تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : .. رحلة حياة ..


فواز أبوخالد
28-03-2010, 01:05 PM
.. رحلة حياة ..


مضت سنة وأخرى على تخرجه من الثانوية وما ترك بابا إلا وطرقه

ولم يعد إلا بخفي حنين , تحطمت آماله على سواحل

الواسطة والمحسوبية , كان يحس الأيام تركض وهو لم يحقق شيئا

من أحلامه , يرى في عيني والديه نظرة الإشفاق والرحمة فكانت تعذبه

أكثر مما تواسيه , ضاقت به الأرض بما رحبت , فقرر الهجرة من

الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي حيث شركات النفط والفرصة أكبر , جمع

أوراقه وشهاداته وبعد يوم شاق صلى العصر في الجامع ثم ودع أمه وأباه وأشقائه ,

ركب سيارته وأخذ يتفحص منازل الحي بنظرة توحي بأنها نظرة

الوداع الأخير , توقف عند أحد المنازل وأطال النظر فيه وكأنه يبث

أشواقه إلى ساكنيه ,





إنطلق والأمل يحدوه أن يجد عملا يعيده للحياة مرة أخرى , سافر

حاملا أماني السعادة وأحلامه الوردية , وما إن بدأ البنيان ينفسر عنه

وهو يدخل في عمق الصحراء حتى بدأ الليل يسابقه إليها قادما من الشرق ,

يبتلع كل مامر عليه فابتلع تلك السيارة وصاحبها , إتشحت الدنيا بالسواد

فلم يعد يرى إلا نجوم السماء من على يساره , وأضواء محطات الوقود

من على يمينه , تجاوز أول محطة ولم يلتفت إليها , ولاحت له من بعيد أخرى

فتردد في الوقوف عندها , ثم قرر تجاوزها على أمل أن يصل

لأفضل منها , طريق طويل سرمدي في ليلة باردة مظلمة , أنوار السيارات

تظهر من بعيد فجأة فيسعد لرؤيتها ثم تقترب فيأنس بها وينشرح لها صدره ,

ثم تفارقه مبتعدة فيشعر بالكآبة , في بداية مشواره كانت السيارات متفرقة

وقليلة جدا , ثم بدأت تنقطع عنه بالتدريج حتى تلاشت كليا

فأحس بالوحدة والوحشه , وكأن آماله تنقطع معها , سار وسار

وبدأ الأمر يثير إستغرابه فقد إنقطعت عنه جميع الانوار وبدأ كأنه

يبحر في بحر لجي , ولم يعد يرى أي أنوار,

لا سيارات ولا محطات وقود بل حتى القرى لم يعد لها أي أثر ,

وبدأ الخوف يدب في أوصاله , وندم على إضاعته الفرصتين

لتعبأة الوقود , ثم أخذ يشجع نفسه إنها ليال الشتاء , ربما سوء الأحوال

الجوية تسبب في انقطاع الكهرباء , وخزه الجوع فتذكر أنه لا يحمل معه

أي مؤونة , إستمر في رحلته وحيدا وبدأ يشغل باله وقود سيارته فأرتعب

من فكرة نفاده قبل أن يصل لأي مكان , ازداد قلقا وخوفا ,إستمر في رحلته

واخذت الشكوك تساوره هل هو على الطريق الصحيح

أم أنه سلك الطريق الخطأ فأزداد رعبا ,





إجتمعت عليه ظلمة الليل وبعد المسافة مع الوحدة والخوف , مصحوبة

بالبرد والجوع فتضاعفت معاناته , استمر في رحلته عله

يجد قرية تؤانسه أو نورا يعيد الأمل إليه , واصل قيادته واخذ يحدث نفسه

لو كنت على الطريق الصحيح أين القرى بل أين العاصمة هل تلاشت فجأة

كغيرها , يا الله العاصمة , إذا إختفت فأين يذهب المحتاج وبمن يلوذ الخائف ,

يفترض أني قد وصلت إليها , إستمر في سيره وأستمرت همومه معه

وهو يأمل برؤية العاصمة لعلها تكون طوق النجاة , جاهد نفسه

حتى أيس من رؤيتها , فتابع رحلته بإتجاه الشرق ,





أجهده السفر وبلغ منه الإعياء مبلغه فأخذته إغفائه وهو يقود سيارته ولم ينتبه

الإ بعد خروجه من على الطريق , كاد أن يهوي على أثرها في مجرى

أحد الاوديه , أوقف سيارته وأحكم إغلاق الأبواب وقرر إنتظار الصباح

والمبيت بداخلها , لم ينتبه من نومه إلا وحرارة الشمس تلسع وجهه , رفع

رأسه وإذا البحر أمامه , يمتد إلى مالا نهاية , لم يستوعب ,

أغمض عينيه , هز رأسه بعنف , مسح عينيه , عدل

مرآة سيارته , نظر فيها , فهاله البياض الذي يكسو شعره .





.......... فواز أبوخالد .


...............

منصور العبدالله
04-04-2010, 08:34 AM
للحجز فقط ( رائع اخوي فواز ابو خالد ...موضوع جميل وسأقوم لاحقا بالرد والمشاركة )

ابن عياف
04-04-2010, 10:45 AM
قصة رائعه لمن كانت تحدوه

آمال

كبيرة

في الحياة ( مستقبل ، مسكن ، زوجه )

تلاشى بعضها

أو لم يتحقق

ولم ينتبه إلا والشيب يكسو رأسه

مردداً

بلسانه

(( يازمن مسرعك علينا ))

مشاري بن نملان الحبابي
04-04-2010, 11:56 AM
قصة أكثر من رائعة ..

أشكرك جزيل الشكر ..

فواز أبوخالد
05-04-2010, 02:09 PM
للحجز فقط ( رائع اخوي فواز ابو خالد ...موضوع جميل وسأقوم لاحقا بالرد والمشاركة )



جزاك الله خير وبارك الله فيك

أخي منصور العبدالله

وأنا بإنتظار مشاركتك


تحيااااااااااااتي لك .


.........

@ابوريان@
06-04-2010, 10:42 PM
فواز أبو خالد

تحياتي لك

فواز أبوخالد
07-04-2010, 07:03 PM
قصة رائعه لمن كانت تحدوه

آمال

كبيرة

في الحياة ( مستقبل ، مسكن ، زوجه )

تلاشى بعضها

أو لم يتحقق

ولم ينتبه إلا والشيب يكسو رأسه

مردداً

بلسانه

(( يازمن مسرعك علينا ))




أشكرك يابن عياف على

قرائتك المميزة للنص

تحيااااااااتي لك .

فواز أبوخالد
13-04-2010, 01:35 AM
قصة أكثر من رائعة ..

أشكرك جزيل الشكر ..



بارك الله فيك أخي مشاري

على المشاركة والتشجيع ..


تحيااااااااااتي لك .



...........

فواز أبوخالد
22-04-2010, 01:05 AM
فواز أبو خالد

تحياتي لك




الله لايهينك أخي أبو ريان

على مشاركتك .





.........

فواز أبوخالد
07-05-2010, 06:21 PM
.. رحلة حياة .. ( مع بعض التعديل )


مضت سنة وأخرى على تخرجه من الثانوية , ما ترك بابا إلا وطرقه

ولم يعد إلا بخفي حنين , تحطمت آماله على سواحل

الواسطة والمحسوبية , كان يحس الأيام تركض وهو لم يحقق شيئا

من أحلامه , يرى في عيني والديه نظرة الإشفاق والرحمة فكانت تعذبه

أكثر مما تواسيه , ضاقت به الأرض بما رحبت , فقرر الهجرة من

الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي قاطعا ألف ميل أو تزيد , حيث شركات

النفط والفرصة أكبر , جمع أوراقه وشهاداته , يوم الوداع ,

خيم الحزن على العائلة , بعد يوم شاق صلى

العصر في الجامع , ودع أمه وأباه وأشقائه ,

ركب سيارته , أخذ جولة في الحارة , تفحص منازل الحي بنظرة توحي أنها

نظرة الوداع الأخير , توقف عند أحد المنازل , أطال النظر فيه كأنه يبث

أشواقه إلى ساكنيه ,



إنطلق والأمل يحدوه أن يجد عملا يعيده للحياة مرة أخرى , سافر

حاملا أماني السعادة , وأحلامه الوردية , وما إن بدأ البنيان ينفسر عنه

وهو يدخل في عمق الصحراء حتى بدأ الليل يسابقه إليها قادما من الشرق ,

يبتلع كل مامر عليه فأجتاحه الظلام وسيارته , إتشحت الدنيا بالسواد , تلاشت

ملامح الصحراء , جبالها , أوديتها , كثبانها الرملية , بدت كأنها سراب ثم

أختفت , لم يعد يرى إلا نجوم السماء من على يساره , تزداد توهجا مع

الوقت , وأضواء محطات الوقود

من على يمينه , بأنوارها الساطعة , تجاوز أول محطة ولم يلتفت إليها ,

ولاحت له من بعيد أخرى , تردد في الوقوف عندها , ثم قرر تجاوزها على أمل

أن يصل لأفضل منها , طريق طويل سرمدي في ليلة باردة مظلمة , أنوار

السيارات تظهر من بعيد فجأة فيسعد لرؤيتها ,ثم تقترب فيأنس بها وينشرح

لها صدره , حتى يؤذيه نورها , ثم تفارقه مبتعدة فيشعر بإنقباض في صدره

لايعلم سببه , في بداية مشواره كانت السيارات متفرقة

وقليلة جدا , ثم بدأت تنقطع عنه بالتدريج حتى تلاشت كليا

فأحس بالوحدة والوحشه , وكأن آماله تنقطع معها , سار وسار

وبدأ الأمر يثير إستغرابه فقد إنقطعت عنه جميع الانوار وبدأ كأنه

يبحر في بحر لجي , لا سيارات , لا محطات وقود , بل حتى القرى لم يعد لها

أثر ,بدأ الخوف يدب في أوصاله , وندم على إضاعته الفرصتين

لتعبأة الوقود , ثم أخذ يشجع نفسه إنها ليال الشتاء , ربما سوء الأحوال

الجوية تسبب في انقطاع الكهرباء , وخزه الجوع فتذكر أنه لا يحمل معه

أي مؤونة , إستمر في رحلته وحيدا وبدأ يشغل باله وقود سيارته فأرتعب

من فكرة نفاده قبل أن يصل لأي مكان , ازداد قلقا وخوفا ,إستمر في سيره ,

واخذت الشكوك تساوره , هل هو على الطريق الصحيح

أم أنه سلك الطريق الخطأ فأزداد رعبا ,



تكالبت عليه , ظلمة الليل وبعد المسافة مع الوحدة والخوف , يرافقها

البرد والجوع , يؤججها إحتمال الضياع , فتضاعفت معاناته , استمر في

رحلته عله يجد قرية تؤانسه أو نورا يعيد الأمل إليه , واصل قيادته واخذ

يحدث نفسه , لو كنت على الطريق الصحيح أين القرى , بل أين العاصمة ,

يفترض أني وصلت اليها , هل إختفت فجأة , كغيرها , يا الله العاصمة , في

محنتي هذه إذا خاب ظني بها , فأين أذهب وبمن ألوذ , إستمر في سيره

وأستمرت همومه معه , و لا زال يأمل برؤية العاصمة لعلها تكون طوق

النجاة , جاهد نفسه حتى أيس من رؤيتها , فتابع رحلته بإتجاه الشرق ,



أجهده السفر وبلغ منه الإعياء مبلغه , فأخذته إغفائه , وهو يقود

سيارته , لم ينتبه الإ بعد خروجه من على الطريق , كاد أن يهوي

على أثرها في مجرى أحد الاوديه , أوقف سيارته وأحكم إغلاق

الأبواب وقرر إنتظار الصباح والمبيت بداخلها , لم ينتبه من نومه

إلا وحرارة الشمس تلسع وجهه , رفع رأسه وإذا البحر أمامه ,

يمتد إلى مالا نهاية , لم يستوعب ,أغمض عينيه , هز

رأسه بعنف , مسح عينيه , عدل مرآة سيارته ,

نظر فيها , فهاله البياض الذي يكسو شعره .


............