المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلقمية داء ينخر جسم الأمة العربية والإسلامية


شاهين العسيري
30-03-2010, 01:43 PM
بقلم: محمد شركي

ليس من قبيل الصدفة أن يكون اسم الرجل الذي مثل قمة الخيانة في الأمة العربية والإسلامية منسوبا للعلقم أو الحنظل لما في الخيانة من طعم مر لا يستساغ. ويكاد اسم الخيانة أن يختفي من القاموس ليحل محله اسم العلقمية. لقد سن ابن العلقمي سنة الخيانة السيئة ، وباء بوزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة .

ومهما تحاول بعض الجهات تسليط الضوء على الأعداء البارزين لتغض الطرف عن العلقمية وهي فئة الأعداء المتوارين ، فإن العلقمية آفة وجائحة لا ينفع معها غض طرف ، أو إسقاط من حساب لأنها سلاح الأعداء ضد الأمة . وإذا كان لا بد من مواجهة الأعداء بتدمير أسلحتهم ، فلا مناص من تدمير سلاح العلقمية قبل غيره من الأسلحة لأنه أهم سلاح يستخدمه الأعداء لغزو ثغور الأمة ، وتثبيت احتلاله لها . فإذا ما تأملنا الخريطة الجغرافية للوطن الإسلامي والعربي فلا نكاد نجد قطرا من هذا الوطن بدون سلالة علقمية تقود الأعداء إلى مقاتل الأمة . والعلقمية في وطننا العربي والإسلامي تأخذ أشكالا تتراوح بين بيع الذمة بعرض الدنيا الزائل ، وبين الثأر من الأمة بسبب عقيدة فاسدة لفظتها الأمة ، وظلت تعمل في سرية وتقية تتربص بالأمة للنيل منها انتقاما من لفظ ورفض الأمة لها .

والأعداء لا يقبلون على غزو واحتلال الوطن العربي والإسلامي إلا بعد دراسة جذور العلقمية فيه . فقد يستخدمون علقمية الدرهم والدينار في بعض مراحل الغزو ، ولكنهم يركزون على علقمية الثأر العقدي الحاقد على الأمة لأنها العلقمية التي تتطابق مصالحها كل التطابق مع مصالح الأعداء وعلى رأس هذه المصالح تدمير الأمة التدمير الشامل.

وليتأمل معي المواطن العربي والمسلم الرقعة الجغرافية التي يعيش فوقها ليجد أن لكل رقعة علقميتها التي تحمي وتصون مصالح الأعداء ، وهي ألد من الأعداء على الأمة. وإذا ما كانت علقمية المال إنما تضم بين أحضانها اللصوص وقطاع الطرق والصعاليك الذين يعبدون الدرهم والدينار ، وهم من حثالة الناس ورعاعهم ، فإن علقمية الحقد العقدي إنما تضم الحاقدين الحقد المرعلى دين الأمة الذين يحملون إرثا ثقيلا من الحقد عبر حقب تاريخية طويلة في جيناتهم ودمائهم الملوثة تماما كما يحمل الأعداء العداوة والبغضاء في جيناتهم ودمائهم النجسة لقرون طويلة .

لقد حمل نسل القردة والخنازير من بني صهيون الحقد الأسود في دمائهم قرنا بعد قرن لمدد تاريخية طويلة حتى جاء وقت الكشف عن هذا الحقد من خلال ممارسات غير مسبوقة في تاريخ الحقد . ولقد عاش اليهود بين ظهرانينا لقرون ، وتنعموا بخيراتنا ، ووفرنا لهم الحماية ، وحضنا عداوتهم لنا في محاضننا ، وأحطناها بالعناية والرعاية حتى فقست ، وها نحن نصطلي بنارها . وكما حصل لنا مع اليهود الأعداء فإننا قد حضنا أيضا بين أحضاننا مختلف العلقميات ، وأخبثها علقمية العقائد الحاقدة الفاسدة التي عاشت بيننا متوارية متسترة بالتقية تضخ دماء البغضاء في سلالتها جيلا بعد جيل منتظرة أن تحين فرصة الخروج من التقية إلى العلن .

وها قد آن أوان العلن للعلقمية في وطننا العربي حيث توسطت بين الأعداء من حفدة وسلالة القردة والحنازير وبين الأعداء من حفدة عباد اللهب لتصب حقدها على الأمة صبا ، وتعيث في وطن الأمة فسادا انتقاما لعقيدتها الفاسدة التي يقوم أساسا على الحقد والكراهية .إن الأمة وهي تخوض حروبها ضد الأعداء البارزين من صليبيين وصهاينة إنما تهدر الجهد لأن عليها أولا أن تستأصل شأفة العلقمية فيها لتقطع على الأعداء سبل ركوب هذه العلقمية التي تساكن الأمة ، وتنقل دقائق أمورها إلى الأعداء بكل التفاصيل ، وتدلهم على المقاتل القاتلة للأمة . لن ينفع الصمت عن العلقمية ولا عما تحوكه من مؤامرات ، ولن يكون أبد الآبدين أبناء العلقمي من جنسنا ولا من طينتنا بل هم العدو ،وأشرس من العدو لأن العدو يظهر العداوة ، وهم يبطنونها ، وقد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر.