سعيد شايع
04-04-2010, 07:47 AM
أخي المسلم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الأخير في هذه السلسة التي كانت بعنوان
[ النفس وصور ضبطها ]
ألا وإن استشعار المؤمن للمكاره التي تحفُّ بالجنة ، تتطلب منه هِمَّة عالية تتناسب مع ذلك المطلب العالي
للتغلُّب عليها ، ولن يتحقق ذلك إلا بضبط نفسه أمام تلك الهمة ، فينقيها من كل شائبة تدفع لوجه غير
وجه الله ، أو تعمل عملا على غير هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس لا شك أنهم يفاوتون
بالهِمَم لا بالصور ، والله لا ينظر إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ، وإذا أردت أن تعرف
قدر الرجل فانظر إلى همته
ومن صور ضبط النفس:
الاستعانة بمحاسبتها: قال تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }
إن آيات القرآن لتذكِّر الإنسان بيوم لا مردَّ له ، ففيه تعلم كل ما سعت له وإليه من أعمال
{ علمت نفس ما قدمت وأخرت }
وقال { كل نفس بما كسبت رهينة }
محبوسة بعملها ، مرهونة عند الله بكسبها ، ولا تفك حتى تؤدي ما عليها من الحقوق والعقوبات
قال تعالى:{ لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى }
والإنسان محتاج للتذكر والتذكير بأن هذا اليوم هو يوم العدل المطلق ، فليس فيه ظلم
{ لاَ ظُلْمَ اليَوْمَ }
وليس فيه رخصة للرجوع والاعتذار أو المقايضة كما قال تعالى:
{ رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا ِ}
بل سيجد الإنسان نفسه وبيده كتابه يقرؤه بنفسه ، كما قال تعالى:
{ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً }
ومحاسبة النفس تكون قبل العمل ، كما قال الحسن البصري:
« رحم الله عبداً وقف عند همِّه ؛ فإن كان لله أمضاه ، وإن كان لغيره تأخَّر »
وتكون المحاسبة أثناء العمل ، وذلك باستحضار مراقبة الله في السر والعلن ، وتكون بعده وذلك
باستحضار قوله تعالى:
{ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }
وقوله: { لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ }
قال أحد السلف: « فإذا سأل الله الصادقين عن صدقهم ، فما بالك بالكاذبين ؟ »
هذا هو ضبط النفس وانضباطها
ومن وسائل ضبط النفس:
تنمية الصفات الطيبة فيها حتى يكون لهذه الصفات الغلبة عليها ؛ ذلك مثل:
صفات الحلم ... والكرم ... والتواضع ... والشكر ، وما شابه ذلك ، ولا يكفي في ذلك قراءة كتاب
أو حفظ نصوص ، لكن تحصيلها لا بدَّ له من مجاهدة وتمرُّن وتدريب ؛ فمثلاً:
من أراد أن يكون حليماً ؛ فهذا ينبغي له أن يقوِّي إيمانه .... ويزيد في صبره .... ويكظم غيظه
ويملك نفسه في مواقف الغضب ، قال - صلى الله عليه وسلم - :
« إنما الحلم بالتحلُّم »
ومن خلال ما ذكر نستطيع القول بأن ضبط النفس في مثل هذه الحالة ، يكون بمنعها من التصرف خطأ
في المواقف الطارئة والمفاجئة التي تتطلب قدراً من الشجاعة والحكمة وحسن التصرف ، وبإيجاز:
فضبط النفس يقتضي من المسلم:
أن يتجاوز مرحلة البناء التي يجب ألا تتوقف فيستمر بها إلى آخر رَمَقٍ من عُمْره
قال الله تعالى { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ ..}
فيجب على الإنسان أن يبادر ويكن عضوا فعالا في الخير ، ليرفع سهمه عند الله ، بحسن عمله في
المجتمع ، بإبداعاته وإنجازاته وأفكاره وتوجيهاته ؛ فالمؤمن كالغيث النافع أينما وقع نفع
وكل همِّه أن يسود الخير ، وتنتشر المحبة ، ويشارك في صناعة الحياة
همُّه أن يصبح راحلة يعين في رفع الأثقال عن دين وبلاده ، وليس فقط واحداً يحمل أثقالا يسيء بها
للدين وأهله ، وقد ثبت عند البخاري ومسلم أن النبي – عليه الصلاة والسلام – قال :
« الناس كإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة »
فليحرص الإنسان على أن يكون راحلة ينفع نفسه وينفع دين وأمته ، ينفع العباد ويصلح في البلاد .
هذا ما تيسر طرحه ، وأسأل الله أن يجعله خالصا لوجه الكريم ، وأن ينفع به
وأستودعك الله إلى لقاء آخر ـ بإذن الله ـ تعالى ومع سلسلة أخرى
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الأخير في هذه السلسة التي كانت بعنوان
[ النفس وصور ضبطها ]
ألا وإن استشعار المؤمن للمكاره التي تحفُّ بالجنة ، تتطلب منه هِمَّة عالية تتناسب مع ذلك المطلب العالي
للتغلُّب عليها ، ولن يتحقق ذلك إلا بضبط نفسه أمام تلك الهمة ، فينقيها من كل شائبة تدفع لوجه غير
وجه الله ، أو تعمل عملا على غير هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس لا شك أنهم يفاوتون
بالهِمَم لا بالصور ، والله لا ينظر إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ، وإذا أردت أن تعرف
قدر الرجل فانظر إلى همته
ومن صور ضبط النفس:
الاستعانة بمحاسبتها: قال تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }
إن آيات القرآن لتذكِّر الإنسان بيوم لا مردَّ له ، ففيه تعلم كل ما سعت له وإليه من أعمال
{ علمت نفس ما قدمت وأخرت }
وقال { كل نفس بما كسبت رهينة }
محبوسة بعملها ، مرهونة عند الله بكسبها ، ولا تفك حتى تؤدي ما عليها من الحقوق والعقوبات
قال تعالى:{ لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى }
والإنسان محتاج للتذكر والتذكير بأن هذا اليوم هو يوم العدل المطلق ، فليس فيه ظلم
{ لاَ ظُلْمَ اليَوْمَ }
وليس فيه رخصة للرجوع والاعتذار أو المقايضة كما قال تعالى:
{ رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا ِ}
بل سيجد الإنسان نفسه وبيده كتابه يقرؤه بنفسه ، كما قال تعالى:
{ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً }
ومحاسبة النفس تكون قبل العمل ، كما قال الحسن البصري:
« رحم الله عبداً وقف عند همِّه ؛ فإن كان لله أمضاه ، وإن كان لغيره تأخَّر »
وتكون المحاسبة أثناء العمل ، وذلك باستحضار مراقبة الله في السر والعلن ، وتكون بعده وذلك
باستحضار قوله تعالى:
{ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }
وقوله: { لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ }
قال أحد السلف: « فإذا سأل الله الصادقين عن صدقهم ، فما بالك بالكاذبين ؟ »
هذا هو ضبط النفس وانضباطها
ومن وسائل ضبط النفس:
تنمية الصفات الطيبة فيها حتى يكون لهذه الصفات الغلبة عليها ؛ ذلك مثل:
صفات الحلم ... والكرم ... والتواضع ... والشكر ، وما شابه ذلك ، ولا يكفي في ذلك قراءة كتاب
أو حفظ نصوص ، لكن تحصيلها لا بدَّ له من مجاهدة وتمرُّن وتدريب ؛ فمثلاً:
من أراد أن يكون حليماً ؛ فهذا ينبغي له أن يقوِّي إيمانه .... ويزيد في صبره .... ويكظم غيظه
ويملك نفسه في مواقف الغضب ، قال - صلى الله عليه وسلم - :
« إنما الحلم بالتحلُّم »
ومن خلال ما ذكر نستطيع القول بأن ضبط النفس في مثل هذه الحالة ، يكون بمنعها من التصرف خطأ
في المواقف الطارئة والمفاجئة التي تتطلب قدراً من الشجاعة والحكمة وحسن التصرف ، وبإيجاز:
فضبط النفس يقتضي من المسلم:
أن يتجاوز مرحلة البناء التي يجب ألا تتوقف فيستمر بها إلى آخر رَمَقٍ من عُمْره
قال الله تعالى { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ ..}
فيجب على الإنسان أن يبادر ويكن عضوا فعالا في الخير ، ليرفع سهمه عند الله ، بحسن عمله في
المجتمع ، بإبداعاته وإنجازاته وأفكاره وتوجيهاته ؛ فالمؤمن كالغيث النافع أينما وقع نفع
وكل همِّه أن يسود الخير ، وتنتشر المحبة ، ويشارك في صناعة الحياة
همُّه أن يصبح راحلة يعين في رفع الأثقال عن دين وبلاده ، وليس فقط واحداً يحمل أثقالا يسيء بها
للدين وأهله ، وقد ثبت عند البخاري ومسلم أن النبي – عليه الصلاة والسلام – قال :
« الناس كإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة »
فليحرص الإنسان على أن يكون راحلة ينفع نفسه وينفع دين وأمته ، ينفع العباد ويصلح في البلاد .
هذا ما تيسر طرحه ، وأسأل الله أن يجعله خالصا لوجه الكريم ، وأن ينفع به
وأستودعك الله إلى لقاء آخر ـ بإذن الله ـ تعالى ومع سلسلة أخرى
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته