عنه ـ فقالوا: ما يبكيك يا ابن رواحه؟
قال: أما والله ما بي حب الدنيا , ولا صبابة بكم , ولكني سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقرأ
آية من كتاب الله
{ و إن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا }
فلست أدري والله كيف لي بالصدر بعد الورود ، ثم قال:
لــكــنـنـي أســـــأل الــرحـمـن مـغـفـرة <<<<< >>>>> وضــــربــــة ذات فــــرع تــقـــذف الـــزبــدا
أو طــــعـــنــة بـــيـدي حــران مـجـهـزة <<<<< >>>>> بـحـــــربــة تــنــفــذ الأحــشـاء والــكبــــدا
حــتى يقـال إذا مــروا عــلى جــثــتـــي <<<<< >>>>> أرشـــده الـلـه مـــن غـــــاز وقـــــد رشـــدا
موقف ابن رواحه موقف إيماني ، يجب أن يفقهه المسلم ويفكر فيه ويعيد في كل لحظة حساباته ويراقب
أعماله ، ولو أن كل واحد منا تذكر ما تذكره هذا الصحابي لتغيرت حياة الكثير منا ، لكنها الغفلة أبت إلا
أن تستحكم في قلوب الكثير منا ، خرج الجيش وخرج معهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مجموعة
من أصحابه حتى بلغ ثنية الوداع هناك ودعهم والدموع تفيض من عينيه ومن عيون أمرائه الثلاثة
وكان آخر من ودعه عبدالله بن رواحه , ودعه مجهشا بالبكاء , وهو يقول:
فثبت الله ما آتاك من حسن تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا
إنــي تـــغــرســت فـــيــك الــخـيـر أعـرفـه <<<< >>>> والـلـه يـــعــلـــم أن مـــا خـانـنـي الـبـصـر
أنــت الــنــبــي ومـــن يــحــــرم شـــفـاعته <<<< >>>> والــوجــــه مــنـــك فــقــد أزرى بـه الــقدر
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" وأنت فثبتك الله يا ابن رواحه "
الله أكبر! الله أكبر! دعوة من نبي مستجاب الدعوة لصحابي مستجيب لله ولرسوله ... يالله...
{ ولله العزة ولرسوله ولكن المنافقين لا يعلمون }
هذا هو عبد الله بن رواحة يقود الجيش الإسلامي ويحترك به إلى الشمال , حتى نزل بأرض معان من الشام
فبلغتهم الأخبار بأن هرقل ملك الروم قد نزل مآب من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم , و انضم إليهم
من نصارى العرب , مائة ألف أخرى يقودهم مالك النصراني , ـ قارن هذا بواقعنا اليوم وانظر لمن ينظم
مع اليهود والنصارى من العرب المنافقين { الذين يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة } في حرب هذا الدين
والمتمسكين به ـ فلما علم الجيش الإسلامي بذلك أصابهم من الغم والحزن ما الله به عليم
ولك ـ أخي المسلم ـ أن تتصور الموقف [ ثلاثة آلاف ] يقفون مقابل [ مأتي ألف ] من الروم وأعوانهم
اجتمع المسلمون وتشاوروا في أمرهم , وأقاموا في معان ليلتين يفكرون في الأمر , ثم قالوا:
نكتب إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونخبره بعدد عدونا وما أعدوا لنا , فإما أن يمددنا بمدد
من عنده , وإما أن يأمرنا بأمره فمضي له , فقام عبد الله ابن رواحه , خطيبا قائلا:
" أيها الناس! والله إن الذي تكرهون للتي خرجتم تطلبون ـ يعني الشهادة ـ وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة
ولا كثرة , ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به , فانطلقوا ... فإنما هي إحدى الحسنين:
إما ظهور وإما شهادة ، إما أن يصيبهم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا ، فتشجع المسلمون ومضوا لقتال
في سبيل الله ، أخي المسلم: قل لي بربك من الشجاع؟!
لـــيــس الــشـــجـاع الـذي يـحـمـي مـطـيــتــه <<<< >>>> يـــوم الــنـــزال ونـــار الـــحــرب تـشـتـعـل
قاد القائد الشجاع الجيش متجها به لمؤتة وكان الروم قد نزلوا قرية مجاورة لها ثم أقترب الفريقان
والتقى الجمعان , وبدأت المعركة , فالذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل
الطاغوت , إنها معركة عجيبه في دنيا الواقع حيث يقف ثلاثة آلاف مسلم , أمام مأتي ألف من الروم
وأعوانهم , إنها أرقام تستغربها موازين البشر , وتعجز عن إدراكها عقولهم وأفئدتهم , ولكن لا عجب!
فقد قال لهم عبد الله بن رواحه " إننا لا نقاتل بعدد ولا قوة ولا كثرة , ما نقاتل إلا بهذا الدين "
وصدق الله إذ يقول
{ كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة }
فالذين يظنون ظن يقين أنهم ملاقوا الله هم الأكثرون وهم الغالبون ، فالفئة المؤمنة القليلة تكون غالبة
منصورة ، لأنها تتصل بمصدر القوة بمن لديه القوة جميعا { وأن القوة لله جميعا } ولأنها تمثل القوة الغالبة
قوة الله الغالب على أمره القاهر فوق عبادة ، وتمضي الفئة القليلة , ويأخذ الراية زيد بن حارثه أول الأمراء
الثلاثة , فقاتل قتالا مريرا , وقدم من ضروب الرجولة والقوة والشجاعة والبطولة ما يعجز عنه الوصف
وبينما هو كذلك إذ برمح من رماح الأعداء يصيبه فيخر شهيدا ـ رضي الله عنه ـ ثم تقدم جعفر و أستلم الراية
ودافع عنها كدفاع صاحبه وهو يقول:
يــا حـــبــذا الــــجــنـــة واقـــتـــرابـــهـــا <<<< >>>> طـــــيــــبـــة وبـــاردا شـــــرابــــهــــا
والـــــروم روم قـــد دنــــا عـــــذابـــــهـــا <<<< >>>> كــــافــــــرة بــــعــيــدة أنـــسـابـهـا
عــــــلــــــي إن لا قــــيــــتــــهـــــا ضـــــرابــــــهـــــا
فلما أشتد القتال نزل جعفر عن فرس له شقراء فعقرها , ثم تقدم يقاتل , فقطعت يده اليمنى
فاستلم الراية بيده اليسرى فقطعت , فاحتضنها بعضدية , لئلا تسقط راية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فينهزم المسلمون , فلم يزل رافعا لها حتى ضربه رومي ضربة قطعته نصفين
لذا قال عنه النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ
" إن الله أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء "
فإذا مررت ـ أخي الحبيب ـ بسجد أو جامع وهو يحمل اسم [ جعفر الطيار ] فتذكر أنه يطير بجناحيه في
الجنة ، ثم تقدم الأمير الثالث/ عبد الله بن رواحه , فاستلم الراية , وكاد أن يرجع ، تردد بعض التردد
وعندها هز نفسه بأبيات يقسم فيها قسما غليظا
أقــــســــمـــــت يـــا نــــفــــس لـــتـــنـــزلــــن <<<< >>>> طــــــائــــــعــــة أو لــــتـــكــــرهـنـه
إن أجـــلـــب الــنــاس وشـــــــدوا الــــــرنــــــة <<<< >>>> مـــالـــي أراك تــكــرهـــيــن الــجـنـة
قـــــد طـــالـمــا مــنــــذ كـنـت مــــطـمــئـــنـــة <<<< >>>> هــل أنـــت إلا نــطــفــــة فــي شـنــة
ثم نزل للقتال وقاتل حتى قتل ـ رضي الله عنه ـ استشهد الأمراء الثلاثة , و ارتبك الناس وبقوا بدون قيادة
فتقدم ثابت بن أرقم وأخذ الراية وقال: يا معشر المسلمين! اصطلحوا على رجل منكم , قالوا: أنت! قال:
ما أنا بفاعل , ومن هنا نفهم أن القيادة لا يتقدم لها إلا أهلها ، لا يتقدم لها إلا الرجال الأكفاء الذين
يعلمون أنهم سيقوموا بواجبهم ومسؤولياتهم ، اصطلح الناس على خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ ولم
يمض على إسلامه خمسة أشهر , لكنة إسلام لا غبش فيه , إسلام يحمل أرقى وأسمى أنواع الشجاعة
والتضحية والإقدام والرجولة التي قال الله عنها
{ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله }
وكما أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
" الناس معادن كمعادن الذهب والفضة , خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا " رواة البخاري
إسلام جعله يعرف ما له وما عليه ، إسلام حقيقي جعله يستلم القيادة , وكان أحق بها وهو أهل لها ، فنظم
الجيش إلى ميمنة وميسرة ومقدمة ومؤخرة ، وقلب الخطة والوضع وهجم على الروم
الله أكبر ما أجمل العقل والتفكير إذا استخدم في محله ولغايته وأهدافه الشريفة ، فلما رأى الروم هذا
المشهد في الجيش المسلم , قذف الله الرعب في قلوبهم , وقالوا جاءهم مدد من المدينة ، كلا ولكنه
قول الله { سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب }
هذا هو وعد الله للمؤمنين إلى أن تقوم الساعة فمن حقق الشروط تحقق له الوعد ، لقد استطاع سيف الله
المسلول ـ رضي الله عنه ـ بهذه الخطة الحربية أن يخلص الجيش المسلم ويحق دمه من عدوه وأن يحقق
النصر المعنوي للقلة المسلمة , وهذه أعظم خطة انسحاب عرفها التاريخ
روى البخاري ـ رحمه الله ـ أن خالد بن الوليد قال
" لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف , فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية " وعندها انتهت
المعركة , وعاد المسلمون ينعمون بنصر الله
{ ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم }
وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المدينة يشاهد المعركة عن طريق الوحي ولما وصله خبر
مقتل الأمراء الثلاثة اعتبره ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتحا , وهذا مقياس نبوي لا يعلو عليه أي مقياس
عندها نادى مناديا ينادي المسلمين , فاجتمعوا ثم أخبرهم خبر إخوانهم المجاهدين , فقال
" أخذ الراية زيد فقاتل , حتى قتل شهيدا , ثم أخذها جعفر فقاتل حتى قتل شهيدا
" ثم صمت ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى تغيرت وجوه الأنصار , وظنوا أنه كان في عبد الله بن رواحة
بعض ما يكرهون , فقال " ثم أخذها عبد الله بن رواحه فقاتل حتى قتل شهيدا " ثم قال
" لقد رفعوا إلي في الجنة فيما يرى النائم على سرير من ذهب , فرأيت في سرير عبد الله بن رواحه
ازورارا عن سريري صاحبيه , فقلت: بم هذا؟ فقيل لي مضيا ، أي: زيد وجعفر وتردد عبد الله بن رواحه
بعض التردد ثم مضى , ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله , يعني: خالد حتى فتح الله عليهم " رواة أحمد .
وانصرف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعيناه تذرفان بالدموع ، نزل يتفقد أسر الشهداء الثلاثة
قول أسماء بنت عميس زوج جعفر ـ رضي الله عنها ـ " أتاني رسول الله وقد فرغت من اشتغالي
وغسلت أولاد جعفر ودهنتهم , فأخذهم وشمهم واحتضنهم , ودموعه تسيل من عينيه , فقلت:
يا رسول الله! أبلغك عن جعفر شي؟ قال:" نعم! لقد أصيب هذا اليوم " ثم عاد إلى أهله وقال:
" اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم " رواه أحمد و غيره.
لكم الله .. يا أسر الشهداء ... والقتلى ... والأسرى ...لكم الله
وصل الجيش إلى المدينة واستقبله الرسول وصحابته , يحيونه على هذا الفتح العظيم ضدا أكبر قوة
عرفها العالم , آنذاك , هذه أخبار غزوة مؤتة التي أرهبت الروم , وقذفت الرعب في قلوب الباقين .
اللهم اقذف الرعب في أعداء الدين .
أخي المسلم: أعرف أني أطلت عليك وأخذت من وقتك ، وهنا أقف لأتركك تفكر معي ما نستطيع
أن نستفيده من هذه الغزوة إضافة إلى ما ذكر بين السطور
أستودعك الله وإلى لقاء آخر إن شاء الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جناب الهضب
10-05-2010, 11:09 AM
جزاك الله خير

فلاح آل راكان
10-05-2010, 11:19 PM
الله يجزاك خير ..

والله يكتب اجرك ..

سعيد شايع
24-05-2010, 10:28 AM
أشكر لكما مروركما ... وبارك الله فيكما

عبدالصمد القحطاني
24-05-2010, 07:43 PM
جزاك الله خير

سعيد شايع
13-07-2010, 04:54 PM
أشكر لك مرورك
وجزاك الله خيرا

ابراد
17-07-2010, 02:08 PM
مشكورررررررر وجزيت خيرا

سعيد شايع
02-10-2010, 04:17 PM
أشكر لك مرورك

سعيد شايع
23-03-2011, 05:30 AM
أظن أن قراءة هذه الغزوة مرات عديدة
والتأمل في أحداثها
يجعلك تعيش مع الواقع بنظرة شاملة للحاضر والماضي!!