المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقـفـة ثـانـيـة مـــع الإبـــتـــلاءات


سعيد شايع
10-04-2010, 05:48 AM
أسعد الله أوقاتك أخي الحبيب بكل خير

لمعلوميتك أنه قد سبق الحديث بعنوان

[ الحياة موطن للبلاء ]

ثم جاء بعده العنوان التالي

[ أولى الوقفات مع الإبتلاءات ]

وها أنت أخي المبارك تتصفح ـ الوقفة الثانية ـ والتي هي بعنوان

[ عند نزول البلاء .. تتضح الحقيقة ]

إننا في قاعة امتحان كبيرة , نمتحن فيها كل يوم , والحياة أيام ، والأيام دول

وكل ما فيها امتحان وابتلاء لنا , فكل ما نملكه أو ما هو سيأتينا فيما بعد فهو ابتلاء

وفتنة حتى نلقى ربنا و بدون تفصيل فقد أو جزر ربنا ذلك بقوله تعالى:

{ و نبلوكم بالشر والخير فتنة }

قال القرطبي :" نختبركم بالشدة والرخاء , والحلال والحرام , فننظر كيف شكركم وجدكم "

{ وإلينا ترجعون }

للجزاء بالأعمال ، والابتلاء بالخير أشد وطأة وإن خُيِّل للناس أنه دون الابتلاء بالشر

إن كثيرين يصمدون للابتلاء بالشر ، ولكن القلة القليلة هي التي تصمد للابتلاء بالخير

كثيرون يصبرون على الابتلاء بالمرض والضعف ، ولكنَّ قليلين هم الذين يصبرون على الابتلاء

بالصحة والقدرة ، ويكبحون جماح القوة الهائجة في كيانهم

كثيرون يصبرون على الفقر والحرمان فلا تتهاوى نفوسهم ولا تذل

ولكنَّ قليلين هم الذين يصبرون على ما سيذهب من بين أيديهم من نعمة كانوا فيها منعمين

كثيرون يصبرون على التعذيب والإيذاء فلا يخيفهم ، ويصبرون على التهديد والوعيد فلا يرهبهم

ولكنَّ قليلين هم الذين يصبرون على الإغراء بالرغائب والمناصب والمتاع والثراء

فمن منَّا يعي هذه الحقيقة ويبادر إلى الوقاية في الحالين؟

وإن كانت حالة السراء أشدَّ وآكد ، ومن توكل على الله ورضي وصبر واحتسب كفاه ووقاه

وجعل له من أمره يسرا ومخرجا ، ولا بد أن تعرف ـ أخي المسلم ـ حق المعرفة أنه لا بد أن

تتضح الحقيقة ، ولذا يقول الله

{ أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون }

فلا يكفي أن يقول الناس آمنا ، لا بد أن يتعرضوا للفتنة والابتلاء بالخير والشر

والله ـ عز وجل ـ يعلم ما في القلوب قبل الابتلاء ، ولكن الابتلاء يكشف ما يغيب عن الناس

فتتضح الحقيقة ويتبين الأمر في الواقع ، قال تعالى

{ فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين }

وهذا فضل من الله وعدل وتربية ، فلا يجازى أحد إلا بما استعلن من أمره ، وبما حققه فعله

ولذا قال قتادة " ليعلم الصادق من الكاذب ، والطائع من العاصي ، وقد كان يقال:

إن المؤمن ليضرب بالبلاء كما يفتن الذهب بالنار "

وقد سئل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أي الناس أشد بلاء؟

فقال :" أشد الناس بلاء الأنبياء , ثم الأمثل ثم الأمثل " رواة البخاري .

وعند أحمد والترمذي أنه قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ

" أشد الناس بلاء الأنبياء , ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل "

إذن كلما كان العبد يحذو حذو الأنبياء والصالحين كلما زيد له في البلاء والامتحان

يبتلى الرجل على حسب إيمانه , لأن الإيمان أمانة لا يحمله إلا من هو أهل له

فيصبح عنده القدرة على تحمل تبعات هذا الإيمان ، وفي قلبه تجرد له وإخلاص

وهذا الإيمان يأتي بعده الابتلاء والتحميص ، وهذا ليس تعذيبا وهلاكا لمن يحمل الإيمان

لكنه رفعة لمن ينجح وخسارة لمن يرسب ففينا من ينجح وفينا من يرسب

فالناجح: هو صاحب الإيمان والتقوى والصبر والاحتساب

والراسب: هو ضعيف الإيمان والتقوى ، وهو الذي لا يتحلى بصبر ، بل يجزع ويعترض

على قضاء الله وقدره ـ عياذا بالله ـ ورحم الله الفضيل بن عياض حين قال:

" الناس ماداموا في عافية فهم مستورون , فإذا نزل بهم البلاء صاروا إلى حقائقهم

فصار المؤمن إلى إيمانه , وصار المنافق إلى نفاقه " وصدق الله إذ يقول

{ وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين }

وهذا هو السر في قضية البلاء والابتلاء.

ولنا لقاء إن شاء الله مع وقفة أخرى

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جناب الهضب
10-04-2010, 06:40 AM
لاهنت ياسعيد شايع

المهلهل
10-04-2010, 09:50 AM
اخوي سعيد شايع لاهنت
وجعل الله ذلك في موازين حسناتك

مقبل السحيمي
12-04-2010, 10:24 PM
ذكر لنا رب العزة والجلال امتحان أصحاب الاخدود في القرآن الكريم وقد خيروا بين دينهم وبين حياتهم فاختاروا دينهم. واشار الى ان نصر الله لعباده لا يأتي بسهولة وضرب مثلا بذلك فيما حصل لعباد الله المؤمنين مع فرعون حيث علا في الارض وجعل اهلها متفرقين وافسد فيها بذبح الابناء واستحياء النساء فمن المولى سبحانه على الذين استضعفوا في الارض واعطاهم على ما صبروا الكثير وهذا هو التمحيص في الشدائد الذي يكشف حقائق الناس ويميز الطيب من الخبيث والصادق من الكاذب قال تعالى «ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب»
والشدائد ايضا تميز الاصدقاء الصادقين من اصدقاء المصالح والمنافع كما قال الشاعر مشيرا الى هذا المعنى
جزى الله الشدائد كل خير
عرفت بها عدوي من صديقي
و الابتلاء الذي يصيب العبد المؤمن يرفع درجته كما جاء في الحديث النبوي «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه» وشدد على ان الشدائد التي تقع على المؤمنين تقع على الكافرين من الناس ايضا «ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله» وهي بذلك فيها اقامة الحجة على المتراجعين وفيها مداولة الايام بين الناس وتمحيص للمؤمنين وخذلان للكافرين ودعا الى الأخذ بالكتاب والسنة في جميع شؤون حياتنا وعدم الركون الى الدنيا.


بارك الله فيك شيخنا الفاضل

سعيد شايع
24-04-2010, 08:52 PM
أشكر للجميع مرورهم وتعليقهم

مشاري بن نملان الحبابي
24-04-2010, 09:13 PM
جزاك الله خير يا سعيد ..

نسأل الله أن يجزيك خير الجزاء ..

عوض مهدي آل سعد القحطاني
24-04-2010, 09:50 PM
جزاك البله خير وكتب أجرك

سعيد شايع
04-05-2010, 07:10 AM
أشكر لكما مروركما وتعليقكم
ونسأل الله أن يوفق الجميع لما
يحبه ويرضاه