المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هــمـــة عـالـيـة .. ولـكـن في اتـجـاه مـعـاكـس


سعيد شايع
04-05-2010, 06:29 AM
أخي الحبيب

أسعد الله أوقاتك بكل خير وسعادة وطاعة

كم يسعدني ويشرفني ويشرح صدري وأنا أتحدث معك

وأنت بكل أريحية تقرأ ما كتبته وسطرته في هذا المجلس
المبارك
أخي المسلم
حديثي لك ليس عن أبي بكر ولا عن عمر
ولا صحابي من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا عن
تابعي ولا عن عالم من علماء السلف ، ولكن حديثي لك عن رجل
علت همته وارتفعت قوته ولكن في الشر والفساد
إنه ذكي ولكن في الكيد للحق وأهله
إنه قوي ولكن على أولياء الله وحزبه
إنه صاحب مواقف لا تشرف
إنه أبي جهل عليه من الله ما يستحق
سوف أروي لك مواقف لهذا الرجل وأقص بعضاً من سيرته
سوف أقف مع موقفين له ، لنتبين مدى قوته وبأسه وعظيم كيده
فكان بحق كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
( أبو جهل فرعون هذه الأمة ) رواه أحمد
فالوقفة الأولى: يرويها لنا المغيرة بن شعبة فيقول: أول مرة لقيت فيها
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إني كنت أمشي مع أبي جهل
في أحد أسوقة مكة ، فلقينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال:
هـــــيـــه يــــــا أبــــــا الحــــــكــــم!
أما آن لك أن تجيب داعي الله ورسوله؟
هلم إلى دعوة الله! فقال أبو جهل: يا محمد!
هل تريد أن نشهد أنك قد بلَّغت؟
فإنك قد بلَّغت ، والله! لو أعلم أن الذي معك حق ما تبعته
قال المغيرة: ثم مضى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومضيت مع أبي جهل
فقال لي أبو جهل: يا مغيرة! والله إني لأعلم أن الذي معه الحق
إنا تنافسنا وعبد مناف الشرف
قالوا: فينا الندوة ، قلنا: نعم
قالوا : فينا اللواء ، قلنا : نعم
قالوا : فينا السقاية ، قلنا : نعم
ثم أطعموا فأطعمنا ، وأعطوا فأعطينا ، حتى إذا تحاكَّت الركب وكنا
كفرسي رهان قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء ؛ فمن أين نأتي بهذه؟
لا والله! لا نؤمن به ولا نصدقه أبداً .
وصدق الله { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم }
واليوم يدعي كثير من الناس الإسلام وحب الإسلام ولا يأتي من
الإسلام إلا ما وافق هواه ، لا أقول إنه مثل أبي جهل لكن فيه منه
شبه كبير ، وعنده همة عالية لكنها قد تكون في الباطل والشر أو في
اللعب والهوى. الوقفة الثانية: لما انتهت معركة بدر قال رسول الله
ـ صلى الله عليه وسلم ـ من ينظر ما صنع أبو جهل؟
فتفرق الناس في طلبه فوجده عبد الله بن
مسعود ـ رضي الله عنه ـ وبه آخر رمق ، فوضع رجله على عنقه
وأخذ لحيته ليحتز رأسه وقال:
هل أخزاك الله يا عدو الله؟
قال أبو جهل: أخبرني: لمن الدائرة اليوم؟
قال: لله ورسوله . وبعد أن دار بينهما الكلام احتز ابن مسعود رأسه
وجاء به إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: يا رسول الله! هذا رأس عدو الله أبي جهل .
فقال: آلله الذي لا إله إلا هو؟
فرددها ثلاثاً ثم قال: الله أكبر .
الحمد لله صدق وعده ، ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده .
انـــــــطــــلـــــقْ أرِنــــــــــــيـــــــــه .
فانطلقنا فأريته إياه فقال: هذا فرعون هذه الأمة .
ففي الوقفة الأولى نرى أن الرجل يعلم علماً يقيناً أنه يتصدى للحق وينصر
الباطل ، كما يفعله كثير من الناس اليوم إنه يعلم أن الذي يدعوه إليه
رسول الله هو الحق المبين ، فلم يكن الذي رده عن الإسلام هو الجهل
أو الشك في الرسالة ؛ ولكنه العناد والهوى والحسد
ومن هنا انطلق أبو جهل بكل قوته وفكره وذكائه يعادي الدين وأهله
ويحارب الله ورسوله ، واستمر على هذا المبدأ طوال حياته مستخدماً
كل حيله ودافعاً بماله وصحته بل وأخلاقه فداءاً للعداء لهذا الدين .
فمرة يدفع المال لمن يؤذي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومرة أخرى
يتعرى من كل معاني الرجولة التي كان يتحلى بها الرجل العربي فيقتل
امرأة لأنها قالت: لا إله إلا الله ، والعرب كانوا يأنفون من خصام
المرأة فضلاً عن قتالها ، ولكن أبا جهل نسي كل هذه المعاني
لأن فكره وعقله وجميع جوارحه مشغولة عن كل ذلك بالعداء والكيد
والحرب لهذا الدين ، وينجح في كل هذه الأمور التي كان يصبو إليها
كما نجحت أقلام المنافقين والعلمانيين وكتاباتهم وخططهم ومكرهم وبغيهم
وعدائهم وسخريتهم ولمزهم للدين وأهله ، ولكن الله ناصر حزبه ودينه .
وسيأتي عليهم يوم وساعة كما جاءت على أبي جهل
لقد جاءت غزوة بدر التي كانت فيها نهاية الطاغية أبي جهل
لقد كان في هذه المعركة كالأسد يجول بين الصفوف ويحمس جنده على القتال
وهو الرجل الكبير في قومه القوي الفارس الشجاع .
ولكن الله أذل أنفه وأخزاه أمام قومه فيقتله أصغر القوم معاذ ومعوّذ أبنا عفراء
ويقضي عليه راعي الغنم عبد الله بن مسعود .
وفي آخر لحظات حياته وهو يلفظ أنفاسه لم يرجع عن مبدئه وهو المبدأ الباطل
وهو الذي يعلم الحق ، هكذا كانت نهاية أبي جهل .
أفلا يكون لك أيها المسلم درس في سيرة هذا الرجل الذي أفنى عمره كله
وضحى بكل ما يملك مقابل مبدئه وفكره وديانته وعقيدة الفاسدة؟؟؟
إنه لا يجهل بطلان ما يعمل وما يصنع وما يقول ويخطط ويفكر ... لا والله
والله إنه لحري بك ـ وأنت مسلم ـ أن تنهج بهمتك وقوتك وشجاعتك
وأنت الذي تعلم الحق وتؤمن به وتسير على بعضه وتترك بعضه
إنه لحري بك أن تقدم كل ما تملك مقابل هذا المبدأ وهذا الدين وتثبت عليه
حتى تموت عليه صامداً قوياً كما كان أبو جهل صامدا في الباطل
ولكنك تفرح بنهايتك التي مردُّها إلى الجنات والنعيم إن كنت مؤمنا قد
عملت الصالحات ، وتفرح بنهاية أبي جهل وأمثاله إلى النيران والجحيم
قال تعالى:{ ولا تَهِنُوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين }.

ابن عياف
09-05-2010, 07:36 AM
بيض الله وجهك على هذا الطرح الرائع

والمفيد

قرأته كأنني أقراه أول مره

جزاك الله خير وعطر قلبك بالايمان

فتقبل التحية

فيصل عبدالله فراج لعلياني
09-05-2010, 01:19 PM
جزاك الله خير

فلاح آل راكان
10-05-2010, 11:21 PM
اررررحب يابو شايع ..

الله يجعل كل ماكتبت في ميزان حسناتك ..

خادم والديه العبدي
12-05-2010, 06:19 AM
الله لا يهينك ويرحم والديك

واسال الله الذي دلك على نشر الخير والنصح في هذا المنتدى ان يدلك لدخول جنات النعيم

الله يجعلنا وياك من اهل الهمم العاليه في اللتي ترضي ربنا

تحياتي0000000000اخوم

نايف راكان
14-05-2010, 07:30 PM
الله يجزاك خير ابو شايع وبيض اللخ وجهك ورحم الله والديك




لاهنت يالذيب

فهد العلياني
15-05-2010, 01:29 AM
جزاك الله الف خير




,,

سعيد شايع
05-06-2010, 12:49 PM
ردود جميله ... ومرور أجمل ...
أسأل الله أن يجزيكم جميعا خير الجزاء