المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في الابتلاءات .. دروس .. وعبر


سعيد شايع
25-04-2010, 07:01 AM
مرحبا ألف بمن تصفح وقرأ ثم اتعظ ووعظ

أهلا بك ومع هذه السلسلة التي عشنا معها وقفات

وها نحن الآن على مقربة من الانتهاء منها وقبل الرحيل

في الابتلاءات دروس وعبر:

لا يمكن أن نأخذها من غير الابتلاء وهي من حكم الابتلاء وفوائده , ومن أهمها ما يلي:

أولا : أن البلاء درس يتبين من خلاله للعبد حقيقة التوحيد وصدق الإيمان وقوة التوكل على الله فالابتلاء

يطلعك عمليا وواقعيا على حقيقة نفسك , وماذا تعني عندك كلمة التوحيد والإيمان والتوكل

عند نزول البلاء تتبين حقيقة ما في القلب , وحقيقة العلاقة مع الله والاستجابة له

ولرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن نحن بغير الله؟َ لا شيء والله ، أنتم الفقراء إلى الله ، فلا حول لنا

ولا قوة إلا به ـ سبحانه ـ حينها يسقط الجاه والمنصب والمال والتفاخر والخيلاء والعجب والغرور , في تلك

اللحظة يعلم الواحد منا أن ناصيته بيد من خلقها ، فبالبلاء يعود العبد الضعيف إلى القوي العزيز.

ثانيا: البلاء يكشف لك حقيقة الدنيا وزيفها وزخرفها , وأنها متاع الغرور وأن الحياة الصحيحة الكاملة

وراء هذه الدنيا في جنة عرضها السموات والأرض , قال الله عنها وعن حال أهلها

{ ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين لا يمسهم فيها نصب وما هم منها معجزين }

وقال سبحانه { وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون }

أما هذه الدنيا فهي دار التحصيل للآخرة { لقد خلقنا الإنسان في كبد } { يا أيها الإنسان إنك كادح }

فبينما نحن في كبد وكدح , إذ بالدنيا تغر بمتاعها حتى وقع في شراكها من يتنافسون فيها

فإذا هي مقبلة إذ بها مدبرة , وبينما هي ضاحكة إذ بها عابسة , فما أسرع العبوس من ابتسامتها

وما أسرع البلاء من نعمائها , هذه طبيعتها , ترانا ننسى فيأتي البلاء فيذكرنا بحقيقتها فنستعد للآخرة

والآخرة خير وأبقى .

ثالثا: أن البلاء يذكرك بفضل الله ونعمه عليك بالعافية والستر والأمن , فإذا وقع البلاء أو المصيبة فإذا

هي تشرح لك أبلغ بيان وأصرح برهان معنى العافية و إسدال النعم التي كنت تمتعت بها سنين مع زوجك

و أقاربك وأولادك وزملائك , فكم من إجازة تذوقت حلاوتها , وكم من رحله سعدت بها , وكم من نزهه

استأنست بها , وبعض الناس لا يعرف ما هو فيه من النعمة والعافية فـتراه لا يقدرها حق قدرها

وصدق من قال: " الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى " ومن غير المبتلى يعرف أن

الدنيا كلمة ليس لها معنى إلا العافية في الدين والأهل.

رابعا: أن البلاء يذكرنا بعيوب أنفسنا لنتوب منها , وأن القضية قضية مراجعة للحال الذي نحن عليه

أهو على إقامة الدين حيث أمر الله { أن أقيموا الدين } أم أننا نسير وراء أهواء الذين لا يعلمون

إن البلاء ـ يا أخي المسلم ـ إذا وقع فلا شك أننا نحن السبب في وقوعه فهو من عند أنفسنا

ولذا يقول تعالى { أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا }؟؟

لقد جاء الجواب مباشرة بقوله ـ عز وجل ـ { قل هو من عند أنفسكم }

وقال تعالى { وما أصابك من سيئة فمن نفسك }

بسبب عملك السيئ ، فيا سبحان الله !! ما بال أقوام يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون

ولا هم يذكرون؟

ما بالهم لا يعظهم البلاء؟

ما بالهم لا تردهم الفتنة؟

إنك عندما تنظر لهؤلاء وتتساءل عن حالهم تتذكر إن كنت من أهل القرآن قول الله ـ عز وجل ـ

{ أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله }

تأمل في قوله تعالى { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم }

فهل نراجع أنفسنا؟

وهل نتأمل في أحوالنا قبل الابتلاء وبعده والسعيد من وعظ بغيره.

هذا وإلى لقاءأخير في هذه السلسلة بإذن الله تعالى.

مقبل السحيمي
28-04-2010, 09:41 PM
يقول الحق سبحانه: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وهُمْ لا يُفْتَنُونَ(2) ولَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا ولَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ(3) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ(4) مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ وهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ(5) ومَن جَاهَدَ فَإنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ(6)﴾ (العنكبوت).



هناك معاني ولطائف اذا تأمل فيها العبد هان عليه البلاء وصبر وآثر العاقبة الحسنة وأبصر الوعد والثواب الجزيل :

أولاً: أن يعلم أن هذا البلاء مكتوب عليه لامحيد عن وقوعه واللائق به ان يتكيف مع هذا الظرف ويتعامل بما يتناسب معه.

ثانياً: أن يعلم أن كثيراً من الخلق مبتلى بنوع من البلاء كل بحسبه و لايكاد يسلم أحد فالمصيبة عامة , ومن نظر في
مصيبة غيره هانت عليه مصيبته.

ثالثاً: أن يذكر مصاب الأمة الإسلامية العظيم بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى انقطع به الوحي وعمت به
الفتنه وتفرق بها الأصحاب " كل مصيبة بعدك جلل يا رسول الله "

رابعاً: ان يعلم ما أعد الله لمن صبر في البلاء أول وهلة من الثواب العظيم قال رسول الله " إنما الصبر عند المصيبة الأولى "

خامساً: أنه ربما ابتلاه الله بهذه المصيبة دفعاً لشر وبلاء أعظم مما ابتلاه به , فاختار الله له المصيبة الصغرى وهذا معنى لطيف.

سادساً: أنه فتح له باب عظيم من أبواب العبادة من الصبر والرجاء , وانتظار الفرج فكل ذلك عبادة .

سابعاً:أنه ربما يكون مقصر وليس له كبير عمل فأراد الله أن يرفع منزلته و يكون هذا العمل من أرجى أعماله في دخول الجنة.

ثامناً: قد يكون غافلا معرضاً عن ذكر الله مفرطاً في جنب الله مغتراً بزخرف الدنيا , فأراد الله قصره عن ذلك وإيقاظه من
غفلته ورجوعه الى الرشد.


فاذا استشعر العبد هذه المعاني واللطائف انقلب البلاء في حقه الى نعمة وفتح له باب المناجاة ولذة العبادة , وقوة الاتصال بربه والرجاء وحسن الظن بالله وغير ذلك من أعمال القلوب ومقامات العبادة ما تعجز العبارة عن وصفة .

قال وهب بن منبه: لا يكون الرجل فقيها كامل الفقه حتى يعد البلاء نعمة ويعد الرخاء مصيبة، وذلك أن صاحب البلاء
ينتظرالرخاء وصاحب الرخاء ينتظر البلاء
و قال رسول الله (: يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقارض ) رواه الترمذي

الشكر لله ثم لك شيخ سعيد على هذه السلسلة المباركة التي مررت عليها ورددت على بعضا منها الله يحفظك ويرعاك

أبو وليد الجروي
02-05-2010, 12:52 AM
جزاكـ الله خير على ماقدمته
الله لايحرمكـ الاجر والمثوبه
الله يعطيكـ العافيه
دمتم في حفظ الله ورعايته

فلاح آل راكان
02-05-2010, 03:56 PM
الله يجزاكم خير جميع ..

سعيد شايع
06-05-2010, 03:11 PM
أشكر لكم جميعا مروركم وتعليقكم
وأسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه

فيصل عبدالله فراج لعلياني
06-05-2010, 07:29 PM
جزاكـم الله خير على ماقدمتموه
والله لايحرمكـم الاجر والمثوبه
الله يعطيكـم العافيه

نديم الهوى
09-05-2010, 06:38 AM
سبحان الله وبحمده

سعيد شايع
07-06-2010, 05:32 AM
جزاكم الله خيرا على الإضافة والمروروالتعليق

المناضل السليماني
07-06-2010, 10:34 AM
جزاك الله خيرا على ماقدمت

موضوع رائع وفيه من الفوائد الشيء الكثير الذي اتمنى ان يصل لكل موحد

كتبت فأجدت وعلق اخونا مقبل بارك الله في الجميع وما قصر

تقبل مروري بكل ود وتقدير يا شيخنا بارك الله فيك

سعيد شايع
04-07-2010, 05:48 PM
نسأل الله أن ينفع وأن يعصمنا من الفتن
أشكر لك مرورك وتعليقك